المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيمن العتوم بين السجون والحب والوطنيات والقصيدة التقليدية الدافئ


سالم الوشاحي
26-01-2013, 05:32 AM
أيمن العتوم بين السجون والحب والوطنيات والقصيدة التقليدية

بيروت ـ رويترز:

يقول الشاعر الأردني أيمن العتوم عن قصائد مجموعته التي كتبت في السجون إن السجن أسدى إليه نعمة وحول قلبه الى بحر من الحنان ويرى أن السجن الذي جعل شاعريته تتدفق قد يكون احيانا المكان الطبيعي لأن حرية الروح لا تهبها الفضاءات. اما القارئ فقد يلاحظ ان القصائد الوطنية وهي عادة أقرب الى المنبرية يغلب عليها أن تأتي على نمط القصيدة التقليدية العربية من حيث وحدة الوزن والقافية وأن يطغى عليها جو من الخطابية التي تترافق مع الشعر المنبري.
مجموعة أيمن العتوم حملت عنوان "نبوءات الجائعين .. قصائد كتبت في السجون" ووردت في 141 صفحة وصدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان. لوحة الغلاف كانت للفنان الفلسطيني احمد ابو هنية. ولعل الاهداء يلقي ضوءا على أجواء محتويات المجموعة. فالشاعر يهدي كتابه "الى الذين استعذبوا قيودهم كيلا يعيشوا عبيدا.. من كان ذا قلب فلا يحابينّ به ظالما.. فإن النصر مع الصبر وإن مع العسر يسرا." في (اضاءة) وهي مقدمة كتبها الشاعر للمجموعة قال "إن القصيدة التي تخرج عن القلب لا منه ليست صادقة. السجن أسدى الي نعمة لم أكن لأحوزها لولاه. انه مسح على قلبي فأحاله بحرا من الحنان والحنين والرضا واكتشف سماء الحب فيه وعلمني أن أكون مستمعا جيدا. "جعلت قلبي صفحة بيضاء واستمعت لهم جميعا. إنك لن تستطيع أن تبادلهم أمواج حبك ما لم تصغ جيدا. حملت لإخواني الذين تنشقت معهم عبير الحرية رغم الصفائح الجدرانية جنة من الزهور الفواحة... لم أكن أعرف أن السجن يفجّر في القلب ينابيع الحنان كلها!!! وكنت كلما ازداد الحرمان الجسدي ازداد الفيضان الروحي... شيء من الاقتناع أن السجن قد يكون في حالة ما هو مكاننا الطبيعي. ليس جنونا. إنه قمة الواقعية. حرية الروح لا تهبها الفضاءات المطلقة وجدران الزنازين الانفرادية لا يمكن ان تموضعها." ويبدو ان القصائد الوطنية وأحيانا تلك الغنائية العاطفية الجياشة تجد في نمط القصيدة العمودية التقليدية وسيلتها المفضلة. لكن لابد من القول إن هذه السمات قد تتحقق على حساب الشعرية كما نلاحظ في كثير من قصائد المجموعة.
جريدة الوطن