المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هموم الكتابة وهوان لغتنا


مختار أحمد سعيدي
11-12-2009, 12:24 AM
هموم كتابة القصة


لا يختلف اثنان على أن اللغة هي المحرك الأساسي لآليات النص مهما كان ، ولا يعتلي هذا الأخير منزلة النص الا اذا كانت العبارات راقية ودقيقة ، تعبر من مواقعها عن المقاصد والمعاني ، ولا وجود لمركبة ترفع من قيمة الأسلوب الا تنامي اللغة مع تنامي الحدث باختيار الجواهر من كنوز اللغة وما يتلاحم ووجهة النص في تبليغ الرسالة . لا شك أن ثورة التوليد في بعض اللغات جاءت عندما تجاوز التفكير معاني كلماتها ، هذا الذي تستغني عنه لغتنا العربية بما تشمله ، وباستعدادها الفطري لكل تعبير، والدليل على ذلك ، ها هي ذي تساير كل المدارس الأدبية الفكرية والفلسفية ، واستطاعت وبكل جدارة أن تنقل الينا كل الثقافات بأمانة واخلاص ، بل تجاوز الأدباء العرب في تحميلهم لثقافة الغير وأصبحوا يضاهون في طروحاتهم ما ابتكره الغرب الى درجة الذوبان في الآخر ، وبمجرد ما تترجم النص العربي الى اللغة الغربية حتى تشك في عروبة الكاتب ، فلا تستطيع أن تمس أي ركيزة لتبرير هذا الذوبان فان فعلت سقط البناء على رأسك .. فزادت هذه الممارسة في قيمة الأدب الغربي وتسببت في ابتذال اللغة العربية وتمييعها بل وتدجينها بانحطاط النص الى مستوى لغة الشارع ، بل كتب عمالقة الأدب العربي أعمالا بلهجاتهم العامية ، طبعا ، كانت حجتهم البسيط الممتنع لايصال رسائلهم الى السواد الأعظم ، وراء هذه الممارسة نية حسنة حقا وأطماع تجارية لا شك فيها ، بالمفهوم الواسع أصبحنا ننتج الأدب الاستهلاكي من حيث التركيبة اللغوية (أنا لا أقصد بهذا الأهداف والقناعات) . فهل غيرت هذه الكتابات من الوضع الثقافي والحضاري المزري الذي تعيشه الأمة العربية بصفتها القاطرة الرئيسية ومن بعدها الأمة الاسلامية ؟ ؟ .. بالطبع لا ، والواقع يشهد على ذلك .
أنا لا أدعي اطلاعا واسعا ومعرفة عميقة في هذا المجال ، الا أنني حتى الآن أسير ضمير منعني أن أضحي باللغة العربية وما لها من مميزات وجواهر العبارات وأساليب التواصل من أجل تبليغ رسالة أنا قادر على تبليغها بلغة الأسواق في حلقات الأسواق ، وبلغة المقاهي في المقاهي ، ولكل مقال مقام . أقول في نفسي ، اذا كنت أحمل فكرا قادرا على التحدي فمع الفكر الآخر أقيم الحوار ، والتبسيط تضمنه وسائل أخرى بشرية ومادية ، وبطرق مشرفة أكثر هكذا من القمة الى القاعدة( تنازليا )ومن القاعدة الى القمة (تصاعديا) ، فيرتقي المجتمع ويدخل الجميع في نقاش مسؤول وواع ، كل حسب مستواه .
الرب سبحانه وتعالى لما خاطب البشر ، دون تمييز ، خاطبهم بأساليب راقية اكراما لهم وتقديرا ، وعلى هذا الانسان أن يترفع عن الدنايا في خطابه الثقافي والخلقي حتى يتميز بهذا العقل عن ما يمارسه وغيره من عبثية تحركها الغريزة .
يؤلمني جدا عندما أقرأ لأقلام عربية ، من المفروض أن تخاطب مجتمعاتنا من أعالي المنصات ، تدعوهم للتداول والنقاش والاثراء ، تتبنى الخطاب الدنيء بحجج واهية ...
أيها الأعزة في هذا المنتدى الموقر، تلك هي همومي تملأ الصدر ولا متنفس لها .. أستنصحكم فانصحوني ..
حقيقة ، أن المدارس الأدبية المعتمدة في الوطن العربي كلها من الغرب ، غلقت علينا في اطار مسيج ومكهرب هذا ما لا أرضاه ولو بقيت طيلة حياتي مطاردا ، ومنبوذا من طرف الجميع ، أفتخر باطلاعي على الأدب الغربي ، وقد ارتويت من ينابيعه ، وتذوقته كما يتذوق العربيد الخمرة ، وأحب أن أقرأ لهم بشغف وبلغتهم (الفرنسية ) ولكن لا أسمح لنفسي بتوظيف اللغة العربية كخادمة ذليلة ، مذمومة تحت رحمتهم ، باسم التفتح والانسانية أو غيرها من الدعوات المشبوهة ، وديمقراطيتهم أكبر دليل على مخادعتنا .
كم أتمنى أن تضاهي القصة عندنا الشعر وتحادي الرواية ، حيث تجتمع لذة القراءة ومتعة السياق ، حيث تجتمع فنيات الخطاب وتساير تنامي الحدث ، على ايقاع سمفونية بلاغية رائعة تطرب النفس ، وتغذي بمنطقها الفلسفي العقل .. قضية عادلة بلغة راقية ومنطق سليم قابل لكل نقاش معتدل .
كم أتمنى أن يتمرد الكاتب العربي ويبدع ما يميزه عن غيره ليشارك في هذا الفسيفساء الأدبي والفكري بلون خاص يصبغ أعماله ... أم هي العربية عقمت ؟ .
ان اعتمادنا على الأدب الاستهلاكي الجاهز لن يرفع من قيمة اللغة الى المكانة التي نأمل ، ويعود المتلقي على البلع دون هضم ، ونراهن على الكم عوض الكيف ، فيتقاعس الانسان العربي بموت دوافع الجد والكد والبحث والاستنباط ، وتموت خلايا اللغة ، وعلى وجودنا البقية في حياة الغير .
هكذا ضاعت رسائل الأدباء العرب وتفرقنا ، واتهمنا بعضنا بعضا ، وشردنا بعضنا بعضا ، وتفككت وحدة نخبنا ، وكثر الهرج ، انها مخلفات سوء استعمال الكلمة وسوء توظيفها .
اخفاقات في توحيد الخطاب العربي على كل المستويات ، وشرخ كبير بين الشعوب والنخب والحكام أنتجه سوء تسيير اللغة التي بدورها أنتجت المهندس الفاشل ، والفبزيائي الفاشل ، والكيميائي الفاشل ، والسياسي الفاشل ، انها وبكل بساطة مخلفات ذلك الأديب الذي اعتمد في نصوصه على الخطاب (المجاني) لايصال فكرته الى (الأكثر) .
مستحيل يا سيدي أن تضع رجلا في أعلى السلم والرجل الأخرى في أسفله ..
مختار سعيدي

