المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تذكرة ذهاب


محمد الطويل
31-05-2012, 02:34 PM
الساعة تشير إلى الثانية بعد الظهر ... الطقس يميل إلى الحرارة والشمس تطل باهية على الرؤوس .. الطير على أم غصنه يشدو فرحاً / طرباً / ألما / شوقاً / أو ربما مستاء من الحرارة التي تصهد جسده الهزيل .

الصمت وكأنه الليل البهيم لا أحد هنا سوى حفيف وريقات الشجر وعصفور يغرد وأنا ... أمد من خلف النافذة عيني محدقاً خارج منزلي .. أرى الغبار وكأنه يتعارك مع السراب .. تهفو روحي إلى السفر بعيداً عن هذا الصيف القائض المفعم بالحرارة والتعب ... لكن الحجوزات عبر المطارات لا مجال لمقعد واحد يأخذني معه فقد طار من أراد الطيران ومن بقي هم على الأثر وقد حجزوا مقاعدهم من زمان طويل ... الفكر في داخلي هو يتعارك أيضاً ربما لأنه لم يجد له منفذ ينقذه من الواقع المحرق .

من حولي جيران تركوا بيوتهم وأدواتهم وسافروا ... على الطريق مركبات هادرة تحمل أمتعة لمسافرين ... والكل في هذه الحياة مسافر إلا أنا .... وحيد أنتظر من يقطع لي تذكرة الذهاب على جناح طيران لا يعود قريبا .... ترى من سيغادر قبل أهو الصيف أم أنا ؟! .



المعذرة كان بوح خاطف أدركني هنا فسجلته .

محمد الطويل
16-06-2012, 05:08 AM
أمد يدي نحوي فلا تصل لشيء .. أمد يدي إلي فلا تصل إلي .. يحيرني السؤال الذي يتردد على أذني في صمت ترى مالذي حدث وأين أنا من أناي ولما يداي لا تصل إلي .

في البعيد تسكن الذكرى وكثير من علامات الماضي الجميلة .. في البعيد تموت الذكرى كلما هبت رياح الأيام العتيدة .. في البعيد وحدي أنا من يعلم سر الأمكنة وسر الدموع وسر الوداع .

تتأرجح في مخيلتي صورتك كظل سراج خافت في ليلة مظلمة والنسيم يحرك السراج المعلق في صدر الساحة .. أسمع صدى صوتك يناديني وكأنه يتردد بين جدران ذاتي وذاتي ... ألتف إليك فلا أجدك وألتفت إلي فلا أجدني وكأننا ملكين نسبح في عراء الفضاءات لا نرى بعضنا ولا يرانا الآخرون .

هلوسات تتلوها هلوسات في الفجر المنفرد بعصافيرة المنطلقة نحو البعيد ... تتردد في ذاكرتي وكأنك تقيم على عرشها فأشتاق إليك كلما الفجر دنا .