المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حالــــــــة إنفــــــــراد


سعاد زايدي
01-09-2012, 07:39 AM
إنفردت بك كما إنفرد هذا الوطن بأحزانه، تاركا لنا مساحة شاسعة نكتبها ونرسمها وننحت فيها المآسي ونسكن المغارات ونحفر القبور وننقش اليتم على الأطيار لترحل به من جيل إلى جيل...،

وطن جريح ووجوه متحجرة

هل تشبعنا من حب وطننا فعلا لترفضنا التجربة هكذا عند سقوطنا الأول؟ أو هو إنتماء رغم أنوفنا نسعى لولادته ونضع إبتسامةَ الإحتظار فوق كل جبين متصابية.

كم يشدني الحنين إليك
أنت أيها الساكن داخلي وبين ثنايا الفؤاد
أنت أيها الشهيد .........أنت أيها العربي بن المهيدي

أشعر بتعبك الآن، تمنيت لو أني قاسمتك صرخة الولادة، أو قاسمتك غرفتك الصغيرة بحي القصبة في سريتك أو زنزانتك الأخيرة، لتصب في روحي من ألمك وتكون راحتي منك
بنت شُذُور البطولة ها أنا أعيش، تموت أنت لأحيا أنا وها هم يمتون اليوم ........... لمن البقاء؟
فرق بيننا؛

وحدتكم الحرية والكلمة ويوحدنا الصمت والسكون ونفترق في معناها الضيق الفشل هو اللفظ المهذب لأخطائنا،

حياة الكاريكاتور نعيشها اللغة فيها نكتة والنهاية تنهد عميق، لسنا بحاجة أن نكون مبصرين لندرك ما يخفيه هذا اللقب،

وإذا كنا كذلك.......... هل فهمنا بعضنا البعض بالقدر الكافي لنتعلم الحب الأخوي قبل كل شيء؟
الكلمات التي رددتها جدتي مع سكرات موتها "رَاكُمْ خَاوَة أَطْهَلاَوْ في بَعْضَاكُمُ".

عبدالله الراسبي
01-09-2012, 02:56 PM
الاخت الفاضله سعاد زايدي تسلمي على هذا البوح الراقي والجميل
كلمات ومفردات في غاية الجمال والابداع
مبدعه بحق
وتقبلي تحياتي

ريم الحربي
01-09-2012, 03:02 PM
يــــــالــــــــ هذا الوجع الذي يسكنك يا سعاد أنه قدرك أن تتوجعي طالما تحملين قلبا باتساع الوطن

وطن أرتسمت خارطته على امتداد قلبك فكان أن أخذتي معه كل ألامه ووجعه.......


وإني أتسائل يا سعاد هل الأمة التي انجبت العربي المهيدي وأمثاله غير قادرة على أن أن تنجب أمثالهم

أين تلك الأرواح التي أعيت الجلادين والطغاة أين هي يا سعاد


وحدتكم الحرية والكلمة ويوحدنا الصمت والسكون


ما أكبر الفرق يا سعاد فعلا ما أكبر الفرق بين من أختاروا الحرية ودفعوا أرواحهم ثمناً لها

وبين من أختاروا الصمت والخضوع ,,,,,


هل فهمنا بعضنا البعض بالقدر الكافي لنتعلم الحب الأخوي قبل كل شيء؟

هنا المشكلة يا سعاد لم نتعلم أن نحب بعضنا البعض لم نفهم الحب بمعناه الصحيح ولم نفتح قلوبنا له

سعاد وجعك عميق بعمق جراح هذه الأمة كم قاسي هذا الألم أيتها الصديقة

لكنني متأكده أن الأرواح الحرة لا بد أن تنهض لأنها لا تقبل الصمت ولا السكون هذه الأرواح الحرة

والتي أنتي أحداها يا ابنة المليون شهيد سيأتي يوم وتحلق حرة في فضاء وطن حر

دمت بخير ودام قلمك الحر

إدريس الراشدي
02-09-2012, 12:52 AM
عشت ألمك أيتها السعاد .. عشته بكل أوجاعه وحرقته ..
وهل هناك جرح أشد إيلاما من أنين الوطن.
آهاتك هنا تناجي
" وطني وترياق الألم" .. " وطني وترياق الروح " ..
فأتقنتي صياغتها
"وطن جريح وقلوب متحجره "

ولكن يبقى الأمل على قيد الحياة بوجود من هم مثلك يا سعاد ..
وكثيرون من هم مثلك ..
أنجبتهم أرض الأحرار .. أرض الإباء .. أرض المليون شهيد ..
ولا خوف عليها إن شاء الله

أستاذتنا القديرة سعاد .. سلمت أناملك
ودام قلمك .. حرا أبيا
تقبلي تواضع أحرفي بكل الود
^_^

ضي
02-09-2012, 07:07 AM
مؤلم جدا ما قرأت هنا بين جنبات نصك يا سعاد ..
هناك ارواح تضحي وبشر كأنهم أموات لا حراك لهم ...
تكتبين يا سعاد واقع نعيشه...
أصبح فيه الحق محارب ...
والظلم مستبد...
نص مؤلم ومحزن يا سعاد..
كل التحية لك ولفكرك الصادح بالحق ..

زهرة
02-09-2012, 04:19 PM
أحسست بوجعك هنا وكم تتألمين من أجل وطن كان بالنسبة لك كالقصر والزنزانة
أعجبتني كثيرا حين قلتي لو أني قاسمتك صرخة الولادة، أو قاسمتك غرفتك الصغيرة بحي القصبة في سريتك أو زنزانتك الأخيرة، لتصب في روحي من ألمك وتكون راحتي منك
كم تدل على حب وولاء عميق لذاك الشي الذي يعز عليك كثيرا
فعلا أجدتي التعبير عن ذلك لدرجة أني عاجزة عن لا أقف متأثرة بهذه الكلمات التي هي مثالا للحب، الألم
دمتي مبدعة دوما
سأكون دوما هنا
دمتي وطنا للقلم

