المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : د.سعد البازعي: القصيدة الشعبيّة العمانية تطغى عليها مؤثرات خارجية


محمد الراسبي
26-12-2012, 08:31 AM
- القصيدة الشعبيّة العمانية تطغى عليها مؤثرات خارجية.
- فالعمانيون يتحدثون كما لو كانوا من نجد، أو من الكويت أو من منطقة أخرى.

السلطنة :

في حديث له عن الشّعر الفصيح وهويته والإشكاليات التي تتعلق بمسألة الطابع الإبداعيّ له، اعتبر الدكتور سعد البازعي أن ثمة مساحة مشتركة بين جميع نتاجات الشعراء خاصة في منطقة الخليج، وأضاف في حوار له دار حول إشكاليات الشعر العُمانيّ نشرته جريدة عمان: هنالك مساحة أخرى أصغر عمانيّة صرفة، قد لا يلاحظها إلا القادم من خارج عمان برزت بقلّة في النصوص، إذ ترد في الشعر بشكل غير مباشر، فالنص الشعري يلمح ولا يصرّح وهذا هو المطلوب في الشعر.


واعتبر البازعي أنّ هُناك إحساسا في عُمان بأن القصيدة الشعبيّة على وجه الخصوص تطغى عليها مؤثرات خارجية، فالعمانيون يتحدثون كما لو كانوا من نجد، أو من الكويت أو من منطقة أخرى، وعلّق قائلاً: طبعًا هذا لم ألمسه في الشّعر الفصيح؛ لأن الشعر الفصيح بطبيعته متواشج بتيارات الشعر العربي بشكل عام، لذلك هو أقرب أن يكون شعرا عربيّا منه عمانيّا لبعده عن اللهجة.


وتابع: الشعر العماني شعر عربي بالمرتبة الأولى، ثانيًا له سمة محلية، أي أنّه عربي عماني، وأقول الكلام ذاته عن الشّعر السعودي أو شعر أي بلد عربي آخر، الطبيعي أن يتأثر هؤلاء، هذا هو الطبيعي.. السؤال هو مدى التأثر، الخوف من التأثر الذي يمسخ الشخصيّة، شخصية المبدع، فرديته التي هي قدرته على الإبداع، لأنه عندما يتحدث من خلال شاعر آخر، تشعرين بالشاعر الآخر المتأثّر به مهيمنا على النص، وهذا يحدث كثيرًا، خاصةً في المراحل الأولى من الكتابة، لكن استدعاء شاعر.. كقصيدة فيها السيّاب عنوانًا أو إشارة إلى المتنبي مثلا ، هذه تسمّى استدعاءات/ أقنعة/ إحالات لكنها ليست بالضرورة دالة على التلبس أو التماهي مع تجربة شعرية أخرى، لابد من التمييز بينها.


وحول مسألة الحداثة يقول البازعي: أنا من المؤمنين أن الحداثة رؤية وليست شكلا فقط، فالبردوني من أكثر الشعراء حداثةً ويكتب العمودي، أنا منحاز للحداثة الشعرية في ماهية التجديد والتفرّد، هذه أجدها عند أبي تمام مثلا، وليس فقط في الشعر الحديث، المشكلة في النَفَس التقليدي أنه لا يضيف شيئا سواء كُتِب بتفعيلة أو بشكل نثري، يظل تقليديا بمعنى أنّه مباشر، إذ لا يكلّف شاعرها عناء البحث عن صورة مختلفة، يحاول الوصول للمتلقي بأسهل الطرق، فيعطي المتلقي ما يألفه المتلقي بدلا من أن يمتعه أو يطالبه بشيء من الجهد في قراءة النص وتلقيه؛ ليثمر هذا الجهد عن متعة جمالية، أو دلالة عميقة، فالشاعر شاعر بغض النظر، والقصيدة تكون شعرا أو لاشعرا بغض النظر عن قالبها، فالبناء التناظري/ العمودي ليس بالضرورة دالًّا على ضعف أو تقليدية، قد يكون الشكل تفعيليا لكنه تقليدي جدًّا، هذا لا يحدث كثيرًا في قصيدة النثر، لأن قصيدة النثر بطبيعتها وتركيبتها، بل وفي هويتها مرفوضة عند من يرى الشعر من زاوية تقليدية، يندر أن نجد قصيدة نثر تقليدية لكن نرى قصيدة نثر ضعيفة، أو ليست شعرًا أصلا.. وهذا كثير كأن تكون ملغزة لا تفهم شيئا أو تكرار لقصائد أخرى.


http://alsultanah.com/up/up_down/7111DSC02054.jpg