المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جاذبية الأقلام النسائية


جاسم القرطوبي
07-10-2009, 10:58 PM
تجذبني بعضُ الأقلام ِ النسائيةِ لا سيما منها تلك التي تنزفُ لنا من مشاعرِها وجعُ النايات ، وترسمُ لغلاءِ دموعنا أعذبَ التخفيضات ِ .فكلنا يعلم أن البنت منذُ بدءِ خلقَـتِها إلى أوجِّ فترة ِ مراهقَـتِها تختلجها مشاعرٌ تُـخْضِعُ قساوةَ الأفئدة وصلابة َ الرجولة كلـِّها بل ومعاناةَ الحياةِ نفِسها ،والمرأة على حد سواء احتوت العناصر الجمالية ضمن القسمة الإلهية ففي التنزيل :" أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ " (الزخرف، 18)
بيد أن هذه الأقلام بدئت تتغير نظرا للتغيرات الفسيولوجية للمرأة فشتان بين أمس والأمس .
ولتسمحوا لي جميعا في أن أذكر هذا المثال قبل تتمة هذا المقال : كان الناس سابقا أشد قوة وحزم من يومنا فرجل الكهوف مثلا ليس كرجل (الاستايل) الذي يعيش في القرن الحالي ؛ فكان رجل الكهف ربما يخرج من كهفه ليقتات فيرجع فإذ بأسد في كهفه فيضطر لمقارعته ومصارعته صراع الخلود وخلود البقاء ، وكانت المرأة في درجة قوة ورباطة جأش مساو للرجل ولكن حباها الله تعالى ما يميزها أيضا .
اليوم أصبحتِ المرأةُ وزيرة ً ومديرة ً ومتقلدة ً لبعض ِ المناصب وتَوَجَّبَ عليها أن لا تُظهر ضعفها - مشاعرها - في خضم حياة يسود بها شعارا باطنيا البقاء للأقوى لكي لا تستغل أو تكشف خططها العسكرية - إن جاز لي التعبير - فاختل جانب حيوي لا تستقيم الحياة بدونه...
لا استهين بعقل المرأة ولا بقوة أسلحتها وضراوة قتالها وإن كانت وحيدة في معمعة خميس جرار ولكن أستهجن محاولة إخفاء حلاوة أسلوبها المنعكس من طبيعتها لكتابتها في صراع إثباتها لذاتها .
وأستغربُ من فقدها لتوازنها بعض الشئ إذا ما حاول ذكر منافسها في غريزة أودعها الله في كوامنها .
وإليكم أيضا استهجانٌ آخرُ مني واستغرابٌ : فالاستهجانُ ما قرأتُهُ في إحدى المطبوعات الدورية أنه حدث في دولة عربية أن تقدمت إحدى جمعيات النساء بدعوى على طائفة من الجنس الثالث بحجة أنهم باستخدامهم لزينة المرأة وماكياجها يصبحون أجمل صورة وأنضر إشراق محيا من النساء أنفسهن فلذلك تقدمت الجمعية بالاحتجاج غيرة . وأستغرب من تلذذ بعض النساء ببكاء بعض الرجال أو رؤيتهن للكلاسيكية في دموعهم بينما حاصل الأمر في الحالتين أن الرجل وإن ملحت بعض قسماته فقريبا جدا ستتغير وسامته وسيغني متأسفا يا ليت الشباب يعود يوما كغنائه مستهزئا (تعيرني بالشيب وهو وقار) وليس الأمر هكذا فحسب بل سيعرف جيدا معنى بيت الشاعر بالملح : يا معشر القرّاء يا ملحَ البلد =من يصلح الملح إذا الملح فسد.. وحسبهن فخرا وفخارا عن كلامنا ودفاعنا قول المصطفى : يا أنجشة رفقا بالقوارير.. وأما البكاء فلا شك أن الرجل إذا بكى - حقيقة لا ادعاء - فليس بكاءه إلا لأمر عنده أشد من انطباق السموات على الأرض وأعتى من سحق بينهما ما لا ينسحق منا أبدا وهو عجب الذنب ، مع كامل تسليمنا أن المرأة فبكاءها لشدة رقتها ولطافتها ولخلوص قلبها ولصدق عواطفها ..
كالعادة تبقى هذه همسات خطرت علي فسجلتها على دفتر ملاحظات هاتفي ووضعتها بين يديكم لنناقشها فأستفيد منكم ما أصحح به غلطي ومغالطتي أو لأجد موافقا لي فأميز الصواب من عدمه ..مساءكم كفرحتي بوجودكم هنا

إبراهيم الرواحي
09-10-2009, 08:16 AM
جيد وصحيح ما ذكرت هنا أخي جاسم

المرأة زمان.. والمرأة اليوم

الرجل زمان .. الرجل اليوم

شكرا لك

جاسم القرطوبي
09-10-2009, 07:17 PM
شاكر للرواحي التعليق والمرور