المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كِبرياء آدمْ -> لم ألتفِتْ !


علي الكمزاري
25-08-2012, 03:07 AM
رُبَّما تكونُ قَصيدة الودَاع ؛
قبل أن أوضِب أمتعتي لِلمحطَةِ الأخيرة / رقم -> 12 . .
فالتَذكرةُ الآن في جيبي !

http://www.viafy.com/uploads/73ae7878a6.png (http://www.viafy.com)

كِبرياءُ آدمْ

قُلْ لِلمليحةِ لا خِمارَ لِتَخلعَهْ ،
قُلْ لِلجمالِ صَراحةً "ما أبْشَعَهْ" !

أنا آدمُ التُفاحِ أهجرُ جنتي
أنا آدمُ الدنيا و لا حَوا مَعَهْ !!

هل يَحملُ الغفرانُ صَخرةَ سوأتي ؟
هل في الطُفولةِ لِلرجولةِ مِن سَعَةْ ؟

أمشي بِبُطءٍ والدُّروبُ ثَقيلةٌ ،
فَهمستِ أنتِ بِحُرقةٍ: "ما أسرعَهْ" !!

أمشي فَيسحَبُني الطَريقُ إلى الوَرا
و حَقيبتي ابتسمتْ لِتبكي الأمتِعَةْ

لمْ ألتفتْ لكِ كِبرياءً في النَوى
ما كُنتُ أَجْرُؤ فالدُّمُوعُ مُرَوِّعَةْ

لمْ ألتفتْ لِنَظلَّ في الذِكرى كما
كُنَّا . . وبَسمْاتُ اللقاءِ مُودِّعَةْ

لمْ ألتفتْ لِيظلَّ حُبًا شامِخًا
يُخفي الدموعَ بكِبرياءِ الأقنِعَةْ

لمْ ألتفتْ عَطفًا بِنا و قساوةً
هَلْ حُجتي في "كِبريائي" مُقنِعَةْ ؟!

و مَضيتُ إذْ يروي الطَريقُ حكايتي
كالجدِّ يَحكي لِلحفيدِ لِيُمتِعَهْ

مَقهى الحَكايا، سِرُّنا المَكنونُ في
شَجرِ الصَنوبرِ بالحُروفِ الأربَعَةْ

" ا ل حُ بُّ " سِرُّ حُروفِنا و بِدُونِهِ
تَتفرقُ الأسماءُ و هْيَ مُجَمَّعَةْ

و رَسائلُ الشَّوقِ الشَّقيةِ ، طَيشُنا ،
شِعرٌ نَقشتُ على الحِجارةِ مَطلَعَهْ

صُندُوقُنا المَدفونُ تَحتَ شُجيرةٍ
كَبُرتْ وما زِلنا صِغارَ المَزرعَةْ

تحكِي الخُطى والدَّربُ أكبرُ قِصةٍ ،
أنصِتْ بِقلبِكَ جيدًا كي تَسمعَهْ

في دَاخلي طِفلٌ اُكتِّمُ بوحَهُ
طِفلٌ يُمَزِّقُ سِرَّهُ لِأُرقِّعَهْ

كالرَّاهِبِ المُشتاقِ صلى خَاشِعًا
حَتى تُصلِّيهِ الدُّموعُ و تَخشعَهْ

ما كَانَ يَشكو "لِلمسيح" ذُنوبَهُ
ما كَانَ سَهوًا حينَ أسقَطَ مَدمَعَهْ

لكنَّ "أُنْثى ما" يُقدِّسُ حُبَّها
يَتلو انكسارَ الصَوتِ ، حدَّ التَعتَعَةْ

قَفصٌ و "كاثولية" قضبانُهُ
قَد حرَّمَ الأنثى عليهِ، وأخضعَهْ !

ومَضيتُ آهٍ كَم مَضيتُ و عِزتي
لَجمتْ بيَ الطِفلَ اللحوحَ لِتوجِعَه !

