المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إليك.....


مختار أحمد سعيدي
03-09-2012, 12:25 AM
إليك....


اتركي آمالي نائمة، و مري على أطلالي مر الكرام ..

و لا تلتفتي لصهيل الموت في مدينتنا، ولا لأنين ذكرياتي و عتاب الأحلام ...

سبقت هي الأصيلة أمنياتي، يرثيها الزمن بصدقي لأنها رفضت أن تجاري عشقا ينسج من سراب اللهو الهيام، و بزخرفة الوهم يرسم الحب على جبينه، و يزينه بخيوط من وهن الإبتسام .

في متاهات ظنونك ظلت مشاعري ، و أمست أشلاء متناثرة يمزقها اليقين.

يا سيدتي، قولي لللاحق منك، فضلا ، لا تقف على مشارف الوصل، واترك في ذاتي ضحاياك نيام، حتى لا تستيقظ لعنة همساتي التي قتلها سكوتك و اغتالها غروب الأمنيات ...

غنية أنت، والعز عاديك يهدهدك، و جبال من الرجال أوبت معك و نساء كالروابي الساحرات .
و ما أنا إلا عصفور يغرد في حديقتك، تستدرجيه لقفص من نحاس بحبيبات من مشاعرك ، و من فتات رحمتك يبلسم التنهدات ...

مختار أحمد سعيدي
03-09-2012, 12:29 AM
أليك....


لماأقف على شاطيء الإنتظار ، تلسع وجهي نسمة الجفاء و يقتضب .
تكسر أمواج مدك تحت إقدامي الكلمات و تمحي مواثق عشق رسمته أناملك على الرمل بريشة العبث و التسليات ...يبعثرها انصفاقها العليل، و يضيع حرصي في متاهتها وتذروه الرياح...

تتناثر أمامي وعودك قبل أن أدركها، كأنها بواسق موسم حر تنقشع قبل ضحاه، و يطمس خلفي الوهم الذي يسوقني إليك موكب الحلم و آثار الأمنيات ...

حتى النوارس التي كانت تؤنسنا هجرت فضاءاتها من صهيل ألمي، ابتلع بحر صمتك الصدى، و تصدى بجبروته زخات دمعي و وخزات عتابي ، و جلد بسياطه تدفق حبري و هديان قلمي....

ألتفت فلا أراك إلا طيفا خيل إلي أنه يلاطفني .
أمشي متعب الخطى و أخفي رهقي في وقوفي للتأمل، أتحدى بالصبر نصب اليأس التي خلدت لهجرك مآثره، واتخذت من وصلي قربانا لها...
أنصب على جبيني يدا ترتعش، و أجوب الآفاق بعين دامعة، فيرحع إلي البصر حزينا بخيبته، يجر ذيل الهزيمة و ينتحب ....
وتسكن التنهدات كهوف ذاتي الموحشة ، أجتر في صمت الشجون قدري ...

مختار أحمد سعيدي
05-09-2012, 01:52 AM
إليك....

أما قلت لك أنزلي من العلياء، عندي لك ماء بارد و خبز شعير، و كوخ من قصب و مزمار صغير، وامتداد أغنيات

الغدير ...
نمارس حياة الغجر، قصد في اليد و أمل في الحجر...بعيدا، حيث تتراقص كل الحالمات على رنة الخلخال ، و هز على إيقاع الدف، وارتعاشات و خفقات و نبضات ...هنا يمر الزمن مبتسما غير آبه ...اسمعي هذه نقرات أساورهن تضاهي نقرات أقداح الأفراح عندكم ، و هذا برق نظراتهن يلمع،و خاصرات تتمايل كأنها على يخت، تهدهده أمواج بحر
أسكره وهيج مناتحهن، تعانق أمواجه سمفونية العبير....

حرري أحلامك من قيود التعالي لأن جمال الحياة أبسط مما تتصورين، والسعادة كنز في الطوية لا تستظهره
أكثر من بسمة بين بواسق الشجون .....

انظري إلى ألوان حبرك كلها داكنة، قاتمة، تكظم عطرها مكرهة، و في عمق عباراتك المسيجة سجن و جلاد
و مقامع من حديد....

أرى قلمك كالبهلواني الماهر، يرسم بصدق على حبل وصل مواعده ، يشتري بالمغامرة إعجاب الآخرين، و أنا أنظر إليك يتمزق الفؤاد ألف مرة و مرة، لأني وحدي أعرف سر نزيف يراعك على سراط العاشقين ...
أقول في نفسي هل أستحق كل هذا، و لما تصلي عندي يحول بيننا البرزخ الذي تصنعه الظنون .

يا سيدتي ...الحب عزة لا ينحني لأحد،و عبودية مشاعر تمردت على غير خالقها، لا تؤمن باستحالتها لأنها
صنعت من مارج الجنون، لا ترضى بغير الثمين تضحية و لا تقبل بجار اليمين ....

يا سيدتي ...عشقتك لما استجرت بك، كانت لياليك البيضاء تطربني ، و من دندنتك كان ينتشي وجداني و يهدي
بحبك مع المجانين ، يعانق البرزخ الذي يفصلنا، يسمعك و لا يراك، لأن من عزمك كان يصنع الوهن الكلمات التي تصلني مكبلة، مرهقة ، لتموت في حضني ، و في صدري تدفن حروف سر لطلسم حب أعجز العاشقات و العاشقين ...
مختار سعيدي