المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البحث عن النجاح


سيف العبري
02-12-2009, 11:25 AM
النجاح ،، كلمة تتمنى سماعها الآذان ،،، وتتلذذ بنطقها الألسن ،، وينساب رنينها ليداعب مخيلتنا ،كما تداعب الريح الخفيفة وريقات الأشجار الخضراء .
كلمة تردْ على لسان كل أب ناصح لولده لكي يجد ويجتهد في دراسته ,,,
كلمة تتردد في لسان كل مدير يريد من موظفيه التفاني والجد والاجتهاد في عملهم ،،،
كلمة تتردد في نفوسنا ،عند الحديث عن كل حلم مستقبلي يراودنا ....
ولكن لكل شيء فلسفته ،،وطريقه ،،
فالنجاح لا يأتي من العدم ، وإنما هو نتاج عوامل وأسباب تجعل من الأحلام حقيقة ،ومن الأماني واقعا ،،
إنها عوامل وأسباب يمتلكها كل شخص ،،مهما اختلفت ظروفه وتعددت أحواله ....
تعالوا بنا قليلا نخوض في بحر النجاح ، لنكتشف كنوزه ،ونسبح في أعماقه، لنكتشف في النهاية ،بأن النجاح هو معنا ويدور حولنا ويطير فوقنا ،،ولا يحتاج منا سوى جهد يسير لكي نصطاده بشباكنا .....
:::إذا ما هي أسباب النجاح :::
سوف نأخذ مثالا رائعا ،،للنجاح ،،الكل يعرفه ولكن للأسف القليل منا من يقف ليتأمله ،،
ألا وهو قصة هجرة الرسول الأعظم من مكة إلى المدينة ،،
تحليل بسيط أسطره لكم هنا ، في محاولة لفهم فلسفة النجاح ،من وجهة نظر أخرى ، معتمدة على ماضينا الذي ما زال ينبض بالحياة ،ومازال يحمل من العبر والمواعظ الشيء الكثير ،ولا يحتاج منا سوى أن نفتش عن مكنوناته ،ونبحث في كنوزه ،لكي نصل إلى الغايات و الأهداف التي نريد تحقيقها.
أولا : تحديد الهدف :
\\\\عندما تدير محرك سيرتك ،فإنك حتما تدرك ،الوجهة التي تريد أن تصل إليها ، وليس من المعقول أن لا تعرف ،فالطرق والشوارع محددة بمسارات معينة وكل واحد منها يؤدي إلى مكان معين ،ووجهة محددة////// .
وهنا حدد الرسول الكريم ،هدفه الذي يريد ان يحققه وهو الهجرة إلى المدينة ، وكان هدفه واضحا محددا ، وليس فيه لبس. وإذا تأملنا قليلا ، لماذا لم يحدد الرسول الكريم ـ أكثر من وجهة ، لأدركنا قوة التصميم التي يتمتع بها الرسول الكريم في تحقيق أهدافه ،فالوصول إلى المدينة ليس الغاية بل الوسيلة التي ينطلق منها إلى أهداف أخرى ،وهذا ما تحقق فعلا على الأرض المدينة ،من العزة والرفعة للإسلام ،وأصبحت المدينة منطلقا للدعوة.
إذا ينبغي علينا أن تحدد أهدافنا بوضوح ودقة ، فلا تكون أهدافنا متمايلة كأغصان الشجر تحركها العوامل المحيطة بها ،أكثر من القدرة على التحكم بها من تلقاء نفسها ، وعلينا أيضا أن نمتلك العزم والتصميم على تحقيق أهدافنا ،ولا نلتفت كثيرا إلى العراقيل والصعاب التي يمكن أن تواجهنا فلكل مشكلة حل ،، كما سوف نتعلم ذلك في الأسطر القادمة ،من هجرة رسول الله ...
ثانيا :تجهيز الزاد ، وعدم إغفال العقبات // عوامل النجاح //
\\\\ إذا أدرت محرك سيارتك ،فإنك حتما سوف تنظر إلى مؤشر الوقود ، فقد لا يسعفك الوصول إلى وجهتك ،إذا كان قليلا ، وقد يوقفك قبل أن تصل إلى هدفك بمسافة طويلة /////
كان للرسول هدفا محددا واضحا ،من حيث الوجهة المقصودة ،ولم يبقى لرسول الله ـ سوى تجهيز العدة التي تمكنه من تحقيق هدفه _ وهو الوصول إلى المدينة _
وبعد أن حدد الرسول الكريم عوامل نجاح الرحلة ،بدأ بتنفيذها على أرض الواقع ،،
فعلي ينام في فراشه ، وأسماء تحضر الطعام ،ورفيقه في الرحلة أبو بكر ، والراعي الذي يرعى الغنم مموه أثار أقدامهم ، والغار أولى محطاتهم قبل الرحيل .. وفوق كل هذا كان الرسول الكريم ،مسلح بزاد لا ينفد ،وهو قوة الإيمان بالله ، وحسن الظن به أنه معهم ولن يخذلهم ،،( لا تحزن إن الله معنا).
إذا لم يغفل الرسول الكريم عن أي شيء ،فالكل مشكلة من المشاكل التي يمكن أن تعرقل الرحلة وضع لها حلولا ناجحة،،،فأعد العدة بكل تفاصيلها ،لإنجاح هدفه على أكمل وجه. ومن هنا فلكي نحقق النجاح علينا أن نحدد الوسائل التي تساعدنا على تحقيقه ، بكل تفاصيلها المملة ،حتى لا نتفاجئ بالواقع ،ونتراجع للخلف ،وننسى الهدف ،وتخيب الآمال.
ثالثا : تحقيق الهدف ، والبدء في التخطيط لرحلة جديدة // الهدف التالي///
\\\\\عندما وصلت وجهتك بسيارتك سالما معافا ،، لا أظن بأنك ستبقى للأبد في ذلك المكان ،بل سوف تنطلق إلى وجهة أخرى ، وقد تتخذ كل الاحتياطات اللازمة ،كما فعلت سابقا ،،لكي تحقق الغرض المنشود من رحلتك //////
وعندما وصل الرسول الكريم ،غانما سالما لوجهته المقصودة _ المدينة_ لم يركن إلى الراحة ،بل بدأ مرحلة جديدة من صياغة الأهداف لجعل الدين الإسلامي أكثر قوة وانتشارا ،وبدأت معالم الدولة الإسلامية بالتشكل يوما بعد يوم ، حتى غدا الإسلام له قوة ودولة ،يسهر على خدمته أناس جعلوا جل أهدافهم خدمة الإسلام والمسلمين ،طمعا في نيل الجائزة الكبرى ،،،جنة المأوى،،،
إذا ، الوصول إلى الهدف ليس الغاية الكبرى التي يسعى إليها الإنسان ، بل هي الوسيلة التي ينطلق من خلالها إلى أهداف أخرى ، وطبيعة النفس الإنسانية إنها دائما تواقة إلى الأفضل ،فعندما كنا في الدراسة تمنينا أن ندخل الجامعة ، وعندما دخلناها ،تمنينا أن نحصل على وظيفة بعد التخرج ،وعندما حصلنا عليها ، تمنينا أن نحسن من أدائنا وننتقل إلى رتبة أعلا مما نخن فيه ،، فالنجاح سلسلة متواصلة من تحقيق الأهداف ، وكل نجاح يتلوه الآخر ،بدون توقف ......
ملاحظة :
هناك الكثرة من الكتب والمقالات والتحليلات التي تتحدث عن النجاح ،والتي كتبها كتاب غير مسلمين ، ومن وجهة نظري بأن هذه الكتب على الرغم من فائدتها ـ إلى إنها تفتقد لشيء مهم جدا ، وهو الغرض والغاية من وجود الإنسان على وجه هذه الأرض ،، إنها تتحدث عن كيفية النجاح في أعمالنا ، وكيفية تحقيق الربح السريع في شركاتنا ،مركزة بصورة أساسية على الجانب المادي البحت ،الذي إن لم يتحقق سوف تنهار أحلام وأماني الأشخاص الذين علقوا أمالهم طبقا لتلك النظرة المادية للنجاح ....
وأنا باعتقادي ،إن الجانب المادي تحصيل حاصل ، فإذا تفانينا في أعمالنا وإخلاصنا في كل شيء نقوم به ،وطلبنا العلم من أجل العلم ،فالبطبع سوف تتحسن أحوالنا المادية ، فالشخص الذي يمتلك شهادة جامعية ،سوف يكون في وظيفته أعلا مرتبة ممن يمتلك شهادة ثانوية ،، ...

