المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في الأمسية الشعرية بالنادي الثقافي.. قصائد نثرية احتفت بالوجود والحوارية


فاطمه القمشوعيه
15-05-2012, 03:48 PM
السلطنة:

نظم النادي الثقافي مساء أمس أمسية شعرية نقدية حملت عنوان :
"في فضاء قصيدة النثر"
تضمنت خمس قراءات شعرية لكل من:
الشاعر سماء عيسى
والشاعر عبدالرزاق الربيعي
والشاعر عبديغوث
والشاعرة فتحية الصقرية
بالإضافة إلى ورقة نقدية للدكتور محمد الشحات بعنوان "الفوضى الخلاقة: نحو قراءة مغايرة لقصيدة النثر العربية"، وذلك بمقر النادي بالقرم.

http://alsultanah.com/up/up_down/4087545978_2939911711409_1669666104_1722023_401839365_n.jpg (http://alsultanah.com/up)

في بداية الأمسية التي أدارها الشاعر عقيل اللواتي استعرض فيها السير الإبداعية للمشاركين بطريقة أدبية لا تخلو من الطرافة، بعدها قام الشعراء إلى المنصة ليلقوا قصائدهم التي افتتحها عبد الرزاق الربيعي الذي عبر عن حزنه باقتراب رحيل الدكتور محمد الشحات من عمان إلى جغرافيا أخرى، ومن ثم قرأ قصيدته "قدّاس" وهي أول قصيدة نثر قام بنشرها في مجموعته الشعرية الأولى، كما ألقى قصيدة "تحت القمر" وقصيدة " كوكتيل في مفتتح قرن" التي يقول فيها:
بيدين ضارعتين
أمسك بتلابيبه
وهو ليس سوى
صفر
أقلب وجهي
في الوجوه النضرة
ووجوه أحبائي
صفر
وقصيدته خشبة "عوني كرومي" التي يقول فيها:
كلما أسدلت الستارة
وصفق الجمهور
للوردة النابتة فوق الخشبة
وجدنا أنفسنا
فجأة
قد التقينا
هو بابتسامته العريضة
وقلبه الذي يقطر بياضا
كقميص ملاك
بعدها ألقى الشاعر عبديغوث مجموعة من قصائده منها :"غياب، ورحلة قصيرة، ولسان الموت، وكابوس شعري".

http://alsultanah.com/up/up_down/249559457_2939925311749_1669666104_1722032_1833332975_n.jpg (http://alsultanah.com/up)

ومن ثم ألقت الشاعرة فتحية الصقرية مجموعة من قصائد ديوانها "نجمة في الظل" منها قصيدة "الوهج الخفي، وقلبي الزجاجي دون مضلة، وصهيل الحلم وجع النهايات، والأزمنة المطرية.
في حين القى الشاعر سماء عيسى نصا شعريا ملحميا طويلا، حشد فيه الكثير من الصور الشعرية والأماكن والذكريات.

http://alsultanah.com/up/up_down/9447389598_2939987593306_1669666104_1722061_2110899947_n.jpg

