المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حبٌّ مستعار . .


يوسف الكمالي
20-01-2012, 03:52 PM
- حرصتُ في كل ساعةِ ميلادٍ تطل عليَّ بسنة جديدة، أن أختبر قلمي فيما بلغهُ من تجربة شعرية . .
فالسنة الماضية كان اختباري مع قصيدة "جهل المشاعر" .. التي حصلتُ بها فيما بعد -توفيقًا- على المركز الثاني في جائزة راشد بن حميد للإبداع الأدبي.
أما هذه السنة فقد قررتُ أن أدخل لجانًا أخرى في التقييم، على نطاق أوسع،

وجاء اختباري بعنوان/ حبٌّ مستعارْ ،


حبٌّ مستعارْ !

عاذلي فيكَ، في هواكَ غريقُ
لا يريدُ النجاةَ، بل لا يطيقُ!

سرِحٌ فيكَ أن يفكَّ سراحي
مِنْ مُحيَّاك، ثمَّ لا يستفيقُ

مِنْ بريقٍ يتيهُ فيهِ، ومالي
عنْهُ إلا في مقلتيَّ بريقُ

أنا كالليْلِ والشَّوارعُ ملأى
في حشى الصَّمْتِ، والفضاءُ طليقُ

لقيامِ المِتْرَيْنِ أرفعُ رأسِي
قِصَرًا، والوَجْدُ فِيَّ عميقُ!

لا تلُمْنِي والشَّوْقُ يُرْبِكُ أمْنِي
في طريقي، إن قلتُ: أينَ الطَّريقُ؟

أدَّعِي التِّيهَ كي أبوءَ بِوَصْلٍ
مِثْلَما يدَّعِي الوِدادَ مليقُ!

لأوري بالصوْتِ عن عمقِ نبضي
إذ يورِّي عن الخواءِ الأنيق

لَيْسَ عيبًا بوْحُ المحبَّةِ لَكِنْ
لَمْ نُعَوَّدْ عليهِ، هذا المعيقُ!

وترٌ، قيثارةٌ، ذكرياتٌ
وظلامٌ، وشاطئٌ وحليقُ

رسْمَةُ الحبِّ هذهِ أشعرتْنا
أنَّهُ بالرِّجالِ ليسَ يليقُ!

فصَهِيلٌ في جدِّهِ وَهَدِيلٌ
ونعيقٌ في هزلِهِ ونهيقُ

وخريفٌ أرواحُهُ ساقِطاتٌ
شفقُ الحبِّ مِنْ دِماهُ يريقُ

وربيعٌ إسبالهُ خيلاءً
يتوضَّا نداهُ قلبٌ رقيقُ

كلُّها مستعارةٌ لكلامٍ
أصلُهُ في شِفاهِنا مخلوقُ!

ربَّما حاذرَ المُقَيَّدُ حرًّا
بينَ قَوْمٍ جمودُهم مرموقُ

أن ينادي حبيبَهُ "يا حبيبي"
فينادي شعورَهُ التَّفْسيقُ!

وأغانٍ يا حبَّذا الفُحْشُ فيها
اسْمُهُ المُستعارُ فنٌّ عريقُ

لَيْتها تُذْهِبُ الهمومَ، ولكنْ
تُذْهِبُ العَقْلَ وَهْيَ همٌّ وضِيقُ

ودليلٌ على انعدامِ دليلٍ
في فؤادِ الذي إليه تروقُ

أطموحٌ إلى الرِّيادةِ بالعِلْـ
ـمِ شبابٌ من الغرامِ شفيقُ؟!

ألقُ الشُّوْقِ مِنْ قصائدِ شَوْقِي
صبَّهُ هاهنا الفراغُ السَّحيقُ

لكمُ اللهُ من يُسابِقُ عُمْرًا
هو بالموْتِ - آخرًا- مسبوقُ؟!

سارِقو ضِحْكَةٍ يفوحُ بُكاها
غَدُهُمْ مِنْ إداركِهِمْ مسروقُ!