كمال عميره
02-09-2012, 05:35 PM
يا لحظّه يا سعاد......
فها انت ترينه في حدود وطن.....يلّم كل شتات الأحبة الذي كانوا سادة الفرح الناصع...
تكتبينه وسط حرقة الوطن المسجّى بالرعشات...
تلفظين عبر طيات حلمه.......كل الوجع الذي يلازمك....
حلمك في تكونين طافحة في ذاكرته كما الاماسي الصيفيه الساحرة...
وفي اعماقك تتناثر ذرات الوطن السابح في غيّه...
يا لروحك يا سعاد....
وحزنك صار حقا..........أخلاط ترانيم.....ومصابيح مطفأة....
لكنه رغم كيد الكلمات ....لا زال نابضا بالحياة.....
لا زالت رنّة كلماته....أغرودة الافق السابح في فيوضاته...
فلا عليك إذا.......
فإن كتبت بكل حزن الأعماق فهو مطهرك....وإن كتبت بكل دموع روحك النقية........فهي من ترتقي بك سبل السلام النابض بالمحبه....
لذا..........كوني فقط كما انت........فلا شيئ يستحق العيش خارج مملكة القلب........لا شيئ يا سعاد...
قراتك........أحسست...عمق الروح التي كتبت بها.......
لكنني للاسف لا يمكنني ان ارثي لحالك....فهذه انت بكل نقاوة الاعماق........
لذا.........واجب عليك ان تكتبي......وتتالمي......وتذرفي دموع القلم هنا......بكل ما يختلج الأعماق من احاسيس....
دمت هنا طافحة كما الامل...............

وحيد المسكري
03-09-2012, 12:22 AM
سعاد زايدي , عندما يلازم الحزن القلب .
وتؤرق اللحظات أرواحنا
لا يسعنى سوى البوح
لنستشعر الراحة والامان بعد ذلك ,
,
هذا هو الواقع الذي يجب أن نسلم به
للحزن قصص ترافقنا في حياتنا وكل ما تحتاجه شرارة لتوقضها لتصنع كل التعب الذي نعيشه حينها ..
/
سعاد ما اعذبك وما ارقاك عندما تكتبين , حتى في حزنك جميلة ..
تقبلي مروري

سعاد زايدي
03-09-2012, 03:12 AM
الاخت الفاضله سعاد زايدي تسلمي على هذا البوح الراقي والجميل
كلمات ومفردات في غاية الجمال والابداع
مبدعه بحق
وتقبلي تحياتي

أخي عبد الله الراسبي ...............،

حضورك شرف ........... ودعم

لكل الأقلام التي تفوح من نصوصها عطر التمني من المتلقي

فيستبيح لنفسه إنحناءة شكر لروح لا تأبى إلا أن تكون سندا له

بكلمة طيبة لا يغيب ريحها

شكرا لك ولمرورك الدائم

كن بالقرب دوما أنتظره منك فأنا بحاجة إليه.

محمد الطويل
03-09-2012, 10:03 AM
دوما تبقى التجارب هي البرهان والوجه الباقي ونحن كما نحن نختار البداية ونتصارع كي نمسك على النهاية وكل منا بطريقته فتضيع خلف تلك الصراعات كل الحقوق التي نادينا بها وتسقط كل الشعارات التي استخدمناها ونتوه مع دخان البارود بحثا عن الحقيقة المفقودة .

حينها يستيقظ فينا الحنين إلى نقطة البداية التي لا نملك قرار العودة إليها .

سعاد ....
لا أجد سوى الشكر اقدمه اليك .

خليل عفيفي
03-09-2012, 05:55 PM
الأخت سعاد زايدي
ما أشد حاجتنا لكلمات يحتفل بها القلب ...!!
لقد عبرت عما في قلوبنا ، فأحسنت التعبير ، وأجدت الصياغة
وبلغت الهدف المنشود ..
هكذا هو الأديب ، وتلكم هي الأديبة النجيبة ..
يسعدني دائما أن أنهل من معينك العذب يا أختي ما يذهب به الظمأ
بارك الله لك وعليك

أزهارُ الكرزْ
04-09-2012, 05:37 PM
هل تشبعنا من حب وطننا فعلا لترفضنا التجربة هكذا عند سقوطنا الأول؟
أو هو إنتماء رغم أنوفنا نسعى لولادته ونضع إبتسامةَ الإحتظار فوق كل جبين متصابية.

كم يشدني الحنين إليك
أنت أيها الساكن داخلي وبين ثنايا الفؤاد ..

http://im26.gulfup.com/2012-09-04/1346765777218.bmp

أهزوجةُ الوطن لن تملها ألسنتنا ، سنبقى نرددها
وان اختلف المكان وبعدت الأوطان .. سنظل نشتاق..
واليها نسطر وبأقلامنا نعبر..
أيتها الزهرةُ المبتلةُ بالحنين . عزيزتي ، سعاد..
لا يوجدُ شيءٌ أعبر به عن جمال نصك
وتحتارُ الكلمات ..
شكراً من الأعماق.. دُمتِ بسمو

يزيد فاضلي
04-09-2012, 11:30 PM
...أغمضُ عيني-أختي البديعة الأصيلة سعاد-فترتدُّ بيَ الذكرى إلى أكثر من خمس وعشرين سنة إلى وراء..إلى تلك الأيام الهادئة التي كنا ننشأ فيها على مَهَلٍ منْ زحْفِ العُمر الذاهب في أعماءِ الحياة،فما تنفكُّ طفولتـُنا الغرثى تدلفُ بواكيرَ المراهقة ونضارة الصبا إلا ومرحلة ُالتعليم المتوسط ( الإعدادي ) تحتوينا بين ثنايا راحتها العجْلى التي صارتْ دِمَناً لذيذة في حُسَار الذاكرة...

