تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نهاية الحلم(طفل يتمنى الموت)


جمعه المخمري
10-03-2012, 11:29 PM
بعد أن أدرك مكر زوجة والده دمعت عيناه واستقرت دموعه في محجرها كأنها لآلئ تتبلور.. (أين أنتِ يا أمي؟) هذا هو السؤال الذي كان يجول في خاطره وهو يتضور جوعا..
خرج مثقل الخطوات يتبعه ظله الهزيل.
حائرة خطواته..لا يدري إلى أين يذهب.. لقد طرق البؤس بابه مبكرا.. يمشي وصورة والدته في مخيلته يراها تمد يديها لتحتضنه.. مشى لساعات.. وقف ليرى نفسه بعيدا عن المدينة.. نضب زحف السيارات.. وكان يخاف العودة..
فقرر مواصلة السير.. ظل في سيره حتى لاح الأفق مهددا إياه بالمغيب.
عجز عن المشي ووقف تحت شجرة عتيقة أخذت الأيام منها كل مأخذ.. وأخذ البرد في التزايد.. شعر بالخوف الشديد.. وأخذ يجهش بالبكاء.. وتمنى الموت لحظتها.. كي يرى أمه.. أرهقه التفكير والبكاء فغلبه النعاس..نام ذلك الطفل وهويجهش بالبكاء.. وقرب دنو طلوع الشمس شعر بيدين تقلبانه وتحاولان أن تجعلاه ينهض.. رفع رأسه فاذا بأمه توقظه من النوم.. قم يا فتى انهض انهض.. من فوره نهض واحتضنها بقوة.. مسترسلا يقول: لا تتركيني يا أماه فلقد حلمت بأنك ميته..


هنا كذلك صحوت أنا من هذا الحلم.

أم أفنان الرطيبيه
10-03-2012, 11:49 PM
ابو جابر
اخذتني هذه القصه لحنين والدتي
والان اتمنى ان احلم بها هذه الليله
فقط لاحتضنها
ما اروع وجود الام في الحياه
وانت هنا تكشف جمال هذا الوجود
وسأبقى بإنتظار قصصك القادمه
تسلم ابو جابر

جمعه المخمري
11-03-2012, 12:03 AM
اختي ام افنان

حديثك يؤرق خاطري ولا املك سوى الدعاء بالرحمة لتلك الام التي انجبت لنا مبدعة مثلك

عسى الله يرحمها يا ام افنان

وشكرا لتعطيرك صفحتي بذكرى والدتك يرحمها الله

شكرا بالفعل شكرا

سالم الوشاحي
11-03-2012, 06:47 AM
أخي العزيز جمعه المخمري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصه رائعه جداً فقد أبدعت في السرد

عن واقع ملموس في هذي الدنيا

بارك الله فيك إيها الأصيل

متابع لك ولكل أعمالك الراقيه في المنتدى

جهودك واضحه وعملك رائع .

صمت الهنائي
11-03-2012, 07:48 AM
أخ جمعة المخمري أكتمل الحلم
وخرج بقصة مذهلة
أحداثها رائعة والسرد ممتاز
احييك على هذا الأبداع

خليل عفيفي
11-03-2012, 08:10 AM
أخي جمعة المخمري
أيها القاص
والأديب
والشاعر المتألق
بالفعل تسلسل مميز في مجريات القصة
وأما العقدة فحقيقة أبدعت في صياغتها حينما تحدثت عن المتكلم بصورة الغائب
لك مني كل التقدير وعبارات الشكر لا تفي أيها الراقي

جمعه المخمري
11-03-2012, 10:10 PM
أخي العزيز جمعه المخمري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصه رائعه جداً فقد أبدعت في السرد

عن واقع ملموس في هذي الدنيا

بارك الله فيك إيها الأصيل

متابع لك ولكل أعمالك الراقيه في المنتدى

جهودك واضحه وعملك رائع .


