المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رقائــق القلبِ في رمضان..( 9 )


يزيد فاضلي
29-07-2012, 03:50 PM
رقائــق القلبِ في رمضان..( 9 )


أحبـتي في اللــــــــــه..

لطالَمَا تسامتْ رُوحِـيَ التي تسري في كياني إكباراً وتأثراً وأنا أقرأ تلكَ العبارةَ البليغة َالمختـَــصَرَة التي طالما ترددتْ في كتب السيرة النبوية الشريفة،حين وَصْفِ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في تجردهم وإخلاصهم وتفانيهم العجيب في حب الله ورسوله وإعلاءِ راية الديـــن..

لقد قيلَ فـيهم : (( إنهم كانوا من الإخـــــلاص لله تعالى حتــى خـَـلَـتْ نفوسُـهُمْ مِـن حــظ نفوسِهم..!! ))..

عبارةٌ-أحبـتي-بليغة،أثيرةٌ،عظيمة ُ الدِّلاَلَــةِ،كبيرة ُ المعنــــى ولا ريْب..وهي تـُـبْرقُ لقلوبنا وعقولنا أن السرَّ الحقيقي في تثبيت القوم وتمكين الله لهم يكمن أساساً في شحنة ( الإخـــــــلاص لله تعالى ) التي كانتْ تـُــغـذي شبَكَــــــة َ الأقوال والأعمال في حياتهم كلها،فتجعلهم في منآى عن تأليهِ الذات ومطامع الأنانية..

ولما كانَ الإخلاصُ-أحبتي-قائماً على التجرد،فإن روادَه في دنيا الناس قلائلُ،وأنفارُ المخلصين دائماً بين الحشـود لا يظهـرون إلا على ندرة..!!

لـذا قيل لأحـد الأعلام العارفين ؛ لِمَ الإخــــــــــــلاصُ صعبٌ على النفس..؟!!..

فـــــرَدَّ : (( لسبب بسيطٍ ولكنه جَــلَلٌ..إنــــــــــــــه ليس للنفس حـظ ٌّ فيــه..!! ))،بمعنـى ؛ أنه لو كان لنفوسنا نصيبٌ دنيويٌّ من الإخـلاص لوجدنا الوَرَى كلَّـهم مخلصين..!!!

المخلصـون العاملون في صمت السندان قليلون جـِدًّا في أي مجتمع،يَصْـدِق فيهم قولُ النبي صلى الله عليه وسلم في ما صَـحَّ عنه:(( الناسُ كمائةِ إبل،لا تكاد تجدُ فيها راحلة ً..!! ))..

ولكنَّ هذه القلة هي التي تحمل ببركتها سفينة َالمجتمع المسلم لتصلَ به إلى بر الأمان و بأقل التكاليف والمغارم والخسائر الممكنة..!!

فهل ياترى-أحبتي-بَـصُرْنا في أقوالنا وأفعالنا،فانبريْنا لأنفسنا وذواتنا بالحَـرَز والتمحيص،نراقبُ مؤشِّـرَ الإخلاص وأين استقرَّ به الاتجاهُ في قـَـبُول الأعمال وصحائف الجزاء،أم إن شوائبَ من علائق الأثـَـرَةِ وشهوةِ النفس خالطَتْ كثيــــــــــرَ صلاحِنا بقليل طــلاحنا فانقلبْنا على وجوهنا-والعياذ بالله-نندبُ خسرانَ أنفسِنا،وما نحن بالصدق مع ذواتنا بمُـوقنين..؟؟!!!

إنـه-أحبتي-لا يمكن أن يجتمعَ إخـلاصٌ لله في قلبِ امرىءِ مسلمٍ مع حـظ ٍّ من دنيَا أبداً،أبداً...

أحدُ العارفين بالله-وأظنـــه بشر الحافي رحمه الله ورضي عنه-يرسلُ برسالةٍ رقيقةٍ إلى أحد طــلاَّب العلم الناجحين،يوصيــهِ بوصيةٍ تُكتَبُ بماءٍ من ذهبٍ..أذكرُ منها هذه الرقائق الشامخـة:

(( ...أما بعـد،فإنـكَ قدْ أصبْتَ بظاهر علمِكَ عندَ الناس منزلَـة ً وشرَفاً،فاطلبْ بباطن علمِكَ عند الله منزلة ً وزُلـفـَـى،واعلمْ بأنَّ إحدى المنزلتيْن تمنـَـــعُ عن الأخــرَى...!!! ))..

وتقبلَ الله مني ومنكم الصيامَ والقيامَ وصالحَ الأعمال وأن يجعلَ ذلكَ مخلصاً صافياً لوجهه الكريم،نلقاه بها يوم يؤذنُ منادي الرحـيل...

ريم الحربي
30-07-2012, 06:58 AM
الأخلاص يا يزيد ............

