المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حَـــنيــــنُ طيْفٍ...!!!


يزيد فاضلي
23-05-2012, 12:14 AM
حَـــنيــــنُ طيْفٍ...!!!


توْطـئــــــــة:

-...في ليلـةٍ لألاَءَةٍ..غارَ ضـــوْءُ قَمَـــرِهَا..وسكنَ الكوْنُ يُرخـي سمعَه لشدوي وأنيني وحنيـني..فلمْ يكن لي من أنيسٍ يرافق شجوي وشجـوني،غيرُ النجومُ المتناثرة التي ترصع أديمَ السماء..

فأحسستُ-وهي تتراقص بوميضها-أنها تناثرتْ،تبكي وتئن من أجلي،ولم أجد بُـدًّا من أن أغمضَ الجفـنَ على حنينٍ شدني إلى ماضٍ عَبِــقٍ...فرحَــــــلَ خافقي إلى طيْفِ مَنْ نسجتُ له-ومعه- يوماً آمالاً وأحـلاَماً..

فكانتْ منـي هذه الأنَّـــةَ الحَـرَّى..أستخرجُها اليومَ من قصاصاتي الخبيـئة...

بالأمس البعيد،كنتُ أذرفها دمْعاً سخيا أناجي به الطيْفَ الجميــــلَ..واليومَ أستمرئها كذكرى لذيذةٍ أودعْتُها أجملَ وأحـــرَّ ما في خافقي التعـوب من لواعجَ لاهِـبة...

أسَــــــــابِقُ فيكَ خــيَالاً جمـيـــلاَ
وأشتَـمُّ فيكَ نسِيـماً عَليـــــــــــلاَ

وأسألُ عنكَ بداياتِ عُمْـــــــــــري
لَعَـلِّي أجِدْكَ بقلبي نزيــــــــــــلاَ..!!

لَعَـلِّي أهيــمُ،ورَجْــــــعُ الزمــان
يُسَافِرُ بي..فكنتُ عَجًُـــــــــــولاَ

وتهْفـــو الشِّغَـــافُ إليْكَ حبيــــبي
وتجْعَلُ منكَ لِـقلبي دليـــــــــــلاَ

وأرنو النجــومَ طوالـــعَ ليْــــــــلٍ
أسامِــرُ فيــها قصِيـــداً خجُـــــولاَ

فَيَـا زَهْــرَ طَيْفـي،كَفَـــاكَ ارتحــــالاً
إلى حيْـــثُ صِـرْتَ هَشِــيـماً ذَبُـــولاَ

ويا نَجْــمَ رُوحي إليْــــكَ اشتِــيَـاقي
أريــدُ التداني فتَأبَى النُّـــــــــزُولاَ..!!

أناجي وَمِيـضاً أضـــاءَ حَـــــيَــاتِي
فليْسَ لِذِكْرَاكَ عندي أفــُــــــــولاَ

أيَا وَرْدَ رَوْضِــي سَقَــاكَ غَمَـــامِــي
فكنتَ رَوَابي،وكنتَ حُقُــــــــــولاَ..!!

وكنتَ الذي يُحِـــــيلُ هَـــــــــوَايَ
مَرَابِعَ حُــبٍّ،تَنَـــاهَـتْ سُهُــــــــولاَ..!!

فإنَّ الزمَــانَ أحالَ حَـــــــــــــيَاتي
بَلاَقِعَ جُــرْحِ،فكنتُ قَتِــــــــــــيلاَ..!!

أيَا طَيْـــــفَ روحــي؛تَوَقَّفْ قليـــــلاً
فقدْ صارَ لَيْــلـُـكَ سُـــهْـداً طَــويـــلاَ..!!

جمعه المخمري
23-05-2012, 01:56 AM
الأخ العزيز...... يزيد فــاضلي.......

حبكة رائعة.... وتفنن في سكب الكلمات....

كم هي رائعة هذه القصيدة......

أكثر ماشد انتباهي هو... انتقاءك للمفردات....

وتوظيفها توظيفا مخمليا يجذب القارئ.....


اذهلتني الفصاحة المبنية على الحنكة .. ما اروع وأدق هذا البيت..

أيَا وَرْدَ رَوْضِــي سَقَــاكَ غَمَـــامِــي
فكنتَ رَوَابي،وكنتَ حُقُــــــــــولاَ..!!


قيل: الغمام والسحاب بمعنى واحد، وقيل الغمام هو السحاب الأبيض، وذكروا في وصفه أنه أبرد وأرق

من السحاب، والغمام في الأصل من الغم وهو تغطية الشئ، وسمي الغمام بهذا الاسم لأنه يغطي

صفحة السماء، وسمي الهم غما بهذا الاسم لأنه يحجب القلب على أي حال، قد يشير تعبير " الغمام "

إلى أن بني إسرائيل، كانوا يستفيدون من ظل الغمام إضافة إلى تمتعهم بالنور الكافي لبياض هذه

السحبة.. صورة في منتهى الروعة

لك الرقي أيها الفارس العربيّ

سالم الوشاحي
23-05-2012, 06:11 AM
أخي العزيز يزيد فاضلي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صح منطوقك ولاهنت

رائع هذا الإنسكاب بالجمال

حرفك ونبضك عميق جدا

لله درك أيها الأصيل

سجل إعجابي مع وافر الشكر والتقدير.