إن كنتُ سأنسى..فلن أنسى ما حييتُ هيئة أستاذنا الوقور الهادئ مسعود بن عمر رحمه الله تعالى،وهو يَذرَعُ في تؤدةٍ حُجرة الدرس لفصلنا الثاني متوسط وفي يَده كتاب ( المختار من القراءة ) في اللغة العربية..يقرأ لنا بصوته الأجش الرخيم ما تقرر من نص حول ( البطل الشهيد محمد العربي بن مهيدي ) عليه من الله سحائبُ الرحمة..
http://www.wahran.info/forums/center/oran/wahran13375219021.jpg
لقد كان الأستاذ الجليلُ ينقلُ لنا طرَفًا من أشجانه-لأنه عاصرَ الثورة المباركة وهو صغير-فما أنسى ملامح التأثر البالغ وهو يَقرأ النصَّ الجميلَ،فتكادُ الكلماتُ تنسكبُ انسكاباً في شغافنا-نحن التلامذة-وأكاد أتمثلُ الشهيدَ العظيمَ وهو يمضي في يقينه الشامخ يصنعُ لجيله والأجيال اللاحقة ملاحمَ البطولة الحقة والرجولة الفارعة التي كسَرَتْ أنفَ فرنسا العجوزُ (( بما اجترحتْ من خداعٍ ومَكْر ))...

ووالله..واللهِ ما زلتُ أذكرُ مطالعَ خالدة من ذلكَ النص الخالد حول شهيدنا الحي..وما أخالُ سأنساه أبداً وقد دلفتُ اليوم الأربعين...

وبعد إذنكِ-أختي الأصيلة-سأفتح الكتابَ الأثيرَ في نفسي على النص مرة أخرى علنا نجدُ فيه قبسًا لخاطرتِكِ الوادعة الهادئة الجليلة ( حالة انفراد ) :

(( ... شابٌّ في مقتبل العمر يتبين في كلامه روحَ الرجل المسالم و تلمح على وجهه ملامحَ النبل و الوداعة،إنه يختار كلماته اختياراً دقيقاً فتأتي جميلة رزينة هادئة في صوت خافت حنون..
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQFPF49EpKFvCr6D1EYTtm9VGRyPxPN32XXj1EFsdLbDYuhLhFVsg&t=1
كان منذ صغره يشعر بتلك الشعلة المقدسة، حب الوطن تأكل قلبه و تهتز نفسه و تبعثه على العمل و كان ذا نفس مرهفة فسهل عليه أن يرى ما يعاني شعبه العربي في الجزائر من بؤس و شقاء و أن يستكشف ما وراء بعض المظاهر الخداعة من ظلم و إرهاق و محن فجعل نفسه وقفا لشعبه،يعمل في سبيل تخليصه من ربقة الاستعمار والاستعباد..

فشارك بن مهيدي في جبهة التحرير الجزائرية إلى أن اطلع البوليس الفرنسي على نشاطه فلجأ إلى الاختفاء و راح يعمل سرا على تهيئة الجو للاندلاع الثوري المشهور في ولاية وهران و في أثناء المؤتمر التاريخي الذي انعقد في واد الصومام في 20أوت 1956 عين عضوا في لجنة التنسيق و التنفيذ لجبهة التحرير الوطني الجزائرية فكان يقوم بعمل جبار في قلب العاصمة يواجه الحضر في كل ساعة تمر و يحاذي الموت عند منعرج كل طريق...
http://www.wahran.info/forums/center/oran/wahran13375219022.jpg
و في يوم 27 فيفري ألقي البوليس الفرنسي القبض عليه ثم سلط عليه أشد أنواع العذاب فلقد اقتلعوا جلدة رأسه كلها ثم أخذوا سفودا بعد أن أصلوه ناراً حتى أبيَضَّ و أدخلوه في فمه و حلقه إلى أن فاضت روحه إلى بارئها، صبر العربي بن مهيدي أمام هذا العذاب فلم يدل بأدنى اعتراف فقد شهد كل الذين رأوه بعد إيقافه أنه كان هادئا ثابتا ما تزعزع قط بل ابتسم للصحفيين الذين تجمعوا أمامه مع الرغم أنه كان يعرف مصيره...
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/b9/Larbi_Ben_M%27hidi_-_1957.JPG/220px-Larbi_Ben_M%27hidi_-_1957.JPG
إن البوليس الفرنسي عندما سلط على العربي بن مهيدي ذلك العذاب الشديد لم يكن يعرفه حق المعرفة إذ لو عرفه لما أتعب نفسه بذاك التعذيب الوحشي. أما شهيدنا فقد صبر على التعذيب لا لأنه شجاع فقط و لا لأن أعصابه من حديد فحسب بل لأنه كان قبل كل شيء محمد العربي بن مهيدي الذي قال عنه الكولونيل بيجار:" لو أن لدي ثلاثة من أمثال العربي بن مهيدي لفتحت العالم" فلقد كان بن مهيدي بطل من أبطال الثورة و لقد لقن العربي بن مهيدي درسا للاستعمار بأن الشجاعة قوة و عزم و صبر.... ))...

وبَعْــدُ أختي سعاد...

أكانَ هو وحيُ التاريخ المشرق لواحدٍ من أعظم رجالنا وشهدائنا الأشاوس هو ما لمَسَ شجوناً في قلمِكِ الجميل،فراح يقتاتُ من ذكراه ما يرمي بهِ عواتق ضمائرنا-نحن الأجيال اللاحقة-أن احفظوا العهدَ..وصونوا الوديعة..وكونوا لأسلافكم العِظام خير خلفٍ لخيْر سَلَفٍ...؟؟!!

أم أنه الإحساسُ المنقبض من واقع أجيالنا التي تكادُ طراوة الحضارةِ وتقاليع التغريب والانسلاخ أن تحيلـَها إلى كوْمَاتٍ من الرخاوة،تأخذ أتفهَ ما في الحضارة المعاصرة وتجعله أخطرَ ما عندها..فشيءٌ بَدَهِيٌّ-والحالُ هكذا-أن يقفَ الحُرُّ وحْدَهُ ذاهلاً،غارقاً في إحساسٍ رهيب من ( حالة انفرادٍ ) واغترابٍ شعوري...؟؟ !!!

أم أنكِ-سيدتي الأصيلة-أردتِ أن تهمسي لنا..ولأجيالنا وشبابنا..أن هكذا يجبُ أن تتعملوا صناعة الحياة بالتضحية..وصناعة الرجولة بالتفاني...وصناعة القوة والإرادة والعِزة بالموتِ إذا اقتضى الأمرُ في سبيل غايةٍ عظيمةٍ..ومَنْ طلبَ عظيماً خاطرَ بعظيمته..فإن الشهيد محمد العربي بن مهيدي-وأترابَه من صُنَّاعِ التاريخ-هم الذين استمروا أحياءً حتى بعد سقوطهم مدافعين-ببسالةٍ-عن عرائنهم،فإذ بالموتِ تنبثقُ منه زهرة الحياة الحقة،وما كانَتْ أعذارُ الخائرين والجبناء ستنبوا عن حياتهم تلك بالموت،فمضوا إلى شرَفِ الغاياتِ ولسانُ حالهم يقول :

تأخرتُ أستبقي الحياة فلمْ ** أجد لنفسي حياة ًمثلَ أن أتقدمَا..!!

