المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما تيسر من الألم


محمد الطويل
22-01-2012, 09:20 PM
ما تيسر من الألم


في داخل عينيها يتسلل بنظراته الحزينة .. يتذكر هدير ذكريات الأمس في لحظة كان السكون يتكلم فيها .. بعيداً منزويا بذاته يقف على أطراف قوس الانكسار غريباً تلامس روحه بؤرة القلق وتلهب جسده سياط الألم والحسرة .


لقد تسرب الزمن من بين يديه كذرات التراب المتطايرة مع الريح ، وانسل العمر كانثيال قطرات المطر على النوافذ العملاقة فإن لامسته الشمس جففته وإن احتضنه التراب أخفاه وفي كلا الحالتين زوال .


كان يرى في عينيها عذب الأمنيات .. كان يرسم للأمل أجنحة تحلق في فضاءات المدى الممتد .. كان يردد بصوت مرتفع أناشيد الطفولة فرحاً .. كان يسابق الريح حافي القدمين على تراب الوطن الجميل .. كان سعيداً وحقول الهوى تميل سنابلها مظللة ونافحة بورد العطاء على رأسه العالي .


لكنه .. لم تتركه الأيام لذاته ولا لها .. لقد بقي بحلمه وأمنياته حتى خالطت اختلاجات الوداع روحه وحينما أفاق لم يجد سوى صحراء جرداء ولفيح شمس حارقة ، وسعادته التي كانت ترسم قوس الفرح تهاوت منكسرة على وجه الأرض فجرفتها مياه السيل إلى فاه البحر .


ترى هل كان يطارد خيطاً من دخان .. هل كان الزمن حينها يعتصر فيه قطرات السعادة المتبقية .. هل كان وهج الشوق فيه يحتضر .. هل نبتت في حقول هواه أشواك الحرمان . أم كان يقيم طقوس نهايته ليلاً على تراب المقابر فأفرد لذاته ساحات من الألم المرير .


من خلف ضباب الدمع كان ينظر للأشياء حوله بضبابية تامة .. يتصفح بتلك الضبابية أوراق الأمس البعيد .. تملأ فاهه الكلمات وتمتمات لا تشي بشيء مفهوم .. كان يسكن حزنه .. يتقاسم مع الأموات قوت الصمت والعزلة .. لقد رفضه الموت ورفضته الحياة فأصبح تائهاً تستدرجه الأيام ولا يعلم إلى أين .


فبعدما كان يصنع لحلمه أجنحة تأخذه إلى الفضاءات أمسى واضعاً أضرحة لتلك الأحلام .. وبعد أن تقاسم ذات طفولة الفرحة مع من حوله بات مع حزنه يرفض أن يتقاسم مع أحد هذا الحزن .


تعربد الريح في ذاته المنهكة .. ذاته المظلمة وكلما حاول أن يشعل عود ثقاب أطفأتها الريح ولا شيء سوى قطرات وجع يجنيها من سلال الألم .. لا شيء سوى عتمة تزداد كل حين .. لا شيء سوى ركاماً يتناثر في داخله هنا وهناك .. يبحث على أرصفة الوقت عن ذاته فلا يجد غير ما تيسر من الألم وكثير من الشظايا المتناثرة . .....




22 يناير 2012م
جزء من النص مفقود

ضي
22-01-2012, 09:32 PM
اخوي محمل الطويل نص ملئ بالالم ..
نص طغى عليه طابع الحزن ..
ولكن يبقى لجمال وابداع قلمك طعم خاص ..
راق لي ما كتبت ..
لك التحية ...

محمد الطويل
22-01-2012, 10:07 PM
أسيرة البدر ...

قد تكون ثيمة الحزن هي السمة الطاغية ولكن ما يزيل الحزن هو تواجدكم .

هكذا ندفن الحزن في قاع الصدر لكن ما يسيل منه يأتي تباعاً عبر مداد القلم .


كل الود لحضورك البهي .