عُدْ لِلكَنيسةِ واعتَقلْ حُلْمَ السَما ،
أنا راهِبٌ بالصَمتِ يَصلُبُ أضْلُعَهْ

إذْ قالَ لي: أنا عاشِقٌ لي صَبوتي
طِفلٌ يُجَوِّعُ رُوحَهُ كي تُشبِعَهْ

بينَ الأذانِ وبينَ أجراسِ المَدى
قَلبٌ تَكسَّرَ في ضِفافِ الصَّومَعَةْ

لم أعتَذِر لِلهِ عَنْْ حُبِّي فَهلْ
لِلنِّاسِ عُذري الآنَ جِئتُ لِأرفَعَهْ ؟!

فاهجُر كَنيستكَ العَتيقَة واستَفِقْ ؛
وَدِّعْ قِناعَ الكِبريا كَي تَخلَعَهْ

الحُبُّ ليسَ الطُولُ ضربَ الإرتفاعْ
كلَّا وليس اثنان نِصف الأربعَةْ

الحُبُّ تَقسيمُ الفؤادِ على الوَرى
ضَرب التَسامحِ في الذُنوبِ مُجَمَّعَةْ

القانِطونَ مِن المَحبَّةِ أُخْرِجوا
مِن جَنَّةِ الغُفرانِ وهْيَ مُمَنَّعَةْ

و العاشِقونَ -نعم- لهم تُفاحةٌ
مَغفورةٌ في حُبِّهم .. "ما أروعَهْ" !!

في الحُبِّ سِرُّ جَمالِنا ، وبِدونِهِ
قُل لِلجمالِ صراحةً "ما أبشعَهْ" !!

. .

يوسف الكمالي
25-08-2012, 04:57 AM
و العاشِقونَ -نعم- لهم تُفاحةٌ
مَغفورةٌ في حُبِّهم .. "ما أروعَهْ" !!
> ما أجمل هذا الاستحضار!

لمْ ألتفتْ لِيظلَّ حُبًا شامِخًا
يُخفي الدموعَ بكِبرياءِ الأقنِعَةْ
> هذا البيت شدني كثيرًا.. هذا البيت رآئع !!

أنا آدمُ التُفاحِ أهجرُ جنتي
أنا آدمُ الدنيا و لا حَوا مَعَهْ !!
> أمتنعُ التعليق...

: : رحلة ماتعة : :

علي الكمزاري
25-08-2012, 07:35 AM
ذوق أنيق !
شكرًا لمرورك يوسف . .

=)

محمود النبهاني
25-08-2012, 09:47 AM
قمة في الروعة يا علي

كل بيت يقول أنا الأجمل

ريم الحربي
25-08-2012, 11:21 AM
هل تعرف مررت مرهقه لألقي نظرة قلت نظرة ثم أغادر لكن نصك أخي أجبرني على تسجيل الدخول

وأزال كل ما بي من إرهاق وأشعل نشاطي مجدداً


الحُبُّ ليسَ الطُولُ ضربَ الإرتفاعْ
كلَّا وليس اثنان نِصف الأربعَةْ

نعم أجل يا أخي فكل قوانين العالم تتعطل هنا



الحُبُّ تَقسيمُ الفؤادِ على الوَرى
ضَرب التَسامحِ في الذُنوبِ مُجَمَّعَةْ


هذا البيت حق مذهل وليت الكل يعيه ويفهمه



في الحُبِّ سِرُّ جَمالِنا ، وبِدونِهِ
قُل لِلجمالِ صراحةً "ما أبشعَهْ" !!