نبيلة مهدي
11-12-2009, 06:26 AM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

لن أزيد على ما كتبته هنا أخي الكريم فأنا أوافقك في كل ما ذكرته. فاللغة العربية تعتبر أغنى اللغات في العالم ولكن للآسف جهل البعض بقيمتها وتغافلهم عنها...

كل الاحترام و التقدير

أفياء السليمي
11-12-2009, 10:08 AM
يزاك الله خير اخوي على الطرح المميز

دمت بخير

أفياء مرت من هنا

ليلى الزدجالي
11-12-2009, 08:00 PM
عزيزي مختار...

بداية دعني أحييك تحية عظيمة لم أحيي بها أحد من قبل..

مقال متميز راقي لأبعد الحدود ، موضوع هادف ، تسلسل جميل وصحيح

عجبني بأمانة وأنا أقرأ هذا المقال أدركت أن كاتبه ليس كأي أحد أنما هو شخص واعي لما يكتب يحمل فكرا غنيا واسلوبا راقيا في الطرح.

دعني أعود بعد حين لنقاشك ايها المتميز هنا

إنتظرني سأعود.




.

مختار أحمد سعيدي
11-12-2009, 09:37 PM
ريحانة

كلمات كالمسك ، يغني قليله عن كثيره..

أشكرك، دمت و دام الوصل الجميل

مختار سعيدي

مختار أحمد سعيدي
11-12-2009, 09:39 PM
أفياء السليمي

تحياتي وتقديري ..مرورك فجر جميل

مختار سعيدي

مختار أحمد سعيدي
11-12-2009, 09:50 PM
أيتها القديرة ليلى الزدجالي

حار القلم و خانته التعابير ..أدركه العجز لرد الجميل..

ملكتني الفاضلة و ليس لي الا مودة وتقديرا و احتراما لهذا القلم العظيم، عظمة

العروبة بكل ما تحمل من معاني سامية و كريمة..

أحتجز التحية الى حين عودتك...واقف هنا و لا أزال..

