المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المنتدى الأدبي يعلن جائزة أفضل ثلاثة إصدارات ثقافية لعام 2012م


محمد الراسبي
29-12-2012, 12:50 PM
المنتدى الأدبي يعلن جائزة أفضل ثلاثة إصدارات ثقافية لعام 2012م

«انبناء قراءة على قراءة» الأفضل في الدراسات وحجب جائزتي السرد والشعر -
عمان- كتبت: بدريّة العامريّة:

فازت دراسة الباحث علي بن حمد الفارسي، والتي تحمل عنوان (انبناء قراءة على قراءة، قشر الفسر أنموذجًا)، بجائزة الدراسات، فيما حُجبت جائزتا السّرد والشّعر، حيث لم تتقدّم للتنافس عليهما إصدارات تستوفي شروط المسابقة، والتي تمنحهما حقّ الفوز بالجائزة، جاء ذلك ضمن نتائج مسابقة المنتدى الأدبي لأفضل ثلاثة إصدارات لعام 2012م، التي أعلن عنها الدكتور عيسى بن محمد السليماني رئيس لجنة التحكيم صباح الأربعاء الماضي بمقر المنتدى الأدبي، وقد أشار رئيس لجنة التحكيم إلى أنه تقدّم في مجال الشّعر عملان فقط، فيما تقدّم في مجال السّرد بكافات فروعه عملٌ واحِدٌ، وعملٌ في مجال الدراسات.

ضمت الجائزة في عامها الثاني ثلاثة أفرع تشمل المجال الشعري ( الفصيح والشعبي والتمثيلي وشعر الأطفال)، والسّرد بكل مجالاته (القصّة القصيرة والرواية والمسرحيّة، والسيرة، وأدب الرحلة)، وفرع الدراسات الذي يشمل (الدراسات التاريخية، والدراسات النقدية، والدراسات الاجتماعية، والدراسات الجغرافية، ودراسات التراث والتحقيق)، وكانت المسابقة قد انطلقت في أولى دوراتها عام 2011، وضمت ثلاثة أفرع إلا أنّها كانت مخصّصة للقصة القصيرة والنقد الأدبي والدراسات التاريخية.

لم تتحقّق شروط المسابقة فيهما

وفي بيان النتائج الذي تلاه رئيس لجنة التحكيم الدكتور عيسى السليماني، وفيه أعلن الإصدارات الفائزة بجائزة هذا العام، ذكر أنّ لجنة التحكيم المتكوّنة من الدكتور عيسى بن محمد السليماني رئيسا، وعضوية كل من: الدكتور علي بن قاسم الكلباني والدكتور حمود بن خلفان الدغيشي والدكتورة عهود بنت سعيد البلوشية، والفاضل أحمد بن ناصر الراشدي مقررا، قد اجتمعت في الحادي عشر من الشهر الجاري، وبعد مداولات مستفيضة ، تحرّت فيها اللجنة الموضوعيّة والمنهجيّة خرجت بتلك النتائِج.

وعن حجب جائزتا مجال السّرد والشّعر قال السليماني: قرّرت اللجنة حجب جائزة أفضل إصدار ثقافي في مجال الشّعر لكون العملين المتقدّمين لم يحقّقا الشروط التي تمنحهما حق الفوز بالجائزة، وكذلك في مجال السّرد فالعمل المتقدّم لم يرقَ للمستوى المطلوب.

وعن مجال الدراسات قال أيضا: رأت اللجنة أن كتاب " انبناء قراءة على قراءة قشر الفسر أنموذجًا" قد تناول موضوع البحث بشكلٍ عملي معمّق، ومنهجيّة واضحة، كما عالج النتائج بطريقة سلسة ومتكاملة.

وأضاف: الدراسة حقّقت الشروط المنهجيّة السليمة التي تتطلبها الدراسات، وبذلك استطاع الكاتب أن يتعدّى طابع التتبّع الوصفي إلى المقاربة والتأويل، فالتصق بالظاهرة ودرسها بموضوعيّة أوصلته للنتائج التي ذكرها، كما أنّ من بين ما ميّز الدراسة أن الكاتب حرص فيها إلى فصل الآراء والتوثيق الدقيق، ولم ينجرف لإغراءات النص القارئ ولا النص المقروء، فاستطاع بذلك أن يلاحظ في معظم الأحيان ما يخفيه النص التراثي من تأويلٍ غير مباشر، مما ساعده على اجتياز الأسئلة البحثية الحرجة بإجابات واثقة ومتّزنة، وبذلك قدّم الكتاب إضافة للتراث العربي؛ كجهد علمي امتاز بأصالة الموضوع الذي أضاف لبنة لبناء الدراسات العربيّة ذات الشّان بالتراث العربي القديم.

انبناء قراءة على قراءة
صدر كتاب "انبناء قراءة على قراءة: قشر الفسر أنموذجًا" للباحث علي بن حمد الفارسي عن دار الانتشار، وهو ضمن البرنامج الوطني لدعم الكتاب الذي يتبنّاه النّادي الثقافي. يقع الكتاب في 239 صفحة.

