المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القصة المرعبة


سيف العبري
02-12-2009, 11:17 AM
لم يكن ينتهي من كتابة جميع واجباته حتى سمع صوت الموظف ينادي عبر مكبرات الصوت ،"باقي على إغلاق المكتبة ربع ساعة" ،، لملم الفتى أوراقه ،، ورمى بتثاقل حقيبة اللابتوب على ظهره ،،، خرج مسرعا كالعادة فالساعة تشير إلى التاسعة ليلا ،، وهو لم يصلي بعد ///
كان الجو هادئا جدا ،، وصدى وقعات قدميه على الأرض تثير الرعب في النفس ،، كان يسمع صدى أنفاسه يتردد بين جنبات نفسه ،،في صمت رهيب /// بدأ يشعر وكأن أحد يراقبه وهو يمشي في ذلك الممر الطويل ،، الذي خيل إليه إنه لن ينتهي .
كان يتلفت يمنة ويسرى ، فلا يرى سوى أشجار أطبق عليها الليل ،فتحولت إلى وحوش سوداء ،لا تحرك ساكنا ،،، وكانت الحشرات ترقص في حركات متذبذبة ،حول الإضاءة الخافتة ، وكأنها ترقص أحد رقصات الموت ,,, كان الفتى يخيل إليه إنه في متاهة لا تنتهي ،، ولم يكد يصدق نفسه أنه وصل إلى المكان الذي يأمل أن يحصل فيه على سيارة أجرة .
لم يكن الفتى قد اعتاد على ركوب سيارات الأجرة ،، فقد كان ينعم بسيارة ينطلق بها حيث يشاء ،، أما في ذلك اليوم فقد وضعه القدر بدون سيارة .. وقف الفتى في ذلك المكان وحيدا ،، ينتظر من ينظر إليه بمنظر الرحمة ويحمله إلى حيث يسكن ، ومن بعيد لاحت له لوحة صفراء ،، فطار فرحا لقدومها ،، فتلك كانت سيارة الأجرة الوحيدة التي مرت به بعد ساعات من الانتظار ،، ركب مسرعا وبعد مفاوضات مع السائق بخصوص السعر ،، قرر أن يدفع أضعاف ما يدفعه الفرد عادة ،،، فلا مجال للرفض .
رمى الفتى جسمه المنهك على المقعد الخلفي من السيارة ،،، نظر الفتى إلى يمينه فإذا بطفل لم يتعدى الخامسة ،، قد جلس بهدوء يبعث على الريبة ،، نظر إليه برهة ،، ثم صرف ناظره ،،، ثم عاود النظر مرة أخرى ،،،وقال في نفسه مستغربا ،، ما الذي جاء بهذا الطفل مع صاحب التاكسي ،، فقد كان الطفل ذو بشرة بيضاء ،،بينما سائق التاكسي ذو بشرة سمراء ،،
ولكن الفتى صرف تفكيره عن ذلك الموضوع ،،، وادخل يده في جيبه ليخرج بعض من قطع الحلوى،لعلها تعيد بعضا من نشاطه حتى يصل إلى حيث يسكن ،،، فجأة نظر إليه الطفل بعينين شاحبتين ،، وكأنهما تستعطفانه ،، كره الفتى أن يرد تلك العيون خائبة ،،فمد يده وأعطاها الطفل ،، وفي تلك اللحظة ارتسمت ابتسامة غريبة في وجه سائق التاكسي ،، وكأنه يخفي شيئا غير عادي.
لم يكترث الفتى بتلك الابتسامة ولا بذلك الفتى ،، فقد كانت همومه ومشاغله كافية بأن يصرف نظره عن تلك الأمور ،،، وبعد رحلة قصيرة لم تتعدى ربع ساعة ،،وقف التاكسي أمام شقته فنزل منه بتثاقل ،، ومد يده لصاحب التاكسي ليعطيه النقود // وعندما أراد الانصراف ،، قال له صاحب التاكسي ،، قف مكانك ،، الطيب ولدك ،، ظن الفتى أن صاحب التاكسي يمزح معه ،، فأدار ظهره وتقدم إلى باب السكن لكن صاحب التاكسي لم يتوقف عن تكرار تلك الكلمة ،،، يا الطيب ولدك ///
لم يملك الفتى نفسه فصرخ في وجه السائق ،، كفاك هزلا ،، نقودك معك فاذهب من هنا ،، لكن السائق طلب من الفتى أن يصطحب الطفل معه بحجة إنه ولده,, وهدده بأنه سوف يبلغ الشرطة إذا لم يحمله معه إلى الداخل , لم يكن الفتى يصدق ما يحدث ،، وكأن الدنيا أظلمت فاسودت أمام عينه ،، وقال في نفسه يبدو بأن اليوم هو يوم المشاكل ،، أفلا يكفي ما أنا فيه من التعب ..... وفجأة اتصل صاحب التاكسي بالشرطة ، وبعد دقائق أصبح الطفل والفتى وصاحب التاكسي أمام ضابط التحقيق ..............................

