المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مدير دائرة الإنتاج بالهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون لـ"الوطن":


سالم الوشاحي
28-01-2013, 06:37 AM
للوقوف على آخر الاستعدادات لموسم الدراما الرمضانية القادم


مدير دائرة الإنتاج بالهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون لـ"الوطن":

المنتج المنفذ هو الشريك الحقيقي للارتقاء بالدراما في أي مكان بالعالم


التقاه ـ إيهاب مباشر:
* التوزيع عبارة عن علاقات .. ونحن نرمي الكرة في ملعب شركات الإنتاج
* لدينا خطة لإنتاج مجموعة من الأعمال خلال موسم رمضان وما بعده تتضمن أعمالا تراجيدية وكوميدية و"سيت كوم" ورسوم متحركة ما بين مسلسلات وتمثيليات
* أتمنى من المنتج أن يقرأ النص جيدا قبل أن يأتي به إلى دائرة الإنتاج
* من المفترض أن يكون المنتج رقيب نفسه
* أجزنا مسلسل "نظر عيني" لشركة "الكهف الأزرق للإنتاج الفني" ونتمنى أن ترى النصوص الأخرى النور سريعا
* إصرارنا على تسلم الثلاثين حلقة كاملة يعطينا الفرصة كي نأخذ بيد الكتاب الجدد
* لدينا لائحة أجور أتمنى ألا تطبق إلا في التليفزيون

’’ تتطلع أنظار الوسط الفني هذه الأيام إلى دائرة الإنتاج بالهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون، بصفتها الجهة المنوط بها إجازة الأعمال الفنية التي من المنتظر أن تنافس بها شركات الإنتاج الفني بالسلطنة على موسم الدراما الرمضانية القادم، وما يتبع هذه الإجازة من تخصيص الميزانية التي يراها المتابعون تتزايد عاما بعد عام، ملبية طموحات شركات الإنتاج، التي تقوم بدور المنتج المنفذ، هذه التجربة التي اعتبرها البعض أحد الحلول الناجعة للنهوض بالدراما العمانية وتقدمها.
وكعادة (الوطن) في متابعة القضايا التي تخص الوسط الفني الذي يضم قطاعا عريضا من المجتمع، ما بين كتاب وفنانين ومخرجين وفنيين وشركات إنتاج، آثرت (الوطن) أن تلتقي مع الفنان طالب بن محمد البلوشي، مدير دائرة الإنتاج بالهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون، للوقوف على آخر استعدادات الدائرة، لموسم الدراما الرمضانية وما بعدها، والوقوف على الخطط المتبعة من قبل الدائرة والهيئة لإنتاج الأعمال الدرامية، والنصوص التي تقدمت بها شركات الإنتاج لإجازتها، والمعايير التي تضعها الدائرة لإجازة هذه النصوص، والميزانية التي تخصص من الهيئة للشركات، وغيرها من القضايا التي تخص الفن والفنان العماني .. فإلى تفاصيل اللقاء .. ،،

* قبل أن نلج عوالم الإنتاج، ونقترب من دائرة الإنتاج بالهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون .. هل لنا أن نتعرف على طالب محمد الفنان ؟
** طالب بن محمد بن سالم بن علي البلوشي .. فنان .. كاتب .. لي تجارب في الكتابة الإذاعية وهي تجربة واحدة، ولي أيضا تجارب في التأليف التليفزيوني وهو مسلسل (سوالف)، عملت مع بعض المخرجين كمدير للإنتاج، فأنا ثاني مدير إنتاج في المسلسلات العمانية، ويسرني أن أعلن أنني أول من كتب مقدمة لمسلسل تراجيدي وهو مسلسل (وتبقى الأرض) وعملت مع الأستاذ أمين عبداللطيف مساعد مخرج، ومدير إنتاج معه ومع كثير من المخرجين، ويشرفني أيضا أنني عملت مع كل المخرجين الذين أتوا إلى السلطنة كممثل ومدير