المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رقائــق القلبِ في رمضان..( 5 )


يزيد فاضلي
25-07-2012, 02:03 PM
رقائــق القلبِ في رمضان..( 5 )


أحـــــــــبتي في الله...

مازالتِ الرحلة ُ-بإذن الله-متواصلة..ومازال مَــدَدُ الرقائق يعطـينا من نَفَـحَاتِ رَذاذِهِ ما نسـترْوحُ به مِن لـَـغـُــوبِ الحياةِ وحَـرُورها...

ــ جاءَ في الأثـر،أن المـرءَ بأصغـريْه ؛ لسانِـه وقلبــــه..

ولعلَّ هذا هو المعـــــــنـَى الذي يُنْـــــسَبُ لــزهيْرٍ حين قال:

لسانُ الفـتـَى نِصْـفٌ،ونصفٌ فؤادُهُ ** فلم تبقَ غيْرُ صورةِ اللحم والدم..!!

نَـعَــــــمْ إخوتي الأحباب..

اللسانُ مِغـْـرفة القلب ، وتُــرْجُمانُ المشاعر، وبه تنثالُ خواطـرُنا فتدخُل منطقة َ الإبانةِ والانكشاف والتسامع..

بَـيْدَ أننا تعلمْنا من مبادىء ديننا،أن مِـلاَكَ الأمـر كلَّـه في النهاية،إنما هو مرهـونٌ بأثر الأعمال لاَ هَــــذر الألْـــــــسُن..فاللـهُ تعالى إنما-غداً عند العَرْض عليه-سيَسْألُنا عن فصاحة قلوبنا لا عَنْ فصاحة ألسِـنَتِنا..

ولا شـكَّ أنها مسألة ٌ نسبيـــة ٌ مسألة ُاللــــسان،فليسَ أحسَـنُ وأبْلـَـغُ من سكوتٍ طـويل إذا كَـثُرَ الغـَــلَط واللَّــغـَـط والهرْجُ والمَـرْجُ،ولا أجمــلُ من كـلام الناصح الراشـــد الحكيم،الآمـــر بالمعروف والكلمة الطيبة الجميلة الرقيقةِ إذا أصلـَــحَ..

فالمـؤمِنُ الحــــقُّ،يحسَـبُهُ الجاهلُ صِـمِّيتاً عَـيِـيًّا،وحكمتـُــهُ أصْمَتـــتــْـهُ،ويحسَـبُه الأحمـقُ مِِهذاراً مُهَـرْطِــقاً والنصيحةُ لله بالكلمة الطيبةِ أنطـقتْهُ...

هـــــوَ ذاكَ النمـوذجُ السامي الذي رآهُ الشاعرُ ببصـيرته:

ضَــحُوكُ السِّـنِّ إن نَطَقوا بخيْرٍ ** وعندَ الشَّـرِّ مِطـرَاقٌ عَـبُـوسُ..!!

وما أروَعَـــهُ من جمال وبهاء،حينَ يتقلَّبُ المسلمُ في الحالتَيْـن( صَمْتاً ونـُــطقاً )،فرآهُ الشاعرُ مرةً أخـرى بذات البصـيرة:

تكَلَّمْ وسَـدِّدْ ما استطعتَ فإنما ** كلامُـكَ حَـيٌّ والسكوتُ جمادُ
فإن لَمْ تجد قوْلاً سديداً تقولُه ** فصَمْتُكَ من غيْر السَّدادِ سَدادُ..!!

فصَـوابُ القول من صواب العمل،فإنْ تَعَارَضَ القولُ والعمَلُ،قـُـدِّمَ فضلُ الثاني على الأول دون تردد أو إبطاء..

ولنا في أبي بكر وعـمر وأبي الدرداء-رضي الله عنهم-قَـبَسٌ من هُــدىً لهـذه الرقيقة...

جاءَ في الجزء الأول من ( عـيون الأخبار ) للعَــلاَّمةِ المُؤرخ الجليل ابن قـُتيْبة الديْنوري رحمه الله،أن سيـدَنا أبا بكر-رضي الله عنه-كان ينصحُ مَن جالسَه من غير ملل : (( أقللْ من الكـلام،فإنما لكَ ما وُعِـيَ منكَ..!! ))..

وكان سيـدُنا عمـر-رضي الله عنه-يُـوصي دائماً : (( رحِـمَ اللهُ امرُءًا،أمسكَ فضْـلَ القول وقـدَّمَ فضلَ العـمَل ))..

ولكــــنَّ سيدَنا أبا الدرداء-رضي الله عنه-ذهبَ في الصراحةِ لأبعــدَ منهما،فقال يُوصِـي : (( أنـْـصِفْ أذنـُـنـَـيْــكَ مِـن فِـيكَ( من فمكَ )،فإنما جُـعِلَ لكَ أذُنان اثنتان وفـَــــمٌ واحدٌ لتسْـمَعَ أكثـرَ مِمَّا تقولُ..!!! ))...

وتقبَّل الله منا ومنكم الصيامَ والقيامَ،وجعلَ فضـولَ أقوالنا في ميدان أفعالنا...

سعاد زايدي
26-07-2012, 01:12 AM
أخي يزيد.............،

سلم الله قولك وعملك.

حجة منطوقك لا لُبسَ فيها ولاضَرَرَ في تبيانِهَا ولا نقاش سيسودها

لكن على إختلاف منهاج السلف الصالح في بيان الحكمة بين الصمت والكلام لي رأي آخر أو بالأحرى فلسفة أخرى أقول فيه:

* لا تعتقد بأن الكلام حجة، وبأن الصمت حكمة إلا عندما يحقق كل منهما غايته وهدفه.

