المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مبارك ربيع: المشترك في الثقافة العربية إغناءٌ لها


سالم الوشاحي
04-12-2012, 08:00 AM
السلطنة:-

طرح مجلس الإثنين بالنادي الثقافي مساء أمس قضية ""الثقافة العربية.. تحدياتها ورهاناتها"، واستضاف لهذا الغرض الروائي والكاتب المغربي الدكتور مبارك ربيع، بينما قدم الجلسة الشاعر سعيد الصقلاوي، وحضرها لفيف من الكتاب والمثقفين.
في بداية محاضرته عرج الكاتب المغربي على جائزة السلطان قابوس للإبداع الثقافي (صنف الرواية) التي حظي بشرف نيلها عام 2006 ، مشيرا إلى أهمية هذه الجوائز في تعميق الروابط الحضارية بين مشرق الوطن العربي ومغربه.
وأفاد الكاتب المغربي بأن الخوض في موضوع المحاضرة يستدعي تعريفا إجرائيا لمفهوم الثقافة، وهو مفهوم ذو مستويات أهمها الثقافة باعتبارها نمط حياة الشعوب، والثقافة المخصوصة أو ثقافة النخبة، موضحا أنه لا يمكن أن نتحدث عن الثقافة العربية من قبل النخبة فقط أو من قبل نمط الحياة الاجتماعية وهو ما يسميه علماء الأنثروبولوجيا بالمكون الأساسي أو المشترك في الشخصية العربية.. وقال في هذا السياق: بالنظر إلى الوضع الاجتماعي العربي، يمكن الحديث عن ثقافة عربية بالمعنى العام، متمثلة في المشترك من المفاهيم الناتجة عن تساكن وتعايش وحمولة حضارية مميزة، مهما كانت أو تكون تناقضاتها وصراعاتها التاريخية، فيما بين مكوناتها الجغرافية البشرية والسياسية وغيرها، مما يصدق على سائر الثقافات المماثلة في سيروراتها المختلفة بل إن هذا المظهر يعتبر إغناء لثقافتنا العربية وسمة قوية تميزها وتتميز بها، وهو ما أتاح لها التفاعل الإيجابي والتلاقح مع غيرها من الحضارات طيلة تاريخها، وكما هو مطلوب في حاضرها ومستقبلها اليوم، علما بأن ظاهرة التنوع والتعدد طبيعية في الثقافات والحضارات الكبرى، كما أن ادعاء النقاء من ذلك إنما هو دليل انكفاء وانغلاق وجمود، إن لم يكن محض تعسف فكري وافتراء تاريخي.
وأكد ربيع على أن: وضع الثقافة العربية اليوم سواء في مظاهرها العالمة التي تمثلها النخب الأكاديمية وما يرتبط بها، أو في مظاهرها السلوكية على المستويات الاجتماعية السياسية، كما في العلاقات بين مكوناتها في البلد الواحد أو في الأقطار العربية فيما بينها، تعاني في كل ذلك من تخلف وقصور، مما ينأى بها عن أن تكون في المستويات المطلوبة لمواكبة التطور العالمي في كافة الميادين العلمياة التكنولوجية، والاجتماعية الاقتصادية والسلوكية السياسية؛ وهذا التدني الملحوظ ليس ادعاء أو تحاملا وإنما تؤيده المقارنات والدراسات والإحصائيات فضلا عن التقارير المختلفة الأممية والدولية والعربية نفسها.
وقال المحاضر: إذا كان وضع الثقافة العربية اليوم، في محيطها العالمي والكوني من خلال كافة المؤشرات والمقارنات، يدل على الفارق بينها وبين مستوى الركب الثقاقي في مستويات تقدمه، وبالتالي مدى ما يجب قطعه من مسافة ثقافية لإدراكه من جهة، فإنه يدل في الوقت ذاته على ما يتطلبه ذلك من إرادة وجهد وتخطيط من جهة ثانية.. ويتطلب الأمر الاشتغال على سرعتين متكاملتين، تعمل الأولى على تشخيص الواقع الثقافي العربي بكل مستوياته ومؤسساته وآليات اشتغاله، بينما تعمل الثانية على طرح البدائل الإيجابية الممكنة ومتطلباتها، بانفتاح على أكثر ما يمكن من التصورات والتجارب في هذا المجال..
وفي ختام الجلسة دار نقاش مفتوح بين الحضور والضيف تناول جوانب مختلفة من إشكالية الثقافة العربية بين الواقع والطموح.

أبو مسلم الصلتي
04-12-2012, 11:53 AM
شكرا أخي الكريم على الجهد المبذول
دمت بود