إنتاج، بداية عملي في الإذاعة كمعد برامج، حيث أعددت العديد من البرامج الرياضية والثقافية، وقمت بتأليف مجموعة من التمثيليات، كما أخرجت العديد منها ومن المسلسلات والسهرات الثقافية والمنوعات، وأعددت الكثير من السهرات الإذاعية، أشهرها برنامج (قوانات) وهي عن مطربي الجيل السابق الذين كانوا قبل السبعينيات من القرن الماضي، وأنا أعتبر أن هذا البرنامج كان بمثابة التوثيق الجميل لهؤلاء المطربين، بعدها صرت رئيسا لقسم الدراما، وقد أدرت هذا القسم مدة زمنية، وخلال الأربع سنوات الماضية، نقلت إلى دائرة الإنتاج بالهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون، وخلال السنتين الماضيتين، استطعنا كدائرة أن نعيد شكلية تجربة المنتج المنفذ، والآن هو الرديف الحقيقي للارتقاء بالدراما في أي مكان بالعالم، وحققنا أرقاما جيدة من خلال المشاهدة الجيدة، ودعني أقول إننا في السنوات الماضية كان هناك الكثير من اللغط الذي أثير حول الدراما العمانية، وفي اعتقادي أن عام 2012 شهد هدوءا لهذا اللغط، وهذا يعتبر نجاحا في حد ذاته، قدمنا أعمالا ترقى إلى مستوى الأعمال الدرامية في الخليج والوطن العربي، نحن نعاني من مسألة التوزيع، وأرى أن هذا الأمر في حاجة إلى فترة زمنية لمعالجته مستقبلا، وإن كان التوزيع ـ على حد علمي ـ عبارة عن علاقات، والآن نحن نرمي الكرة في ملعب شركات الإنتاج.
* وما برأيك الأسباب التي أدت إلى اللغط السابق الحاصل حول الدراما العمانية ؟
** قضية اللغط وإثارته منقسمة إلى شقين، أحدهما يكمن في أناس قد يكونون ليس لديهم غير اللغط، وفي المقابل كانت هناك أفكار جميلة ونقد بناء، ونحن استفدنا من الشق الثاني، وتركنا الشق الأول، والتفتنا إلى تعديل بعض الأخطاء التي قد تكون ارتكبت بدون قصد، لكن في نفس الوقت علينا أن نساير ونواكب ما يصير ويحدث في العمل، فجددنا تيمة كتابة النص، وجددنا تيمة المشاركات، وشهدت الفترة الماضية مشاركات خارجية على مستوى الفنانين والفنيين، نحن لدينا مجموعة كبيرة من الفنيين الجيدين، ولكنهم اختلفوا ولا أعرف أسباب اختفائهم، وفي المرحلة الحالية تركنا للمنتج المنفذ حرية إحضار واختيار الفنيين الذين يريدهم ويحتاج إليهم العمل، وقد أحضروا بالفعل أسماء مخرجين من الوطن العربي، من مصر وسوريا والأردن، وكذلك من الخليج على مستوى الفنانين، وأمامنا فرصة كبيرة نحاول جاهدين فيها من خلال التجديد في طرح قضايانا ورؤانا، وكنا دائما ما نستفيد من النقاد الذين كانوا يتناولون في نقدهم نقاطا حقيقية، حول الصورة البصرية والنص الجيد، وتناول القضايا التي تمس المجتمع، وبالتالي استطعنا من خلال هذه النقطة واستفادتنا من هؤلاء، أن نخفف من اللغط المثار، ولكن على الجانب الآخر، هناك من يلغطون مع انعدام أسبابهم، وأنا متأكد أن لغطهم سيبقى موجودا، كالذين يقولون إن تليفزيون سلطنة عمان غير جيد، ولكنهم في نفس الوقت لا يشاهدون برامجه، ونحن بدورنا نتساءل: على أي شيء استند هؤلاء في حكمهم؟!، وهو ما يبين أنهم مدَّعون في أحكامهم غير الموضوعية، ونحن قررنا في الدائرة أن نغطي على كل هذه الغوغائية من خلال العمل وما نقدمه للمشاهد، نحن لازلنا نعمل، ولازلنا نستفيد من أي ملاحظات حقيقية تقدم في هذا الجانب، ونتلافى أي سلبيات ارتكبت عن غير قصد.
