تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سَلْبٌ وَصَلْبٌ


أبو شامة المغربي
20-06-2012, 04:20 PM
سَلْبٌ وَصَلْبٌ
... ثم إن ذات المشهد انبعث، ونفس الأصوات ارتفعت، فأوقدت لديه لهيب تلك الذكرى المؤلمة من جديد، وأيقظت في داخله هبوب ريح ذلك الحادث العاصف وكأنه هدير سيل جارف، وقد كان خلف في نفسه جراحاً نازفة لا تلتئم، وغير كثيراً مجرى حياته ...
لم يكن ما صدم ناظريه أقل عنفا وأخف وقعاً وزلزلة مما نزل عليه ذات يوم مضى نزول الصاعقة، ولم يكن ما هز سمعه في نفس اليوم أهون ولا أيسر مما أصمَّ أذنيه مرعداً ...
لم يذق للشباب ولما بعد زمن الشباب طعماً جميلاً رائقاً مثل أقرانه، وظل يناشد عينيه لتجودا بالدمع الغزير شفقة عليهما، فلا تجيبانه إلى ما يريد، وتأبيان إلا أن تجمدا في عناد ...
كم كان يشتدُّ به الحنين ويشدُّه إلى نبض فؤاده القديم، وكم كان الشوق يهيج في داخله ويجرفه إلى ملاقاة ومعانقة كل ما كان يخفق له قلبه بصدق في تلك الأيام الخوالي ...
لازمه الشوق ذاته، وصاحبه ذات الحنين، لكن العودة إلى الذي سلب منه قهراً وكرها بقيت سراباً لم يستطع إليه سبيلاً، وظل حلما لم يفلح في تحقيقه كثيراً أو قليلاً، ولم يجد له تبديلاً ولا تحويلاً ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
[]

سالم الوشاحي
20-06-2012, 05:04 PM
أخي العزيز عبدالفتاح أفكوح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة جميله .....

وحنين وحب ينولد لبعض

الأصدقاء الخاصين والمقربين

في هذه الحياه ..

ملاحظه ..

أرجوا التقيد بقوانين المنتدى والقصه على وجه الخصوص

فمن غير الجائز إنزال 7 قصص في آن واحد.

خليل عفيفي
20-06-2012, 05:19 PM
شكرا للأخ أبو شامة المغربي على هذا الإبداع حقيقة
نص مميز وتسلسل متميز
نتمنى عدم وضع الإيميل الخاص
لك خالص التقدير
أهلا ومرحبا بك

رحيق الكلمات
20-06-2012, 05:34 PM
سَلْبٌ وَصَلْبٌ
... ثم إن ذات المشهد انبعث، ونفس الأصوات ارتفعت، فأوقدت لديه لهيب تلك الذكرى المؤلمة من جديد، وأيقظت في داخله هبوب ريح ذلك الحادث العاصف وكأنه هدير سيل جارف، وقد كان خلف في نفسه جراحاً نازفة لا تلتئم، وغير كثيراً مجرى حياته ...
لم يكن ما صدم ناظريه أقل عنفا وأخف وقعاً وزلزلة مما نزل عليه ذات يوم مضى نزول الصاعقة، ولم يكن ما هز سمعه في نفس اليوم أهون ولا أيسر مما أصمَّ أذنيه مرعداً ...
لم يذق للشباب ولما بعد زمن الشباب طعماً جميلاً رائقاً مثل أقرانه، وظل يناشد عينيه لتجودا بالدمع الغزير شفقة عليهما، فلا تجيبانه إلى ما يريد، وتأبيان إلا أن تجمدا في عناد ...
كم كان يشتدُّ به الحنين ويشدُّه إلى نبض فؤاده القديم، وكم كان الشوق يهيج في داخله ويجرفه إلى ملاقاة ومعانقة كل ما كان يخفق له قلبه بصدق في تلك الأيام الخوالي ...
لازمه الشوق ذاته، وصاحبه ذات الحنين، لكن العودة إلى الذي سلب منه قهراً وكرها بقيت سراباً لم يستطع إليه سبيلاً، وظل حلما لم يفلح في تحقيقه كثيراً أو قليلاً، ولم يجد له تبديلاً ولا تحويلاً ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
[]

قصة عميقة أخي الفاضل: تسلسل ينم عن ابداع حقيقي
قدرة ممتازة على تصوير زلزلة النفس والعودة بها الى الوراء
بالنص تداخل بين الحدث الحالي والحدث الماضي بطريقة جميلة تشجع القارئ على مواصلة القراءة
بشوق تحيتي لك

عبدالله الراسبي
20-06-2012, 07:09 PM
اخي العزيز ابو شامه المغربي قصه جميله جدا ورائعه
تسلم على هذا البوح الراقي
وتقبل تحياتي اخي العزيز

جمعه المخمري
22-06-2012, 03:36 PM
أهلا بأخي الكريم.....

رائعة هي بدايتك الجميلة..... قلم يستحق الاحترام.....

قصة جميلة يا اخي....

بارك الله فيك.

نبيلة مهدي
10-07-2012, 07:08 PM
أخي الكريم عبدالفتاح أفكوح

قصة جميلة أعجبتني سلمت يمناك أيها الراقي...
تقبل مروري من هنا..

كل الاحترام و التقدير