المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ودي أموت اليوم


صمت الهنائي
10-04-2012, 07:29 PM
سمعتها كقصيدة منذ فترة من الزمن وعدت أسمعها مرة أخرى كنشيد
كلماتها ...
"ودي أموت اليوم وأعيش باكر ... وأشوف من هو بعد موتي فقدني
ومن هو حملني لين ذيك المقابر ...وأشكر أنا كل من كرمني ودفني
وبشوف يرثيني أنا كم شاعر ... ومن هو تركني وما كتب شيء عني
شخص تعنالي معنه مسافر ... وشخص قريب وأنا ميت طعني
وشخص يمثل دمعته ما هو قادر ... وشخص تطيح دموعه كل ما ذكرني
ومن هو من أهلي في العزى كان حاضر ...ومن هو دعالي في صلاته ورحمني
ومن هو بنى باسمي سبيل ومناظر ... ومن هو يفز قلبه لا من لمحني
ومن هو عشاني طول الأيام ساهر ... ومن هو ثلاث أيام راح وتركني
ومن هو يرتب غرفتي ودفاتر ... وأن شاف صورة لي صاح وحضني
يا لله عسى ما تغفى كل المشاعر ... و يا لله عسى ما ينصدم يوم ظني"
إلى آخر الأبيات

لفتت انتباهي هذه الكلمات فسمعتها مرارا وسألت نفسي
لو مت اليوم وقمت غدا ماذا سيحدث
هل حقا سأصدم بأقرب الناس لي وأجدهم ينهشون لحم جسدي وأنا ميته ؟؟
وهل حقا سأكتشف بأن هناك أناس يبكون بحرقة لفراقي وانا لا أعرفهم؟؟
أسئلة كثيرة دارت في رأسي طرحتها على من هم حولي
بعضهم أصدقني الاجابة والبعض الآخر صمت ولم يجيب
ودي أموت اليوم وأعيش باكر أيعقل هذا؟؟
كلمات القصيدة جدا جميلة وأحي كاتبها ولكن هذا لا يعقل
فلو حدث حقا سنصدم بكثير من هم حولنا وسنكتشف
أن وراء تلك الأجساد التي كنا نتلذذ بذكرها أجساد خاوية من المشاعر لنا وبهذا لن نموت موته واحدة بل هي اكثر من موته
بعد ما نكتشف ما كنا نجهله ونحن أحياء
ما ذكرته هنا هو ليس إلا وقفة بسيطة على هذه القصيدة
أنما هي تحتاج إلى توسع كبير في القراءة لها ولضيق وقتي هذا ما أتيت به
همس الهنائي
10/4/2012

أم أفنان الرطيبيه
11-04-2012, 12:03 AM
فعلا كلمات ساحره تحتاج لوقفه

وتفكير وتأمل

هذا واقع قد تجد اقرب الناس لك ولا يبكيك

وقد تجد أناس لا تعرفهم يذرفون دموع صادقه ‏

لفراقك

ودي أموت اليوم وأعيش باكر

يريد اكتشاف واقع وحقيقة من حوله

فسبحان الله

الموت مره ‏

لو مرتين كان أكتشفنا ناس كثار يجاملونا فالحياه

ولا يهمهم فراقنا

شكرا لقيمة هذا الموضوع الرائع

فهد مبارك
15-04-2012, 05:03 PM
هنالك رؤية ووجهة نظر الشاعر طرحت بطريقة شعرية رائعة
ورؤيتك تأخذ منحى ربما جاء بعيدا عن إشكالي القصيد فوصلتي إلى ذلك .. وهذا بالفعل يجعلنا نتفكر ونتصور كما قلتي
شكرا لك

أبو مسلم الصلتي
16-04-2012, 09:37 AM
ودي أموت اليوم وأعيش باكر

همس الهنائي جميل هذا لاختيار في الطرح والفكرة والناس معادن
ومقولة هذا البيت لاتتحقق إلا بالسحر ( قصة المسحورة )
أعاذنا الله وإياكم منه وحفظنا جميعا من كل الشرور .
والله يحفظك لأهلك ،،،،،،،

سالم الوشاحي
18-04-2012, 11:06 AM
الأخت الفاضله همس الهنائي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنتقائك لهذه القصيدة يدل على حسك المرهف

لسبر أغوار التجارب والوقوف معها

بارك الله فيكِ وفي تواصلكِ الراقئ المتميز

تحياتي وتقديري.