* ما الآلية التي تتبع مع أي نص أو فكرة عمل أو أي مشروع فني يقدم من شركات الإنتاج إلى الدائرة ؟
** شركات الإنتاج تقدم نصوصها، هذه النصوص تخضع للقراءة والرقابة والإجازة، لدينا لجنة لقراءة ورقابة النصوص الدرامية، هذه اللجنة مشكلة من متخصصين في قراءة النص الدرامي، أغلبهم مسرحيون، وليس معنى هذا أنهم لا يستطيعون أن يشكلوا النص الدرامي، وهذه اللجنة شكلها رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون، وهي تقوم بفرز النصوص للبحث في جودتها، ونحن الآن نسعى للجودة في كتابة النص، لأنه وكما هو معلوم فالنص هو الأساس في عملية الإنتاج، فإذا كان الورق جيدا، فبطبيعة الحال يكون الإنتاج جيدا، ونحن كدائرة الإنتاج دورنا الإشرافي كبير جدا، فبمجرد أن نتسلم النص من المنتج وتجيزه اللجنة، يعود إلينا هذا النص مرة أخرى، ونحدد النص الذي نريد إنتاجه لهذا العام، وأحب أن أطمئن المنتجين بأن النصوص التي تسلمناها من شركات الإنتاج ستخضع للقراءة، وستأخذ الموافقات إذا كانت جيدة، أو نضع عليها الموافقات والتعديل، ولكن هذا لا يعني أننا سننتج هذه النصوص كلها، فإننا في دائرة الإنتاج لدينا خطة لكي ننتج مجموعة محددة من الأعمال خلال موسم رمضان وما بعد رمضان، وهي خطة تتضمن نوعا من الأعمال التراجيدية، نوعا من الأعمال الكوميدية، بالإضافة إلى السيت كوم، والرسوم المتحركة، قد يأتينا نص طرحت فكرته في الأعوام الماضية، فلا نريد أن نكرر الفكرة من خلال هذا العمل، لذلك أتمنى من المنتج أن يقرأ النص قبل أن يأتي به إلى دائرة الإنتاج، ومن خلال قراءته يدرك أن هذا النص جديد كي يقدمه أم لا، لماذا لا يبحث المنتج عن الأفضل والجديد لتقديمه إلى الدائرة كي تجيزه للإنتاج.
* .. وماذا بعد إجازة النص من قبل لجنة القراءة ؟
** بعدما يجاز النص من قبل لجنة القراءة، إذا ارتأت دائرة الإنتاج أن هذه النصوص تأتي ضمن خطة العمل، وقتها تكون هناك ترتيبات للإجراءات الحقيقية لإنتاج النص، وهي أولا مخاطبة الشركة بأن نصها المقدم مجاز وستنتجه الهيئة، كي تتواصل معنا الشركة لإحضار المستندات الرسمية والإدارية والمالية والقانونية، ثم يرفقون كشوفات بالممثلين والفنيين، ويوضحون ما الذي يستطيعون تقديمه لدائرة الإنتاج من (اللوكيشنات) وما هي المدة التي سيستغرقها تصوير العمل، والإمكانيات والكوادر الفنية والبشرية التي تمتلكها الشركة، ومن خلال العقد الذي سيوقع بين دائرة الإنتاج والشركة المنتجة، الذي يضم مجموعة من الشروط والحقوق التي يتضمنها هذا العقد. ودعنا هنا نطمئن البعض أننا كل سنة نزيد الموازنة، فنحن بدأنا بالسابق بـ(40) ألفا، وزادت إلى (70) ألفا، ثم إلى (80) ألفا، ثم إلى (100) ألف، ووصلنا الآن إلى (230) ألفا، لأننا كدائرة إنتاج على يقين أن الإنتاج يحتاج إلى دفعة، فهو مكلف، ولابد من مبالغ مالية عالية، حتى تكون هناك أعمال جيدة، وعلى أساس أن المنتج يضم إلى عمله أسماء جيدة من الممثلين والفنيين، للبحث عن صورة بصرية إنتاجية متميزة وعلى درجة عالية من الجودة، فلابد وأن العمل يكون مستوفيا لشروط الإنتاج، حتى تكون هناك مصداقية في الصورة المنقولة للمشاهد، إننا نرى في كثير من الأعمال الفنية الخليجية والعربية، إنتاجا ثريا جدا، ففي كثير من الإنتاج