* حديثك إذا كان فيه خيرا فلا تكتمه، وإن كان فيه شرا فأحذفه.

* صمتك إذا كانت فيه لغة فمارسها، وإذا كان فيه إنسحابا فقاومه.

* لا تتعب نفسك في فلسفة الصمت والكلام ولكن إبحث عن الصدق فيهما.

تقبل الله منا ومنكم.

ريم الحربي
26-07-2012, 06:34 AM
ليت الجميع يدرك ما تتحدث عنه أخي يزيد ليتهم يدركون متى يصمتون ومتى لا ينبغي لهم الصمت

المشكلة لدينا أن السواد الأعظم من الناس في الوقت الحالي هداهم الله لا يدركون هذه الحكمة ولا يعملون

بها بل هم يعملون بعكسها فتجدهم يتكلمون وقت لا ينبغي لهم الحديث أو بمعنى أدق وقت لا ينفع الحديث

ويصمتون في وقت يجب فيه الحديث وحسم الأمر واتخاذ القرار

وجاء في الحديث عن حبينا المصطفي في حديث أبي هريرة والذي جاء في صحيح البخاري

( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت )

ليتهم يدركون هذه الحقيقية ويعونها جيدا الغريب أن الكثير يحفظه لكن قلة من تعيه



(بَـيْدَ أننا تعلمْنا من مبادىء ديننا،أن مِـلاَكَ الأمـر كلَّـه في النهاية،إنما هو مرهـونٌ بأثر الأعمال لاَ هَــــذر الألْـــــــسُن.. )


يا يزيد ديننا مرهون بالأعمال لا هذر الألسن لكن اللسان يترجم ما في اللقلب ولنعلم أن الكلمة أمانة

يجب أن نصونها جيدا



أخي يزيد بتنا نحرص على مجلسك الرمضاني هذا نأتي إليه وننشد وارف ظلاله نتوق في كل مرة

لما سيأتي

شكرا لك أخي وبارك الله فيك

دمت بخير

سالم الوشاحي
26-07-2012, 08:33 AM
الأستاذ يزيد فاضلي

ماعذبها من رقائق وما أرقها من مشاعر

تنبع من قلب عامر با لأيمان ونفس صافيه

شكراً لحضورك الراقئ وتواجدك العطر هنا

متابع لك ولكل ماتجود به علينا في هذا الشهر الفضيل

تحياتي تقبل وفائق أحترامي

ابو خالد السيابي
26-07-2012, 01:35 PM
متابع بصمت ^_^

ضي
26-07-2012, 01:48 PM
أخي يزيد فاضلي بحق اصبحنا من يترقب رقائقك يوميا ...
دروس جميلة ...
ننتظر القادم ..
جعله الله في ميزان حسناتك اخي يزيد..

يزيد فاضلي
26-07-2012, 05:02 PM
..نضـَّــرَ اللهُ وجهَكِ الكريم-أختي البديعة الأصيلة سعاد زايدي-على تغطيةِ ما بقيَ من رقيقتي بهذه الإضافةِ البديعة،الجليلة،النافعة عن مقاصدِ الكلام وضوابط اللسان.

قرأتُ الخمسَ الفوائد التي أضفتِ،فكانت بحقٍّ أصلاً أصيلاً في الرقيقة زادتـْـهَا تأصيلاً وإيضاحاً...

أفدتِــنا-واللهِ-فوفـَّيْتِ واستوفيْتِ...جُوزيتِ خيْراً...

يزيد فاضلي
26-07-2012, 05:09 PM
...ما أعبَقَ مرورَكِ النـَّـضِــر ست قوافي البديعة الأصيلة...وما أجملـَه تعليقاً هذا التعليق الجميل الجليل الذي مرَّ على رقيقتي كفانوسٍ مُضاءٍ،يزيدُها إنارةً وتألـُّقاً،والتي توشَّحتْ بها،فازدادَ موْضوعُها عِظة ًوعبرة ًوترشيداً....


ممنونٌ أنا لكِ دائماً أيتها ( القوافي ) المكنونة الكريمة...وآملُ-كما العهد بك دائماً-أن تصاحبينا في رقائقنا هذه...وجوزيتِ ألف خير أختي...

يزيد فاضلي
26-07-2012, 05:14 PM
..أخي الحبيب الأستاذ سالم الوشاحي..والدعاءُ المُخلِصُ بيننا متبادَلٌ إن شاء اللهُ..نطرقُ به باب الكريم المنان،علنا ننالُ رشفة َالنعيم بالقرب من رحابه النورانية الطاهرة...آمين آمين يا رب العالمين...

شكراً لكَ-أستاذي الكريم-على المرور العاطر العَطِر..ويا هَلاَ بكَ على موائد رقائقي أخاً كريما ابن كرماء...جزاك الله خيراً...

يزيد فاضلي
26-07-2012, 05:17 PM
أخي الحبيب أبو خالد السيابي...مرحبا بكَ وبرقائقكَ وبدرس ( الصمت ) الذي نحب أن نستوعبه ونتعلمه..فربَّ صمتٍ أعقبَ نوراً من تأملٍ وتدبرٍ وفكرة...

جوزيتَ ألفَ خير على المرور الكريم...وصيامٌ مقبولٌ إن شاء الله...

يزيد فاضلي
26-07-2012, 05:22 PM
...يا هَــلاَ بكِ-أختي البديعة أسيرة البدر-تحت ظلال رقائقي..آمُلُ دائما أن تزيديها ألـَقاً وعنفواناً وجمالاً وتفاعلاً بمروركِ الكريم وتعليقكِ النيِّر...شكراً لكِ وممنونٌ...