ودمتم في حفظ الله...
وعلى درب النجاح ...

السولعيه
02-12-2009, 12:28 PM
يعطيك الف عافيه اخويه سيف بانتظار المميز دائما منك

سيف العبري
02-12-2009, 04:35 PM
يعطيك الف عافيه اخويه سيف بانتظار المميز دائما منك

الشكر لك على ردودك المتميزة...

هيثم العيسائي
02-12-2009, 08:58 PM
موضوع يستحق الإشادت به لك جزيل إحترامي

شكراااااا لكرم تواجدك هنا

ليلى الزدجالي
02-12-2009, 11:15 PM
سيف العبري

دعني أحييك تحية عظمى هنا على هذا المقال الرائع المتكامل

بجد مميز هذا المقال وإن دل على شيء فهو يدل على تميز صاحبه

"النجاح" كثير من هم يجهلون الطريق للوصول الى النجاح رغم أنه طريق واضح ولا يحتاج سوى للقليل من الإجتهاد والتفكر للوصول للغاية أو الهدف المنشود

تقبل ودي أيها الراقي ودمت مبدعاً

إبراهيم الرواحي
12-12-2009, 08:50 AM
أتمنى لك المزيد من النجاحات في الحياة أخي العزيز


طابت أوقاتك

عبدالله العمري
12-12-2009, 09:01 AM
موضوع مثري

والنجاح هدف لكل سيء ونحن من هذا الصرح نتمنى بياض الوجه والنجاح

تسلم

سيف العبري
20-12-2009, 09:15 PM
شكرا جزيلا لكم على ردودكم الطيبة ...

متمنيا لكم النجاح الدائم في الحياة ...

أميرة الرستاق
17-01-2010, 10:43 AM
أتمنـــــــــــى النجاح للجميع

تحياتي