أجل الحب هو ما يزين الأشياء ويضع بها الجمال

نص جميل تحياتي

عبدالله الراسبي
25-08-2012, 10:02 PM
اخي العزيز المبدع علي الكمزاري ابيات في غاية الجمال والابداع
تسلم على هذه القصيده الرائعه
وتقبل تحياتي

علي الكمزاري
25-08-2012, 10:26 PM
قمة في الروعة يا علي

كل بيت يقول أنا الأجمل

أنت الأروع !
> و الموضوعُ المظلم يحتاج
إلى حرفكَ الوهاج ^ <

فكن في القرب . .

علي الكمزاري
25-08-2012, 10:35 PM
هل تعرف مررت مرهقه لألقي نظرة قلت نظرة ثم أغادر لكن نصك أخي أجبرني على تسجيل الدخول

وأزال كل ما بي من إرهاق وأشعل نشاطي مجدداً


الحُبُّ ليسَ الطُولُ ضربَ الإرتفاعْ
كلَّا وليس اثنان نِصف الأربعَةْ

نعم أجل يا أخي فكل قوانين العالم تتعطل هنا



الحُبُّ تَقسيمُ الفؤادِ على الوَرى
ضَرب التَسامحِ في الذُنوبِ مُجَمَّعَةْ


هذا البيت حق مذهل وليت الكل يعيه ويفهمه



في الحُبِّ سِرُّ جَمالِنا ، وبِدونِهِ
قُل لِلجمالِ صراحةً "ما أبشعَهْ" !!


أجل الحب هو ما يزين الأشياء ويضع بها الجمال

نص جميل تحياتي







لا / لا أعلم ^ ^
> يسعدني سَماع ذلك > لي الشَّرف !

احييكِ ؛ إدراكٌ واسع و ذوقٌ رائع ،
> مروركِ الأجمل - كالعادة - الأجمل

شكرًا جزيلًا
جزيتِ خيرًا و أجرًا

=)

علي الكمزاري
25-08-2012, 10:41 PM
اخي العزيز المبدع علي الكمزاري ابيات في غاية الجمال والابداع
تسلم على هذه القصيده الرائعه
وتقبل تحياتي

أهلًا بكِ
سِلمتَ أنت ،

> بكل سُرور !

طلال النوتكي
28-08-2012, 03:32 PM
سأعوووود ^<^

carpenter
28-08-2012, 10:38 PM
الكمزاري

من كثر كرهي لهذه القصيده قرأتها عدة مرات وكلما أزددت كرها لها رجعت اليها لأعيد قراءتها ..........!!!!!!!!!!!!!

لا تطل الغياب فأنت جزل القريض بارك الله فيك..................

إدريس الراشدي
02-09-2012, 01:36 AM
د. علي الكمزاري


قرأتها .. ولم أقبل لنفسي بأن أكون مجرد عابر سبيل هاهنا شئت أنت أم أبيت
^_^

فجئت أسجل إعجابي برائعتك هذه .. قصيدة تطرب الأسماع وتنصاع لها القلوب استسلاما
قرأتها كثيرا وسأظل أزورها مرارا وتكرارا

ليس لي في النقد طاقه .. فتقبل تواضع مروري أستاذي القدير

يزيد فاضلي
02-09-2012, 10:30 PM
..ربما للكبرياءِ أحياناً-أخي المبدع الشاعر الرصين علي...-ضريبة من أنـَـفـةٍ،تتهدهَدُ في بوتقةِ المشاعر،كأنما يتأبَّى الخافِقُ فيها عن الحبِّ الصُّراح الذي يتلظى بين الضلوع وهو حقيقٌ به منذ الخفقةِ الأولى.. !!