الحديث نرى الصورة تغني في أحيان كثيرة وليس فقط الأحداث، فتقنية الدراما دخلت في حيز الصورة البصرية الجيدة، وهي التقنية الدرامية الحقيقية التي تفرض نفسها الآن، مع وجود القصة والتناول والصراع وغيرها من مكونات العمل الدرامي، فدورنا حتى ننتج العمل هو إشراف إداري، وإشراف فني، فنحن كدائرة إنتاج نتواجد في مواقع التصوير، لمتابعة ما يحدث فيها، وتلافي أي أخطاء قد ترتكب، إلى أن نتسلم العمل على نظام (الإتش دي) ثم يشاهد العمل ويراقب في مرحلة ما بعد الإنتاج، وإذا كانت هناك ملاحظات للصور التي لا تناسب مجتمعنا فإنها تقطع، لكن من الأساس المفترض أن يكون المنتج رقيب نفسه، ولابد من تواجد المخرج في اللوكيشن، لأنه طبعا مع التطور الدرامي الحاصل والاستجابة إلى إحضار مخرجين وفنيين من خارج السلطنة، بناء على دعوات التطوير الحاصلة، فإننا نجد مخرجا من خارج السلطنة، ولديه خلفيات وثقافات عن أشياء معينة وصور معينة تكون في بلده عادية جدا، ولا تلفت انتباهه، وهنا لابد وأن يكون المنتج على رأس العمل لتلافي هذه الأخطاء غير المقصودة، وهنا أيضا نجد دور المشرف المناط به الإشراف على مراحل إنتاج العمل من دائرة الإنتاج، لذا يجب عليه التدخل في الوقت المناسب، وفي نفس الوقت دعني أرسل رسالة اطمئنان أننا لا نحجر على حرية الآخرين، ولكننا نوجه إلى أن تكون الألفاظ المتداولة في الحوار لا تخرج عن اللياقة، ودعني أعلنها صراحة بأن البعض يلومنا في بعض الضوابط التي نؤطر بها لغة الحوار، وأنا أبادرهم بالقول: لماذا لا نعتز بعربيتنا، لماذا لا نحاول أن نعود ألسنتنا على التلفظ ببعض مفردات العربية، فأنا أراه ليس عيبا.
* تعلمون أن الوقت أصبح ضيقا أمام شركات الإنتاج لإنجاز أعمالهم قبل موسم رمضان الدرامي بوقت كاف، فما الخطوات التي تقوم بها دائرة الإنتاج حاليا للتغلب على مسألة ضيق الوقت ؟
** نحن الآن نسير مع الخط المرسوم للجنة مراقبة وقراءة النصوص الدرامية وإجازتها، وأمام اللجنة كم كبير من النصوص، ونحاول قدر الإمكان أننا نتواصل مع المنتجين التي انتهت قراءة نصوصهم، ونحن أكثر خوفا من الآخرين أن يدركنا الوقت، لأن الموافقة على النص وإجازته، تتبعه مراحل إدارية ومالية كثيرة، تشمل المراقبات والمتابعات، نحن أجزنا عملا واحدا، ومن المفترض أنه يبدأ، لأنه كان مقدما من العام الماضي وهو مسلسل (نظر عيني) لشركة (الكهف الأزرق للإنتاج الفني) ونتمنى أن ترى النصوص الأخرى النور سريعا، لأنه كما قلت الوقت داهمنا. وكما أسلفت فإن خطتنا في دائرة الإنتاج تتجه لإنجاز أربعة أعمال في موسم رمضان القادم بمشيئة الله بالإضافة إلى أربع تمثيليات، وأتمنى أن نوفق في ذلك.
* من المفترض أن تسرع دائرة الإنتاج وتيرة العمل بشكل أكبر؛ حتى تكون هناك فرصة لشركات الإنتاج لإنجاز أعمالهم ؟
** نعترف فعلا بأن الوقت أصبح ضيقا جدا، وأراه يدركنا، ولكن يبقى أننا الآن أمام لجنة قراءة، وأنا كمدير دائرة إنتاج متضايق جدا من عامل الوقت، ونحن كما قال معالي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون، أمام أعمال سنة كاملة، لا تتوقف الأعمال على إنتاج موسم رمضان، ولكن الإنتاج للسنة الكاملة، ونحن بهذه الخطة لن نتوقف عن الإنتاج وسنقوم بعملية الإنتاج طوال العام.