في كل الأحول..أظننا استوعبنا الدرسَ...!!!..ويالهُ من درس...!!!!

بوركتِ بابنتَ بلـَدي التي سأعتز بها دوْماً وأباهي وأفاخر..فإن زهرة ًيانعة ً،نبتتْ هناكْ في روابي باتنة الأبية..وجبل الشلعلع الأشم..وبريكة...وعين جاسر..وأرِّيس..وإينركب الباسلة..وتيمقاد..وتكوت..وعين توتة..وكيمل..والمعذر..ونقاوس..ورأس العيون...وبيطام...وباقي الربوع...

إن زهرة ً نبتتْ هناك بعد أن ارتوتْ بأمدادٍ من روافدِ العظماء الشهداء : أسد الأوراس والثورة مصطفى بن بولعيد رحمه الله..والصنديد الحاج لخضر رحمه الله..وباقي الرعيل...

إن هذه الزهرة التليدة..حقيقٌ بنا أن نجلسَ لمائدتها العامرة..نرخي لها سمْعَ القلب والعقل وهي تحكي لنا حالة انفرادها التي أيقظها في حسها الواقعُ الرديئ،فلم يكن غير الشهيد البطل محمد العربي بن مهيدي رحمه الله ليُكسِرَ فيها طوْقَ تلكَ الحالة وليستيقظَ فينا ما أنامَهُ أو أماتـَــهُ ( البيبسي ) و ( الكولاَ ) و ( الهامبورغر ) و ( الماكدونلاد ) ...!!!

مباركة ٌ أنتِ في الأولين والآخرين سيدتي البديعة الأصيلة...

عبد المجيد محمد
05-09-2012, 10:55 AM
أنتِ أقوى بهكذا كلمات حين أستقيض الحنين وزاد جمال الوطن

وكأنك من كافح كفاحا مريرا .. تستذكرين أروحا ... في أختلاج سرت بها شرايين الحياة متدفقة

إحاسيس جميلة

كاتبة رائعة

أديبة كريمة سطرت عنوانها وكتبت رسالتها

أستمتعت بكلماتك ... وتسألت عن مدى جمال روحك

اسرار السناني
05-09-2012, 03:59 PM
يا لهذه الرائعة التي سطرها نبضك يا سعاد،،،
ألمني وجعك،،،
ارقني حزنك،،،
ابكاني انينك ايها الوطن،،،،
دمتي بود...

غموض~
05-09-2012, 09:04 PM
سَأعود يا مُبدعة ..

سعاد زايدي
06-09-2012, 12:55 AM
يــــــالــــــــ هذا الوجع الذي يسكنك يا سعاد أنه قدرك أن تتوجعي طالما تحملين قلبا باتساع الوطن

وطن أرتسمت خارطته على امتداد قلبك فكان أن أخذتي معه كل ألامه ووجعه.......


وإني أتسائل يا سعاد هل الأمة التي انجبت العربي المهيدي وأمثاله غير قادرة على أن أن تنجب أمثالهم

أين تلك الأرواح التي أعيت الجلادين والطغاة أين هي يا سعاد


وحدتكم الحرية والكلمة ويوحدنا الصمت والسكون


ما أكبر الفرق يا سعاد فعلا ما أكبر الفرق بين من أختاروا الحرية ودفعوا أرواحهم ثمناً لها

وبين من أختاروا الصمت والخضوع ,,,,,


هل فهمنا بعضنا البعض بالقدر الكافي لنتعلم الحب الأخوي قبل كل شيء؟

هنا المشكلة يا سعاد لم نتعلم أن نحب بعضنا البعض لم نفهم الحب بمعناه الصحيح ولم نفتح قلوبنا له

سعاد وجعك عميق بعمق جراح هذه الأمة كم قاسي هذا الألم أيتها الصديقة

لكنني متأكده أن الأرواح الحرة لا بد أن تنهض لأنها لا تقبل الصمت ولا السكون هذه الأرواح الحرة

والتي أنتي أحداها يا ابنة المليون شهيد سيأتي يوم وتحلق حرة في فضاء وطن حر

دمت بخير ودام قلمك الحر

يا قافية الوادي الأزرق

أتمنى ذلك وأأمل أن يأتي يوم لتعبر فيه الحرية عن وجود كل حرف

على نزفه يطيق الاستمرار وسط رجاجة المستكين

حاء: حرف

راء: رمز

يـاء: يد

التاء: تأبى

"الحرف رمز ليد تأبى أن تخون"

دون شك أيتها الغالية ستفهمين إماطة الحرف الحارق ووجع السنبلة

تفهمين أن خرائط الروح لا تحدها نبضات القلب إن زادت أو نقصت

تفهمين أن الولوج في غمرة الوطن طباق عن طباق تشبه الوهن.

أشكر مرورك الضافي على النص نصاعة الأسئلة التي لا تنتهي فأنت مني وأنا من نور حرفك ولدت.

سعاد زايدي
06-09-2012, 01:05 AM
عشت ألمك أيتها السعاد .. عشته بكل أوجاعه وحرقته ..
وهل هناك جرح أشد إيلاما من أنين الوطن.
آهاتك هنا تناجي
" وطني وترياق الألم" .. " وطني وترياق الروح " ..
فأتقنتي صياغتها
"وطن جريح وقلوب متحجره "

ولكن يبقى الأمل على قيد الحياة بوجود من هم مثلك يا سعاد ..
وكثيرون من هم مثلك ..
أنجبتهم أرض الأحرار .. أرض الإباء .. أرض المليون شهيد ..
ولا خوف عليها إن شاء الله

أستاذتنا القديرة سعاد .. سلمت أناملك
ودام قلمك .. حرا أبيا
تقبلي تواضع أحرفي بكل الود
^_^


أخي الراشدي..................،

الخير كل الخير في هذه الأمة

أتمنى أن لا أحزن الناس وخاصة من لهم عندي المكان لأن لي معهم الزمان .........