ربما للكبرياء أحياناً مندوحة ٌُعن الهَيَام بملءِ العِزةِ،فما تفتأ عيْنُ المُحِبِّ تنسفِح عن مقلتِها إلا عنْ ممانعةٍ تشبهُ الرغبة،أو عن صدودٍ يُشبهُ الاستجداءَ،أو عن سخاءٍ يُشبه الضنينَ،وما كانَ غيْرُ رشحةِ الليل البهيم تـُخفي شيئًا من تلكَ الغواياتِ السفحَى للهامياتِ التي تبعثُ السنا في شحوبِ المدامع،وتثيرُ الهوَى المصفق في الأعماق بعيداً عن منطقةِ الرؤيةِ والانجلاء على النحو الذي عناهُ الأميرُ أبو فراس الحمداني ذاتَ مرة في رائيته المشهورة :

إذا الليلُ أضواني بسطتُ يَدَ الهَوَى ** وأذللتُ دمعاً من خلائقه الكِبْرُ..!!

أقرأ-أخي البديع-هذه القصيدة عن ( كبرياء آدم ) فما تستقيمُ مشاعري على قريحتي إلا بترجيعٍ لذيذٍ،أسمَعُ صَدَاهُ العذبَ ولا أراهُ،وتتمَلـَّى ذائقتي جمالَ ذلكَ الكبرياءَ الآدَميَّ الجميلَ الذي زُفَّ للمليحةِ في موكبٍ شِعريٍّ أخـَّاذٍ،فليسَ سهلاً أبداً أن تواتيني جَرَاءَة ٌأن أتساءَلَ عن سِرِّ الخمار الذي انتفى عن الخلع،أو عن حقيقةِ الاستبشاع للجمال،أو عن سبب استسراع الحبيبة للخطو البطيءِ في الدروب الثقال أو عن بقيةِ التواشيح التي توشى بها الموكبُ المَهيبُ في جمالٍ فني وشعري وشاعري،لا يَعْدِلُ فيه جمالَ مبناهُ الرصينِ إلا بَهاءُ فحواهُ الأجمل ...

أصدقكَ القولَ-أخي الحبيب-إن أذعتُ عن نفسي أن ذائقتي الشعرية انسكرتْ-انتشاءً وتفاعُلاً-بعذوبةِ هذا الكبرياء الرقيق الذي انسكبَ أحرفاً وكلماتٍ مرصوفةٍ في تلكَ الأبياتِ النجيَّاتِ التي حَمَلتْ كبرياءَكَ للحبيبةِ من الحب العذول،فكانَ ولا أجملَ من رابيةٍ تنفحُ عِطرَا..وكان نشوةً من العتاب الرقيق الرضِبِ ولا سلسَلاً من كؤوس الطــلاَ..وكانَ تذويباً للواعج الخافق ولاَ شهْداً من خيالٍ وسِحْرَا..

إنه الكبرياءُ الجريحُ الذي يُشبهُ ( وَجْداً تعَــرَّى ) على حد تعبير الشاعرة والناقدة السورية الرائدة ناديه نصَّار..!!

وحينَ يكونُ الكبرياءُ وميضاً من وَجْدٍ،فلا شكَّ أن الموكبَ الشعريَّ الذي يَحملهُ سيخضلُّ بكل مُنمنماتِ التطريز البَهِيِّ...

انتقاءُ مَلكَتِكَ الشعرية-سيدي البديع-لـ ( بحر الكامل ) كانَ إلهاماً لم تدفعْ به العفوية الجميلة في قلمِكَ الجميل نحوَ الرصْفِ والمساوَقةِ إلا إلى مزيدٍ من ذلك الاخضلال الذي اخضوْضرتْ به صُدورَ الأبياتِ وأعجازها المُحكَمة..

حتى تلك ( القافية المطلقة ) التي استتبعتَ فيها الرويَّ بتلك الهاء الجميلة -الساكنةِ حيناً والمتحركةِ حيناً آخرَ-على سبيل ما اتفقَ في ما وَصْلُهُ ساكناً،انقلبَتْ منها الهاءُ عن تاءٍ مربوطة،أو كانتْ في الأصل ضميرَ النصب أو الجر ( ما أبشعَه - معهْ - الأمتعهْ - مروِّعَهْ - مودِّعَهْ – مجمَّعَهْ...الخ )..