عبدالله العمري
12-12-2009, 02:46 AM
نعم ! نحن نقف أمام قلم مرموق ,يعي ما يقوله تماما بل يجيده في حسن الصياغة, وأرى ثقافة عالية تنبعث منه وربما لديه
ذخيرة لغوية وثراء في الإطلاع..

والتدرج مع الإبتعاد عن الدخيل من المفردات..

رائع أيها المبدع

نتشرف بإنضمامك كثيرا

ودي

مختار أحمد سعيدي
13-12-2009, 01:10 AM
أيها القدير ..عبدالله العمري

أنزلتمونا منازل العظماء ، ونحن دون ذلك يا سيدي..هي الغيرة فقط تدفع في بعض الأحيان الى الغوص في عمق الهم العربي الذي يسكننا جميعا ، فنستخرج ثمين ما تنتظره النفس المتعطشة لمعرفة خبايا ما يحاك ضد قضايا هذه الأمة العظيمة..ليس الا ذاك يا سيدي ..
أشكرك على تواضعك ، وعلىتقديرك لقضايانا و اهتمامك الجاد بالموضوع.
تقبل احتراماتي و تقديري

مختار سعيدي

ليلى الزدجالي
13-12-2009, 07:18 PM
مختااار:eek:

ها قد عدت لصفحتك أيها الراقي..

أتمنى أن يتسع قلبك لنقاشاتي هنا..



"كتب عمالقة الأدب العربي أعمالا بلهجاتهم العامية ، طبعا ، كانت حجتهم البسيط الممتنع لايصال رسائلهم الى السواد الأعظم ، وراء هذه الممارسة نية حسنة حقا وأطماع تجارية لا شك فيها ، بالمفهوم الواسع أصبحنا ننتج الأدب الاستهلاكي من حيث التركيبة اللغوية (أنا لا أقصد بهذا الأهداف والقناعات) . فهل غيرت هذه الكتابات من الوضع الثقافي والحضاري المزري الذي تعيشه الأمة العربية بصفتها القاطرة الرئيسية ومن بعدها الأمة الاسلامية ؟"
نعم يا مختار غيرت هذه الممارسات من بعض الكتاب كثيرا من الوضع الثقافي عندنا..
نعم كتابة الكتاب باللهجة العامية لها أهداف وقناعت مثلما قلت كتوصيل العمل بصورة أسرع للقارئ أو أهداف مادية كترويج "للمنتج الكتابي" وهنا أسميتها منتجات كتابية لأنها تصبح كالمنتجات التجارية الهدف منها المال فقط أو الوصول الى الآفاق البعيدة من الشهرة ، لذا أصبح منتجاً إستهلاكياً يبعد رويدا رويدا عن المسمى بالأدب فيصبح العمل أشبه بالتفاح في السوق اذا لم يستهلك سريعا سيفسد ويصبح لا فائدة له. محاولة بعض الكتاب للوصول السريع وتجاوزاتهم اللغوية أصبح أمراً ملحوضاً لا يمكن التغاضي عنه فبسببهم تضيع لغتنا العربية وتنحدر الى أدنى المستويات وتصبح لغة ركيكة ومهزوزة لا قيمة لها ولا معنى ، مما يسفر في النهاية عن تدني للأدب العربي دون الغربي.

واذا تفكرنا قليلا في الأسباب الحقيقية لوصول الأدب العربي لهذا الوضع المزري كما قلت سابقا في مقالك سنجد هنالك عدة أسباب غير التركيبة اللغوية للعمل كالهدف الأساسي الذي أُنتج من أجله وربما ستجد ملاحضاتي عن هذا الهدف في مقالي السابق بعنوان "عزيزي الدكتور آلن" عندما أنتقد الدكتور آلن للأدب العربي بسبب بعض الكتاب الموجودين على الساحة وممارساتهم لتضييع الأدب العربي المعروف سابقاً بقوته بين المجتمع الغربي.

نعم يامختار نجح العرب في توصيل أدب راقي للغرب في الماضي ولكنهم أضاعوه الآن ونزلو به لأدنى المستويات بعد أن تغاضو عن كثير من الأساسيات.