* كان الكاتب في السابق يقدم مختصرا لفكرة العمل وكيفية معالجة القصة أو الحكاية دراميا، مع نموذج من ثلاث أو أربع حلقات، وكانت اللجان ترى ما يقدمه الكاتب كافيا للموافقة على إنتاجه وإجازته، فيكمل الكاتب كتابة حلقاته، أما الآن فبعض الكتاب يذكرون أن الدائرة تشترط أن يكون العمل المقدم كاملا في (ثلاثين حلقة) حتى تتم إجازته، فما الذي ترونه مناسبا لمصلحة الهيئة وأيضا لمصلحة الأعمال الفنية المقدمة ؟
** هناك جانبان أو شقان في العمل، وهما يعودان إلى قضية الثقة، فأنا من الممكن أن أتعامل مع كاتب وقلم معروف، وبمجرد أنه يعطيني أربع حلقات مع الفكرة الأساسية، فأنا على يقين أنني سأدرك ما ترمي له فكرة الكاتب، وأحيانا يأتي كاتب كبير معروف، وبمجرد أن يعرض علي فكرة، مجرد فكرة، أنا أوافق عليها وأطالبه بإكمال العمل، وهذه الطريقة صحيحة وليست خطا، وهي ما يؤخذ به الآن في إنتاج الأعمال الناجحة والمنتشرة، وأنا أتمنى أن تسير هذه الخطة لدينا هنا، وهي وجهة نظري أيضا أنا كطالب محمد مدير دائرة الإنتاج، فأنا لدي قناعة تامة بهذه الفكرة، ولا أراها خطأ، لكن عندما تتعامل مع كتاب مبتدئين، أو حتى هم بدأوا وقفزوا درجة، فهذا الكاتب لا أستطيع أن أعطيه ذات الثقة التي أعطيها لكاتب كبير وأعماله إبداعية، فلا أستلم منه حلقة أو حلقتين ثم أبدي موافقتي عليها، وأعطيه الموافقة لكي يكمل باقي الحلقات الثلاثين، لا بالعكس، لابد أن يعطيني هذا الكاتب الثلاثين حلقة، ثم أقرأها وأحيانا أجد أن الثلاثين حلقة لم تكتب بشكل جيد، فلا الفكرة واضحة ولا المشاهد مركبة ولا الأحداث صحيحة، وفي هذه الحالة أقيم هذه التجربة ثم أرجع للكاتب وأقول له هذا تقريري بالنسبة لتجربتك، كي يعيد الكاتب ما كتبه ويستفيد بشكل كبير من التقرير الذي دار حول النص، ثم يعود الكاتب مرة أخرى ولا أترك الكاتب إلا وقد استفاد من الملاحظات التي أبديتها على نصه بشكل كامل، وقتها يأخذ النص الموافقة ثم أقرر ميعادا لإنتاجه، الآن ما يتبع من خطط من قبل دائرة الإنتاج في حتمية تقديم ثلاثين حلقة حتى يراجع النص ويقرأ من قبل لجنة القراءة، لأننا الآن بصدد التعامل مع مؤلفين بعضهم جديد على الساحة، فلابد وأن تقرأ نصوصهم كاملة من خلال الثلاثين حلقة، أما إذا جاء مؤلف كبير ومعروف على الساحة الدرامية، فأنا أكتفي منه بالفكرة الرئيسية وحلقتين أو ثلاث، وأنا مدرك أنه سيكتب بطريقة احترافية، وإصرارنا الآن على تسلم الثلاثين حلقة كاملة يعطينا الفرصة أن نأخذ بيد الكتاب الجدد وهم سيستفيدون بالطبع من الملاحظات التي ستقدم على أعمالهم، فتجربة الثلاثين حلقة ليست خطأ، ولكن سنسير فيها إلى أن يثبت الكاتب جدارته، ولا تنسى أنك كمؤلف تعاملت معنا في الإذاعة، وكنا نكتفي بتلقي حلقة أو إثنتين من العمل، وكانت الفكرة أو ملخص العمل يكفي للحكم على العمل ككل، ومع ذلك كنا نراجع الحلقات تباعا، للوقوف على مستوى ما يقدم من نصوص، وأحيانا كثيرة الكاتب يكمل عمله، ثم ينفذ المخرج عملا آخر، فأنا كمخرج معظم النصوص التي مرت علي أبديت عليها ملاحظاتي ودعمته بما يخدم هذا النص، فأنا كمخرج لابد وأن تكون لدي رؤية حول العمل، هناك أسماء كبيرة من المخرجين يجلسون مع المؤلفين والمنتجين ليضيفوا ويحذفوا في بعض المشاهد بما يخدم النص. وفوق كل هذا وذاك، لدي رسالة كبيرة أحب أن أوجهها لجميع المنتجين في سلطنة عمان: أيها المنتجون هل تقرأون النصوص التي تقدمونها لإدارة الإنتاج ؟، فقراءة النصوص مفيدة لكل أطراف الإنتاج لأن مفردات الإنتاج تكون موجودة في النص، فالبعض يشتكي من رفض النص المقدم من شركته ويتساءل لماذا رفض النص، ونحن نسأل من لم يقرأ النصوص: ماذا تعرف أنت عن نصك؟، وكيف تقدمه لإجازته للإنتاج دون أن تعرف عنه شيئا ؟.