رُبَّ فَذٍّ ما حرَّكَتْهُ صلاةٌ
ملَّهُ الثناءُ والتَّصْفِيقُ

مَنْ لهُ يومَ يَسْكُنُ اللَّحْدَ فردًا
لا شفيعٌ ولا حميمٌ صديقُ؟

النَّجاحُ الغربيُّ ما هوَ إلا
شُهْرَةٌ كأسُ خمْرِها التَّحْقيقُ!

بين أرضِ الإخلاص والروحِ حالتْ
كمضيقٍ بالمخلصينَ يضيقُ

فاحْمَدِ اللهَ يا أنا أنَّ أرضًا
أنْجَبَتْنا على الأذانِ تُفيقُ

بَيْنَ أهلٍ محافظينَ كرامٍ
السَّما دونَ صَفْوِهِمْ والشُّروقُ

المعاصي تموتُهُمْ وعزاها
أنَّ بعضَ الصُّدُورِ مِنْهُمْ تضيقُ

يا أبي أنت منطقي وبياني
مِنْ مُحيَّاك ينبُعُ التَّصْدِيقُ

يا صديقي، ويا أخي، ورفيقي
نِعْمَ أنت الأخُ الصديقُ الرَّفيقُ . .

مَطْلَعُ الحرْفِ من صميمِ محبٍّ
إنْ نجا ماتَ، وَهْوَ فيكَ غريقُ !


يناير/2012

سالم الوشاحي
20-01-2012, 05:47 PM
أخي العزيز يوسف الكمالي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسعدني أن أكون أول الواصلين لهذه

القصيده الرائعه والمتميزه ...

صح السانك ولاهان منطوقك

قصيدة فاخره تكتب بماء الذهب

لتعلق على جدار قلوبنا .. قلت فأجدت

العزف إيها الأصيل .

محمود النبهاني
20-01-2012, 06:23 PM
دائما تتحفنا باللغة الأدبية المميزة
ليس لي لدي إلى أن أسأل الله لك التوفيق وتمثل بلادك في المحافل الدولية

عبدالله الراسبي
20-01-2012, 07:31 PM
اخي العزيز يوسف الكمالي كلام جميل جدا تسلم على هذه الابيات الرائعه تقبل تحياتي

يوسف الكمالي
20-01-2012, 08:23 PM
أستاذي الغالي سالم /

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،

بل يسعدني أنا أن أراك وقد شغلت أول فراغ بعد الأبيات، فكأنما ذيَّلتها بإشعاعِ حرفك لتغار منها الشمس ^^

أتشرف بهذا القدر من التقدير، وأسعد بتلك الكمية من التحفيز ،

وأشكرك على ذوقك الرفيع ،

يوسف الكمالي
20-01-2012, 08:28 PM
أستاذي القدير . .

الأديب الكبير/ محمود النبهاني

بل أنت من يتحفنا دائمًا بحروفه الصادقة . .

ولا أملك إلا أن أقول "آمين"

وهذه الابتسامة ،

(=

سليم العميري
21-01-2012, 11:44 AM
لَيْتها تُذْهِبُ الهمومَ، ولكنْ
تُذْهِبُ العَقْلَ وَهْيَ همٌّ وضِيقُ


لكمُ اللهُ من يُسابِقُ عُمْرًا
هو بالموْتِ - آخرًا- مسبوقُ؟!

ماشاء الله عليك
أخي
وأستاذي الفاضل يوسف الكمالي
أسعدك ربي أجدت وابدعت

استوقفتني
أبياتك متاملا
فما أروعها من حكم
صبت في قالب الشعر
مَنْ لهُ يومَ يَسْكُنُ اللَّحْدَ فردًا
لا شفيعٌ ولا حميمٌ صديقُ؟



فاحْمَدِ اللهَ يا أنا أنَّ أرضًا
أنْجَبَتْنا على الأذانِ تُفيقُ

بَيْنَ أهلٍ محافظينَ كرامٍ
السَّما دونَ صَفْوِهِمْ والشُّروقُ

المعاصي تموتُهُمْ وعزاها
أنَّ بعضَ الصُّدُورِ مِنْهُمْ تضيقُ

يا أبي أنت منطقي وبياني
مِنْ مُحيَّاك ينبُعُ التَّصْدِيقُ

يا صديقي، ويا أخي، ورفيقي
نِعْمَ أنت الأخُ الصديقُ الرَّفيقُ . .