"أنا لا أدعي اطلاعا واسعا ومعرفة عميقة في هذا المجال ، الا أنني حتى الآن أسير ضمير منعني أن أضحي باللغة العربية وما لها من مميزات وجواهر العبارات وأساليب التواصل من أجل تبليغ رسالة أنا قادر على تبليغها بلغة الأسواق في حلقات الأسواق ، وبلغة المقاهي في المقاهي ، ولكل مقال مقام . أقول في نفسي ، اذا كنت أحمل فكرا قادرا على التحدي فمع الفكر الآخر أقيم الحوار ، والتبسيط تضمنه وسائل أخرى بشرية ومادية ، وبطرق مشرفة أكثر هكذا من القمة الى القاعدة( تنازليا )ومن القاعدة الى القمة (تصاعديا) ، فيرتقي المجتمع ويدخل الجميع في نقاش مسؤول وواع ، كل حسب مستواه"

أنا معك هنا باللغة العربية نستطيع أن نوصل رسالاتنا بالسرعة القصوى وقادرين على طرح الأفكار لكل فئات المجتمع كل حسب ثقافته ومستواه التعليمي. أنا هنا أقول لك نقطة واحدة في النقاشات والحوارات نستطيع تجاهل التركيبات اللغوية للجمل لأننا سنضطر للتحدث باللهجة العامية مع البعض لإيصال أفكارنا لهم ولكنني ضد أن تقطع اللغة العربية وتركيباتها اللغوية كما يقطع اللحم!!


"أيها الأعزة في هذا المنتدى الموقر، تلك هي همومي تملأ الصدر ولا متنفس لها .. أستنصحكم فانصحوني ..
حقيقة ، أن المدارس الأدبية المعتمدة في الوطن العربي كلها من الغرب ، غلقت علينا في اطار مسيج ومكهرب هذا ما لا أرضاه ولو بقيت طيلة حياتي مطاردا ، ومنبوذا من طرف الجميع ، أفتخر باطلاعي على الأدب الغربي ، وقد ارتويت من ينابيعه ، وتذوقته كما يتذوق العربيد الخمرة ، وأحب أن أقرأ لهم بشغف وبلغتهم (الفرنسية ) ولكن لا أسمح لنفسي بتوظيف اللغة العربية كخادمة ذليلة ، مذمومة تحت رحمتهم ، باسم التفتح والانسانية أو غيرها من الدعوات المشبوهة ، وديمقراطيتهم أكبر دليل على مخادعتنا "

أنا أحييك هنا وأتمنى لو كان كل العرب من أمثالك يا مختار لما ضاعت الثقافة واللغة العربية بين المدن المهجورة.

"ان اعتمادنا على الأدب الاستهلاكي الجاهز لن يرفع من قيمة اللغة الى المكانة التي نأمل ، ويعود المتلقي على البلع دون هضم ، ونراهن على الكم عوض الكيف ، فيتقاعس الانسان العربي بموت دوافع الجد والكد والبحث والاستنباط ، وتموت خلايا اللغة ، وعلى وجودنا البقية في حياة الغير .
هكذا ضاعت رسائل الأدباء العرب وتفرقنا ، واتهمنا بعضنا بعضا ، وشردنا بعضنا بعضا ، وتفككت وحدة نخبنا ، وكثر الهرج ، انها مخلفات سوء استعمال الكلمة وسوء توظيفها .
اخفاقات في توحيد الخطاب العربي على كل المستويات ، وشرخ كبير بين الشعوب والنخب والحكام أنتجه سوء تسيير اللغة التي بدورها أنتجت المهندس الفاشل ، والفبزيائي الفاشل ، والكيميائي الفاشل ، والسياسي الفاشل ، انها وبكل بساطة مخلفات ذلك الأديب الذي اعتمد في نصوصه على الخطاب (المجاني) لايصال فكرته الى (الأكثر) "


هاقد تعود القارئ أو المتلقي على البلع دون الهضم يا مختار بسبب ما ينتج الآن... فقل لي بالله عليك كيف نعلم القارئ أن يهضم جيداً قبل أن يبلع في هذا الزمن؟؟؟!

"الكم عوض الكيف" هنا تكمن المصيبة يا مختار


هلا أوضحت لي كيف نتج المهندس الفاشل ، والفبزيائي الفاشل ، والكيميائي الفاشل ، والسياسي الفاشل بسبب سوء تسيير اللغة؟؟



تقبل مني كل باقات النرجس الموجودة في العالم لقلبك.





.

سعيد الكندي
14-12-2009, 12:15 PM
مختار ايها الرائع في الاختيار

لايوجد لدي تعليق الا جميل ما كتبت

وسلام على قلمك المبدع

تقبل مرور اخوك
أبومهره

مختار أحمد سعيدي
20-12-2009, 09:50 PM
ليلى...أيتها العبقرية

ما هذا يا ليلى؟.. أراك دخلت المعركة بكل قوة..أنت المدد الذي كنت أنتظره ، رفعت هامتنا ،
رفع الله منزلتك ، دونك يمينا و شمالا ، وانا أمامك الدرع.. كوني معي ، نحن في بداية المعترك..

