المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خميس العدوي يحلق وراء سرب اليمام بأكثر من أغنية


فاطمه القمشوعيه
27-02-2012, 05:35 PM
صدر للكتاب والمفكر العماني خميس بن راشد العدوي، كتاب نقدي بعنوان "لسرب اليمام أكثر من أغنية"، قراءة في ديوان الزميل الشاعر محمد الحضرمي "في السهل يشدو اليمام"، حيث صدر قبل أيام عن دار الانتشار العربي ببيروت، بدعم من الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، يتضمن العمل قراءة أدبية لديوان الحضرمي، الصادر في العام 2009 عن دار الانتشار العربي، وبدعم من النادي الثقافي.

يقول العدوي في قراءته الأدبية للعمل الشعري: إن شئتم قراءة ديوان "في السهل يشدو اليمام" بعين الحضرمي لحظة ولادته فاذهبوا إلى (منح)، حيث بإمكانكم أن تقلّبوا أوراقه هناك ورقة ورقة، ستكونون رهيني الجمالين؛ جمال الأماكن وجمال رسمها، أما الإبداع بهذه العين فلا تلحظوه، والشعر المتجه نحو الأفق لن تروه، إلا عندما تتحررون من أسر المكان.

إبداع الحضرمي؛ كونه جرّد شعره –في معظمه– موضعة المكان وآنة الزمان، أطلق شعوره نحو السماء بما يبشر بميلاد شاعر كبير إن واصل دربه الشعري وصقل تجربته الشعورية، إطلاق الشعر من قيوده الزمكانية هو ما دفعني إلى أن أسقط شعره على مرحلة أزعم أننا نعبر إرهاصاتها ونجتاز استحقاقاتها، أستطيع أن أقول دون توجس إنه أحد شعراء ما بعد الحداثة المبدعين.

وعن الشعر عند الحضرمي، يقول العدوي في قراءته لنصوص المجموعة: كان للطبيعة حضورها البارز في شدو يمام الحضرمي، بما تحويه هذه الطبيعة من علاقات متداخلة، يكفيكم إن شئتم العنوان فقط (في السهل يشدو اليمام)، ولكن أي سهل هذا وأي يمام، لا سهل إلا صدر الحضرمي، ولا يمام إلا فكرته، ولا شدو إلا لسانه، هنا تتجسد الطبيعة في الشاعر، ويشع الشاعر بالطبيعة.

ويضيف العدوي: إذا أردنا أن نشخّص يمام الحضرمي لقلنا: إن لسانه الوصف، وشكله الشبح، ومنطقه الشك، وقد شهدت أجنحة يمام الحضرمي عدة انكسارات، في الشعر والعاطفة، والفكرة واللغة، والزمان والمكان، وهي انكسارات تعتري أي عمل، مهما كانت جودته، لأكثر من سبب، من أهمها: حالة الإنسان وطبيعة اللغة، وسبح الشاعر في قاموس الماضي فأخرج شيئاً ساحراً من داناته، وحام يمامه على السهل العتيق فشنف الآذان وأرهف القلوب بعجيب شدوه، وذكّرنا بشعراء الإحياء حيث جمعوا بين رومانسية المعنى وكلاسيكية المبنى.

وفي فصول دراسته يؤكد الناقد خميس العدوي بقوله: لم نرَ عند محمد الحضرمي –كما هو عند كثيرين من شعراء الحداثة– تفصيل الجسد البارد الذي لا يوقد الروح، ولم نسمع من يمامه لهاث تقلبات المضجع الذي لا يدفئ غير الجوارح، كما لم توجد الأسطورة في شعره إلا تحت مظلة رهيفة شفافة، ومع هذا عمد إلى عقلنة لامنطقيتها