ما أروعها من كلمة وما أسماها الإخلاص تعرفه النفس التي تسامت عن أمور الدنيا وأرادت ما عند الله

مع الأسف يا يزيد في زمننا هذا قلت هذه الكلمة وندرت في زمن المغريات والفتن هذا الزمن التي باتت

المادة هي الأساس للكثيرين

لو أننا جعلنا الإخلاص اساس كل ما نقوم به لتغير الكثير


ألا ليـــــت قومي يعلمون يا يزيد

ألا ليتهم يعلمون


شكرا جزيلا لك أخي

سعاد زايدي
30-07-2012, 09:01 AM
ترى إذا ما كان الإخلاص لله هو أحد مبادئ المعاملة بين الناس

دون إنتظار المقابل خيره أو شره، فهل ستتغير النتيجة المتحصل عليها؟

أكيـــــــــــــــــد

أولا: لن يكون هناك إنتظار لعملية رد الفعل.

ثانيا: القضاء على كل المعوقات التي من شأنها عرقلة عمل العلاقات بين البشر أي فسحة الخير تتسع، فيتم تشجيع الناس فيما بينهم فتزيد بذلك محاسن الأمة وترابطها.

ثالثا: يقطع سبيل المنّْ فلا يذل الأخ أخاه.

ونتائج أخرى غير مباشرة لا تعد ولا تحصى منها: أن يعود الخير للعامل بها، أن يجعل الله له مخرج وقت الضيق، أن يمنحه الصحة والعافية والبركة، صلاح الأولاد، السعادة في الدارين..........إلخ

إنه لمن مساعي الخير أن نتحلى بهذه النية.

شكرا لك أخي يزيد وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

صيام مقبول إنشاء الله.

يزيد فاضلي
30-07-2012, 02:46 PM
...سعــيــدٌ أنا-أختايَ البديعتان الفاضلنان ؛ قــوافي و سعاد...-على هذه المُــساوقةِ الكريمة لرقائقي التي تزيدني بجميل حضوركما الدائم رفعَــة ًوتشريفاً.....فإنَّ رُقِــيُّ الحرف ونصاعة بياض صاحبه لاَ يَصْدُران في الحقيقةِ إلا من أختيْن بديعتين رائعتيْن مثلكما،عشقتـَـا الحرفَ البديعَ الوضيءَ الجميل ،فانعكسَتْ هالتـُهُ البيضاءِ على رقائقنا،فغدوْنا نرتحلُ من حكمةٍ إلى حكمةٍ..ومن جمال إلى جمال...

- أختي البديعة قوافي...أيْ نعَمْ..فإن إخلاصَ القلب والنية-لنقاءٍ وصفاءٍ-لله تعالى ما يزالُ هو العملة المفقودة في دنيا الناس اليوم-إلا مَنْ رَحِمَ ربي-وما تزال كآبة الدنيا تملأ أرجاءَها بلـَـغوبٍ من الأثـَرَة والأنانيةِ وحب الذات واقتفاء أثر المادة والمصلحة الشخصية..وليسَ من سبيل آخرـنصِلُ به ما انقطعَ من حبال التواصل الحقيقية مع ربنا سبحانه وتعالى إلا أن ندورَ مع الإخلاص دائماً دورة ًجادة ً،علنا نجد في ما أفاء الله به علينا في قلوبنا،فيشملنا الرجاءُ الجليلُ الذي عناه المولى عز وجل في قوله : (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعملْ عملاً صالحاً ولا يُشركُ بعبادة ربه أحداً ))...أنا دائما ممتنٌّ لكِ-مبدعتي الكريمة-بجمال حضورك الوفي....

- أختي البديعة سعاد...يُعجبني دائما-يا بنت بلدي الأصيلة-أنكِ تتناولين الرؤى وتعالجين القضايا والأفكار بطريقة ( الرَّسْكَلة ) وترتيب الطرح على شكل عناصرَ استنتاجية رائقة...

بمعنى أنكِ تحسنينَ مَرْكزَةِ العناصر وعنصرةِ المراكز كما يقول المناطقة في أصول المنهج....

والحقيقة-أختي البديعة-أن النتائجَ التي كشفتِ عنها في ما يترتبُ عن صدق الإخلاص هي الغاياتُ المُثلى التي ننشدها جميعاً من صدق إخلاصنا إن أحسنـَّا الصدق في قرارة أنفسنا مع الباري عز وجل سبحانه وتعالى...جوزيتِ ألف خير-سِتْ سعاد البديعة-على ما يَفِيءُ به قلمُكِ الجميل...

لكـما أختايَ الكريمتان،أرفعُ تقديري وامتناني،فجزاكُــما اللهُ تعالى على جميل وفادتِكُــما الرفيعة...