المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : روحانيات إسلامية تتألق في دار الأوبرا السلطانية مسقط الأحد القادم


سالم الوشاحي
22-01-2013, 07:10 AM
جريدة عمان

فرقة الباليه الملكية الدنماركية تقدم: «السلفيدة» و«نابولي» بمشاركة أطفال عمانيين -
«مسقط - عُمان: على مدار ليلتين متواصلتين، قدمت فرقة (باليه الدنمارك الملكي) عرضين للباليه استضافتهما دار الأوبرا السلطانية مسقط، وذلك يومي أمس وأمس الأول. إذ قدمت الفرقة عرضا آسرا لاثنين من أعظم عروض الباليه الدنماركية الرومانسية: "السلفيدة" La Sylphide والفصل الثالث من "نابولي" تحت قيادة المدير الفني نيكولاي هوب. سحرت الفرقة جمهورها بمزجها بين التقاليد الكلاسيكية ولمسات السحر الشبابية الحديثة لتخرج بعرض راقص رائع بمصاحبة الأوركسترا الملكية الدنماركية، ومما زاد العرض بهاء مشاركة 12 طفلا عمانيا موهوبا في عرض (نابولي)، وهي أول مشاركة عمانية في أحد عروض الباليه التي تستضيفها خشبة الدار، إذ ظهر الأطفال الموهوبون مدة 40 دقيقة على الخشبة هي المدة الكاملة لباليه (نابولي).
تعد الأوركسترا الملكية الدنماركية واحدة من أقدم فرق الأوركسترا في العالم، إذ يرجع تاريخ إنشائها إلى عام 1448، وحالياً تقوم الأوركسترا بتقديم حفلات سيمفونية، كما تصاحب بعزفها عروض الأوبرا والباليه على المسرح الدنماركي الملكي. أتاح لها نجاحها الهائل وشعبيتها الواسعة الوقوف على مسارح عريقة بمختلف أنحاء العالم، بما في ذلك مسرح القاعة الذهبية "موزيكفيراين" في فيينا، ومسرح مهرجان "مركز لينكولن" في نيويورك، وغيرهما كثير.
تستعد فرقة الباليه الملكية الدنماركية لتقديم تحفتين فنيتين كلاسيكيتين من أعمال الباليه الأصيلة الرقيقة لتسحر الجماهير التواقة هنا في مسقط؛ وهما باليه "السلفيدة" والفصل الثالث من باليه "نابولي"، وقد صمم رقصات العرضين أصلا المصمم الدنمركي الشهير أوجوست بورنونفيل عامي 1836 و 1842 على التوالي.
باليه "السلفيدة" مستوحى من الحركة الرومانسية الفرنسية، وهو الباليه التراجيدي الوحيد للمصمم بورنونفيل، أما من الناحية الأسلوبية فإنه مزيج راقٍ من الإيماءات والرقصات. يبرز الباليه الفكرة الرومانسية بأن كل إنسان كائن مزدوج له جانبان أحدهما مشرق والآخر مظلم، كما يعكس الباليه روح العصر ويقدم الموضوع بصورة خالدة. على الصعيد الآخر، يقدم باليه "نابولي" (الفصل الثالث) قصة خالدة تدور حول الشباب والأحلام. لا تعتبر "نابولي" أهم أعمال بورنونفيل فحسب، لكنها تعتبر أيضاً واحدة من أبرز أعمال الباليه في سجل أعمال الباليه العالمية على مر التاريخ. يقدم باليه "نابولي" قصصا شعبية ويعكس نظرة رومانسية للحياة. لقد أصبحت الرقصة الاحتفالية في الفصل الثالث مع مرور الوقت العلامة المميزة لفرقة الباليه الملكية الدنماركية.
صحيح أن مصمم الرقصات أوجوست بورنونفيل ليس مؤسس فرقة الباليه الملكية الدنماركية، لكنه صاحب الأثر الأكبر والجهد الأقوى في منح الفرقة الشهرة. قام بورنونفيل –المولود في كوبنهاجن– بتغيير مسار الفرقة بمنحها مجموعة أعمال متنوعة وهوية خاصة مستمرة حتى يومنا هذا. عمل بورنونفيل بين عامي 1830 و1877 مديراً فنياً للفرقة، فأدخل أكثر من 50 عملاً ما زالت الفرقة تقدم الكثير منها بنجاح لغاية عصرنا الحالي.
كريستينا شيبلمان –المديرة العامة لدار الأوبرا السلطانية مسقط– تعلق قائلة: "من خلال دعوة مجموعة من أشهر فرق الباليه حول العالم إلى سلطنة عُمان، نسعى إلى التأكيد على ميراث الباليه الغني وإبراز العناصر الفنية للرقص والموسيقى والفن بوجه عام. نشعر في الواقع بسعادة بالغة لاستقبال فرقة الباليه الملكية الدنماركية والأوركسترا الملكية الدنمركية في دار الأوبرا السلطانية مسقط، فهذه المناسبة من شأنها أن تفتح للجمهور فرصة للاستمتاع بعرضين كلاسيكيين رائعين من عروض الباليه الخالدة."