اخي الغالي سالم

يشرفني حضورك المميز في هذه الصفحات

لاعدمنا وجودك ايها الراقي

جمعه المخمري
11-03-2012, 10:13 PM
أخ جمعة المخمري أكتمل الحلم
وخرج بقصة مذهلة
أحداثها رائعة والسرد ممتاز
احييك على هذا الأبداع

اختي همس الهنائي

نعم اخيرا اكتمل الحلم بتواجدكم المثري دائما

شكرا لك على مرورك الكريم

جمعه المخمري
11-03-2012, 10:16 PM
أخي جمعة المخمري
أيها القاص
والأديب
والشاعر المتألق
بالفعل تسلسل مميز في مجريات القصة
وأما العقدة فحقيقة أبدعت في صياغتها حينما تحدثت عن المتكلم بصورة الغائب
لك مني كل التقدير وعبارات الشكر لا تفي أيها الراقي

الحمدلله ان من علي بأسرة متكاملة

شكرا للعون الذي لقيته منكم
وأخص بالشكر لك انت استاذي القدير

ما اجمل قصتي الأولى بتواجدكم معي

شكرا لكم من القلب

الفرحان بوعزة
13-03-2012, 07:41 PM
بعد أن أدرك مكر زوجة والده دمعت عيناه واستقرت دموعه في محجرها كأنها لآلئ تتبلور.. (أين أنتِ يا أمي؟) هذا هو السؤال الذي كان يجول في خاطره وهو يتضور جوعا..
خرج مثقل الخطوات يتبعه ظله الهزيل.
حائرة خطواته..لا يدري إلى أين يذهب.. لقد طرق البؤس بابه مبكرا.. يمشي وصورة والدته في مخيلته يراها تمد يديها لتحتضنه.. مشى لساعات.. وقف ليرى نفسه بعيدا عن المدينة.. نضب زحف السيارات.. وكان يخاف العودة..
فقرر مواصلة السير.. ظل في سيره حتى لاح الأفق مهددا إياه بالمغيب.
عجز عن المشي ووقف تحت شجرة عتيقة أخذت الأيام منها كل مأخذ.. وأخذ البرد في التزايد.. شعر بالخوف الشديد.. وأخذ يجهش بالبكاء.. وتمنى الموت لحظتها.. كي يرى أمه.. أرهقه التفكير والبكاء فغلبه النعاس..نام ذلك الطفل وهويجهش بالبكاء.. وقرب دنو طلوع الشمس شعر بيدين تقلبانه وتحاولان أن تجعلاه ينهض.. رفع رأسه فاذا بأمه توقظه من النوم.. قم يا فتى انهض انهض.. من فوره نهض واحتضنها بقوة.. مسترسلا يقول: لا تتركيني يا أماه فلقد حلمت بأنك ميته..
هنا كذلك صحوت أنا من هذا الحلم.

******************************
الأخ الفاضل والمبدع المتميز .. جمعه المخمري .. تحية طيبة ..
أين أنت يا أمي .. ؟ هذا السؤال يشكل مفتاحاً جيداً لمضامين النص ، وقد يشكل نصاً قائماً بذاته..إنه سؤال يختزل عدة مآسي لحقت هذا الطفل البائس .. فالقارئ يرجع إلى ما قبل السؤال ، ليعرف الأسباب والدواعي .. وقد أغناها السارد بنسيج سردي متميز .. رغم أن ما يتضمنه النص كان مؤلماً ومؤثراً .. تدرج السارد في رصد حالات الطفل الاجتماعية والاقتصادية والنفسية .. حالات نتجت عنها وضعيات ثابتة ولازمة للطفل بقي انفراجها مرهوناً بعودة الأم .. وهذا غير ممكن على المستوى الواقعي ..تلك الوضعيات المتداخلة دفعت الطفل إلى الفعل والانجاز منها : السير والتيه والضياع .. كأنه يبحث عن بديل مشكوك في تحقيقه .. وهو وجود الأم بجانبه لكي تحتضنه كبقية الأطفال ..
بسرد جيد ضغط السارد المشاهد ، وعمل على تسريعها ، فالمشاهد تتغير وتتطور وفق تحركات الطفل وتصرفاته ، فتشكلت شبيهة بالومضات الخاطفة التي تنير للقارئ دروب الدلالات المغيبة في النص عنوة .. فرغم أن النسيج السردي يبدو متصلا ومترابطاً ،فإنه ينام على عدة فجوات زمنية ومكانية مشيدة تحت غطاء عالمين متناقضين : عالم المدينة / وعالم القرية / الأول هو فضاء يتميز بضجيجه وحركيته وعنفه ، فضاء ساهم في تأزم النفس والفكر والذات والمزاج .. وهو فضاء عمل السارد على التأشير على هذه الأزمة بعلامات لغوية حسية وتجريدية / الدموع / الجوع / التيه / البؤس / الضياع / الحيرة ....
والفضاء الثاني يتميز بالهدوء والسكون ، فضاء صامت متغير بهوائه ونباته مما يعطي الراحة النفسية للطفل .. فكان نومه دليلا على الإحساس بالأمن والطمأنينة شيئاً ما ..
تنقل الطفل بين وضعيات مختلفة مما أعطى نفساً أدبياً للسارد، فاستطاع أن يجزئ الأحداث الصغيرة عن طريق الرصد والملاحظة والتتبع الفوري .. وفعلا بلغ النص هدفه .. بعدما عرف السارد كيف ينتقل بنا من الواقع إلى ما يدخل في الحلم .. فما عجز الطفل عن تحقيقه في الواقع حققه في الحلم ، فجاءت الحقيقة واضحة شفافة على شكل رؤية تلبي رغبة الطفل الساكنة في تجاويف الذاكرة ..
وأخيراً ، فالنص يحيلنا إلى الجزم والاعتقاد بأن دور الأم في الحياة لا يمكن أن يعوض بأم بديلة مهما بلغ العطف ذروته وقمته .. فالحبل السري الذي كان يربط الطفل بأمه تعوضه الطبيعة الإلهية بحبل سري آخر : حبل العطف والحنان ،الرقابة ،السهر ، الرصد والتتبع المستمر ..
جميل ما كتبت ونسجت أخي جمعه ..
تقديري وتحياتي ..
الفرحان بوعزة ..

