المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اختتام فعاليات مهرجان الشارقة للشعر العربي


سالم الوشاحي
26-01-2013, 05:18 AM
اختتام فعاليات مهرجان الشارقة للشعر العربي
قصائد غنائية وملحمية في الأمسية الأخيرة

الشارقة - محمد ولد محمد سالم:
جريدة الخليج الإماراتيه





اختتمت مساء أمس الأول في قصر الثقافة فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان الشارقة للشعر العربي، بدأ حفل الاختتام بتكريم عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة للشعراء المشاركين في المهرجان، وذلك بحضور محمد البريكي مدير بيت الشعر، ثم تلت وذلك الأمسية الشعرية الأخيرة في المهرجان وأحياها أربعة شعراء هم: طلال الجنيبي (الإمارات) وإبراهيم حامد الخالدي (الكويت) ومنى حسن محمد (السودان) وجمال الصليعي (تونس) .



اتسمت قصائد طلال الجنيبي بالغنائية حيث ركز على البحور القصيرة ذات الإيقاعات السريعة القابلة للتلحين، وعززها بتكرار بعض التعبيرات ليزيد في الإيقاع قوة، وتخير لها موضوعات إنسانية مثل قصيدة “ابتسامة طفل” التي عكست رقة وحنوا وفرحة ببهجة الطفل وابتسامته، وكذلك تناول موضوعات في الحب والوطن، وجاءت لغته قريبة سهلة تحمل عبق اللغة الرومانسية التي عرفها تاريخ الشعر العربي مع مدرسة المهجر والشابي، حيث قاموس الحب والحنين والطبيعة الجميلة، وكان أداء الجنيبي الغنائي بصوته الجميل آسرا للجمهور ما زاد قصائده عذوبة .



يقول الجنيبي:



أحدث عنك جميع الفصول



أحدث عنك ليالي السهر



أحدث عنك ثنايا الحنين



وأبحث عنك بشتى الصور



وأرحل فيك إذا ما تلاقى



نهار بليل وهل القمر



الشاعر إبراهيم الخالدي بدأ قراءته بقصيدة رثاء لأبيه بعنوان “واصل الرحم” بدا فيها متمكناً من ناصية القول الشعري، واستطاع في أحيان كثيرة أن يخرج من أسر الشكلية التقليدية لقصيدة الرثاء إلى تأمل عميق وصور حديثة، يقول الخالدي:



كل الهويات عجماً لا بينا لها



إلا التي في شغاف القلب تُختزل



كل التعاريف ثارات مؤجلة



إلاك . . إلاك أنت الأرض والطلل



وأنت سدرة أيامي وموردها



والجدي مؤتلقا . . إن غيضت السبل



تأخر الدمع مكتوباً على ورق



عذرا، فقد قالها من قبلنا الأُول



كما قرأ الجنيبي أيضاً مجموعة من المقطوعات الشعرية .



أما الشاعرة منى حسن محمد فقد كان البارز في قصائدها هو قدرتها على تنويع الأساليب، حيث اعتمدت على المناوبة بين الخبر والاستفهام والنفي والتعجب وغيرها، وذلك عبر جمل قصيرة رشيقة، وبلغة البوح المكثفة التي يظهر فيها أثر الاجتهاد في صناعة الصورة البديعة، تقول من قصيدة “ما تدلى من غصون الروح”:



وهمستَ لي: لم أدخر عشقاً وجئتكِ حافي الآمال . . درويشاً تزمل بالدعاء . . مبعثر . . ما بين ما أبقى وما نهب الرحيل . . صافحت قلبكِ . . لست أذكر حينها كيف ابتدأت . . وكيف مت . . متى بعثت مبشرا بالخلد، بالغفران . . بالصفح الجميل .



الشاعر جمال الصليعي كان شاعراً متألقاً في أدائه مبدعاً في قصائده الملحمية وكان فعلاً مفاجأة المهرجان، وقد قرأ القصيدة الثالثة من ثلاثية (الطور)، وهي بعنوان “عند مدين”، وهي قصيدة ملحمية مشبعة بالرمز اتخذ فيها من رحلة خيالية لعقل الشاعر طريقا لكشف حقيقة الحياة واكتشاف انحراف الناس عن الطريق عن الالتزام بموازين الأرض العادلة، وخللها بصور راقية، ولغة محبوكة حبك من امتلك زمامها، وعرف كيف يطوعها .



وجاءت القصيدة في صيغة سردية مسترسلة فصّلها الشاعر بمفاصل تأملية:



غادرت (مدين)يستعلي الطغاة بها



وليس في مائهم فضل لمغترف



بالقابضين على ماء المنى صلف



وبالحيارى ارتباك العاجز العزف



ضعاف مدين والعطشى ومن غفلوا



والقاعدون على حالين من أسف



لا نار في يدهم،لا ماء في غدهم



مستضعفون بلا جهد ولا كلف



يقودهم زمن أعشى إلى زمن



أعمى إلى زمن أغبى إلى جرف