لم يكن ضابط التحقيق ليتعب نفسه في التحقيق مع صاحب التاكسي ، وكأنه يقول في نفسه الطفل من عنوانه يدل إلى من يعود ،، وقف الضابط بعد أن ملاء إستمارة لم يدري الفتى ما فيها ،، ووقف أمام الفتى وطلب منه أن يصطحب الطفل ،،معه وأن ينهي هذه المشكلة ،،وقال له : أنك طالب جامعي ولا أظن إنك تريد ان تضيع سنوات عمرك في السجن ،، رد الفتى عليه : هذا الطفل لا أعرفه وليس لي شأن فيه ،، وهذه ليست عدالة فكيف أتهم أنا ،، بينما صاحب التاكسي لم يسأل ولا سؤال واحد على الأقل ...
رجع الضابط إلى مكانه وجلس على ذلك الكرسي الذي لم يكد يبين منه شيء لضخامة جثة الضابط .... وكان الطفل يجلس على ذلك المقعد ،، بدون حركة...ولا صوت ،، وكأن جميع أحاسيس البشر قد نزعت منه ،، فهو لم ينطق بكلمة ولم يحرك ساكنا ،، وكأنه لم يكترث لما يدور حوله من أحداث ،، ولم يدري أنه المشكلة التي تورط بها الفتى ,,
نادى الضابط الطفل ،فوقف وتحرك نحوه ،، وكان يمشي بهدوء وسكينة ،،وكأنه يتمشى في عالم خيالي ،، تغنت به مخيلته الصغيرة ،، طلب الضابط من الطفل أن يذهب إلى الشخص الذي يحبه ،،
وعزف الرعب مقطوعته على قلب الفتى /،، فزادت دقات قلبه ،، ورتجفت يداه ورجلاه ،، وتيبست شفتاه ،، وخيل إليه أن الموت أحب إليه من الحياة ،،
تقدم الطفل ،،نحو الفتى ووقف بجنبه ،، فأغمض الفتى عينيه التي أرهقها التعب ،،وراح في يسبح في خياله ،، ويغوص في بحور الهموم التي هطلت عليه ،، كأمطار شتاء يتمنى المرء زوالها قبل قدومها..
أدرك الفتى الآن ،،ما معنى تلك الإبتسامة الخبيثة التي صدرت من صاحب التاكسي ،، فقد كانت قطعة الحلوى الطعم الذي إلتقطه الطفل ،، ولم يفرح به الصياد بقدر ما فرح به صاحب التاكسي ...
قال الضابط الآن وقد إنتهى كل شيء ،، أرجو أن تحمل هذا الطفل ،، ولا تعود إلى مثل تلك التصرفات مرة أخرى ـــ لكن الفتى لم يكن ليستسلم لهذا الأمر ،، فكرر رفضه ،، وقال لن أحمل هذا الفتى ،، فليس بيني وبينه صلة قرابة ،،،
كان صاحب التكسي ،،يجلس بكل هدوء ،، وكأنه أخذ من الطفل بعض من هدوءه ،، ولكنه لا يشبه في لونه ،،وخبثه ,,
قال الضابط ،، لدينا حل وحيد لك ،، لنكتشف هل أنت محق في كلامك أم إنك تتلاعب على رجال الأمن ،، طلب الضابط بإحضار مجموعة من الرجال ،، بعضهم يحمل البشرة السمراء ،، والبعض الآخر ذو بشرة بيضاء ،، وقف الجميع في صف واحد في الغرفة المجاورة ،،بينما بقي الضابط والفتى في غرفة التحقيق ،، وبعد ساعة ،،دخل الطفل والضابط على مجموعة الرجال ،،وطلب من الطفل أن يذهب لأباه ،،
كان الفتى هذه المرة مرتاح البال والضمير ،، وخيل إليه بأن الفرج قريب ،، والأمل كبير ،،، في أن تنفرج المشكلة ويعود إلى شقته ،،، فقد أصبح الوقت متأخرا ،،والتعب والإرهاق يجبرانه على الشهور بالنعاس ...
تقدم الطفل ،،نحو الرجال ،،، وأغمض الفتى عينيه ،، لعله يفتحها وينظر إلى الطفل وقد إرتمى في أحضان أحد الرجال ،،،لكنه قبل أن يفتحهها أحس بأن يدا صغيرة قد أمسكت أحدى يديه ،، وعندما فتح عينيه ... لم يخب ظنه ،،حيث كان الطفل يقف أمامه ،،،
عندها ،،قرر الفتى أن يخضع للأمر الواقع ،،، فحمل الطفل إلى غرفته ،،، ظل الفتى يفكر ،،في الطريقة التي يخرج منها ،،من مشكلة هذا الطفل ،، فغدا الأربعاء ،،وقد وعد أهلة بالعودة إليهم ،، بعد إسبوعين من المكوث في ديار الغربة بسبب الإمتحانات ،، أما الآن فلا يظن الفتى.. أن رجوعه إلى البلد ،،قرار صائب ،، فمن سوف يصدق ،،قصة ذلك الطفل..