سالم الوشاحي
22-01-2012, 10:20 PM
أستاذي محمد الطويل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فعلآ تمتلك الحرف بكل تميز

وإبهار وتلبسه ثوب أنيق جدآ

حضور عذب واحتراق اكثر

جمالاّ يلفت الانتباه....

دمت على خير إيها الأصيل

همسه.. آما آن لهذا النص أن يكتمل

عبدالله الراسبي
22-01-2012, 10:35 PM
اخي العزيز محمد الطويل يسلم قلمك الجميل والرائع على هذه الخاطره الجميله نص رائع راقت لي قراءته مبدع بحق تقبل تحياتي

أم أفنان الرطيبيه
23-01-2012, 12:22 AM
دائما متميز
خاطره مثريه بجمال الحرف
دمت رائعا اخي الكريم

محمد الطويل
24-01-2012, 08:55 PM
أستاذي محمد الطويل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فعلآ تمتلك الحرف بكل تميز

وإبهار وتلبسه ثوب أنيق جدآ

حضور عذب واحتراق اكثر

جمالاّ يلفت الانتباه....

دمت على خير إيها الأصيل

همسه.. آما آن لهذا النص أن يكتمل

أبو سامي ...... وعليكم السلام ورحمة الله .

الثوب الأنيق يتجلى من خلالكم وكل حرف كتبته وسام على صدري أفتخر به .

دوماً لحضورك مسرة في قلبها .

دمت بخير .

محمد الطويل
24-01-2012, 08:57 PM
عبدالله الراسبي .....

أشكرك على المصافحة .

هي الدنيا هكذا تدور رحاها على الرؤوس ونبقى كالطحين بين الرحى والرحى يتساقط بعضه من بعضه .


كلي امتنان لحضورك .

محمد الطويل
24-01-2012, 08:59 PM
أم أفنان .............

جمال الحرف يتزيا بحضوركم وبمصافحتكم .

أدين لك بالشكر الجزيل .

تواصلك يسعدني .

أبو عبدالله
24-01-2012, 09:09 PM
من خلف ضباب الدمع كان ينظر للأشياء حوله بضبابية تامة .. يتصفح بتلك الضبابية أوراق الأمس البعيد .. تملأ فاهه الكلمات وتمتمات لا تشي بشيء مفهوم .. كان يسكن حزنه .. يتقاسم مع الأموات قوت الصمت والعزلة .. لقد رفضه الموت ورفضته الحياة فأصبح تائهاً تستدرجه الأيام ولا يعلم إلى أين .

ياللجمال إن كنا للجمال نتوق وننشد
إنني دائما أجد نفسي مأسورا بين جدران أحرفك وكلماتك يامحمد
لن أقول أنك مبدع فهي لا تفي بالغرض ولكني ساكتفي بالدعاء لك
كلما ذكرت بأن يحفظك ربي ويسدد خطاك
فقط أطلب منك التوضيح هنا لما خُطّ تحته وأحمر لونه
لأن فهمي لم يرقى إليه ولك خالص الشكر

أبوعبدالله

محمد الطويل
24-01-2012, 09:42 PM
هلا أخوي بو عبدالله ...

( تواضع العظماء منك ) .

أشكرك على المصافحة وحضورك وكلماتك التي تشرفني بها وتشرفت بها .

( رفضه الموت ) سيدي حاول مراراً أن يتخلص من الحياة بطرق شتى من هول ما به ولكن في كل مرة تكتب له النجاة ، وحينما بقي على قيد الحياة ظل بعناءه وألمه فكلا الأمرين تجده مرفوض فربما أجله بعيد وربما رزقه بالدنيا أيضاً بعيد ...

هي حالة من التوهان لديه وهي حالة من الشرود الذهني لدي في حالة الكتابة .

أتمنى أن لا أتوه أنا في سؤالك فأصبح مشرداً لا إلى هذا ولا إلى ذاك .



كن قريباً صديقي .