مَطْلَعُ الحرْفِ من صميمِ محبٍّ
إنْ نجا ماتَ، وَهْوَ فيكَ غريقُ !

فحقا
تتسابق أبياتك
الى مخيلة متذوقها

حفظك
ربي ورعاك نبراسا
يضيئ دروب الشعراء
تقبل أرق تحياتي

يوسف الكمالي
21-01-2012, 04:18 PM
اخي العزيز يوسف الكمالي كلام جميل جدا تسلم على هذه الابيات الرائعه تقبل تحياتي

سلمك الله أستاذي عبدالله،

حُيِّيت ..

خليل عفيفي
22-01-2012, 05:17 AM
أخي يوسف الكمالي
قرأت النص ذات مرة
وها أنذا أعيد قراءته
وسأقرؤه مرات
ودي لك أيها المتألق

يوسف الكمالي
22-01-2012, 07:52 PM
لَيْتها تُذْهِبُ الهمومَ، ولكنْ
تُذْهِبُ العَقْلَ وَهْيَ همٌّ وضِيقُ


لكمُ اللهُ من يُسابِقُ عُمْرًا
هو بالموْتِ - آخرًا- مسبوقُ؟!

ماشاء الله عليك
أخي
وأستاذي الفاضل يوسف الكمالي
أسعدك ربي أجدت وابدعت

استوقفتني
أبياتك متاملا
فما أروعها من حكم
صبت في قالب الشعر
مَنْ لهُ يومَ يَسْكُنُ اللَّحْدَ فردًا
لا شفيعٌ ولا حميمٌ صديقُ؟



فاحْمَدِ اللهَ يا أنا أنَّ أرضًا
أنْجَبَتْنا على الأذانِ تُفيقُ

بَيْنَ أهلٍ محافظينَ كرامٍ
السَّما دونَ صَفْوِهِمْ والشُّروقُ

المعاصي تموتُهُمْ وعزاها
أنَّ بعضَ الصُّدُورِ مِنْهُمْ تضيقُ

يا أبي أنت منطقي وبياني
مِنْ مُحيَّاك ينبُعُ التَّصْدِيقُ

يا صديقي، ويا أخي، ورفيقي
نِعْمَ أنت الأخُ الصديقُ الرَّفيقُ . .

مَطْلَعُ الحرْفِ من صميمِ محبٍّ
إنْ نجا ماتَ، وَهْوَ فيكَ غريقُ !

فحقا
تتسابق أبياتك
الى مخيلة متذوقها

حفظك
ربي ورعاك نبراسا
يضيئ دروب الشعراء
تقبل أرق تحياتي


دعني لا أجاملك فأقول: ردك قدوة

اقتباس وتعقيب وتحديد مواطن الإعجاب، وحتى لو كان فيه من النقد وإبداء وجهة نظر مخالفة فإنه مثل هذا التحديد هو المثمر المفيد . .

أما إطلاق كلمات أشبه بالقوالب الجاهزة تصلح لكل نص ولكل كاتب، فهذا حقيقةً يجب ألا يأخذ أنفاسه من هواء هذا المنتدى،

شكرًا لك أستاذي العزيز سليم

وزادك الله أدبًا وعلما . .

علي الكمزاري
22-01-2012, 10:51 PM
السلامُ عليكم , ,

لن أطرحَ قصيدتي قبل أن أرد

مدخل :
مـا أحوجنا لِمثلِ هذه الروائع
> لِندركَ أننا ما زلنا أطفالًا بعالمِ الشعر !

اعذرني صديقي و اسمح لي أن أناديكَ بأستاذي الفيلسوف . .

عاذلي فيكَ، في هواكَ غريقُ
لا يريدُ النجاةَ، بل لا يطيقُ!