اذا كانت اللغة هي القاطرة الأساسية التي تجر كل العلوم ، يستحيل في حالة ضعفها رفع

أي تحد، و بناء أي صرح علمي بتواصل ومتواصل..هنا سر الفشل.

أشكرك على هذه الغدوة والروحة ، و لا يزال في الحديث بقية ، فانتظريني.. يا نفسي

الطويل..

دمت ..دمت..دمت.. أيتها العربية الأصيلة، و دام هذا القلم المغوار

مختار سعيدي

مختار أحمد سعيدي
20-12-2009, 09:57 PM
أخي العزيز ...الكندي

سعيد أنا بهذا التواجد و الحضور القوي ..الا أنني أشعر أنك قادر على عطاء أكبر و أجمل ، وكم أكون سعيدا لو تفضلت معنا الى عمق المعركة..هي النصر ..أو النصر .. أو النصر ..باذن الله

تحياتي و تقديري

مختار سعيدي

ليلى الزدجالي
05-01-2010, 09:34 AM
مازلت أنتظر ردك على سؤالي يا مختار


.

مختار أحمد سعيدي
06-01-2010, 01:15 AM
ليلى..أيتها القديرة

أريد أن أقول أن اللغة هي صانعة الثقافة و الحضارة ، و بقدر ما تكون الامة متمكنة من لغتها ،

بقدر ما تستطيع انتزاع ريادة الابداع في جميع مجالات الحياة ، لأنها الوسيلة الحضرية الوحيدة

للتواصل عموديا و أفقيا..بالتحكم في تقنيات اللغة و حسن تسييرها تخضع كل العلوم للترويض

في حلبات المعرفة وتسخيرها لمواكبة التطور والازدهار.. أمة لا تحسن لغتها هي أمة محكوم

عليها بالفناء..أحزن لما أشاهد رواد المخابر ومكاتب الدراسات ، مراكز البحث العلمي في الغرب ،

عرب مستغربين، أعني لغة وفكرا الى درجة الذوبان في الغير.. والمعرب في وطنه عاجز عن صنع

ثقاب كبريت..وااااااااااااااااعروبتاه.

اسمحي لي انسحب من المتصفح منحني الرأس ..اني أختنق...

ليلى الزدجالي
06-01-2010, 05:29 PM
تضرب ع الوتر الحساس يا مختار

اللغة العربية ضااااااااااااااااااااااااعت في مفترق الطرق

مختار....

من الذي بدأ بنحر اللغة العربية بهذه الطريقة يا مختار؟؟؟

من؟!!

من يتحمل مسؤلية هذه المهزلة؟؟!!







.

مختار أحمد سعيدي
06-01-2010, 10:09 PM
ليلى

وضعت أصبعك على موضع الألم..من هنا تبدأ مغامرتنا ... حتى الآن كان الطرح يفتقد الى المصداقية

التي بدونها لن نصل الى بر الأمان.. انها مصداقية التاريخ..نعم ةيا ليلى.. المصداقية التارخية هي في

رأي مفتاح اللغز.. وهناك سؤال يؤرقني منذ أمد ..

هل ( حملة ) نابليون على مصر كانت رحمة أم نقمة ؟... لماذا مصر و ليس بلدا آخر ؟..

أليست خلفية هذه الحملة هي التي حولت اتجاه التيار العربي الى الهاوية ، ونعيش الآن

مخلفاتها ؟.. هل نابليون لما جاء بترسانته العسكرية و ( العلمية) جاء فاتحا حضريا ؟..

جاء محبة في مصر و في العرب ؟.. من هنا يا ليلى في اعتقادي يبدأ البحث..

هل ترافقيني في هذه الجولة بداية من..من هو نابليون؟... الى يومنا هذا؟..السفر طويل ومضني

و متعب ..ولكن من أجل لغتنا الحبيبة يهون كل شيء..

فمن يرفع معي هذا التحدي ؟..

مختار سعيدي

أبو المؤيد
06-01-2010, 11:38 PM
أساتذتي: هو حوار بين أساتذة أفذاذ عظام، لكني قلت في نفسي أسجل حضور والسلام.
أرجو أن لا أكون ضيف ثقيلً.