إدريس الراشدي
13-03-2012, 07:52 PM
بعد أن أدرك مكر زوجة والده دمعت عيناه واستقرت دموعه في محجرها كأنها لآلئ تتبلور.. (أين أنتِ يا أمي؟) هذا هو السؤال الذي كان يجول في خاطره وهو يتضور جوعا..
خرج مثقل الخطوات يتبعه ظله الهزيل.
حائرة خطواته..لا يدري إلى أين يذهب.. لقد طرق البؤس بابه مبكرا.. يمشي وصورة والدته في مخيلته يراها تمد يديها لتحتضنه.. مشى لساعات.. وقف ليرى نفسه بعيدا عن المدينة.. نضب زحف السيارات.. وكان يخاف العودة..
فقرر مواصلة السير.. ظل في سيره حتى لاح الأفق مهددا إياه بالمغيب.
عجز عن المشي ووقف تحت شجرة عتيقة أخذت الأيام منها كل مأخذ.. وأخذ البرد في التزايد.. شعر بالخوف الشديد.. وأخذ يجهش بالبكاء.. وتمنى الموت لحظتها.. كي يرى أمه.. أرهقه التفكير والبكاء فغلبه النعاس..نام ذلك الطفل وهويجهش بالبكاء.. وقرب دنو طلوع الشمس شعر بيدين تقلبانه وتحاولان أن تجعلاه ينهض.. رفع رأسه فاذا بأمه توقظه من النوم.. قم يا فتى انهض انهض.. من فوره نهض واحتضنها بقوة.. مسترسلا يقول: لا تتركيني يا أماه فلقد حلمت بأنك ميته..


هنا كذلك صحوت أنا من هذا الحلم.





أخي جمعه المخمري: ما أروعها من قصة أخي العزيز .. أرى لها وقع خاص على نفسي فما أجمل الحياة عندما يرتمي الطفل بأحضان والديه .. رحمكم الله يا أغلى الناس (والداي) ورحم جميع أموات المسلمين وأسكنكم فسيح جناته .. إبداعك ليس بغريب .. دمت أخا عزيزا

