المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة قصيرة ...عربي تحت المجهر


مختار أحمد سعيدي
11-12-2009, 12:10 AM
قصة قصيرة

عربي تحت المجهر

طوابير في كل مكان،دخلت ، وبعد انتظار ممل في طابور طويل ،تحصلت على تذكرة من مكتب أشهر شركة طيران عربية ، قلت في نفسي ..ما بقي قدر ما فات من هذه المعاناة ..
و بعد أسبوع توجهت الى المطار ، في تلك الليلة تأخرت الرحلة بأكثر من ثلاث ساعات عن موعدها ، سقط علي الخبر كالصاعقة أحرقت راوبط أعصابي . أجبرت على تناول العشاء في مطعم المطار ، شربت فنجان من القهوة .. ثم آخر .. و أخرجني القلق متوترا الى درجة الجنون. عرفت أنني فقدت السيطرة على أعصابي ، و سألت الله العافية وقلت كما يقول أخي المصري "اللهم اجعل العواقب سليمة"..
وأخيرا بدأت اجراءات الركوب ..الشرطة ، ثم الجمارك ، يعملون بتماوت ينبت الشوك في الحلق، وبهذه الوتيرة لن تنتهي هذه الاجراءات حتى تكون الطائرة قد وصلت الى... وسيتخلف الكثير ، أتمنى ان لا أكون من بين المتخلفين و الا خسرت كل شيء .. هكذا أنظر الى الزمن يضيق علينا كالحبل حول أعناقنا ، يكاد يخنقنا ، ويتسع عليهم وينشر مداه .. وانتهى كل شيء في موعده ، بين الشدة في جهة ، والرخاء في الجهة الأخرى..يا سبحان الله حتى الزمن يخشاهم..غريب ، الزمن يخاف ، يقلصونه و يمددونه كما يشاؤون..
دخلنا المنطقة الحرة التي لا تتجاوز بعض الأمتار ليتم نقلنا سكارى الى طائرة من أحدث ما رأيت ، خدمات راقية ومتميزة .. اننا الآن نحلق في السماء ، أروع ما حققه الانسان في تحدياته ..وما هي الا لحظات حتى أيقظني صوت دافيء يخبرنا بالوصول ، و الاستعداد للنزول ..
مطار من أكبر المطارات العربية ، سمعت كثيرا عن هندسته المعمارية، و تجهيزاته ، قيل أنها أحدث ما وصلت اليه تكنولوجيا العصر ، وحقيقة كان ذلك ..
تقدمت الى الشباك وأنا في غاية الارتياح..حققت معنا الشرطة بأرقى الأساليب الأعرابية، بل العربية ، و فتشتنا الجمارك بأحدث الكيفياب الأعرابية ، بل العربية ..أرجوك لا تحاول أن تراني بدون مجهر ، لأنني أصغر ..أصغر ..أصغر مما تتصور ، واني أشعر بأني أفقر ..أفقر مخلوق الى رحمة الغرب و هو يكفر...و لما خرجت من المطار ، أخذت أقلب جواز سفري الذي لا يجوز ، بقلق وعصبية أكبر ، لأنهم جردوني من العروبة ، ومن الاسلام ، وحتى من الانسانية ، وجدتهم حذفوا كل ما يثبت هويتي ، ووضعوا مكانها معلومات وصورة لأتعس مخلوق فوق هذه الأرض سموه ..عربي جاء من بلد عربي يزور هذه الأرض العربية.. تنفست الصعداء بصعوبة و فاضت عيناي ، وقبل أن تسقط الدمعة قال أحد من أهل هذا البلد
أخي...أخي...مرحبا هل تسمح أن أساعدك ..
ابتسمت ، وسقطت دمعة ، أصبحت في نظري ثمنا بخسا لكلمة تستحق كل التضحيات فقلت له
أعد...أعد...أعد لقد أطربتني و اغتاض الباغية .

مختار سعيدي

نبيلة مهدي
13-12-2009, 04:37 AM
بصراحة قصة جميلة جدا جدا
هناك شيء شدني كثيرا و أعجبني كثيرا

دمت بألف خير

ريحانة

ليلى الزدجالي
13-12-2009, 10:32 PM
مختار..

أنت تحب تصحي الجروح العربية

دائما هذا هو حالنا نحن العرب ولا أدري لماذا تقتلنا الغصة يوما بعد يوم



بوركت يا رجل على ابداعك






.

عبدالله العمري
14-12-2009, 10:00 AM
لا زلت تدهشنا يا عزيزي

دمت بود

هيثم العيسائي
15-12-2009, 10:26 AM
متابع لك أخي الكريم


شكراااا لك

مختار أحمد سعيدي
21-12-2009, 11:59 PM
ريحانة..أيتها الجميلة

ما أروع عندما نكتب و نشعر بأننا أدركنا أنفسنا في الآخر.. هنا يصرخ فينا صدق الكتابة

و نتحرر من كوابيس الاستكانة...

ريحانة ..زرعت روحا جديدة في هذا القلم المتواضع..

دمت و دام الوصل الرائع

مختار سعيدي

مختار أحمد سعيدي
22-12-2009, 12:05 AM
ليلى..أيتها العزيزة

بارك الله فيك، أيتها الوفية .. وضعت أصبعك على الألم...هي الكتابة تأتي أحيانا

من عمق الحرح القريب من الكبد..

أشكرك أيتها الفاضلة..و لك من مودتي ما يليق بتلك النفس الجميلة

مختار سعيدي

مختار أحمد سعيدي
22-12-2009, 12:11 AM
عبد الله أيها القدير

توقفني أسيرا أمام هذه العبارات العظيمة..فأرتبك..هل أنا ذلك الذي تراه أنت أيها الفاضل؟

التقدير والاحترام كله لك

مختار سعيدي

مختار أحمد سعيدي
22-12-2009, 12:14 AM
أيها الأستاذ هيثم العيسائي

أشكرك ..وسام آخر على الصدر ..

تقديري و احترامي

سالم الوشاحي
01-01-2010, 01:46 AM
مختار سعيدي

أنت دائم تدهشني

بقصصك الجميله

تابع التألق

((أبوسامي))

مختار أحمد سعيدي
27-01-2010, 12:26 AM
أبو سامي

و أنت تدهشني بقراءتك المتميزة

دمت بخير

مختار سعيدي