من الذي بداء بنحر اللغة؟
أنه الزمن.. الزمن حيث أنه في زماننا الحاضر إذا أراد الشخص التقدم لوظيفة ما عليه أن يجري اختبارات شفهية وتحريرية في اللغة الإنجليزية حتى يتمكن من الحصول على الوظيفة، فهذا شرط أساسي للقبول لآن أغلب المتخرجين من المعاهد والكليات والجامعات درسوا اللغة الإنجليزية في سنوات الدراسة بعد الثانوية حتى أدمنوا مفرداتها في حياتهم اليومية ولهتهم عن دراسة لغتهم الأم، والأدهى والأمر تأتي مرحلة ما بعد التوظيف فلا يتعامل الموظف بشكل مباشر مع أشخاص لغتهم الأم الإنجليزية بل مع الهنود ولغتهم المكسرة، فيمزج بين الثلاث لغات وتصير لغته سلطة، والدليل على ذلك (الممرضين وموظفي الشركات والمصانع) والمشكلة العظماء الآن تكمن في الأطفال الذين يدرسون اللغة المزدوجة في مدارس التعليم الأساسي.
كما أن قلة القراءة والإطلاع و التطور التكنولوجي كان وما زال له دور في واد الثقافة الأدبية العربية.

من يتحمل المسؤولية؟
بنظري يتحمل مسؤولية ذلك المؤسسات الحكومية والمدنية المختلفة وليس الأفراد فقط.

نعود للوراء قليلً لنرى تأثير الاستعمار على دول المغرب العربي وأنتم أدرى مني بما فعله بأدبها قبل أهلها، صارت اللغة عند هذه الشعوب غير مفهومة لنا ونحن وهم يسموننا (عرب).

رأي شخصي.

دمتما بخير.

ليلى الزدجالي
09-01-2010, 04:48 PM
albaraa


كلامك صحيح يا اخي العزيز ولكن فالنهاية تبقى مسؤولية الفرد وليس المجتمع ويعتمد الموضوع على قوة شخصية الانسان فمهما كانت التغيرات الحاصلة في المجتمع او المؤثرات الموجودة يجب على الفرد ألا يخضع لكل امر سواءا كان امرا مستحبا او غير مستحب

نحن نتكلم اللغة العربية العامية التي امتزجت بعدة لهجات ولكن من هو الموجود في العالم حاليا ويتحدث اللغة العربية الفصحى؟!!!!



.

أحمد العريمي
25-01-2010, 04:55 PM
لن أطيل عليكم .. في أحد البرامج التي شاهدتها في التلفزيون العراقي قامو بإستضافة عالم عراقي يبلغ من العمر 90 سنة وكان يلقب بـ (أخر الديناصورات) كان عالم إستثنائي كتب الكثير من الكتب عن اللغة العربية ومعاني مفرداتها وعن علم الفلك والكثير الكثير من الكتب التي كرس لها 75 عام من عمره . وفي أثناء المقابلة سأله مقدم البرنامج سؤال عن دعم الدوله ودعم المهتمين والمسؤلين فبكى وقال أنا عشت حياتي وأنا أكافح من أجل الحفاظ على لغتنا العربية والتاريخ العربي الذي كان علم الفلك من منجزاته الحضارية ولم أتوقع بأن يأتي يوم أجد فيه نفسي وحيدا ومعزولا وبعيدا كل البعد وكأنني لم أخلق وكأن 75 سنة من عمر الإنسان غير كافية لإثبات الحقيقة ، الحقيقة (الفاضلة) التي يرددها العاجزون . ألا وهي الرقي باللغة.
أخي الكريم مختار لغتنا في القرأن الكريم حفظها الله وفسرها لنا النبي صلى الله عليه وسلم وجاء رجال من بعده صدقو ماعاهدو الله ووضعوها بين أيدينا جاهزة لا تحتاج إلا لمن يقراء . وأنا أعتقد أنك لا تختلف معي بأن اللغة العربية هي القرأن الكريم.
أخي . إن المشكلة لا تكمن في أن ننتصر للغة ونحافظ عليها فالله سبحانه وتعلى يقول ( إنا أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون) صدق الله العظيم. وأما الإنتصار للغة وغيره من المصطلحات لا يدفع بنا إلى محاولة اللحاق بركب الحضارة والتقدم في العلم الحديث وفي التكنلوجيا. بل إن هذه العناوين الفارغة والنقاش حولها ماهو إلا مضيعة للوقت وهي سبب من أسباب تأخرنا .
ولن أدعك في حيرة من أمرك فهذا الكلام يعتبر صدمة كبيرة لك وللكثير من المثقفين والغيورين أمثالك. ولاكن فسر لي الأتي
لتثبت لي عكس ما طرحته أنا في هذا الطرح.
1ـ العلماء سواؤ كانو عرب أو من أي قومية أخرى لا يتحدثون العربية ولا يستخدمون مصطلحاتها ولاكنهم يقودون العالم إلى الفضاء في وكالة (ناسا)
2ـ الأطباء العرب في الغرب لم يدَرسو اللغة العربية في جامعات أمريكا ولم يطلب منهم أن تكون العربية الفصحى هي الشهادة الجامعية التي يتم قبولهم بها. وهم يمارسون أجل وأعظم مهنة على الإطلاق ألا وهي مهنة الطب.
3ـ صناعة السيارات. والأسلحة . والبارجات.والدواء.والأغذية.والبناء.والتكنلوجيا. وغيرهها من الإختراعات . لم تكن اللغة العربية هي العائق في عدم وجودها أو السبب في وجودها.
هذا ماوصل له العالم الذي تبنى كل اللغات التي يتحدث بها العالم وأستخدمها في تمكين البشرية من الصمود في وجه المتغيرات.
ونحن هرولنا حول تعصبنا وقبليتنا وأنتجنا الأتي.
1ـ طردنا علمائنا وشعرائنا ومفكرينا. خارج الحدود .
2ـ خضنا في صراع متخلف إسمه الحفاظ على موروثنا وتاريخنا ولغتنا وكأن الجيوش واقفة خارج حدودنا لتقتلع منا الموروث والتاريخ واللغة.
3ـ البطل في أروبا من يمنح برأت إختراع في علم يساهم في تلبية حاجة البشر للحياة. والبطل لدينا لاعب الكرة.
أخي الكريم لغتنا محفوظة في كتاب عظيم وحافظها هو الله عز وجل. فلا تخاف على اللغة .
وأنا أنتضر منك الإجابة إذا كنت مؤمن بمداخلتي.
لك كل الحب