مررتُ على المطلع مرور الكرامِ فوا أسفا !!
و لما تمعنتُ بهِ أدركتُ موطن الجمال الذي أضعته ,

أولًا: قلت عاذل , ثم لا يريد النجاةْ , ثم لا يطيقُ !
صدقًا . . أنت مجرم مجرم .

تدرج عجيب غريب عبقري > رفقا بأعصابنا فنحنُ من لا يطيق ^ <

أنا كالليْلِ والشَّوارعُ ملأى
في حشى الصَّمْتِ، والفضاءُ طليقُ

لقيامِ المِتْرَيْنِ أرفعُ رأسِي
قِصَرًا، والوَجْدُ فِيَّ عميقُ!

جميييل
البيتُ الأول رأيتُ بهِ السياب =)

لا تلُمْنِي والشَّوْقُ يُرْبِكُ أمْنِي
في طريقي، إن قلتُ: أينَ الطَّريقُ؟

الله
برأيي هُنا تبدأ ذروة القصيدة ,

أدَّعِي التِّيهَ كي أبوءَ بِوَصْلٍ
مِثْلَما يدَّعِي الوِدادَ مليقُ!
أحبكَ يا رجل ؛
أنت بهذا التشبيه أكبر د آ آ آ هـية !!!
> أي عقلٍ أي عاشقٍ أي شاعرٍ أنتْ ؟

يدعي التيهَ طلبًا للوصل ! ~ سبحان الله
و أحسنت بأختيار كلمة الوداد (أصبح البيت متوازنًا)

لَيْسَ عيبًا بوْحُ المحبَّةِ لَكِنْ
لَمْ نُعَوَّدْ عليهِ، هذا المعيقُ!

وترٌ، قيثارةٌ، ذكرياتٌ
وظلامٌ، وشاطئٌ وحليقُ

رسْمَةُ الحبِّ هذهِ أشعرتْنا
أنَّهُ بالرِّجالِ ليسَ يليقُ!

رآآآئع
فلسفة عذبة (البيت الثاني محلول فوق مشبع من العذوبة^ ^) إن صح التعبير !

قولك (رسمة الحب) حافظ على الجو الموسيقي الهادِئ
على الرغم من أن أبيات الحكمة و الفلسفة نادرًا ما نراها بهذه الصورة الحلوة .

وخريفٌ أرواحُهُ ساقِطاتٌ

أعجبني هذا الشطر ~ لم أقرأ لهُ نظيرًا حتى الآن !

سارِقو ضِحْكَةٍ يفوحُ بُكاها
غَدُهُمْ مِنْ إداركِهِمْ مسروقُ!

وآآآو

مَطْلَعُ الحرْفِ من صميمِ محبٍّ
إنْ نجا ماتَ، وَهْوَ فيكَ غريقُ !

نعم المطلعُ و الخاتمةُ . .

لن أزيد و الصَمتُ أجدرُ بقصيدتك مِن تقصير مَنطِقنا :

فالصمتُ في حرم الجمالِ جمالُ

~

يوسف الكمالي
23-01-2012, 01:09 AM
دعني أقول كلمة قبل أن أؤجل موعدي معك

أنت ميزانٌ جديرٌ بأن لا تخرج القصيدة من عندي حتى تكون قد عُرضَت عليك

لما تملكه من حس فريد، يعرف رائحة الشعر فيميزه، ويعرف رائحة الضعف فيفرزه

أقول هذا بعد أن عدلت على مسمعيك أكثر من بيت، بل أكثر من قصيدة ..

وما إبدالي لكلمة "الدهاء" بـ"الوداد" إلا بعد أن أشكلت عليك، فدققتُ فيها أكثر
وبحثت عن ما تتحمله كلمة "الملق" من معان، فوجدت أن توظيفي لها كان خطأً مبنيًّا على جهل.

