المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رقائــق القلبِ في رمضان..( 7 )


يزيد فاضلي
27-07-2012, 07:01 PM
رقائــق القلبِ في رمضان..( 7 )


أحـبتي الكرام البررة...

الناسُ-أمامَ مغارم دنياهم-شخــصان لا ثالثَ لهما...

شـخْصٌ استيقظ في الظلام وآخـرُ نامَ في النـــور..!!!

الأولُ ؛ جاء إلى الحياةِ فعَرفَ كيفَ يدخلُ معترَكَها اللاهب اللاحب،فما فتىء يَســـــــــبحُ ضد تياراتها العاتية بجراءَةٍ وتحَدٍّ،ويشتبكُ مع مهاوشها التي تبغي تكســــيرَ مبادئه وإذلالَ كيانه،فيناجزها كرًّا وفرًّا وجَـوْلاً وصوْلاً..ينتصـر حيناً فيذوق نشوة النصر وتـَـسْمَقُ هِـمَّتُـــهُ ويستعلي إيمانُه،وقد توهنـُــهُ ضَـرَاوَة الاشتباكِ حيناً آخَــــرَ-دونَ تركـيعه-ولا حـيلة..!!

وكلما عَرَكتـْـــهُ المغارمُ والابتلاءاتُ والمُغرياتُ مع الأيام كلما كان أثبتَ جناناً وأصلَبَ عوداً وأنقى معدناً...

إنني أتمثَّــــــــلـُـهُ كالذهب الخالص الذي لا يَحْتـَــدُّ وَمِيضـُــهُ وَبَريقـُـهُ إلا إذا فـَــــتـَـــنـَــتْــــهُ النارُ أكثر..!! فكلما لَفَـحَهُ وهَجُـها كلما تألَّــقَ إشعاعُـــهُ وتنقـَّــى معدنـُـــهُ..(( أحسِبَ الناسُ أن يُـترَكوا أن يقولوا آمَنَّا وهمْ لا يُفتــنون ولقد فتنا الذين مِن قبلهم فليعْلَمَــنَّ اللهُ الذينَ صَـدَقوا وليَعْلَمَــنَّ الكاذبين ))..صدق الله العظيم...

أما الثاني ؛ فقدْ جاءَ إلى الحياة وسُـبُل النـِّــعَمِ المسبغـَـةِ ترفُّ عليه-كطـيْـِر الرُّخِّ-مِـن كل جانبٍ،ومَـعَ هذا فقد أتتْ به المقاديرُ لمعترك الدنيا،فمـرَّ كالرغـــوة العابرة التي تطفو حيناً مع غثاء الأمواج ثم سرعانَ ما تختفي مـن غير أن يشـعُرَ بها أحدٌ أو يسـمَعَ لها ركـــزاً..!! لقد انكمَـــشَ الأبلهُ حيثُ ينبغي أن يمتدَّ،وسـقطَ عند أول جولة،فعاشَ كالسائمةِ،يأكل ويشرب ويتناسل،فيقـضمُه السَّأمُ والرَّتابَةُ،ثم بعدَ حين يمرض أو يقهَـرُهُ الهَرَمُ،ثم يَـنْفَقُ وينتهي كومـة ً مِـن ( اللاَّشـــيء ) تحت التراب..!!!

والحَــقُّ أن عمـرَهُ الافتراضِـيَّ انتهَـى منذ ولادتـه،وإنما فقط تـَأجَّـــلَ إعلانُ وفاتِــه إلى حــيــن...!!!

فليسَ مَنْ ماتَ فاستَرَاحَ بميِّتٍ**إنما المَيْتُ مَيِّتُ الأحياءِ
إنما الميْتُ من عاشَ كئــيباً بـــــالُه كَــاسفاً قليلَ الرجـاءِ..!!

وتقبلَ الله مني ومنكم الصيامَ والقيامَ وصالحَ الأعمال..وجَعَــــلنا ممن فقهوا رسالتـَـهم في هذه الحياة...

