المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : افتتاح مؤتمر اللغة العربية وآدابها "رؤية معاصرة بجامعة السلطان قابوس"


سالم الوشاحي
03-12-2012, 05:02 PM
السلطنة:ـ

افتتح أمس الأحد بجامعة السلطان قابوس مؤتمر اللغة العربية وآدابها : رؤية معاصرة والذي ينظمه قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بمشاركة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء وذلك تحت رعاية معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.
الدكتور هلال الحجري رئيس اللجنة المنظمة ورئيس قسم اللغة العربية قال في كلمة له بمناسبة افتتاح المؤتمر : فإن اللغة العربية هي لغة العلم والفن . أمران لا ينفصلان في مسيرة أية أمة تنشد التقدم والرقي . فالعلم عرفته العربية عبر الحضارة العظيمة التي صدرتها إلى العالم في عصورها الزاهرة ، وأما الفن فإن اللغة العربية غذت به أرواح الشعراء والأدباء منذ عصر قبل الإسلام إلى الآن . وبعد هذا ، فإن العربية هي لغة الحياة ، لا غناء لواحد منا مهما تعددت لغاته عن التفكير بلغته الأم والتعبير بها . نقول هذا بيقين لا يخالجه الشك ، وثقة لا يزعزعها الخذلان.
وذكر الدكتور هلال الحجري في كلمته : إن الاهتمام باللغة العربية واجب مقدس وخدمتها عبادة نتقرب بها إلى الخالق. نقول هذا ونحن نقترب من الثامن عشر من ديسمبر، اليوم الذي جعلته الجمعية العامة للأمم المتحدة يوما عالميا للغة العربية بصفتها من اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة. وقد خصصت اليونسكو يوم 21 فبراير أيضا يوما عالميا للغة الأم دفعا لشعوب العالم كي تتمسك بلغاتها بكونها أساس للهوية. فحري بدولنا ومؤسساتنا التعليمية أن تهتم بهذين اليومين في كل عام لتنظم مؤتمرات دولية وندوات محلية تحفز كنوز هذه اللغة بما يرسخ مكانتها العليا في نفوس أبنائها.
وقال أيضا : ولعل لنا في فكر قائد البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- ملهما في رعاية اللغة العربية والنهوض بها فما كراسي جلالة السلطان للغة العربية والدراسات الشرقية في أشهر الجامعات ولا تأسيس كلية السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، ولا تأليف معجم السلطان قابوس لأسماء العرب، إلا غيضا من فيض عناية جلالته بهذه اللغة الخالدة. ومواقف جلالته المتعددة من هذه اللغة ينبغي أن تكون موجها للمسؤولين في الدولة كي يذللوا الصعاب أمام المبادرات التي تسعى إلى تطوير مناهج اللغة العربية في التعليم بمختلف مراحله الأساسية والجامعة.
كما ألقى الدكتور محمد العريمي رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء كلمة في حفل افتتاح المؤتمر والذي أكد من خلالها على أهمية انعقاد مثل هذه المؤتمرات والتي بدورها تساهم في تطور اللغة وتقدمها.
من ناحيته ألقى الدكتور محمد بن سعيد الغامدي من جامعة الملك عبدالعزيز كلمة الشاركين وجه من خلالها تحية صادقة للشعب العماني ولجامعة السلطان قابوس والذي قال بأن المعرفة لا تعيش في الكتب أو في قاعات الدرس بل تعيش بين الناس، هذا إذا كنا نؤمن بأن المعرفة ليست المعلومة بل هي الرؤية. ونوه الغامدي على أهمية إقامة هذه المؤتمرات العلمية بشكل سنوي وتكرار إقامة هذا المؤتمر بشكل سنوي.
الدكتور عبدالله بن خميس الكندي عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية قال عن المؤتمر : مؤتمر اللغة العربية وآدابها من الفعاليات المهمة التي ينظمها قسم اللغة العربية ، فالتحضير للمؤتمر والإعداد له استمر قرابة السنة وأهميته تكمن في عرض المستجدات والتعامل مع اللغة العربية أدبا ونحوا ولغة ، وهذا يعكس اهتمامات الجامعة باللغة ، فهناك الكثير من الاتجاهات المعاصرة تذهب إلى دعم المجالات الأخرى بجانب دعم اللغة الأم ونحن مع دعم اللغات الأخرى بجانب الاهتمام باللغة العربية، وهذا المؤتمر تأكيدا على اهتمام الجامعة والسلطنة عموما بموضوع اللغة العربية وتتجاوز فكرته إقصاء الآخر، ولكن نحتاج إلى تعزيز اللغة العربية، وأردف الكندي: أيضا يميز المؤتمر مشاركة نقاد وأدباء وأساتذة مشهورين من الوطن العربي بالإضافة إلى مشاركات مقدرة من داخل السلطنة وخارجها. واللجنة المنظمة بذلت جهودا كبيرا في سبيل إنجاحه.