لكن إذا تعلق الأمر بأنين الوطن كما قلت تصعب عليَّ المهمة إذا أدمع القلم.

لك الحق فيما قلت

يبقى الأمل في الحياة ما آمن الإنسان أن روحه بيده تعالى.

شكرا على المرور

دمت بخير و ود

سعاد زايدي
06-09-2012, 01:23 AM
مؤلم جدا ما قرأت هنا بين جنبات نصك يا سعاد ..
هناك ارواح تضحي وبشر كأنهم أموات لا حراك لهم ...
تكتبين يا سعاد واقع نعيشه...
أصبح فيه الحق محارب ...
والظلم مستبد...
نص مؤلم ومحزن يا سعاد..
كل التحية لك ولفكرك الصادح بالحق ..


أختي اسيرة البدر ................،

تأسرينني بروحك الطيبة ومرورك العذب وسط غليان أحرفي وتنهدات كلامي فأعتذر إن ألمتك

نعم.......، هناك أرواح تضحي وبشر كأنهم أموات لا حراك لهم ...،

هناك من ينسجون السعادة من جلود الأشقياء

ومن يركبون هياكل البشر ليدفنون تحت التراب فقط وتعلو أسماءهم شعار رموز كانوا.

شكرا لردك أخيتي وإعلمي أني دوما بحاجة إليه

تمنياتي لك بالخير ودوام الصحة

إبقي بالقرب مني

سعاد زايدي
06-09-2012, 01:37 AM
أحسست بوجعك هنا وكم تتألمين من أجل وطن كان بالنسبة لك كالقصر والزنزانة
أعجبتني كثيرا حين قلتي لو أني قاسمتك صرخة الولادة، أو قاسمتك غرفتك الصغيرة بحي القصبة في سريتك أو زنزانتك الأخيرة، لتصب في روحي من ألمك وتكون راحتي منك
كم تدل على حب وولاء عميق لذاك الشي الذي يعز عليك كثيرا
فعلا أجدتي التعبير عن ذلك لدرجة أني عاجزة عن لا أقف متأثرة بهذه الكلمات التي هي مثالا للحب، الألم
دمتي مبدعة دوما
سأكون دوما هنا
دمتي وطنا للقلم


أختي الزهرة..............،

صدقتي فيما قلت أتألم من أجل وطن كان بالنسبة لي كالقصر والزنزانة وروح تتأرجح بين هذا وذاك

ونفس تطوق أن تكون في أحدهما وقلم لا يهدأ

لما حدائق القصر على إرتفاعها تشبه الزنزانة؟

ولما الزنزانة على أسفلها أو تحت، تحت أدراجها تشبه الحرية؟

لما نصنع في زمن ونكف في آخر؟

أختي زهرة هو الحب والألم

ولغة الحب إذا ما نزفت ما تبللت الأرواح وما تغلغل فيها الحب.

شكرا لك سيدتي على هذا الحضور المتألق

داومي فانا دوما انتظرك.

سالم الوشاحي
06-09-2012, 06:32 AM
الأخت الفاضله سعاد زايدي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رغـم الالم .. يوجـد بوح صاخب

فقد مزجتي هنا الكثير وتمازجت

احاسيسنا مابين روعة وجمال

سجلي إعجابي وتقديري.

سعاد زايدي
08-09-2012, 01:37 PM
يا لحظّه يا سعاد......
فها انت ترينه في حدود وطن.....يلّم كل شتات الأحبة الذي كانوا سادة الفرح الناصع...
تكتبينه وسط حرقة الوطن المسجّى بالرعشات...
تلفظين عبر طيات حلمه.......كل الوجع الذي يلازمك....
حلمك في تكونين طافحة في ذاكرته كما الاماسي الصيفيه الساحرة...
وفي اعماقك تتناثر ذرات الوطن السابح في غيّه...
يا لروحك يا سعاد....
وحزنك صار حقا..........أخلاط ترانيم.....ومصابيح مطفأة....
لكنه رغم كيد الكلمات ....لا زال نابضا بالحياة.....
لا زالت رنّة كلماته....أغرودة الافق السابح في فيوضاته...
فلا عليك إذا.......
فإن كتبت بكل حزن الأعماق فهو مطهرك....وإن كتبت بكل دموع روحك النقية........فهي من ترتقي بك سبل السلام النابض بالمحبه....
لذا..........كوني فقط كما انت........فلا شيئ يستحق العيش خارج مملكة القلب........لا شيئ يا سعاد...
قراتك........أحسست...عمق الروح التي كتبت بها.......
لكنني للاسف لا يمكنني ان ارثي لحالك....فهذه انت بكل نقاوة الاعماق........
لذا.........واجب عليك ان تكتبي......وتتالمي......وتذرفي دموع القلم هنا......بكل ما يختلج الأعماق من احاسيس....
دمت هنا طافحة كما الامل...............


كمال ربما الصدق الذي ينزف داخلنا على شكيلة الوجع المسجى بتراب الوطن لن يعرف العجز والكِبَرْ

بل يبعث بنا دائما إلى بوطقة التحرر من الذات لنرى الآخرين كيف ما كانوا وكيف ما نحن عليه الآن،

كي نتعلم من التجربة كيف نكون

أحسست به وهو في ذاكرتي ولن يفارقني ما حييت

وسأظل أحلم بأن ألملم تنهداته المتقطعة علينا وابتساماته الموجعة وشتات حلمه المشتعل الذي لم

يعرف الانطفاء لأنسج منها ردائه الذي يحبه كي ألبسه ليحبني على ما أنا عليه في زمني هذا المستمد

من زمنه، ويقبل بي رفيقة دربه الماضي.

قلت لك يا كمال من قبل أني لودت في زمن ليس لي وإن كان مقدر لي هذا الزمن سأعيشه بنفحات الغياب.

شكرا لتواجدك المتميز فقد قرأت حلمي وأحسست بالروح التي تسكن جدران الغياب.