مختار أحمد سعيدي
26-01-2010, 12:56 AM
أخي أحمد العريمي

حياك الله...".اللهم اجعل الحق على لسان أخي احمد"

أشكرك على هذه الاضافة و الاثراء ..اذا كان هذا رأي فاني والله أحترمه كباقي الآراء ، لا أضخمه

و لا أنتقص منه ، وان كان حكم فهو حجة لك و نقول به في مقامه.

تقبل أخي الكريم تحياتي و احترامي و تقديري

أخوك في الله مختار سعيدي

أحمد العريمي
26-01-2010, 08:36 AM
لك كل الحب أخي مختار
دمت في سلام

مختار أحمد سعيدي
29-01-2010, 01:40 AM
انطلاقا من الجدلية المبنية على أن الثقافة صانعة الحضارة و قاهرتها ،نحاول ان نتناول موضوع نقاشنا حول مفهوم المدرسة الأدبية و الاطار الذي
يجب أن نناقشها فيه، حفاظا على منهجية الموضوع و معالجة المصطلح بطريقة قريبة من الأكادمية التي تساعد الجميع على دخول النقاش بموضوعية، بعيدا عن الجدل الذي يميع تلاقح الأفكار و يبتذل مفهوم الحوار البناء بفرض خطاب عدواني أو أحادي..
أعتقد أنه لا مفر لنا من طرح الموضوع بالطريقة المتعارف عليها في صرح كل الملتقيات الفكرية و الأدبية ، سواء في العالم العربي أو الغربي ،
و يبقى تعريف المدرسة الأدبية كمصطلح أمر مفروغ منه عند العام و الخاص
في بعض البلدان العربية و الغربية تدرس هذه المدارس في الطور الثاتوي ، و يستحيل على أي طالب و خاصة في الأدب أو العلوم الاجتماعية
أن يدخل الى الجامعة وهو لا يعرف تاريخ الأدب العربي أو الغربي ،باتجاهاته و مدارسه و رواده، بل يستحيل أن ترى طالبا في الجامعة يجمع بين
الأدب الجاهلي و الأدب العباسي و الأدب الحديث ..يستحيل أن يجمع زهير و المتنبي و العقاد و الشابي ودرويش و نزار في جعبة واحدة ..
فمنهم من له نزعة و منهم من له اتجاه ومنهم من ينتمي الى تيار و منهم من ينتمي الى مدرسة و ما هو بمؤسسها ..كل حسب بيئته و ثقافته و تحديات عصره و قناعاته . بغض النظر عن العقيدة حتى لا نطعن في الشعر الجاهلي و نخسر عميد الخطاب الأدبي في اللغة العربية
ان دراسة التاريخ الثقافي للأمم تبدأ بدراسة الفكر الذي بني عليه النظام الذي يقودها ويسيرها لأنه هو الموجه لجميع طاقاتها و المستثمر لقدراتها، ومن أهم الآليات التي تحرك الأمة التي تقرأ" المدرسة"بصفة عامة و تأتي المدرسة الأدبية في المرتبة الأولى، لأن الكتاب هو الغذاء الأساسي الثاني