إبراهيم الرواحي
28-04-2012, 10:50 AM
الله الله الله

جميل ما تم طرحه هنا

فعلا قراءة جميلة لأبعاد هذا النص

شكرا
ألف شكر

يزيد فاضلي
07-05-2012, 12:08 AM
الصورة-أختي البديعة الكريمة همس...- التي ينسِجُها مجموعُ أولئكَ الذين استبقوا في نثار قرائحهم فكرة التخيل حول المآل الذي سيكون عليه الحالُ إزاءنا-في الناس الذين يُحيطون بنا- بعدما يُمضي القضاءُ فينا بسلطان الموت...قلتُ هذه الصورة في مجموعها وُجِدتْ قبلاً وستبقى هاجساً لا شعوريا،لطالما التفتتْ إليه أقلامٌ وأقلامٌ،يتحركُ في العقل الباطن،ثم ما يلبَثُ يدخلُ منطقة الوعي والشعور ليظهرَ في عمل ( دراماتيكيٍّ ) على شكل قصةٍ..أو قصيدةٍ..أو خاطرةٍ..أوحتى قصيدة أو أرجوزة...

ومنْ منا لم يقرأ أو يسمع عن رحلةِ صاحب اللزوميات؛ رهين المحبسيْن أبي العلاء المعري في ملحمته الماورائية الموسومة بـ ( رسالة الغفران )،والتي نسجَ على منوالها الأديب الإيطالي دانتي ( الكوميديا الإلهية )..؟؟!!!

إن رحلة أبا العلاء..بقدر ماهي تحفةٌ أدبيةٌ فنية،عانقَ بها الواقعُ الخيالَ وارتقى الممكنُ والمستحيلُ في ارتدادٍ واطـِّـرادٍ بقدْر ماهي-في الحقيقةِ-تعبيرٌ غائرٌ،يضطرم باللهفةِ والتشنج،ويتوقُ أن يرى مآلَ الأفراد-بشخوصهم وشخصياتهم-بعد أن ينفصمَ الروح عن الجسد...!!!

أتصور في تقديري-سيدتي الكريمة-أن هذه القصيدة هي في الأصل ترجيعٌ لذاكَ الهاتنِ المستكِنِّ في غوْر كلٍّ منا،ويُلِحُّ علينا-في قرارةِ عقولنا الباطنة-وبسائقٍ من جبلـَّتِنا الفطرية أنْ : ياليْتَ لنا أن نعرفَ ردة فعل أولئكَ الذين بَكوْا-أو تباكَوْا-لموتِنا حينا من الدهر،حتى إذا نفضوا أياديهم من تسجيتِنا بدأتْ حقائقُ وحقائقُ تتجلى في مشاعرهم الحقيقية نحونا..!!

ثم ماذا لو سنحتْ سانحة ٌمن القدر-على إيماننا العَقـَـدي باستحالةِ ذلكَ-فأعادَ الحياة القهقرَى لرفاتِنا فاستوينا أحياءَ من جديد..؟؟!!!

ترى..أية صورة ستتوَرثُ-بموتِنا-عند هؤلاء الرواد الذين نزعَتْ عنهم وفاتـُنا ورقة التوت التي كانتْ تداري بقايا من مشاعرهم المغشوشة حيالـَنا..؟؟!!

أم ربما-هكذا أتصور-سنقفُ مليًّا أمام حقيقتهم الحقيقية،بحيث لا تكادُ ألسننا الخرساء يعقدها الذهول وتطويها الدهشة حتى تنبِسَ شفاهنا بقول القائل :

ياااااااااهْ....!!!

سبَكناهُ ونحسَــبُه لجيْناً ** فأبدَى الكِيرُ عن خَبَثِ الحديـــدِ..!!!!!!!

بوركتِ-أختي البديعة-على هذه القطعة المنقولة التي تحمل لنا في فحواها الكثير الكثير من المعاني الشرودة والعِظاتِ البليغة حول طبائع الناس..وأخلاقهم...وأزمة الوفاء الغائرة في عِلاقاتهم..وبوركتِ على فراسة القراءة الحصيفة التي توغلتِ بها داخل نسيجها المعنوي ذاك...

أشرُفُ بالقراءة لما تجودُ به كنانتـُكِ العامرة..ودمتِ مبدعة ًكريمة....