دمت بخير

سعاد زايدي
11-09-2012, 12:55 AM
سعاد زايدي , عندما يلازم الحزن القلب .
وتؤرق اللحظات أرواحنا
لا يسعنى سوى البوح
لنستشعر الراحة والامان بعد ذلك ,
,
هذا هو الواقع الذي يجب أن نسلم به
للحزن قصص ترافقنا في حياتنا وكل ما تحتاجه شرارة لتوقضها لتصنع كل التعب الذي نعيشه حينها ..
/
سعاد ما اعذبك وما ارقاك عندما تكتبين , حتى في حزنك جميلة ..
تقبلي مروري


يا نورس عمان ..............،

يا من تنثر الصدق وطيبة المشاعر في كل مكان

عندما يرافق الحزن القلب ويصاحبه

يصير للحياة لون الذبول

لا يلونها إلا القلم الدامع بالبوح

شكرا مرورك الأجمل

وقراءتك المستوحاة من بين السطور، وهذا لا يخفى على مبدع بمستوى إحساسك الراقي

سعاد زايدي
11-09-2012, 01:13 AM
دوما تبقى التجارب هي البرهان والوجه الباقي ونحن كما نحن نختار البداية ونتصارع كي نمسك على النهاية وكل منا بطريقته فتضيع خلف تلك الصراعات كل الحقوق التي نادينا بها وتسقط كل الشعارات التي استخدمناها ونتوه مع دخان البارود بحثا عن الحقيقة المفقودة .

حينها يستيقظ فينا الحنين إلى نقطة البداية التي لا نملك قرار العودة إليها .

سعاد ....
لا أجد سوى الشكر اقدمه اليك .


أستاذي محمد الطويل ...............،

في ردك نوع أخر من الهدوء في تلقي التجربة لأننا أحرار في اختيار النتيجة،

ربما .............هي فلسفة أخرى في التفاعل المنطقي مع الحنين،

لكن يبقى دائما اللامنتهي من التماثل المتباين في قالب التساؤل عن البدايات والنهايات

شكرا لمرورك الحكيم والضافي للنص صورة فلسفية عن التجربة

دمت بألف خير .

سعاد زايدي
11-09-2012, 02:03 AM
الأخت سعاد زايدي
ما أشد حاجتنا لكلمات يحتفل بها القلب ...!!
لقد عبرت عما في قلوبنا ، فأحسنت التعبير ، وأجدت الصياغة
وبلغت الهدف المنشود ..
هكذا هو الأديب ، وتلكم هي الأديبة النجيبة ..
يسعدني دائما أن أنهل من معينك العذب يا أختي ما يذهب به الظمأ
بارك الله لك وعليك



أخي وأستاذي خليل عفيفي...........،

شكرا لمرورك الناصع والمشجع لما يحتويه القلب من مشاعر

فائضة صادقة تلوح في عمق الإحساس

ودمت أنت الأخ الذي أنهل منه الاخوة والتوجيه

وثق أخي الكريم أن لمرورك وقع خاص أحتاجه دائما

ولا أرضى أن يمر نصي دون بصمتك.

دمت بألف خير

سعاد زايدي
11-09-2012, 02:10 AM
هل تشبعنا من حب وطننا فعلا لترفضنا التجربة هكذا عند سقوطنا الأول؟
أو هو إنتماء رغم أنوفنا نسعى لولادته ونضع إبتسامةَ الإحتظار فوق كل جبين متصابية.

كم يشدني الحنين إليك
أنت أيها الساكن داخلي وبين ثنايا الفؤاد ..

http://im26.gulfup.com/2012-09-04/1346765777218.bmp

أهزوجةُ الوطن لن تملها ألسنتنا ، سنبقى نرددها
وان اختلف المكان وبعدت الأوطان .. سنظل نشتاق..
واليها نسطر وبأقلامنا نعبر..
أيتها الزهرةُ المبتلةُ بالحنين . عزيزتي ، سعاد..
لا يوجدُ شيءٌ أعبر به عن جمال نصك
وتحتارُ الكلمات ..
شكراً من الأعماق.. دُمتِ بسمو


يا زهرة الحب الكرزي الذي نطوقه

أجل أهزوجة الوطن الساكنة فينا لن نملها أبدا

فهي المتنفس لأرواحنا كما تتنفس الأرض من ثقوبها

لأنه الجذر والعنوان.

شكرا لمرورك الكرزي

وشكرا أكثر على الصورة الخضراء ببعدها الحامل للأمل

دمتي بــــ ود

كوني بالقرب ولاتحرمينا الإطلالة الزكية

سعاد زايدي
14-09-2012, 11:53 PM
...أغمضُ عيني-أختي البديعة الأصيلة سعاد-فترتدُّ بيَ الذكرى إلى أكثر من خمس وعشرين سنة إلى وراء..إلى تلك الأيام الهادئة التي كنا ننشأ فيها على مَهَلٍ منْ زحْفِ العُمر الذاهب في أعماءِ الحياة،فما تنفكُّ طفولتـُنا الغرثى تدلفُ بواكيرَ المراهقة ونضارة الصبا إلا ومرحلة ُالتعليم المتوسط ( الإعدادي ) تحتوينا بين ثنايا راحتها العجْلى التي صارتْ دِمَناً لذيذة في حُسَار الذاكرة...

إن كنتُ سأنسى..فن أنسى ما حييتُ هيئة أستاذنا الوقور الهادئ مسعود بن عمر رحمه الله تعالى،وهو يَذرَعُ في تؤدةٍ حُجرة الدرس لفصلنا الثاني متوسط وفي يَده كتاب ( المختار من القراءة ) في اللغة العربية..يقرأ لنا بصوته الأجش الرخيم ما تقرر من نص حول ( البطل الشهيد محمد العربي بن مهيدي ) عليه من الله سحائبُ الرحمة..
http://www.wahran.info/forums/center/oran/wahran13375219021.jpg
لقد كان الأستاذ الجليلُ ينقلُ لنا طرَفًا من أشجانه-لأنه عاصرَ الثورة المباركة وهو صغير-فما أنسى ملامح التأثر البالغ وهو يَقرأ النصَّ الجميلَ،فتكادُ الكلماتُ تنسكبُ انسكاباً في شغافنا-نحن التلامذة-وأكاد أتمثلُ الشهيدَ العظيمَ وهو يمضي في يقينه الشامخ يصنعُ لجيله والأجيال اللاحقة ملاحمَ البطولة الحقة والرجولة الفارعة التي كسَرَتْ أنفَ فرنسا العجوزُ (( بما اجترحتْ من خداعٍ ومَكْر ))...

