المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأجيال الشعرية تحتفي بالقوافي على اختلاف أعمارها ومشاربها


سالم الوشاحي
21-01-2013, 06:34 AM
سلطان القاسمي يشهد انطلاق مهرجان الشارقة للشعر العربي
الأجيال الشعرية تحتفي بالقوافي على اختلاف أعمارها ومشاربها
المصدر: جريدة البيان الإماراتيه
الشارقة ــ شاكر نوري


شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مساء أمس، بقصر الثقافة في الشارقة حفل انطلاق فعاليات مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته الحادية عشرة الذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، ممثلة ببيت الشعر ويستمر حتى يوم الخميس 24 المقبل.

بدأت الفعاليات بوصول صاحب السمو حاكم الشارقة راعي الحفل، حيث كان في استقباله الشيخ خالد بن عصام بن صقر القاسمي مدير عام دائرة الطيران المدني والشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي مدير مكتب سمو الحاكم.

وحضر الحفل محمد جمعة بن هندي رئيس المجلس الاستشاري لامارة الشارقة وعبد الرحمن بن علي الجروان المستشار بالديوان الأميري واللواء حميد محمد الهديدي قائد عام شرطة الشارقة وخميس بن سالم السويدي رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى وسالم عبيد الشامسي رئيس المجلس البلدي لمدينة الشارقة وعبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام ومحمد ذياب الموسى المستشار بالديوان الأميري والدكتور عمرو عبد الحميد مستشار صاحب السمو حاكم الشارقة لشؤون التعليم العالي وصلاح محمد البعيجان سفير دولة الكويت لدى دولة الإمارات، وعدد من أعيان البلاد وجمع غفير من الأدباء والمثقفين الشعراء والإعلاميين.

تقديراً للشعر

في كلمة له، قال عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافةوالإعلام، "إن الشارقة ترحب بضيوفها الكرام من شعراء وأدباء في مهرجانها الشعري الذي انتظم منذ سنوات، تقديرًا لمكانة الشعر وأثره البارز في الأدب العربي".

وأضاف عبد الله العويس: "تمضي بفضلٍ من الله سبحانه وتعالى إلى سويةٍ ثقافيةٍ تنموية، أرادها فكرُ من اشتغل في سُبل تعزيز رفعة أمته، وقلبٌ تشرّب حُبًا بتراب وطنه، بتلك الرعاية التي تجلّت في أسمى معانيها، تحظى الثقافة برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة".

صاحب سيادتين

وقدم الشاعر عبد العزيز إسماعيل كلمة بمناسبة تكريمه، بدأها بالشكر والثناء لصاحب السمو حاكم الشارقة ولإمارة الشارقة ودائرة الثقافة والإعلام، على اختياره ضمن المكرمين في هذه الدورة من المهرجان، وقال موجها كلامه لصاحب السمو: "أروع ما فيك أيها الرجل أن الله منحك السيادة على الكلمة قبل أن تؤتى السيادة على الناس، فأنت بحق صاحب سيادتين، ومن الصعب الحديث عنك، فمهما أطنبنا ومهما أطلنا فيبقى حديثنا عنك قاصرا .. اختصر كل الكلمات بكلمة واحدة أقولها لك: شكرا".

وألقى الشاعر قصيدة بعنوان (العود أحمد)، وكانت ردا على خطاب قد استفزه في فترة كان هو بعيدا فيها عن كتابة الشعر.

كما قدم الشاعر الدكتور خليفة عبد الله الوقيان كلمة أثنى فيها على دور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في خدمة الثقافة والمثقفين بشكل عام والشعراء بشكل خاص، ثم ألقى قصيدة من إبداعاته المتميزة.

مسيرة مبدع

وأسهم الشاعران إسماعيل والوقيان في رفد المكتبة العربية بالكثير من الدراسات حول الشعراء العرب، والجديد في مفارقات الشعر العربي وتطلعاته والكثير من القصائد التي شكلت رافدا حقيقيا للمكتبة الشعرية العربية.

بدورها، قدمت فرقة النهام، في نهاية حفل الافتتاح، لوحة شعرية بعنوان (كوكب الأنوار) عبرت من خلالها عن إمارة الشارقة كونها حاضنة للثقافة والأدب.

"البيان" التقت مدير مهرجان الشارقة للشعر العربي محمد البريكي مدير بيت الشعر بالشارقة، الذي قال: "نحاول من خلال هذا المهرجان أن نقدم صورة مشرقة للشعر العربي، في تجلياته الإبداعية الزاخرة، التي تعودنا عليها منذ قرون.