النحو ليس شرطا
الجلسة الأولى تحدث فيها المتحدث الرئيسي للمؤتمر الدكتور عبدالله بن محمد الغذامي من المملكة العربية السعودية الذي قال : لابد لي قبل أن أتحدث توجيه تحية إلى جيل الشباب والشابات لأن حديثي متولد منهم فقد راقبت لغة الفتيات والفتيان على وقت طويل إلى أن جاء تويتر، وساعدتني - أي تويتر- كثيرا منذ دخولي إليها منذ أكثر من عام في مراقبة حال اللغة العربية لذلك ورقتي تحمل عنوان " كيف تعمل اللغة / سؤال في ثقافة اللغة" .
وقال الغذامي : إن حال العربية في زمننا هذا تشير بوضوح إلى نمو وتقدم مطرد لمقام اللغة بين الناس، وصورة الطباق الثقافي تشير إلى وجهين بارزين ، أحدهما وجه نحوي يقوم في صفه نخب ثقافية تشعر بغيرة عميقة على حالة اللغة من حيث الإعراب ، ويحسسها هذا بخطر تقول به وتشعر به بعمق ويعم خطابها العقلي والوجداني معا ، ولا شك أني أقف مع هذه الفئة وفي صفها وعندي من الأسباب مثل ما عندهم مما يصنع حالة قلق مشتركة بيننا تبلغ حد الوقوع في حصار نفسي وذوقي حين وقوع اللحن على أسماعنا ، ولكني ـ مع هذا ـ أستطيع رؤية الصف الثاني المكمل لصيغة الطباق اللغوي وذلك حينما أتبين ازدهار اللغة العربية وتناميها المطرد والمتصل ، والشواهد تؤكد ذلك بالإحصاء والأرقام ، وقد أظهرت تقارير علمية عن نسب مذهلة في موقع تويتر مثلا بلغت معه أعداد التغريدات اليومية ما يقارب ستة ملايين تغريدة يوميا ، وتحديدا هي : ( 5،750،386 ) تغريدة يوميا باللغة العربية ( في المنطقة العربية) ، وهي ليست رقما كبيرا فحسب ، بل هي تكشف أيضا عن تنامي في الأسلوب وفي تحسين مستوى الصياغة بين المستخدمين مع تواصل تفاعلهم اللغوي وممارستهم للكتابة وتثقيف أنفسهم لغويا عبر تجريب قدراتهم واحتكاكهم مع الآخرين مما جعل المهارات تنمو والأداء يتحسن ، وهو مشهد حي يكشف عن تطور أساليب القول مع تعلم القول البليغ والموجز والتعبير عن الفكرة باحتراف يتنامى مع كل تغريدة . ( ولقد فحصت حسابات المشاهير العرب ممن يمثلون العشرة الأوائل في كل بلد عربي ومتابعوهم بالملايين ، وكانت التغريدات في الحسابات تلك باللغة الفصحى بنسبة تفوق التسعين بالمئة من أصحاب الحسابات ومن متابعيهم) .كما تحدث في المؤتمر الدكتور أحمد المغيض من جامعة الكويت حول تجليات الحداثة ودلالاتها في النقد العربي الحديث وأخرى للأستاذ الدكتور عبدالغني بارة من جامعة سطيف بالجزائر حول نظرية التأويل بين المعاصرة والتراث وأخرى للدكتور أحمد يوسف ابن قدور من جامعة السلطان قابوس والذي ألقى ورقة حول السيميائيات بين العلامة والخطاب واختتم الجلسة الدكتور حمزة أشول عبدالرحيم من جامعة ولاية كوارا إلورن بنيجيريا وقدم ورقة حول قضية اللغة في الأدب الأفريقي : الأدب النيجيري في اللغة العربية نموذجا. أما الجلسة الثانية فناقشت محور النحو والصرف تحدث فيها المتحدث الرئيسي الدكتور محمد حماسة عبداللطيف من جمهورية مصر العربية والدكتور الحواس مسعودي من جامعة الجزائر والذي قدم ورقة حول الوحدات المركبة في اللغة العربية بين الآنية والتعاقبية الزمنية : مقاربة وظيفية، وأخرى للأستاذ الدكتور سعيد الغامدي من جامعة الملك عبدالعزيز الذي تحدث عن الصرفي العربي : طبيعته وإشكالاته ، والورقة الأخيرة قدمها سعيد جبر أبو خضر من جامعة السلطان قابوس والذي كانت حول علاقة الجزء بالكل وأثرها في تقعيد نحو العربية.