روحانيات إسلامية

وحرصاً من دار الأوبرا السلطانية مسقط للحفاظ على المسحة الروحانية ضمن أصناف فنون الموسيقى والأداء، فإنه يسعدها أن تقدم لجمهورها تجربة ساحرة وفريدة في عالم الموسيقى الروحية الإسلامية، في سهرة تحتفي بروحانية الإسلام من خلال الجمع بين فنانين من أربع دول عربية تحت سقف واحد، ليقدموا من خلالها أغانيهم وأناشيدهم الدينية حسب الأنماط والألوان الموسيقية الرائجة في بلدانهم. وبغض النظر عن خلفيات الجمهور الدينية أو اللغوية، أو العرقية، فإن حفل "روحانيات إسلامية: من المغرب إلى عُمان" في دار الأوبرا السلطانية مسقط بتاريخ 27 يناير 2013 كفيل بأخذ الحضور في رحلة فريدة على أجنحة السجايا الروحية في درب السلام والصفاء.
ستقوم كوكبة من أشهر المؤدين في العالم العربي، ترافقهم أوركسترا الفنان المصري أمير عبد المجيد، ببث الروحانيات الإسلامية عبر أداء الأغاني والأناشيد الدينية. إذ يبدأ الحفل بفقرة لفرقة "فتية المديح المحمدي" من السلطنة. تمزج هذه الفرقة بين الأصالة والمعاصرة في أسلوبها وطريقة أدائها التي تتنوع بين المواويل الإسلامية الفردية وبين الأناشيد الجماعية. ومنذ اللحظة الأولى لتأسيسها، تسعى هذه الفرقة جاهدة للحفاظ على تراث الآباء والأجداد، وعلى قصائدهم في تسبيح الله تعالى وذكر آلائه، وفي مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم، مع ذكر سير الصالحين، على وقع ألحان عذبة تأخذ بشغاف القلوب.
كما ستشمل فقرات الأداء الفردي المنشد عبد السلام الحسني من المغرب، إلى جانب المنشد المعتصم بالله العسلي من سوريا، وكذلك الشيخ عبد الحليم مشهور من مصر.
وسيتذوق الجمهور انعكاسات الثقافة الإسلامية المتنوعة معبراً عنها بالأغاني الصوفية، إذ من المتوقع أن ينال أداء المنشد المغربي عبدالسلام الحسني إعجاب الجمهور، إذ من المعروف عنه أنه يلاقي دوما الثناء أينما حل أو ارتحل وذلك لتنوع أساليبه منذ أن سلك نهج الإنشاد الديني، حيث غنى من التراث الإسلامي والقصائد الصوفية، إلى أن قام مؤخراً بتوظيف الموسيقى في فن الإنشاد. كما أن الجمهور سيكون على موعد مع الأداء الساحر للمنشد المعتصم بالله العسلي، القادم من البيئة الدمشقية ذات العادات الأصيلة والتراث العريق. إضافة لذلك، فإن الشيخ عبد الحليم مشهور سيأسر الجمهور بلا شك بأدائه المنفرد الذي يهز أعماق الروح. وكان الشيخ مشهور بعد أن أتم دراسته قد انضم إلى فرقة الإنشاد الديني بوزارة الثقافة المصرية. وبعد ذلك تم تنصيبه المطرب "الصولويست" للفرقة حيث أظهر براعة كبيرة في الأداء المنفرد. وقد تعلم حينها على يد الشيخين الكبيرين: محمد الفيومي، وعبد السلام بيومي.
وقد علق الأستاذ الدكتور عصام الملاح، مستشار مجلس الإدارة للبرامج والفعاليات بدار الأوبرا السلطانية مسقط على هذه الفعالية قائلا: "إن الإنشاد الساحر والمهدئ للروح خلال حفل "روحانيات إسلامية: من المغرب إلى عُمان" سيأخذ الجمهور في رحلة أثيرية نحو السلام الداخلي. هذا الحفل مهدىً لكل الجمهور الذي تستهويه الأغاني والأناشيد الروحية، أيّا كان دينه، أو عمره، أو حتى خلفيته الثقافية. منشدون وفنانون من أربع بلدان مختلفة سيؤلفون بين الروح والعقل والقلب، في تناغم وتآلف يجمع في ما بينها. كما سيشارك في العرض المايسترو المصري "أمير عبد المجيد"، والذي يعمل كخبير وطني في أكاديمية الفنون بالقاهرة، حيث يقوم هناك بتدريس العزف الجماعي وفن الارتجال، إضافة إلى تدريس آلة القانون. واليوم لدى المايسترو عبد المجيد فرقة الاوركسترا الخاصة به، والتي تضم بين صفوفها مجموعة من ألمع الموسيقيين العرب. كل هذا كفيل بجعل هذا العرض بالفعل فريداً من نوعه".