يزيد فاضلي
23-05-2012, 03:27 PM
...جـدُّ سعيدٍ أنا-واللهِ-أخوَيَّ الكريمين المبدعيْن الفاضليْن ؛ جمعه و سالم..على جميل مروركُما الرفيف العَبِق على ( حنين طيْفي ) الذي راحَ يتنفسُ من إثرائكما ما أنعشَ فيه المعنى والكلمات...

- أخي الحبيب جمعه..أشكرُ لكَ من شغاف قلبي هذه الإبانةِ المستفيضة للمعنى الاشتقاقي الجميل الذي يستكنُّ في لفظةِ ( الغمام ) وما ينضـَحُ به من بهاءٍ وجمالٍ،يزدادُ به السياقُ ألـَقاً ومتعة ًواستذاقة ً...

- أخي الحبيب سالم..ممنونٌ لكَ هذا القريض الكريم الرقيق لنثار حرفي..وممنونٌ لكَ مروركَ الذي أسعدني وطوَّقَ مَلـَكَتي بشرفٍ رفيع...

لكما أيها النوْرسان البديعان أجمل وأعبق باقاتؤ فؤادي....

خليل عفيفي
23-05-2012, 08:06 PM
حَـــنيــــنُ طيْفٍ...!!!

-
وكنتَ الذي يُحِـــــيلُ هَـــــــــوَايَ
مَرَابِعَ حُــبٍّ،تَنَـــاهَـتْ سُهُــــــــولاَ..!!
..!!
((أخي أيها العربي الأبي)) **أراك نثرت عبير الحروف
أخي يزيد الفاضلي
لقد أبدعت
إننا نقرأ مفردات العربية وبين أيدينا لسان العرب ، ومختار الصحاح
فلله درك !!

عبدالله الراسبي
23-05-2012, 09:03 PM
الله الله الله
اخي العزيز يزيد فاضلي ابيات جميله جدا ورائعه تسلم على هذه الابيات
الجميله والرائعه مبدع بحق
واصل ابداعك المتجدد
وننتظر جديدك هنا دائما
بكل شوق
تقبل تحياتي اخي الغالي

يوسف الكمالي
23-05-2012, 11:12 PM
أهلاً أخي الأديب يزيد . .~

زاد الله ليلك أفولاً ونجومك نزولا ^.~ ،

أعجبني كثيرًا:
ويا نَجْــمَ رُوحي إليْــــكَ اشتِــيَـاقي
أريــدُ التداني فتَأبَى النُّـــــــــزُولاَ..!!

القصيدة تذوب عاطفةً فتقطر صدقًا وعذوبةً ..~
أهيــمُ - تهفو - أسامر - أناجي

تفيض وجدًّا يا يزيد . .

> دعني أحاورك قليلاً:

يُسَافِرُ بي..فكنتُ عَجـــــــــــولاَ / ألا تشعر بخلل طفيف هنا في الوزن

فليْسَ لِذِكْرَاكَ عندي أفــُــــــــولاَ / أليس إعراب "أفولا" الأنسب هو "أفول" اسمًا لليْسَ ؟

وكنتَ الذي يُحِـــــيلُ هَـــــــــوَايَ / هنا أيضًا أيضًا أشعر بسكتة تخل الوزن بين (الذي) و(يحيل)

..

كذلك أخي يزيد، حبَّذا لو استغنيْتَ عن إطار الـ(فعلت فعولا) في القافية، فقد تكرر لديك في أكثر من موضع:
فكنتُ عَجًـــــــــــولاَ - وكنتَ حُقُــــــــــولاَ..!! - فكنتُ قَتِــــــــــــيلاَ..!!

أخالك خنقتَ نفسك في المفعول به، والمنصوبات كثيرة !

اعتبرها همسة أخ غيور ~

سلمت : : .
(=

يزيد فاضلي
24-05-2012, 04:46 PM
...أستشعرُ التكريمَ والتبجيلَ لقصيدتي بمروركما العذب المفيد أيها الحبيبان الأسعدان ؛ خليل ويوسف...

- أخي المبدع الكريم خليل...إنما كنتُ في قريضي المتواضع هذا أحاولُ-في جهدِ المُقِلِّ-أن أستنزلَ المعاني التي تجيشُ بها نفسي وقريحتي فأحتويها بدثار الألفاظ والكلمات التي تترجمُ جوهَرَها..وإلا أخي الحبيب-عفا الله عنكَ-أين نحنُ من ( لسان...) ابن منظور أو ( قاموس... ) الفيروز آبادي أو ( مختار الصحاح ) للرازي...؟؟!!