نشبهـ،،
16-03-2012, 07:36 PM
ابداااااع..ماشاء الله ..الله يعطيك العافيه

جمعه المخمري
23-03-2012, 01:57 PM
******************************
الأخ الفاضل والمبدع المتميز .. جمعه المخمري .. تحية طيبة ..
أين أنت يا أمي .. ؟ هذا السؤال يشكل مفتاحاً جيداً لمضامين النص ، وقد يشكل نصاً قائماً بذاته..إنه سؤال يختزل عدة مآسي لحقت هذا الطفل البائس .. فالقارئ يرجع إلى ما قبل السؤال ، ليعرف الأسباب والدواعي .. وقد أغناها السارد بنسيج سردي متميز .. رغم أن ما يتضمنه النص كان مؤلماً ومؤثراً .. تدرج السارد في رصد حالات الطفل الاجتماعية والاقتصادية والنفسية .. حالات نتجت عنها وضعيات ثابتة ولازمة للطفل بقي انفراجها مرهوناً بعودة الأم .. وهذا غير ممكن على المستوى الواقعي ..تلك الوضعيات المتداخلة دفعت الطفل إلى الفعل والانجاز منها : السير والتيه والضياع .. كأنه يبحث عن بديل مشكوك في تحقيقه .. وهو وجود الأم بجانبه لكي تحتضنه كبقية الأطفال ..
بسرد جيد ضغط السارد المشاهد ، وعمل على تسريعها ، فالمشاهد تتغير وتتطور وفق تحركات الطفل وتصرفاته ، فتشكلت شبيهة بالومضات الخاطفة التي تنير للقارئ دروب الدلالات المغيبة في النص عنوة .. فرغم أن النسيج السردي يبدو متصلا ومترابطاً ،فإنه ينام على عدة فجوات زمنية ومكانية مشيدة تحت غطاء عالمين متناقضين : عالم المدينة / وعالم القرية / الأول هو فضاء يتميز بضجيجه وحركيته وعنفه ، فضاء ساهم في تأزم النفس والفكر والذات والمزاج .. وهو فضاء عمل السارد على التأشير على هذه الأزمة بعلامات لغوية حسية وتجريدية / الدموع / الجوع / التيه / البؤس / الضياع / الحيرة ....
والفضاء الثاني يتميز بالهدوء والسكون ، فضاء صامت متغير بهوائه ونباته مما يعطي الراحة النفسية للطفل .. فكان نومه دليلا على الإحساس بالأمن والطمأنينة شيئاً ما ..
تنقل الطفل بين وضعيات مختلفة مما أعطى نفساً أدبياً للسارد، فاستطاع أن يجزئ الأحداث الصغيرة عن طريق الرصد والملاحظة والتتبع الفوري .. وفعلا بلغ النص هدفه .. بعدما عرف السارد كيف ينتقل بنا من الواقع إلى ما يدخل في الحلم .. فما عجز الطفل عن تحقيقه في الواقع حققه في الحلم ، فجاءت الحقيقة واضحة شفافة على شكل رؤية تلبي رغبة الطفل الساكنة في تجاويف الذاكرة ..
وأخيراً ، فالنص يحيلنا إلى الجزم والاعتقاد بأن دور الأم في الحياة لا يمكن أن يعوض بأم بديلة مهما بلغ العطف ذروته وقمته .. فالحبل السري الذي كان يربط الطفل بأمه تعوضه الطبيعة الإلهية بحبل سري آخر : حبل العطف والحنان ،الرقابة ،السهر ، الرصد والتتبع المستمر ..
جميل ما كتبت ونسجت أخي جمعه ..
تقديري وتحياتي ..
الفرحان بوعزة ..

اخي الغالي والعزيز

اعذرني على تأخري بالرد

انت لست ناقداً فحسب
انما اديبا يملك من القدرة على استيعاب كل مفردة مقفولة
شكرا لهذا المرور الذي اكتملت القصة به

لك تقديري وامتناني

جمعه المخمري
23-03-2012, 02:00 PM
اخي العزيز: الراشدي

رحم الله والديك
شكرا لمرورك الجميل
ودمت يا ابيض القلب

جمعه المخمري
23-03-2012, 02:02 PM
اختي الكريمة نشبهـ،،

الله يعافيك

شكرا لمرورك الرائع

كمال عميره
23-03-2012, 11:42 PM
لكنه ليس مجرد حلم يا جمعه..............ليس مجرد حلم...
قد يكون الشيئ الوحيد الاكثر واقعيه.....في كل دنيا العرب....
قد يكون الشيئ الاكثر الما........الاكثر سوادا.......في كل هذه الدنيا الفانيه التي كثر عاشقوها.....ومريدوها.....
ونبقى نحن واقفين على حافة المتاهة...............نتساءل يهلع......أحقا صرنا في حطام الاشياء على هذه الحال......
نحن رواد دين ساطع في دنيا الروح.............................ونسينا حكمة الانبياء................"أنا وكافل اليتيم ...هكذا....واشار بيده الشريفه إلى السبابة والوسطى...."
هذا ليس نصا قصصيا فحسب يا جمعه...................إنه نداء الدين فينا.............
نداء الاعماق التي لم يغلفها السواد بعد...............
السؤال احقا لا زال فينا.............من يعي......يحس ......ويفهم....................
كل الامل ان يكون ذلك لا زال ساريا فينا.....................ولم يعد مجرد قيمة كانت................ثم زالت.
....شاكر لك اخي جمعه...................................هذا النداء الصارخ......
النداء المليئ بالرحمة.................في عالم سوّدته القساوة.....