ووالله..واللهِ ما زلتُ أذكرُ مطالعَ خالدة من ذلكَ النص الخالد حول شهيدنا الحي..وما أخالُ سأنساه أبداً وقد دلفتُ اليوم الأربعين...

وبعد إذنكِ-أختي الأصيلة-سأفتح الكتابَ الأثيرَ في نفسي على النص مرة أخرى علنا نجدُ فيه قبسًا لخاطرتِكِ الوادعة الهادئة الجليلة ( حالة انفراد ) :

(( ... شابٌّ في مقتبل العمر يتبين في كلامه روحَ الرجل المسالم و تلمح على وجهه ملامحَ النبل و الوداعة،إنه يختار كلماته اختياراً دقيقاً فتأتي جميلة رزينة هادئة في صوت خافت حنون..
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:and9gcqfpf49epkfvcr6d1eyttm9vgrypxpn32xxj1efsdlbdyuhlhfvsg&t=1
كان منذ صغره يشعر بتلك الشعلة المقدسة، حب الوطن تأكل قلبه و تهتز نفسه و تبعثه على العمل و كان ذا نفس مرهفة فسهل عليه أن يرى ما يعاني شعبه العربي في الجزائر من بؤس و شقاء و أن يستكشف ما وراء بعض المظاهر الخداعة من ظلم و إرهاق و محن فجعل نفسه وقفا لشعبه،يعمل في سبيل تخليصه من ربقة الاستعمار والاستعباد..

فشارك بن مهيدي في جبهة التحرير الجزائرية إلى أن اطلع البوليس الفرنسي على نشاطه فلجأ إلى الاختفاء و راح يعمل سرا على تهيئة الجو للاندلاع الثوري المشهور في ولاية وهران و في أثناء المؤتمر التاريخي الذي انعقد في واد الصومام في 20أوت 1956 عين عضوا في لجنة التنسيق و التنفيذ لجبهة التحرير الوطني الجزائرية فكان يقوم بعمل جبار في قلب العاصمة يواجه الحضر في كل ساعة تمر و يحاذي الموت عند منعرج كل طريق...
http://www.wahran.info/forums/center/oran/wahran13375219022.jpg
و في يوم 27 فيفري ألقي البوليس الفرنسي القبض عليه ثم سلط عليه أشد أنواع العذاب فلقد اقتلعوا جلدة رأسه كلها ثم أخذوا سفودا بعد أن أصلوه ناراً حتى أبيَضَّ و أدخلوه في فمه و حلقه إلى أن فاضت روحه إلى بارئها، صبر العربي بن مهيدي أمام هذا العذاب فلم يدل بأدنى اعتراف فقد شهد كل الذين رأوه بعد إيقافه أنه كان هادئا ثابتا ما تزعزع قط بل ابتسم للصحفيين الذين تجمعوا أمامه مع الرغم أنه كان يعرف مصيره...
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/b9/larbi_ben_m%27hidi_-_1957.jpg/220px-larbi_ben_m%27hidi_-_1957.jpg
إن البوليس الفرنسي عندما سلط على العربي بن مهيدي ذلك العذاب الشديد لم يكن يعرفه حق المعرفة إذ لو عرفه لما أتعب نفسه بذاك التعذيب الوحشي. أما شهيدنا فقد صبر على التعذيب لا لأنه شجاع فقط و لا لأن أعصابه من حديد فحسب بل لأنه كان قبل كل شيء محمد العربي بن مهيدي الذي قال عنه الكولونيل بيجار:" لو أن لدي ثلاثة من أمثال العربي بن مهيدي لفتحت العالم" فلقد كان بن مهيدي بطل من أبطال الثورة و لقد لقن العربي بن مهيدي درسا للاستعمار بأن الشجاعة قوة و عزم و صبر.... ))...

وبَعْــدُ أختي سعاد...

أكانَ هو وحيُ التاريخ المشرق لواحدٍ من أعظم رجالنا وشهدائنا الأشاوس هو ما لمَسَ شجوناً في قلمِكِ الجميل،فراح يقتاتُ من ذكراه ما يرمي بهِ عواتق ضمائرنا-نحن الأجيال اللاحقة-أن احفظوا العهدَ..وصونوا الوديعة..وكونوا لأسلافكم العِظام خير خلفٍ لخيْر سَلَفٍ...؟؟!!

أم أنه الإحساسُ المنقبض من واقع أجيالنا التي تكادُ طراوة الحضارةِ وتقاليع التغريب والانسلاخ أن تحيلـَها إلى كوْمَاتٍ من الرخاوة،تأخذ أتفهَ ما في الحضارة المعاصرة وتجعله أخطرَ ما عندها..فشيءٌ بَدَهِيٌّ-والحالُ هكذا-أن يقفَ الحُرُّ وحْدَهُ ذاهلاً،غارقاً في إحساسٍ رهيب من ( حالة انفرادٍ ) واغترابٍ شعوري...؟؟ !!!

أم أنكِ-سيدتي الأصيلة-أردتِ أن تهمسي لنا..ولأجيالنا وشبابنا..أن هكذا يجبُ أن تتعملوا صناعة الحياة بالتضحية..وصناعة الرجولة بالتفاني...وصناعة القوة والإرادة والعِزة بالموتِ إذا اقتضى الأمرُ في سبيل غايةٍ عظيمةٍ..ومَنْ طلبَ عظيماً خاطرَ بعظيمته..فإن الشهيد محمد العربي بن مهيدي-وأترابَه من صُنَّاعِ التاريخ-هم الذين استمروا أحياءً حتى بعد سقوطهم مدافعين-ببسالةٍ-عن عرائنهم،فإذ بالموتِ تنبثقُ زهرة الحياة الحقة،وما كانَتْ أعذارُ الخائرين والجبناء ستنبوا عن حياتهم تلك بالموت،فمضوا إلى شرَفِ الغاياتِ ولسانُ حالهم يقول :

تأخرتُ أستبقي الحياة فلمْ ** أجد لنفسي حياة ًمثلَ أن أتقدمَا..!!