النهاية

حمل الفتى الطفل إلى غرفت ،، وهو لا يدري ، ماذا سيفعل بهذا الطفل ،، دخل الغرفة ووضع جسمه المرهق على ذلك السرير الذي بدأ يتمايل ،وكأنك واقف على شجرة ..
أخذ الفتى ينظر إلى الطفل ،محاولا إيجاد وسيلة تخلصة من هذه المشكلة ،، وأخذ يفكر في المشاكل التي سوف تحدث بسبب هذا الطفل ، فلن يذهب في الغد للجامعة ،ولن يذهب أيضا إلى البلد ،،، بينما كان الطفل ينظر إلى أرضية الغرفة ،،في سكون أخذ يبعث الخوف في نفس الفتى ،، كان الطفل أشبه بتمثال يتحرك فقط ،،، بدون مشاعر ولا أحاسيس ،،كان لا ينطق ،،ولايضحك ،،وحتى لا يبكي ،، خيل للفتى بأن هذا الطفل ساحر سوف ينقض عليه ليقتله ،،مع أول غمضه من غمضات عينه ،، كان الفتى مرهق أشد الإرهاق ،، والساعة تشير إلى الواحدة ليلا ،، كان النوم يغزوه ليطرحه على السرير ،، وكان التفكير في الطفل والنظر إليه ،، يقف عدوا ضد النوم حتى لا يتسلل إلى عيني الفتى ,, بينما كان الطفل .. في أشد نشاطه ،، ولا يبدو على عينيه الصغيرتين أي علامة من علامات النوم ..
وفجأة ،،بدأ الطفل يتحرك في أرجاء الغرفة ،،بسرعة طفولية ،،وجنونية ،، وبدأ الرعب يدب في قلب الفتى ،، وبدأت الأسئلة تنهمر على مخيلته ،، ما الذي حدث للطفل ؟؟ بدأ الطفل يصرخ ،،وكأنها صرخات الموت ،، أو كمن يـتألم آلاما قوية ،، لا يدري مصدرها /// أو كمن يحاول أحدهم إغراقه في الماء وهو يقاوم من أجل الحياة ...
أمسك الفتى بالطفل ،، ليهدئ من روعه ،،ولكن الطفل فجأة تحول إلى وحش كاسر ،،أخذ يعض الفتى بكل ما أوتي من قوة ،،فأخذ الدم يسيل بغزارة ،،وبدون توقف..
جن جنون الفتى ،،فأخذ سكينا صغيرة ،ليتخلص من الطفل ،، فأهوى تلك السكبن في قلب الطفل ،،فسقط جثة هامدة ،،،
ظل الفتى ينظر إلى ما فعل ،، ونفسه لا تصدق ذلك ،،، هل مات الطفل ،، هل قتلته بيداي ،، ما الذي فعلته ،، وقال لقد قتلت الطفل وقتلت مستقبلي معه ،، فلا تفكير بعد اليوم سوى في السجن ,,,
ولكن فجأة بدأت جثة الطفل تتحرك ،، ثم وقفت ،، ثم مشت ،، وكان الدم يسيل من الطفل بغزارة ،، لم يكن الطفل حيا ،،ولم تكن عيناه مفتوحتين ،، ولكن الجثة كانت تمشي نحو الفتى ،، فتجمد الفتى مكانه ،،وتجمد الدم في عروقه ،،، وتوقف قلبه عن النبض ،، وخيل إليه بأنه في مزرعة للوحوش ///....
أخذت الجثة السكين الصغيرة ،، وهوت بها على قلب الفتى ،،،
فسقط الفتى من على سريره ،وفتح عينيه،، ورأى من حوله ،،فلم يرى سوى زميله النائم ،،بالقرب منه ،وأخذ يبحث عن الطفل ،ولكنه لم يجده، فحمد ربه بأن ما رآه لم يكن سوى كابوس مزعج ،، وحلم مرعب ،،، فنظر إلى ساعته ،فإذا هي تشير إلى الثالثة ،،فعاد إلى سريره ،،ولكنه لم يستطع النوم ،، من كثرة التفكير في الطفل .... ولكنه كان سعيدا ،،بأن ما رآه مجرد حلم.
::::::::::::دمتم بود:::::::