وما أخالُ جَرسَها الموسيقي الجَذِلَ يَخفى وقعُهُ العذبُ الرقيقُ على مَن لديه أدنى حِسٍّ في ذائقته الشعرية...

إن تلكَ الهاءَ الساكنة لوحدها فرقة ٌ معنويةٌ من جمال مُجوْقلٍ لا نهاية لامتداداته الخــلاَّقة...

ثم إن انتشار المَجازاتِ الخلابة هنا وهناك في نسيج القصيدةِ أمَدَّهَا بنضـَـارٍ من أغاريدَ تفتقتْ معها أفلاقُ السَحَر...!!

استعاراتٌ مكنيةٌ بديعة ٌ كللتْ رأسَها وطرزتْ جيدَها،فراحتْ معاني الطيوب-في ثنايَا ذلكَ الكبرياء-تنبُتُ في الأبياتِ تِبَاعاً كأنما هي السوْسناتُ أو أجمل : ( ...-قُلْ لِلجمالِ صَراحةً "ما أبْشَعَهْ"-هل يَحملُ الغفرانُ صَخرةَ سوأتي ؟-و مَضيتُ إذْ يروي الطَريقُ حكايتي-أنصِتْ بِقلبِكَ جيدًا كي تَسمعَهْ-وَدِّعْ قِناعَ الكِبريا كَي تَخلَعَهْ-...الخ... )...

أقرأ القصيدة-سيدي الجميل-فتتمايلُ نفسي ومشاعري وأحاسيسي طرَباً وانتشاءً بما سَطرتَ وكتبتَ،فآمنتُ أنكَ الشاعرُ الذي أحسنَ التخفي خلفَ شغافِ القصيد..بل أحسنتَ الاندساس..فما أغمَضنا عيْناً وفتحنا أخرى حتى كانَ لكَ من قريضكَ-كأهل الخطوة-التماع الواصلين وانثيال الرهبان...

جميلٌ أنتَ في كبريائكَ سيدي البديع..وجميلٌ أنتَ في التماعكَ وانثيالكَ..ودمتَ لنا في منتدياتنا ذخراً فنيًّا وذخيرة ًإبداعيةً...

يوسف الكمالي
03-09-2012, 01:29 AM
معذرةً . .

جئتُ أسجل إعجابي برد المشرف الفذ يزيد، طرح موسوعي نقدي بنَّاء ..

نفتخر به ونتأدب عليه ونتعلم منه

موفَّقيْن

(=

علي الكمزاري
15-09-2012, 02:29 PM
سأعوووود ^<^

متى ؟!

^ ^

علي الكمزاري
15-09-2012, 02:32 PM
الكمزاري

من كثر كرهي لهذه القصيده قرأتها عدة مرات وكلما أزددت كرها لها رجعت اليها لأعيد قراءتها ..........!!!!!!!!!!!!!

لا تطل الغياب فأنت جزل القريض بارك الله فيك..................

يا سَاتر !!
يعني بالعاميِّ : الواحد لازم يشك بنفسه بعد هالرد .

متى شِئتَ ،
و باركَ لك و فيك

شكرًا لك carpenter
لا تُطل أنت كذلك غيابك

=)

علي الكمزاري
15-09-2012, 02:37 PM
د. علي الكمزاري


قرأتها .. ولم أقبل لنفسي بأن أكون مجرد عابر سبيل هاهنا شئت أنت أم أبيت
^_^

فجئت أسجل إعجابي برائعتك هذه .. قصيدة تطرب الأسماع وتنصاع لها القلوب استسلاما
قرأتها كثيرا وسأظل أزورها مرارا وتكرارا

ليس لي في النقد طاقه .. فتقبل تواضع مروري أستاذي القدير





و ما كُنتُ لأقبل أنا !
بل جِئتَ تُسجلُ جمالكَ في بياض و فراغ صَفحتي
فشكرًا لك ^ ^

