المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لإبداع العماني يضيء سماء "عاصمة النور"


فاطمه القمشوعيه
21-11-2012, 12:49 PM
السلطنة:

1228

انطلقت مساء أمس الاول بقاعة معهد العالم العربي بباريس أولى فعاليات قافلة سبلة عمان الثقافية الخامسة التي تقيمها سبلة عمان بالتعاون مع سفارة السلطنة في باريس تزامنا مع العيد الوطني الثاني والأربعين المجيد بمشاركة نخبة من الكتاب والأدباء والفنانين العمانيين حيث جرى افتتاح معرض تشكيلي للفنانة عالية الفارسية بحضور نخبة من المسؤولين الفرنسيين والدبلوماسيين العرب والأجانب والمهتمين بالشأن الثقافي والفني، وقد ضم المعرض 32 لوحة متوسطة الأحجام تنتمي إلى الفن التجريدي وقد قامت الفنانة بإضافة الأقمشة مستخدمة فن اللصق (الكولاج) لتضفي على أعمالها حيوية وكذلك الأوراق المعاد تصنيعها أما الموضوعات، فقد استحضرت الموروثات العمانية من خلال اللون والخطوط والتكوينات.

وسينتقل المعرض إلى بروكسل ليقام على مدى ثلاثة أيام في واحدة من أكبر قاعاتها، وأعقب افتتاح المعرض جلسة بدأها الإعلامي موسى الفرعي مدير عام سبلة عمان بكلمة رحب بها بالحضور وأوضح أن القافلة التي برعاية الطيران العماني تهدف في المقام الأول إلى التعريف بالبعد الحضاري والثقافي للسلطنة، ولذلك يأتي اختيار عواصم أوروبية نشطة ومليئة بالحراك الثقافي ولديها الرغبة الحقيقية للحوار مع الآخر ثقافيا وحضاريا.

ثم قدم د.عبيد الشقصي ورقة حملت عنوان (الحوار الثقافي مقياس لرقي الحضارة الإنسانية) يطرح خلالها مجموعة من الشواهد والمقولات التي تؤكد على أهمية وسائل الاتصال في الحوار الثقافي والشعوب للتقريب بين ثقافات العالم لصنع حوار بدلا من استغلال التنوع الثقافي عنصرا من عناصر الصراع وقال الشقصي (لقد عرفنا نحن العمانيون فرنسا في سجل تاريخي يمتد لمئات السنين تارة في إطار البحث عن السيطرة والنفوذ في القرن الإفريقي وتارة أخرى في إطار التجارة وتبادل المصالح والتعاون المشترك. ما تجدر الإشارة إليه هو أن لفرنسا بيت في عمان أهداه إياها السلطان فيصل في العام 1896 ليكون مقرا للقنصلية الفرنسية حتى العام 1920. هذا البيت لا يزال قائما بمسمى المتحف العماني الفرنسي. ولكن الأهم أننا عرفنا فرنسا بل وأوروبا عبر مفكريها الذين لا زالوا حتى اللحظة يمثلون مادة للتدريس في مدارسنا وجامعاتنا. فلا يمر ذكر الحرية دون التعريج على فلاسفة التنوير أمثال الفرنسيين رينيه ديكارت، وفولتير، والأوربيين الآخرين أمثال جان جاك روسو، وجون لوك وديفيد هيوم وستيوارت مل وإمانويل كانت).

وأضاف (نحن في هذا العالم نختار أحد الطريقين إما أن نثمن لثقافات الشعوب الأخرى دورها في الرقي بالإنسانية والاعتراف بفضلها كما فعل جان جاك روسو حينما ذكر أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يعد من كبار المشرعين على مدار التاريخ إضافة إلى النبي موسى عليه السلام أو أن نعمد على تحقير الآخر وزيادة الشقة والخلاف. وفي أحيان كثيرة يقودنا جهلنا بالآخر إلى مغالطات تكبر في أذهاننا لتصبح مسلّمات يصعب انتازعها من الذاكرة. في العام 1994، وفي أحد مقررات الماجستير بجامعة ماركيت في الولايات المتحدة الأمريكية ذكر قس كان يدرس معي هذا المقرر، بأن المسلمين لا يقدرون النساء ولا يعترفون بمريم العذراء. فلما فرغ من حديثه استأذنت أستاذة المقرر وكانت مسيحية متزوجة من مسلم. فقلت له يا صديقي العزيز أنا أزعم بأني أعرف عن السيدة مريم وعن المسيح عليهما السلام الشيء الكثير. ثم ذكرت له أن القرآن وهو كتاب المسلمين المقدس قد أفرد سورة بأكملها بإسم مريم وأخرى بإسم النساء. وأن المسيح عليه السلام ذُكر في القرآن أكثر مما ذكر محمد عليهما الصلاة والسلام
وأشار عبيد "علينا أن ندرك أن الدول التي تتميز بتنوعها الثقافي، تعد أكثر ثراء وجاذبية من غيرها وما فرنسا إلا نموذجا لذلك.

بل أن الدول اليوم، تؤكد على اعتبار التنوع الثقافي ضمن العروض السياحية، وقد سعت دول أخرى إلى إيجاد مدن ثقافية عامة أو خاصة لشعب أو بلد ما داخل حدودها الجغرافية والسياسية. فلم تعد المعالم المادية وحدها من قلاع وأبراج وقصور وناطحات سحاب قادرةٌ على إشباع فضولنا خاصة إذا شابها التشابه والرتابة. في تايلاند مثلا، يوجه السائح إلى زيارة المنطقة التي تطيل فيها النساء عنوقهن Long Neck Ladies وفي أمريكا يوجه لزيارة جماعة الآمش Amish والقرى الصينية المنتشرة في أكثر من ولاية أمريكية.

تلت تلك المحاضرة القيمة قراءات شعرية لكل من: حسن المطروشي وعبدالرزاق الربيعي وإبراهيم السالمي على نغمات عود العازف يعقوب الحراصي فامتزجت الكلمة الشاعرة الموحية بالنغمة فتسللتا إلى مسامع الحضور الذي احتشد لتحيلا برد شتاء باريس إلى دفء في قاعة المعهد المطل على الضفة اليسرى من نهر "السين".

وستتحرك القافلة إلى العاصمة البلجيكية بروكسل التي يعتبرها البعض عاصمة الاتحاد الأوروبي يوم غد، لتنظم هناك فعاليات عديدة من بينها عرض أوبريت "أحفاد السندباد" فكرة وسيناريو: عبد الرزاق الربيعي إخراج: سعيد عامر أداء حركي: عبد الحكيم الصالحي ونادية عقيل بمشاركة نصوص شعرية وسردية لكل من: محمد بن سيف الرحبي وحسن المطروشي وعبد الرزاق الربيعي وإبراهيم السالمي وعزف حي على العود للعازف يعقوب الحراصي وإنشاد: زهران الهنائي.

كما ستقدم القافلة هناك مجموعة من الأمسيات الشعرية والقراءات السردية والحوارات واللقاءات الجانبية مع مجموعة من المثقفين والمسؤولين في بروكسل.