السولعيه
02-12-2009, 12:44 PM
سييييييييييييييييييييييييف الحين هذا كله حلم وتاركنا نتقطع من الشفقه عليهم بس حكايه حلوه تسلم يمينك

سيف العبري
02-12-2009, 04:32 PM
سييييييييييييييييييييييييف الحين هذا كله حلم وتاركنا نتقطع من الشفقه عليهم بس حكايه حلوه تسلم يمينك

ها ها ...

تراه كذاك القصص ،،،:d

تسلمي على الرد

هيثم العيسائي
02-12-2009, 07:43 PM
شكراااااااااااااااا على هذه القصة وقد سمعتها من أحد الإخوان ولكن بنكهة أخرى


لك مودتي

سيف العبري
03-12-2009, 08:09 PM
شكراااااااااااااااا على هذه القصة وقد سمعتها من أحد الإخوان ولكن بنكهة أخرى


لك مودتي

سبحان الله ،،مع العلم إنني كتبتها من عقلي ...

تسلم على الرد

عبدالله العمري
10-12-2009, 05:40 AM
عبقرية ظريفة أجدت صياغتها


دمت بحب

سيف العبري
20-12-2009, 09:22 PM
عبقرية ظريفة أجدت صياغتها


دمت بحب

شكرا لك..أخي

سالم الوشاحي
01-01-2010, 01:38 AM
سيف العبري/

الحمدالله أنه حلم

لك تحياتي

((أبوسامي))

أميرة الرستاق
17-01-2010, 11:09 AM
ززززززززززززززززززززين يوم طلع انه حلم

شكرا

حمادي بلخشين
14-08-2011, 07:39 PM
اخي سيف قصتك مشوقة و ممتعة
تحياتي و مودتي

رحيق الكلمات
30-10-2011, 09:59 AM
الله يهديك ياسيف الحين بالنهاية انا مرررررررررررة متأثرة بالقصة و أريد أوصل للنهاية وآخرها يطلع حلم

محمد الشرقي
02-11-2011, 01:53 PM
ههههههههههههه أسميك وقفت قلبي زين أنه حلم سيف تراك محترف بكتابت القصص لك كل التوفيق أخي