هذه هي المرآة التي أستحق عليها الغبطة،
وهذا هو معنى قول رسولنا الكريم: "المسلم مرآةُ أخيه"

بهذا يحق لي أن أقول أن منتجاتي الشعرية، أنتَ أحد معايير جودتها، بل وأهم المعايير ..
فمن دقة اللغة أن التشكيل الخاطئ يغير المعنى، فما بالك بتوظيف عبارات خاطئة ! إنها لسقطة موجعة!!
لولا أنك أنت "مِرآتي المفضلة" تصدقني فيما يمليه عليك حسك العميق العريق وذوقك الفذ الرفيع ،

لذلك

لي عودة ..

سعيد اليعربي
23-01-2012, 12:26 PM
هكذا الشعر سحره سرمدي*** هكذا الشعر نعمة يا صديقُ
أعجبتني سيدي طربت لها كثيرا شكرا لك
ولروحك التواقة .

جمعه المخمري
24-01-2012, 01:38 PM
اخي واستاذي يوسف الكمالي

بصدق اعجز عن التعبير الأمثل لاني لا ارى أي تعبير سيجزي حق هذه القصيدة

قمةٌ في الابداع
سحر من الكلمات
نهرٌ من العاطفة
محيطٌ من الأدب

بعيدا عن المجاملات والاطراء.. هناك

هناك ستقف قصيدتك بعيدة عن اي مجاملات

شامخة في حروووفها

تسلم على هذا الابداع يا اخي

يوسف الكمالي
24-01-2012, 07:27 PM
هكذا الشعر سحره سرمدي*** هكذا الشعر نعمة يا صديقُ
أعجبتني سيدي طربت لها كثيرا شكرا لك
ولروحك التواقة .

ذلك من دواعي سروري أيها الفاضل ،

شرفٌ لي ما قلت ،

ألف شكر

(=

يوسف الكمالي
24-01-2012, 07:35 PM
اخي واستاذي يوسف الكمالي

بصدق اعجز عن التعبير الأمثل لاني لا ارى أي تعبير سيجزي حق هذه القصيدة

قمةٌ في الابداع
سحر من الكلمات
نهرٌ من العاطفة
محيطٌ من الأدب

بعيدا عن المجاملات والاطراء.. هناك

هناك ستقف قصيدتك بعيدة عن اي مجاملات

شامخة في حروووفها

تسلم على هذا الابداع يا اخي

هوِّن علينا أيها الأديب ،

الآن وضعتني في موضع حروفك "لا أرى أي تعبير سيجزي حق هذا الرَّدْ" ،

ذائقة كهذه باعث تحفيز على وضع شعراء الفصيح على عرض قصائدهم في المنتدى ،
فأنت ومن هم في مستواك المكسب الحقيقي للمنتدى . .

كثر الله من أمثالك ،

وشكر لك سعيك . .

بوارق المجد
25-01-2012, 10:47 PM
- حرصتُ في كل ساعةِ ميلادٍ تطل عليَّ بسنة جديدة، أن أختبر قلمي فيما بلغهُ من تجربة شعرية . .
فالسنة الماضية كان اختباري مع قصيدة "جهل المشاعر" .. التي حصلتُ بها فيما بعد -توفيقًا- على المركز الثاني في جائزة راشد بن حميد للإبداع الأدبي.
أما هذه السنة فقد قررتُ أن أدخل لجانًا أخرى في التقييم، على نطاق أوسع،

وجاء اختباري بعنوان/ حبٌّ مستعارْ ،


حبٌّ مستعارْ !

عاذلي فيكَ، في هواكَ غريقُ
لا يريدُ النجاةَ، بل لا يطيقُ!

سرِحٌ فيكَ أن يفكَّ سراحي
مِنْ مُحيَّاك، ثمَّ لا يستفيقُ

مِنْ بريقٍ يتيهُ فيهِ، ومالي
عنْهُ إلا في مقلتيَّ بريقُ

أنا كالليْلِ والشَّوارعُ ملأى
في حشى الصَّمْتِ، والفضاءُ طليقُ

لقيامِ المِتْرَيْنِ أرفعُ رأسِي
قِصَرًا، والوَجْدُ فِيَّ عميقُ!

لا تلُمْنِي والشَّوْقُ يُرْبِكُ أمْنِي
في طريقي، إن قلتُ: أينَ الطَّريقُ؟

أدَّعِي التِّيهَ كي أبوءَ بِوَصْلٍ
مِثْلَما يدَّعِي الوِدادَ مليقُ!