في كل الأحول..أظننا استوعبنا الدرسَ...!!!..ويالهُ من درس...!!!!

بوركتِ بابنتَ بلـَدي التي سأعتز بها دوْماً وأباهي وأفاخر..فإن زهرة ًيانعة ً،نبتتْ هناكْ في روابي باتنة الأبية..وجبل الشلعلع الأشم..وبريكة...وعين جاسر..وأرِّيس..وإينركب الباسلة..وتيمقاد..وتكوت..وعين توتة..وكيمل..والمعذر..ونقاوس..ورأس العيون...وبيطام...وباقي الربوع...

إن زهرة ً نبتتْ هناك بعد أن ارتوتْ بأمدادٍ من روافدِ العظماء الشهداء : أسد الأوراس والثورة مصطفى بن بولعيد رحمه الله..والصنديد الحاج لخضر رحمه الله..وباقي الرعيل...

إن هذه الزهرة التليدة..حقيقٌ بنا أن نجلسَ لمائدتها العامرة..نرخي لها سمْعَ القلب والعقل وهي تحكي لنا حالة انفرادها التي أيقظها في حسها الواقعُ الرديئ،فلم يكن غير الشهيد البطل محمد العربي بن مهيدي رحمه الله ليُكسِرَ فيها طوْقَ تلكَ الحالة وليستيقظَ فينا ما أنامَهُ أو أماتـَــهُ ( البيبسي ) و ( الكولاَ ) و ( الهامبورغر ) و ( الماكدونلاد ) ...!!!

مباركة ٌ أنتِ في الأولين والآخرين سيدتي البديعة الأصيلة...



أولا وقبل كل شيء أعتذر على التأخر في الرد عليك

أخي وأستاذي يزيد............،

لشرف لي أن تحظى خاطرتي بقراءة ضافية مضيئة لحروفها تنير درب تاريخ اليوم وتعزز بصور كالوسام على صدر زمانها،

ركن الذاكرة انفرد وانفرد معه القلم واختفت الأسئلة وراء حجة الألم المتعب ليوم لنا ونعده لغيرنا، نتسبب فيه ونعتز بما ننتمي إليه ونضيع ما يجب فعله.

توسط الإحساس المنقبض بواقع الجيل حتى شعرت بالاغتراب، هل ننتمي إلى جبال لا تتزعزع أم أن جفاف الأرض يسكن الجذور؟

خلفوا لنا حياة تشبه الموت ومنح لهم تاريخهم موت على قالب منحوت للحياة.

لا بد لأرواحهم أن تسكننا كي نتعلم أبجدية الكون لمن يكون.................فنحن نعاني زيمومية الزمان

أخي يزيد قد منحتني كلاما بقدر ما أعتز به من أستاذ جليل فاضل مثلك بقدر ما أرغب أن أعترف لك همسا أني لم أبلغ حلم الإبداع بعد.

فنحن من يجب أن نجلس لطاولتك ونرخي لك القلب والعقل كي نتمهن تفكيك شفرة الأنامل حينما تكتب.

شكرا لك

ولا حرمني ربي ولوجك متصفحي، فلا تحرمني إطلالتك ومعرفتك

دمت بألف خير

سعاد زايدي
15-09-2012, 12:03 AM
أنتِ أقوى بهكذا كلمات حين أستقيض الحنين وزاد جمال الوطن

وكأنك من كافح كفاحا مريرا .. تستذكرين أروحا ... في أختلاج سرت بها شرايين الحياة متدفقة

إحاسيس جميلة

كاتبة رائعة

أديبة كريمة سطرت عنوانها وكتبت رسالتها

أستمتعت بكلماتك ... وتسألت عن مدى جمال روحك


أخي عبد المجيد محمد...............،

أشكر لك التساؤل

وأشكرك أكثر ، فقد ذكرتني أن الكلمات كالمرآة تعكس صورة صاحبها

الروح تسكن الوطن ،

والحنين يسكن الروح

فما بالك إذا استيقظ الحنين في القلم

مرورك منحني الثقة

شكرا لك ثانية لوجودك بين كلماتي

دما بــــ ود

سعاد زايدي
15-09-2012, 12:07 AM
يا لهذه الرائعة التي سطرها نبضك يا سعاد،،،
ألمني وجعك،،،
ارقني حزنك،،،
ابكاني انينك ايها الوطن،،،،
دمتي بود...


أختي اسرار السناني ................،

أنت الأروع ومرورك كذلك

أعتذر إن آلمتكِ وأرقت حزنكِ وأبكيت عيناكِ

لكنه يا حبيبتي الوطن ما عساني ان أفعل؟

شكرا لك ودمتي بألف خير

سعاد زايدي
15-09-2012, 12:26 AM
سَأعود يا مُبدعة ..

غاليتي غموض ............،

الوقت أنت سيدته

عودي متى شئتي فاحضاني لك

وأبوابي مفتوحة على مسرعيها

دمت بالف ود

سعاد زايدي
15-09-2012, 12:35 AM
الأخت الفاضله سعاد زايدي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رغـم الالم .. يوجـد بوح صاخب

فقد مزجتي هنا الكثير وتمازجت

احاسيسنا مابين روعة وجمال

سجلي إعجابي وتقديري.


أخي سالم الوشاحي

وعليك السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

شكرا لمرورك المشرق

لا يرى الجميل إلا الجميل وإن تمازج بالألم

تمنياتي لك بالتوفيق

سعاد زايدي
15-09-2012, 12:40 AM
استاذتي...لكلماتك وقع في القلب وفي الصميم
نعم هذا حالنا المؤسف
ابدعتي في توصيل رسالة انسانيه...باسلوب راق كرقيك
حفظك الله



أختي وحيدة كالقمر.............،

مرحبا بك بين كلماتي

نورتي متصفحي بإطلالتك القمرية المشعة الجميلة

فأمسى نور يختلج الغيمات

حفظك الله ورعاك

أتقنتي الفهم والادراك