لذلك حاولنا الجمع بين الشعراء المخضرمين والشباب، ليس في ميدان الشعر وحسب، وإنما في ميدان النقد أيضاً، وذلك من خلال المحاور المطروحة لأن جسر الشعر يمتد ولا ينتهي، فهو ذلك الخيط الابداعي الذي يختزل جوهر الشعر.

وقد تمكنا من جمع شعراء من 15 دولة في هذا المهرجان، ومن ضمنها البلدان المقلة في المشاركات الشعرية مثل ليبيا واليمن. ولا يعني ذلك أننا تمكنا من الالمام بخريطة الشعر العربي الواسعة والمتألقة في الوطن العربي، ولكن محاولتنا تسير على الطريق الصحيح.

وتتميز الدورة الـ 11 لمهرجان الشارقة للشعر العربي بحضور خاص للتجربة الشعرية الخليجية من خلال أبرز ممثليها وروادها. إضافة إلى أننا حرصنا على اصدار نشرة يومية لأول مرة ترافق نشاطات المهرجان لتغطية الحدث وتقديم تجارب الشعراء المشاركين وآرائهم في الابداع الشعري".

الطبيعة الابداعية

كما التقت "البيان" الشاعر الإماراتي عبد العزيز اسماعيل، وهو أحد الشخصيتين المكرمتين هذا العام، الذي علق على التكريم قائلا: "لم أكتب الشعر من أجل التكريم، بل كنت على الدوام أنطلق من الطبيعة الابداعية لكتابة الشعر والهم الشعري الذي يرافق حياتنا.

لم أتوقع التكريم، ولم أسع إليه، وأردد أن أي شاعر هو أفضل مني ويستحق التكريم، إلا أن التكريم الذي يأتي من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لهو شيء كبير في حقي، وهو مبعث فخر واعتزاز. وفي ذهني على الدوام أن الشعر يجب أن يكون وطنياً، ويعبّر عن مشاعر الناس، وآلامهم وأفراحهم، وما يطمحون إليه. فإذا تحقق هذا أكون قصدته، ولم أكتب لأنني حققت ذلك.

في الواقع لا أعرف لماذا أكتب الشعر. على أية حال، إنني سعيد وفخور بهذا التكريم، فهو أحد العوامل المشّجعة على استمراريتي في الكتابة الشعرية. والبلد الذي يكرّم شعراءه لهو بلد حضاري واعد، ويُطمأن لمستقبله".

فن العرب

أما الشخصية الثانية المكرمة الشاعر د. خليفة الوقيان، فقال بدوره: "إن هذا التكريم الذي تقوم به الشارقة دليل على احتفائها الكبير بالشعر، فن العرب الأول، في زمن أعتقد فيه بعضهم أن الشعر تخلى عن معاناته ونزل عن منزلته التاريخية الخالدة.

والاحتفاء بالشعر لا يعدو أن يكون واحداً من الأنشطة الثقافية الكثيرة التي لا تكاد الشارقة تخلو منها طوال العام. باسمي وباسم شعراء الكويت وباسم كل من يعنيه أمر الثقافة أتقدم للأشقاء في الشارقة العزيزة ببالغ الامتنان لاهتمامهم بالشعر خاصة والثقافة عامة. كما أن اختياري مع زميلي الشاعر عبد العزيز اسماعيل للتكريم هذا العام، يجعلني أقول شكراً للشارقة وشكراً للإمارات العربية المتحدة، ولكل من خطط هذا المهرجان الشعري الهام وقام به".

وشارك في أولى الأمسيات الشعرية للمهرجان كل من الشاعر الاماراتي كريم معتوق والشاعر السعودي محمد زايد الألمعي وقدم لهما الإعلامي محمد ماجد السويدي.

ويستضيف مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته الحالية شعراء من دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي ومن فلسطين ومصر وتونس والجزائر والمغرب وليبيا والأردن ولبنان والسودان والعراق واليمن.

ويضم المهرجان، الى جانب إقامة الامسيات الشعرية، عددا من الجلسات النقدية الصباحية والتي تدور محاورها حول "القراءة الثقافية للنص الشعري"، علما بأن جميع الأمسيات تقام في قصر الثقافة، بينما تعقد الجلسات الصباحية في بيت الشعر بالشارقة.