فتواري الأسبابُ نبرةَ نبضي
مثلما يواري الخواءَ أنيقُ

لَيْسَ عيبًا بوْحُ المحبَّةِ لَكِنْ
لَمْ نُعَوَّدْ عليهِ، هذا المعيقُ!

وترٌ، قيثارةٌ، ذكرياتٌ
وظلامٌ، وشاطئٌ وحليقُ

رسْمَةُ الحبِّ هذهِ أشعرتْنا
أنَّهُ بالرِّجالِ ليسَ يليقُ!

فصَهِيلٌ في جدِّهِ وَهَدِيلٌ
ونعيقٌ في هزلِهِ ونهيقُ

وخريفٌ أرواحُهُ ساقِطاتٌ
شفقُ الحبِّ مِنْ دِماهُ يريقُ

وربيعٌ إسبالهُ خيلاءً
يتوضَّا نداهُ قلبٌ رقيقُ

كلُّها مستعارةٌ لكلامٍ
أصلُهُ في شِفاهِنا مخلوقُ!

ربَّما حاذرَ المُقَيَّدُ حرًّا
بينَ قَوْمٍ جمودُهم مرموقُ

أن ينادي حبيبَهُ "يا حبيبي"
فينادي شعورَهُ التَّفْسيقُ!

وأغانٍ يا حبَّذا الفُحْشُ فيها
اسْمُهُ المُستعارُ فنٌّ عريقُ

لَيْتها تُذْهِبُ الهمومَ، ولكنْ
تُذْهِبُ العَقْلَ وَهْيَ همٌّ وضِيقُ

ودليلٌ على انعدامِ دليلٍ
في فؤادِ الذي إليه تروقُ

أطموحٌ إلى الرِّيادةِ بالعِلْـ
ـمِ شبابٌ من الغرامِ شفيقُ؟!

ألقُ الشُّوْقِ مِنْ قصائدِ شَوْقِي
صبَّهُ هاهنا الفراغُ السَّحيقُ

لكمُ اللهُ من يُسابِقُ عُمْرًا
هو بالموْتِ - آخرًا- مسبوقُ؟!

سارِقو ضِحْكَةٍ يفوحُ بُكاها
غَدُهُمْ مِنْ إداركِهِمْ مسروقُ!

رُبَّ فَذٍّ ما حرَّكَتْهُ صلاةٌ
ملَّهُ الثناءُ والتَّصْفِيقُ

مَنْ لهُ يومَ يَسْكُنُ اللَّحْدَ فردًا
لا شفيعٌ ولا حميمٌ صديقُ؟

النَّجاحُ الغربيُّ ما هوَ إلا
شُهْرَةٌ كأسُ خمْرِها التَّحْقيقُ!

بين أرضِ الإخلاص والروحِ حالتْ
كمضيقٍ بالمخلصينَ يضيقُ

فاحْمَدِ اللهَ يا أنا أنَّ أرضًا
أنْجَبَتْنا على الأذانِ تُفيقُ

بَيْنَ أهلٍ محافظينَ كرامٍ
السَّما دونَ صَفْوِهِمْ والشُّروقُ

المعاصي تموتُهُمْ وعزاها
أنَّ بعضَ الصُّدُورِ مِنْهُمْ تضيقُ

يا أبي أنت منطقي وبياني
مِنْ مُحيَّاك ينبُعُ التَّصْدِيقُ

يا صديقي، ويا أخي، ورفيقي
نِعْمَ أنت الأخُ الصديقُ الرَّفيقُ . .

مَطْلَعُ الحرْفِ من صميمِ محبٍّ
إنْ نجا ماتَ، وَهْوَ فيكَ غريقُ !


يناير/2012


لقد وقفت على عتبات هذا البحر الخفيف بأمواجه العليل بنفحاته الغني بصدفاته
فراق لي كل ما فيه . . وأشجاني برخيم صوته وعمق معانيه .. شكراً أخي يوسف