مروركَ وإطراؤكَ وتفاعلُكَ الحميمُ الرفيفُ-أخي البديع-مع ما يجودُ به قلمي يغمرني دائماً بأنسام المحبة والإخاء والتحفيز والتشجيع..ممنونٌ لكَ...

- أخي المبدع وأستاذي الكريم يوسف...جوزيتَ ألفَ خير على مروركَ العذب الشافي المفيد..وبوركتَ على هذه الوقفاتِ التصويبية التي أنرتَ بها بصري وبصيرتي..ولن أذيعَ سرَّا-أستاذي الكريم-إذا قلتُ لكَ أن هذه الهفوات ( اللغوية والمعنوية والعَروضية ) قد استشعرَها حسي الفني واللغوي سَلَفاً..بل إن هناكَ مَن نبهني إليها كلما رحتُ أنشرها في غير هذا المكان...

بالفعل-سيدي الكريم-فإن المواضعَ التي وضعتَ عليها مِبْضَعَ التصويب لمْ تخلُ أبداً من اختلالٍ في إيقاع الوزن ومن بعض التجوُّزاتِ التي لا تبارحُ الخطأ النحويَّ أو المعنوي..وما كان ليشفَعَ لها محمَلُ أن (( الشاعر يجوز له ما لايجوز لغيْره )) كما قد يتذرَّعُ البعضُ... !!!

نعمْ..فإن في عجُزِ البيت ؛ (( يسافر بي..فكنتُ عجولاَ )) استثقالاً مستهجَناً أخلَّ برتم الإيقاع،وما كانت النقطتان المتتاليتان لتسُدَّا فجوَةَ الاعتلال.. !!

وما كانت ضرورة التقفيةِ بالنصب في عَجُز البيت الآخر تـُبيحُ سَفْحَ الإعراب في اسم ليسَ المرفوع المؤخر ( أفولٌ ) وقد تقدم عليه الخبرُ المقدمُ المنصوبُ المتعلق بشبه الجمله الجار والمجرور ( لذكراكَ )...

ومثلهما أيضاً في المواضع الأخرى التي وضعتَ يدَكَ عليها جزاكَ الله خيراً...

فقط-أستاذي الحبيب-لعلَّ ما يشفَعُ لي أمام هذه الفرُطات أن هذه القصيدة-أو لِنقل المحاولة-تعودُ لخربشاتِ البواكير..وأعتقدُ أن عقدا ونيِّفاً من الأعوام قد تصوَّحَ مذ قدحتْ بها قريحتي..ولعل في المقدمة تلميحاً بذلك..ويعلمُ اللهُ-أستاذي-أني في كل مرةٍ أبتغي الرجوعَ إليها بالتنقيح والتصويب واستبدال الألفاظ..ولكنْ غلبَ في نفسي أني إن أنا فعلتُ ذلكَ الآنَ فإنني قد أفقِدُها أهمَّ ما فيها من أحاسيسَ استكنتْ بين جوانحي وقتَها..فكنتُ دائماً أرى في تقديري أن أبقي عليها-كما هي-لأنها تمثلُ بالنسبة لي-وقد دلفتُ الأربعينَ-مرحلة ًما في رحلة العُمُر ومدارجه،أرى فيها مسَارَ قريحتي،فأقدِّرُ بها مؤشرَ الكفاءة كيف كان في البدايات وكيفَ أصبحَ الآن...

ولا أدري-سيدي-مَحَلُّ الصواب في هذا التقدير الذي أرتأيْته لخربشاتي معَ إيماني اليقيني أنه ما من بَدٌّ أن يميط أستاذٌ مثلـُكَ اللثامَ عن هفواتِها..؟؟!!!

جزاكَ الله خيراً-سيدي الكريم وأستاذي الكريم يوسف-فإني واللهِ أشرُفُ بمعرفتكَ..لقد أفدتَ فاستفدتُ..ومنكم سنتعلم دائماً ومن معينكم الكريم سنغترف..وسوف نبقى نتعلم ما بقي الأحدثان...وممنونٌ لكَ أنكَ وَسَمْتني بـ ( الأديب ) وإن كنتُ أعلمُ-عن نفسي يقيناً-أنكَ قد ألبستني ثوباً فضفاضاً،يَعسرُ على مثلي أن يملأ فحواه..فأنا لستُ بينكم إلا (( كبائع التمر في سوق هجر أو كقائل الشعر يومَ عُكَاظٍ ))..!!!

لكما-أيها الكريمان-خالِصُ ما في قلبي من حب وامتنان..ودمتما-في منتدياتنا-عُدَّةً وعتاداً...