فاطمه القمشوعيه
16-10-2012, 01:15 PM
صدرت حديثا للكاتب والقاص محمود الرحبي مجموعة قصصية بعنوان "ساعة زوال" عن دار فضاءات للنشر والتوزيع (الأردن).
يقع الكتاب في 128 صفحة من القطع المتوسط، ويحوي 17 قصة وهي: "ساعة زوال"، و"الكلب الشبعان"، و"حكاية الأمير وقمر الكتاب"، و"سعادة الوالي"، و"ليلة في السجن"، و"عسل"، و"إضراب ذهني"، و"دائرة الفراغ"، و"عملاق يغزو المطاعم الأميركية"، و"من أسرار اللوحة رقم(4119)، و"هل الحمير تشبهنا؟"، و"لم يعد وجهي"، و"حين تحب امرأة واحدة فقط"، و"سرير على رأس الأكاسي"، و"يوم من حياة الصياد الأعمى"، و"الوجه والشجرة"، و"أمام الموكب"..
واللافت أن اختلافا واضحا في القصص نفسها من حيث لغة الكتابة، والمجال الذي تتحرك فيه، وقدرتها على استيعاب الفكرة ، بالإضافة إلى وجود نوعين من الشخصيات: نوع يأسرنا بغرائبيته، وآخر يدهشنا بواقعيته..
نقرأ من نص "سرير على رأس الأكاسي":
ينام يعقوب على رأس شجرة شوكية، بسطت جذعها كقدر، عيناه مغمضتان أثناء النهار، ومفتوحتان آناء الليل.. هذا ما يظنه أغلب الناس الذين تناقلوا الخبر فرادى في بادىء الأمر، ثم جماعات وأفواجا، لينتشر أمره في ربوع البلاد كلها.
يعقوب النائم فوق أعلى شجرة تنبت جذورها في بطن رابية تطل حوافها على الموت والبحر ومصفاة النفط بألسنة نيرانها التي لا تعرف الصمت.
هل عوض يعقوب بارتفاعه ذاك وحرمانه من منزل، بأن بسط منامه في أعلى تلك الرابية الشاهقة والمرتفعة حتى عن بيوت الطبقة المخملية من الشعب؟
يعقوب المسالم كظل، والذي لا يمكن أن يكلمه أو يسأله أحد، ليس فقط لأن الإشاعات تكفلت بالإجابة عن جل تفاصيل حياته، وأطلقت الألسن حوله بلا يقين، إنما أيضا لأنه الذي ينام في النهار وهو يمشي، وهو يقف ملتفتا لعبور شارع مزدحم، وهو يأكل، فقد أغلق حاسة بصره طوعا، فاتقدت دخيلته كقنديل خافت يكشف فحسب ما يحتاجه في العالم من حوله(...).
الجدير بالذكر أن المجموعة الجديدة هي العمل الخامس بين روايتين لمحمود الرحبي وهما "خريطة الحالم" (رواية ـ ألمانيا 2010) و"درب المسحورة" (رواية ـ بيروت 2010) أما المجموعات القصصية فهي: "اللون البني" (دمشق 1979)، "بركة النسيان" (مسقط 2006)، "لماذا لا تمزح معي؟" (الأردن 2008)، و"أرجوحة فوق زمنين" (دمشق 2009)..
وكانت هيئة الإذاعة البريطانية الـ (بي بي سي) اختارت القاص والكاتب محمود الرحبي محكما في المسابقة الأدبية التي تنظمها سنويا على المستوى العربي.. هذا وستنشر مجلة العربي الأعمال الفائزة في عددها لشهر أكتوبر الحالي، كما ستجرى لقاءات إذاعية مصاحبة مع محمود الرحبي.
يقع الكتاب في 128 صفحة من القطع المتوسط، ويحوي 17 قصة وهي: "ساعة زوال"، و"الكلب الشبعان"، و"حكاية الأمير وقمر الكتاب"، و"سعادة الوالي"، و"ليلة في السجن"، و"عسل"، و"إضراب ذهني"، و"دائرة الفراغ"، و"عملاق يغزو المطاعم الأميركية"، و"من أسرار اللوحة رقم(4119)، و"هل الحمير تشبهنا؟"، و"لم يعد وجهي"، و"حين تحب امرأة واحدة فقط"، و"سرير على رأس الأكاسي"، و"يوم من حياة الصياد الأعمى"، و"الوجه والشجرة"، و"أمام الموكب"..
واللافت أن اختلافا واضحا في القصص نفسها من حيث لغة الكتابة، والمجال الذي تتحرك فيه، وقدرتها على استيعاب الفكرة ، بالإضافة إلى وجود نوعين من الشخصيات: نوع يأسرنا بغرائبيته، وآخر يدهشنا بواقعيته..
نقرأ من نص "سرير على رأس الأكاسي":
ينام يعقوب على رأس شجرة شوكية، بسطت جذعها كقدر، عيناه مغمضتان أثناء النهار، ومفتوحتان آناء الليل.. هذا ما يظنه أغلب الناس الذين تناقلوا الخبر فرادى في بادىء الأمر، ثم جماعات وأفواجا، لينتشر أمره في ربوع البلاد كلها.
يعقوب النائم فوق أعلى شجرة تنبت جذورها في بطن رابية تطل حوافها على الموت والبحر ومصفاة النفط بألسنة نيرانها التي لا تعرف الصمت.
هل عوض يعقوب بارتفاعه ذاك وحرمانه من منزل، بأن بسط منامه في أعلى تلك الرابية الشاهقة والمرتفعة حتى عن بيوت الطبقة المخملية من الشعب؟
يعقوب المسالم كظل، والذي لا يمكن أن يكلمه أو يسأله أحد، ليس فقط لأن الإشاعات تكفلت بالإجابة عن جل تفاصيل حياته، وأطلقت الألسن حوله بلا يقين، إنما أيضا لأنه الذي ينام في النهار وهو يمشي، وهو يقف ملتفتا لعبور شارع مزدحم، وهو يأكل، فقد أغلق حاسة بصره طوعا، فاتقدت دخيلته كقنديل خافت يكشف فحسب ما يحتاجه في العالم من حوله(...).
الجدير بالذكر أن المجموعة الجديدة هي العمل الخامس بين روايتين لمحمود الرحبي وهما "خريطة الحالم" (رواية ـ ألمانيا 2010) و"درب المسحورة" (رواية ـ بيروت 2010) أما المجموعات القصصية فهي: "اللون البني" (دمشق 1979)، "بركة النسيان" (مسقط 2006)، "لماذا لا تمزح معي؟" (الأردن 2008)، و"أرجوحة فوق زمنين" (دمشق 2009)..
وكانت هيئة الإذاعة البريطانية الـ (بي بي سي) اختارت القاص والكاتب محمود الرحبي محكما في المسابقة الأدبية التي تنظمها سنويا على المستوى العربي.. هذا وستنشر مجلة العربي الأعمال الفائزة في عددها لشهر أكتوبر الحالي، كما ستجرى لقاءات إذاعية مصاحبة مع محمود الرحبي.