كما ألقى الدكتور محمد الشحات ورقته النقدية التي ابتدأها بمجموعة من الملاحظات التي التقطها اثناء إلقاء الشعراء لقصائدهم، وقد لاحظ أن الربيعي في قصائده تتلاقح مجموعة من الفنون الإبداعية لتشكل منه قصيدة النثر، كما أن إحساسه طاغ بالمنفى الوجودي، وتكثر الحوارية وتعدد الأصوات في قصائده المليئة بالإنثيالات العاطفية.
أما عبد يغوث فيرى الشحات أنه يعتمد الكثير من التقنيات في كتابته الشعرية التي تمتزج بالحوارية وفكرة الطفولة الدالة على البراءة والدهشة الصادمة التي تمثل بذرة المعرفة والإكتشاف، كما أن الشاعر يمتلك القدرة على أن يطرز نسيجا جماليا من القبح، وهي ما يسمى شعرية القبح.
وأشار الشحات إلى أن قصائد فتحية الصقرية هي قصائد أنثوية بامتياز، ولديها القدرة على كتابة القصيدة النثرية الطويلة.
وأبدى الشحات شغفه الشديد بشعر سماء عيسى الذي يشعره بالشجن، فهنالك قوة مغناطيسية جاذبة في كتاباته، على الرغم من أنك لا تستطيع التفريق بين نثره وشعره، كما أن كتاباته وعيا وجوديا مختلفا نبت من الثقافة العربية الشديدة الإحساس بالخلق والخالق.
ومن ثم استعرض الشحات مسيرة قصيدة النثر العربية منذ بداياتها والإشكالات التي طرحتها في الساحة الأدبية فقد اوضح أنه منذ لحظة المخاض الأولى، وُسِمت قصيدة النثر بأنها جنس إشكالي بزغ إلى المشهد الشعري العربي في حقبة الخمسينيات على يد جماعة مجلة "شعر" اللبنانية"، ثم انطلقت شرارة المعرفة البروميثية، أو موجة السندباد الطموح، وأخذت في الاتساع والتنامي شيئا فشيئا، عبر مستويين: أفقي “من حيث امتداد الجغرافيا العربية: لبنان، سوريا، مصر، العراق، ..”، ورأسي “من حيث التجريب النوعي والجمالي المتعلق بطرائق الكتابة الشعرية وأساليبها”. لقد أخذ ذلك التنامي في الاستمرارية عبر موجات تتابعت حتى هذه اللحظة.
واختزل الشحات هذه الموجات إلى ثلاث موجات مفصلية: أولاها تزامنت مع حقبة الخمسينيات، وامتدّ تأثيرها إلى تحولات الستينيات العربية، بما انطوت عليه من أحلام قومية و"سرديات كبرى" ارتبطت بالتحرير والتنوير والعدل، على أيدي أعضاء مجلة "شعر" "يوسف الخال “1917-1987” وأنسي الحاج “1937-” وأدونيس “1930-” ومحمد الماغوط “1934-2006".
وثانيها: بلغت ذروتها في حقبتي السبعينيات والثمانينيات “لدى كل من: أمجد ناصر، سيف الرحبي، بول شاؤول، سركون بولس، عباس بيضون، عبد المنعم رمضان، حلمي سالم، عبد المنعم رمضان، رفعت سلام، حسن طلب، عدنان الصائغ، إسكندر حبش، عابد إسماعيل، لقد ارتبط شعر السبعينيات، بصفة عامة، بجماعتي "إضاءة 77" و"أصوات" اللتين خرجتا إلى الساحة الشعرية المصرية والعربية في أواخر العقد السابع من القرن العشرين.
ومع استمرار تصاعد الكتابة النثرية، ومع بلوغ العقد الأخير من القرن العشرين، تشكّلت الموجة الثالثة في كتابة القصيدة الجديدة، عبر مختلف البلدان العربية من المحيط إلى الخليج، ثم تبع شعراء الموجة السابقة الكثير من الأصوات الشعرية التي ظهرت نصوصها مع الألفية الجديدة التي لا يزال بعضها يعزف على الوتر ذاته، في الوقت الذي يسعى البعض الآخر إلى اكتشاف مواضع المغايرة ومكامن الاختلاف. ويراهن الشحات بافتراضه أن قصيدة النثر -العربية تحديدا- لا ينبغي النظر إليها باعتبارها جنيناً شرعيا لتحولات الشعرية العربية المتباينة في بعدها التاريخي، كما حاول الكثير من الباحثين إثبات صحة هذه المقولة، متأثرين في ذلك ربما بقصيدة النثر الغربية، حيث راحوا يجتهدون في البحث عن مفهوم جديد للإيقاع أو البحث عن قيم مغايرة لتطور "الشعرية" من منظور نقدي “وأيديولوجي” ينهض على مقاربة قصيدة النثر مقاربة منغلقة؛ الأمر الذي أنتج كمًّا هائلا من التناقضات والمغالطات.
وقد أرجع الشحات هذه التناقضات والمغالطات لمجموعة من الأسباب كان أبرزها أن القصيدة النثرية فن مخلص لقيم "الهجنة " الثقافية، أو التوليد الإبداعي، في شتّى مجاليه: هجنة الأجناس والأنواع وتلاقح الأشكال والأساليب الكتابية المختلفة. فقصيدة النثر فنّ هجين تمتزج فيه مظاهر الشعرية والدرامية والملحمية، كما تختلط فيه جماليات السردي بالغنائي والمسرحي، التراجيدي بالكوميدي، الجادّ بالساخر، السامي بالوضيع، دون هيمنة أحد الأطراف على الآخر إلا بمقدار نسبي يختلف من قصيدة إلى أخرى، ومن شاعر إلى آخر في ضوء رؤيته لعالم الشعر ونظرية الفن بشكل عام.
ومن الأسباب الأخرى أن قصيدة النثر تجسّد عبر قطاع عريض من نصوصها ذلك التوظيف العجيب أو التلاقح المثير للدهشة بين عدد متنافر من الأفكار التي تنتمي إلى نظريات وتيارات ومذاهب فلسفية غربية وشرقية، مادية وروحية، في آن، تجاورا مخيفا يجمع بين الوجودية والتصوف والعدمية، الرمزية والطبيعية والبرناسية، السريالية والواقعية، الرأسمالية والاشتراكية،
كما أن قصيدة النثر تجاهلت أغلب نصوص - ومن ثم رفض شعراؤها - مفهوم "الشعرية" حسب التصور الأرسطي، ثم البنيوي فيما بعد، ذلك الذي لا ينظر إلى "الإيقاع" إلا عبر منظار نظرية العروض الخليلية. لذا، فإن الدارسين الذين يبحثون عن شعرية القصيدة النثرية، انطلاقا من حقل الشعريات الأرسطية أو البنيوية وحدها “بما في ذلك البويطيقا والسيميائيات”، ومن يشتغلون على تجليات الإيقاع في القصيدة النثرية منطلقين من التطور الدياكروني لمسار الشعرية العربية “القصيدة العمودية/ قصيدة التفعيلة/ قصيدة الشعر الحر “المرسل”/ قصيدة النثر” سوف يسقطون لا محالة في هوّة سحيقة من العبث والفوضى وسوء الفهم كالباحث عن أسماك السلمون في مياه الآبار السحيقة، غافلا عن مصبّ شلال متدفّق، هناك على مرمى البصر، وسط أخاديد جبلية نابعة من سحب ركامية سوداء.

نوف البادية
15-05-2012, 04:02 PM
أكيد أمسية جميلة بـ وجود الرائع عقيل اللواتي

ربي يوفقج فاطمة ^^