عند الأمة التي تحترم نفسها ، يقال أن الشعب الذي يقرأ يعادل مئات الشعوب، و كل كتاب مفيد..اللهم ارنا الحق حق و ارزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطل و ارزقنا اجتنابه.. ولكل أمة خصوصياتها و مميزاتها و ليس من العيب أن نتضلع بثقافات الغير وآدابها و تاريخها وسير عظمائها و فلسفتها و معارفها ..بل تجارب الغير دروس لنا لنتجنب الوقوع في الخطأ و التقليد، ونؤسس لأفكار جديدة تميزنا بجدارة عن غيرنا( لا بمعزة ولو طارت) في هذا الفسيفساء الذي تشكل فيه العالم ، بل مطالبين بذلك لأننا أمة تحمل رسالة وراءها قضايا كثيرة . وما فائدة أدب أو فلسفة أو فكر لا يبهر و لا يقهر ، أو على الأقل يدافع بموضوعية وقناعة عن هويتنا و انتمائنا ..ما فائدة أدب لا نفرض به وجودنا كعرب و مسلمين ، ما فائدة أدب لا يتجاوز صيته
آذاننا...
ان الأعتزال والتقوقع و الانغلاق هو الموت و صدق من قال " لما تهجر عدوك فمن يأتيك بأخباره.. والكيس الفطن في عصرنا هو من يملك الوسائل الثقافية التي تسمح له أن يراقب تحركات الجميع و يخترق ما يحاك من دسائس و مكائد بالطرق المتحضرة ، لأن الثقافة اليوم هي أخطر من أسلحة الدمار الشامل، و العاقل يحمل مقاسه معه.
قلنا أن المدرسة الأدبية هي نتاج فكر أو اديولوجيا لمشروع مجتمع يعتمد لبناء حضارة معينة تحرر الانسان ، حسب معتقداتهم من كل القيود
لصناعة مستقبل زاهر ، متطور و راق ..
نحن ما جئنا هنا لنسفه بعضنا ويزدري بعضنا بعض، و يلغي بعضنا البعض الآخر في حروب دونكيشوتية ،تنطلق من قناعات شخصية لا قاعدة لها سوى ذواتنا تحت تأثير أنانية غير مبررة . و لهذا أقول دائما أن طرح أي نقاش بدون شرعية تاريخية صادقة هو جدال عقيم يفتح الخطاب على كل الاحتمالات
ان مناقشة أفكار الغير تحتاج الى دراسات عميقة يقوم بها من من يمتلك الكفاءات اللازمة، ويشارك فيها الجميع.
و العيب الذي نحاسب عليه في المنتديات عموما ، هو أننا لا نعرف عن السيرة الذاتية لبعضنا أي شيء ، و لا نقيس بعضنا الا في حدود
( الاملاء، و النحو ، و الصرف وو) يقرأ أحدنا عشرات الكتب من مصادر مختلفة ، اسلامية ، عربية وغربية لعمالقة في فن معين ، و ياتي أحدنا فيلغي أقوالهم جميعا دون أن يعطي مرجعا واحدا يستند اليه في حكمه و لا أقول رأيه، ظنا منه أنه أخرج هذه الأطروحات من دائرة التأثير و العمل ، بروح دكتاتورية ساذجة يعود اليه صداها قبل أن تخرج من فمه.. فما أصغرنا أمام أفكار الغير لأننا نتكلم أكثر مما نقرأ و أكثر مما نسمع ، واذا قرأنا
أو سمعنا لا نعقل و لا نتعقل ..أعزائي في هذا المنتدى الموقر ، المناقشة هي احتكاك آراء و ليست أحكام ، ومجرى المناقشة لا يفرض بل رهين تلقائية فكرية مؤطرة بمنهجية أكادمية لا تقبل الخروج عن اطارها ، لأنها الحكمة ، والحكمة يمكن أن تأتي من الصين الشيوعية..فهل نطلبها أم نهجرها ؟..

دمتم و دام المنتدى ...و دام النقاش المتحضر المبني على ثقافة المطالعة..

أوصيكم و اوصي نفسي بالمطالعة..القراءة ..ثم القراءة..ثم القراءة

حتى لا يسخر منا الأعداء

مختار سعيدي