سعدتُ بمروركَ كثيرًا
كُن دائمًا هُنا و هُناك =)

شكرًا

علي الكمزاري
15-09-2012, 03:01 PM
..ربما للكبرياءِ أحياناً-أخي المبدع الشاعر الرصين علي...-ضريبة من أنـَـفـةٍ،تتهدهَدُ في بوتقةِ المشاعر،كأنما يتأبَّى الخافِقُ فيها عن الحبِّ الصُّراح الذي يتلظى بين الضلوع وهو حقيقٌ به منذ الخفقةِ الأولى.. !!

ربما للكبرياء أحياناً مندوحة ٌُعن الهَيَام بملءِ العِزةِ،فما تفتأ عيْنُ المُحِبِّ تنسفِح عن مقلتِها إلا عنْ ممانعةٍ تشبهُ الرغبة،أو عن صدودٍ يُشبهُ الاستجداءَ،أو عن سخاءٍ يُشبه الضنينَ،وما كانَ غيْرُ رشحةِ الليل البهيم تـُخفي شيئًا من تلكَ الغواياتِ السفحَى للهامياتِ التي تبعثُ السنا في شحوبِ المدامع،وتثيرُ الهوَى المصفق في الأعماق بعيداً عن منطقةِ الرؤيةِ والانجلاء على النحو الذي عناهُ الأميرُ أبو فراس الحمداني ذاتَ مرة في رائيته المشهورة :

إذا الليلُ أضواني بسطتُ يَدَ الهَوَى ** وأذللتُ دمعاً من خلائقه الكِبْرُ..!!

أقرأ-أخي البديع-هذه القصيدة عن ( كبرياء آدم ) فما تستقيمُ مشاعري على قريحتي إلا بترجيعٍ لذيذٍ،أسمَعُ صَدَاهُ العذبَ ولا أراهُ،وتتمَلـَّى ذائقتي جمالَ ذلكَ الكبرياءَ الآدَميَّ الجميلَ الذي زُفَّ للمليحةِ في موكبٍ شِعريٍّ أخـَّاذٍ،فليسَ سهلاً أبداً أن تواتيني جَرَاءَة ٌأن أتساءَلَ عن سِرِّ الخمار الذي انتفى عن الخلع،أو عن حقيقةِ الاستبشاع للجمال،أو عن سبب استسراع الحبيبة للخطو البطيءِ في الدروب الثقال أو عن بقيةِ التواشيح التي توشى بها الموكبُ المَهيبُ في جمالٍ فني وشعري وشاعري،لا يَعْدِلُ فيه جمالَ مبناهُ الرصينِ إلا بَهاءُ فحواهُ الأجمل ...

أصدقكَ القولَ-أخي الحبيب-إن أذعتُ عن نفسي أن ذائقتي الشعرية انسكرتْ-انتشاءً وتفاعُلاً-بعذوبةِ هذا الكبرياء الرقيق الذي انسكبَ أحرفاً وكلماتٍ مرصوفةٍ في تلكَ الأبياتِ النجيَّاتِ التي حَمَلتْ كبرياءَكَ للحبيبةِ من الحب العذول،فكانَ ولا أجملَ من رابيةٍ تنفحُ عِطرَا..وكان نشوةً من العتاب الرقيق الرضِبِ ولا سلسَلاً من كؤوس الطــلاَ..وكانَ تذويباً للواعج الخافق ولاَ شهْداً من خيالٍ وسِحْرَا..

إنه الكبرياءُ الجريحُ الذي يُشبهُ ( وَجْداً تعَــرَّى ) على حد تعبير الشاعرة والناقدة السورية الرائدة ناديه نصَّار..!!

وحينَ يكونُ الكبرياءُ وميضاً من وَجْدٍ،فلا شكَّ أن الموكبَ الشعريَّ الذي يَحملهُ سيخضلُّ بكل مُنمنماتِ التطريز البَهِيِّ...