ريم الحربي
28-07-2012, 02:32 AM
الإنسان هو من يقرر أي الدربين يسير

إما كأن يكون كالذهب الخالص كما ذكرت يتجدد ويقوى بالصقل أو أن يكون لاشيء

كلنا بشر لنا ذات الغرائز وذات الحاجات ذات العواطف لكن ما الفرق بين إنسان وأخر

الفرق هنا بالإرادة التي تميز هذا عن ذاك

قد يقول بعض المتكاسلين أن الله قدر كل شيء فلما اتعب نفسي وهنا اقول أن الله منحنا العقل

لنميز كل شيء منحنا فطرة سليمة فلما نخالفها وبين لنا السبل ونحن من عليه إتخاذ القرار

قال تعالى ( وهديناه النجدين ) سورة البلد

أي بين لنا الطريقين ونحن من نختار


(وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )سورة النحل أية 33


بوركت أخي وبورك قلمك الصادق ودمت بخير

رحيق الكلمات
28-07-2012, 02:44 AM
شكرا لك اخي الفاضل
على هذه الكلمات الطيبة
ومهما تعددت مسالك الحياة فالإنسان ببصيرته التي وهبه الله تعالى اياها قادرا على التمييز بين هذه وتلك
تحيتي وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

يزيد فاضلي
28-07-2012, 02:10 PM
..أختايَ الفاضلتان الأصيلتان البديعتان ؛ قــوافي و رحيق الكلمات...

شَــرَفٌ غامرٌ لي-ولرقيقتي-أن أتوشـَّــحَ بتوقيعَيْكُما الرقيقيقيْن...

- أختي قوافي..شيءٌ رائعٌ بالفعل أن يَجدَ المرءُ فينا ذلك الإحساس الفاصل بين الوضعيْن،وكما أشرتِ لعل الفطرة البشرية السوية هي التي تهدي الإنسان-بنور من الله-إلى أن يختار لنفسه أكرمَهما...

- أختي رحيق الكلمات...نعَمْ إن مَنْ فقدَ تلك البصيرة النورانية الربانية التي بها يسترشد في دنياه فقد غـَدَا كالأعمى،يُساقُ إلى مجهول دربه في غير هُـدَى..!!!

بوركتما....

ولكما من الله فضلُ الأجر وقـَبُول العمل ورُشـْــدَ الهُـــدَى...

سعاد زايدي
28-07-2012, 03:39 PM
أخي يزيد سجل مروري

لي عودة إنشاء الله يخونني الوقت الآن

سعاد زايدي
29-07-2012, 12:31 AM
أخي يزيد.............،

تقبل الله صيامك وقيامك وأجرك على جهد هذه الرقائق القلبية التي لا تأبى إلا أن تنير لنا بها سبل الفهم والإدراك

وأن تجنبنا الوقوع في الخطأ أو مغالطة الفهم

إضافة صغيرة، وأعتذر منك دوما على المداخلة فالأجر كله لك

عملا بقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم " المؤمن القوي خير عند الله من المؤمن الضعيف" لماذا؟
لأن المؤمن القوي له من المقومات المكتسبة ومن إمكانيات الفطرية ما يستطيع بها بناء أمة –بناء حضاري- إذا رحل بقيت مآثره وأفعاله تشهد عليه ليوم الدين، أما المؤمن الضعيف فلا يبذل ما عليه إلا في ذاته إذا رحل غاب معه كل شيء عنه

فما علينا إلا الإختيار بين وبين من نستطيع أن نكون، فشرف المحاولة خير لنا من السكون والملاحظة

والله ولي التوفيق.

يزيد فاضلي
29-07-2012, 03:00 PM
...الشكرُ والامتنانُ دائما موصولان للطيفِ ما يَجودُ به يراعُكِ البديع أختي العزيزة الأصيلة سعاد،وعوائدُ الأجر-إن شاء الله-تكون مناصفة ًبيننا جميعاً،لأن كلاًّ منا له من مساهماتِ التنوير والإفادة ما يجعلُ الحسنة له بعشر أمثالها...

أضفتِ-سيدتي-فأجدتِ ووفيْتِ،وما من شك أن (( المؤمن القوي )) الذي عرف كيف يصنعُ من طموحاته النبيلةِ سِراجاً يُضيئُ به ما ادلهَمَّ في محيطه الذي يعيش فيه...

جوزيتِ ألف خير..ولا حُرمنا من إفاداتكِ الثرَّةِ أبداً...

ضي
30-07-2012, 05:07 PM
أخي يزيد فاضلي حضور مميز لك هنا...
نستمتع بمتابعة ما تطرحه من رقائق ..
ويبقى لكل انسان مقدرات ومواهب ...
كل التحية لك..

يزيد فاضلي
31-07-2012, 03:23 PM
...وحضورُكِ أنتِ-أختي البديعة أسيرة البدر-هو ما أضفى على تميُّزي تميُّزاً...

ممتنٌّ لكِ على توقيعِكِ الذهبي الكريم،وأسأله سبحانه وتعالى أن يُنيرَ في حياتِكِ سُرُجَ الهدى والرشاد...

شكراً سيدتي...