يتناول الكتاب في فصوله الأربعة" قشر الفسر" نموذج الدراسة بشيء من التحليل وتبيان الظاهرة، وقشر الفسر هو كتابٌ تناول شعر المتنبِّي من خلال كتاب ابن جنِّي " "الفسر"، حيث كان ابن جنِّي في شرحه "الفسر" يتعامل مع النص مباشرةً بينما الزوزني في شرحه كان يراوح في تعامله مع النّص بين شرح البيت تارةً وشرح ابن جنِّي تارةً أُخرى، لذا هدف المؤلّف في دراسته إلى الكشف عن تعامل الشرّاح مع الشّعر من خلال شرحٍ سابق، والتعرف إلى التعارض بين القراءات وما تستدعيه من إجراءات لإبراز هذا التعارض وتجاوزه، وحاول أيضًا الكشف عن محاولات الفهم وإجراءاته ومراحل تطويره.

حاول كتاب الفارسي في فصوله الأربعة دراسة ظاهرة انبناء قراءة على قراءة من خلال نموذج كتاب "قشر الفسر"، حيث تناول في فصله الأوّل المعنون بمشروعية قراءة الزوزني ثلاثة مباحث، في اوّلها تحدّث عن قراءة في العنوان "قشر الفسر"، بعدها تحدّث عن مشروعية هذه القراءة في نظر الزوزني من خلال المقدّمة، وذلك بتناوله لقصور القراءات السّابقة وافتراض الكفاءة في قراءته، أمّا المبحث الثالث فتناول فيه تأثّر الزوزني بمن قبله، وتأثّر من بعده به.

وفي الفصل الثاني" تفنيد قراءات ابن جنّي وآلياته"، تناول في المبحث الأوّل "مواضع الاستفزاز" من خلال: تعدّد المعنى، وقصور التأويل، والرواية (ورواية البيت، ورواية الشرح الخطأ عن المتنبي)، امّا المبحث الثاني فقد تطرّق فيه لطرائِق الوصف، والمبحث الثالث أسهب فيه في "التفنيد" من خلال إيضاح أنواع التّفنيد وآلياته.

ويتطرّق في الفصل الثالث إلى تقديم الفهم البديل: قراءة الزوزني من خلال مبحثين، تناول في الأوّل منهما إنتاج الفهم بالتعامل مع اللّفظِ والتّعاملِ مع المعنى، وفي الثّاني الاحتجاج بذكر الشّواهدِ وتحليلها.

أمّا الفصل الأخير في الكتاب فتطرّق فيه الباحث إلى تقويم عمل الزوزني، وتناوله عبر أربعةِ مباحث؛ حيث تناول " قشر الفسر" بين التنظير والممارسة: المنهج والإنجاز، والاختلاف بين "قشر الفسر" و"الفسر" موضِّحا مظاهر الاختلاف وأسبابه، وقي المبحث الثّالث تناول قلق المصطلح عند الزوزني، أمّا المبحث الأخير فتحدّث فيه عن طبيعة تعامل الزوزني مع ابن جنِّي.

تساؤلات إعلامية

وقد تساءل الإعلاميون عن أسباب العزوف الواضح، إذ كما جاء في حديث لجنة التحكيم والجهة المنظِّمة لم يتقدّم للمسابقة سوى خمسة أعمال في كافّة المجالات، ورجّح المنظّمون أن يكون تزامن أكثر من مسابقة هو ما قلّل الإقبال عليها، رغم إعلانهم المبكّر عن المسابقة وتوسيعهم لمجالات التنافس، وعن السؤال ما إذا كان الحصر في سنة واحدة يقلّل من عدد الإصدارات ورؤيتهم للقادم، يقول مدير المنتدى راشد بن صالح الشيادي: نحن نستفيد من المقترحات، ونقوم بدراستها ربّما سننظر في الأمر، وعن الجديد في شروط المسابقة يقول: حاولنا تطوير شروط المسابقة لاستقطاب أعمال أكثر، فأجزنا للمؤسّسات والجهات العلمية والثقافية والأكاديميّة العمانية ترشيح إصدارات، وكثّفنا جهدنا الإعلامي، ونرجو أن يكون الإقبال في السّنوات القادمة أفضل مما هو عليه في الدورتين.

وعن تنوّع التوجهات في الأعمال المقدّمة يقول رئيس لجنة التحكيم د. عيسى السليماني: اللجنة المخوّلة بالتحكيم لجنة تخصّصيّة متنوّعة، والأهم من ذلك أنّها لا تخضع في تقييمها للأهواء فثمّة معايير متعارف عليها كالبناء الفني وغيره تلتزِم بها، وعلى أساسه تخرُج بنتائِجها.
جدير بالذّكر أن المنتدى الأدبي قد أطلق الدورة الأولى من جائزة المنتدى الأدبي لأفضل ثلاثة إصدارات ثقافية في 23 أكتوبر 2011م، إذ ارتأى كما جاء في نشرة الجائزة أن تكون بشكل سنوي يطمح من خلالها إلى دعم الإصدار الثقافي العماني من خلال فتح باب التنافس في المجالات المطروحة وإلى دعم المكانة الثقافية والأدبية للكتاب العماني وتحفيزالكاتب العماني إلى بذل المزيد من العطاء الفكري والأدبي، وقد فاز في الدورةِ الأولى مناصفةً الخطّاب المزروعي عن إصداره (الرائحة الأخيرة للمكان) ورحمة المغيزويّة عن إصدارها (جميلة) في مجال القصّة القصيرة، فيما حُجبت جائزتا النّقد الأدبي والدراسات التاريخيّة.