انتقاءُ مَلكَتِكَ الشعرية-سيدي البديع-لـ ( بحر الكامل ) كانَ إلهاماً لم تدفعْ به العفوية الجميلة في قلمِكَ الجميل نحوَ الرصْفِ والمساوَقةِ إلا إلى مزيدٍ من ذلك الاخضلال الذي اخضوْضرتْ به صُدورَ الأبياتِ وأعجازها المُحكَمة..

حتى تلك ( القافية المطلقة ) التي استتبعتَ فيها الرويَّ بتلك الهاء الجميلة -الساكنةِ حيناً والمتحركةِ حيناً آخرَ-على سبيل ما اتفقَ في ما وَصْلُهُ ساكناً،انقلبَتْ منها الهاءُ عن تاءٍ مربوطة،أو كانتْ في الأصل ضميرَ النصب أو الجر ( ما أبشعَه - معهْ - الأمتعهْ - مروِّعَهْ - مودِّعَهْ – مجمَّعَهْ...الخ )..

وما أخالُ جَرسَها الموسيقي الجَذِلَ يَخفى وقعُهُ العذبُ الرقيقُ على مَن لديه أدنى حِسٍّ في ذائقته الشعرية...

إن تلكَ الهاءَ الساكنة لوحدها فرقة ٌ معنويةٌ من جمال مُجوْقلٍ لا نهاية لامتداداته الخــلاَّقة...

ثم إن انتشار المَجازاتِ الخلابة هنا وهناك في نسيج القصيدةِ أمَدَّهَا بنضـَـارٍ من أغاريدَ تفتقتْ معها أفلاقُ السَحَر...!!

استعاراتٌ مكنيةٌ بديعة ٌ كللتْ رأسَها وطرزتْ جيدَها،فراحتْ معاني الطيوب-في ثنايَا ذلكَ الكبرياء-تنبُتُ في الأبياتِ تِبَاعاً كأنما هي السوْسناتُ أو أجمل : ( ...-قُلْ لِلجمالِ صَراحةً "ما أبْشَعَهْ"-هل يَحملُ الغفرانُ صَخرةَ سوأتي ؟-و مَضيتُ إذْ يروي الطَريقُ حكايتي-أنصِتْ بِقلبِكَ جيدًا كي تَسمعَهْ-وَدِّعْ قِناعَ الكِبريا كَي تَخلَعَهْ-...الخ... )...

أقرأ القصيدة-سيدي الجميل-فتتمايلُ نفسي ومشاعري وأحاسيسي طرَباً وانتشاءً بما سَطرتَ وكتبتَ،فآمنتُ أنكَ الشاعرُ الذي أحسنَ التخفي خلفَ شغافِ القصيد..بل أحسنتَ الاندساس..فما أغمَضنا عيْناً وفتحنا أخرى حتى كانَ لكَ من قريضكَ-كأهل الخطوة-التماع الواصلين وانثيال الرهبان...

جميلٌ أنتَ في كبريائكَ سيدي البديع..وجميلٌ أنتَ في التماعكَ وانثيالكَ..ودمتَ لنا في منتدياتنا ذخراً فنيًّا وذخيرة ًإبداعيةً...


سامحكَ الله !!

أنَّى أرد ؟
بمَ أجيب ؟
رفعتني فوق قدري
و منحتني منزلةً أعلى من منزلتي !!

لِردِّكَ سحرٌ خاص ،
موضوعٌ في حدَّ ذاتهِ ننهلُ مِنهُ علمًا / أنَّى لكَ هذا ؟؟


شُكرًا > و الشُكرُ عينه اعترافٌ بالعجز ، فلستُ أطيقُ ردَّ الجميل
لذلكَ سأكتفي بهذا فقط و فقط
و فقط

جزيتَ خيرًا و أجرًا

إجلال . .