المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليوم تدشين آلة "الأرغن" في دار الأوبرا السلطانية مسقط و"كسارة البندق" تختتم عروض الع


سالم الوشاحي
03-12-2012, 05:05 PM
السلطنة:-

تستعد دار الأوبرا السلطانية مسقط لتقديم ستة عروض عالمية ضخمة تسدل بها الستار على برنامج عام 2012 الذي تميّز بتنوعه وثرائه الفني والثقافي ، حيث يستهل برنامج شهر ديسمبر الجاري اليوم بليلة موسيقية يتم خلالها تدشين آلة الأرغن الجديدة لدار الأوبرا السلطانية مسقط التي تتألف من 4500 أنبوب يبلغ طول بعض منها 10 أمتار تقريباً ، وتسبقه في صباح اليوم عقد ندوة في دار الأوبرا السلطانية مسقط حول التاريخ المثير لهذه الآلة والتعدد المدهش للأغراض الموسيقية التي يمكن استخدامها لأجلها. وسيحيي الحفل كوكبة من العازفين المنفردين البارعين من بينهم جون جيو وإيزابيل دومير وإيان هوكلي وزوزانا فيرجينسيكوفا، كما سيتضمن برنامج الحفل مقطوعات موسيقية شهيرة مثل مقطوعة "التوكاتا والفوجا في سلم ري الصغير" الأسطورية لباخ بالإضافة إلى أعمال أخرى لكل من بوتشيني وبروكوفييف وموتسارت وموسورجسكي وتشايكوفسكي وهاندل.
وعقب هذه المحطة الغربية الكلاسيكية ستطل دار الأوبرا السلطانية مسقط على جمهورها عبر نافذة من الأرابيسك العربي الأصيل ينحتها بأنامله الذهبية الموسيقار المعروف ياسر عبدالرحمن بمصاحبة أوركسترا بودابست السيمفونية في ليلة يذوب الشرق فيها سحراً على أنغام القانون والعود والربابة مع كل دقة قلب ينبض بها أوركسترا بودابست السيمفوني شموخاً وعنفواناً. والمعروف عن الموسيقار ياسر عبد الرحمن أنه قام بتأليف موسيقى العديد من الأفلام على غرار "ليلة البيبي دول"، و"خيانة مشروعة"، و"ملاكي إسكندرية"، ومعها تمكّن من ترسيخ اسمه كأحد أهم مؤلفي موسيقى الأفلام في العالم العربي.
ومن الدراما السينمائية إلى الدراما الأوبرالية ستقدّم أوبرا نيس، بقيادة المايسترو فيليب أوجوين، أوبرا "سيمون بوكانيجرا" لليلتين على التوالي. وهي أوبرا تمثّل دراسة على نطاق واسع للقوة والخيانة التي تجد مستقرها العاطفي في صلة رقيقة لا تنكسر بين أب وابنته. وفي هذه الأوبرا تمنح موسيقى جوسيبي فيردي المؤثرة حياة للشخصيات في مجموعة من الأحداث المدهشة على مدار جيلين. ومن أفضل ما كتب عن هذا العرض الضخم ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" عن فيليب أوجوين قائلة إنه عرف كيف يحصل من أعضاء الأوركسترا والجوقة على أداء متألق وبلا شك موزون الخطى وحاد وقاطع.
أما في منتصف شهر ديسمبر فسيكون الجمهور على موعد مع أوركسترا مونت كارلو الفيلهارمونية، واحدة من أهم فرق الأوركسترا في أوروبا، حيث ستشهد دار الأوبرا السلطانية مسقط ليلة ترتدي فيها الموسيقى الأوركسترالية حلة يفوح منها عبق الماضي ويمتزج بنسيم الحاضر وذلك بصحبة الفنان ميشا مايسكي ويقيادة المايسترو لورانس فوستر. والمعروف أن الأوركسترا أسهمت إسهاماً كبيراً في ابتكار فنون الأوبرا والرقص والأعمال السيمفونية المعاصرة وأدائها، ومن أهم مقطوعات هذا الحفل الموسيقي كونشرتو دفورجاك للتشيلو والأوركسترا، ومتتالية "طائر النار" لسترافينسكي.
وتتوالى ليالي دار الأوبرا السلطانية مسقط الساحرة مع أسطورة العزف على الكمان جوشوا بيل الذي سيأسر ألباب الجمهور ببراعته الخلابة ونغمات كمانه متفردة الجمال. والجدير بالذكر أن نجم الموسيقى الكلاسيكية جوشوا بيل، الملّقب بـ"شاعر الكمان"، حاصل على جائزة "إيفري فيشر" ويشغل منصب المدير الموسيقي لـ"أكاديمية سان مارتن في فيلدز". ولقد شبهته صحيفة "ذا جورنال نيوز" بنجوم موسيقى الروك إذ يتمتع بمظهر صبياني وتتسم اختياراته الموسيقية بالجرأة، ناهيك عن موهبته وأنغامه الاستثنائية التي جعلت منه فناناً كلاسيكياً يتسم بشخصية جذابة وبطلاً يملك شعبية منقطعة النظير سواء بين محبي المدرسة الموسيقية القديمة أو الأجيال الجديدة العاشقة لموسيقى الجاز والفنون الموسيقية المعاصرة.
ومسك ختام برنامج شهر ديسمبر سيكون مع رائعة بيتر إليتش تشايكوفسكي، باليه "كسارة البندق" الذي يرسم بإبداع متفرّد الملامح البهيجة لموسم الأعياد من خلال حكاية خرافية لطالما داعبت خيال الجمهور لأجيال وراء أجيال عن ألعاب تُبث فيها الروح وتستحيل كائنات حية ومملكة للحلوى وأمير وسيم وهو عرض لطالما ارتبط في أذهان محبي الباليه بجو الأعياد.