* كم عدد النصوص المعروضة على لجنة القراءة ، وكيف ستتعاملون معها ؟
** نحن في دائرة الإنتاج لا نقف أمام أي نص، نحن نستقبل دائما ما يقدم لنا من نصوص، والنصوص التي لدى الدائرة فوق العشرين نصا ثلاثين حلقة، وفوق العشرين نصا تمثيلية، ونحن نقرأ كل هذه النصوص، ومن المعروف أن جودة النص تظهر من حلقاته الأولى، فأحيانا نجد النصوص ضعيفة والفكرة استهلكت في أكثر من عمل درامي، وقتها لابد وأن يرفض النص، لكن أحيانا أجد نصا يظهر اجتهاد المؤلف، وفكرته جميلة وجديدة، وقتها أصر على أن أقرأ النص بالكامل وأضع عليه ملاحظاتي وأتابع مع هذا المؤلف، وفي النهاية يكون القرار بإنتاج هذا النص، ولكن توقيت الإنتاج يخضع للعديد من المعايير التي وضعتها الهيئة، فالخطة تتضمن عددا من المسلسلات والتمثيليات، بالإضافة إلى أن بعض الشركات ليس لها تجارب إنتاجية لأنها وليدة، فيجب أن أكون حذرا عند التعامل مع هذه الشركة، فأحيانا تأتي إلينا نصوص من شركات ليس لديها أي تجارب سابقة وليس لديها أي خلفيات إنتاجية على الإطلاق، وليس لديها أي تراكم أو خبرات إنتاجية خاصة، ونحن في نفس الوقت لا نمنع صناعة شركات الإنتاج، وقد ساعدت وزارة الإعلام العديد من الشركات للوقوف على أرجلها، لكن في نفس الوقت عملية المغامرة بميزانية إنتاج العمل وهي 230 ألف ريال عملية صعبة جدا، ونحن على دراية أن شركات الإنتاج تنفق من هذا المبلغ على الأجهزة، فهل الباقي من الميزانية المحددة للعمل سيكفي عملية الإنتاج مثلما تريدها الهيئة ؟، بالطبع لا، لذلك بدأ البعض يعاني من الخسارة، والبعض يعاني من عدم استلام الحقوق المقررة، لذلك أحاول أن أجتاز هذه التجربة وأوجد أرضيات أخرى، أنا كطالب محمد شخصيا أرى أنني لو ساهمت في صنع خمس شركات واشتغلت معها أربع سنوات، ساعتها سأتعامل مع الشركات الأخرى بالسهرات التليفزيونية الصغيرة إلى أن تقف على قدميها، وبعد ذلك أجازف معها في مسلسل، لكن أكبر خطأ أن أجازف بمسلسل في ثلاثين حلقة لشركة إنتاج لا تملك حتى كادر واحد، لأن الموضوع مرتبط بمبالغ تدفع وعملية إنتاج، فلا أستطيع أن أراهن على شركة ليس لديها حتى شاريوه أو كاميرا، فهذا موضوع صعب جدا.
* ماذا عن لائحة الأجور التي سمعنا أنها ستعدل إلى الأفضل، وكيف ستتعامل شركات الإنتاج معها ؟
** لدينا في الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون قراءة أخرى بالنسبة للائحة الأجور، وقلنا لشركات الإنتاج منذ العام الماضي: لا تتعاملوا على لائحة الأجور الحالية، فهذه اللائحة تتبع الإنتاج الداخلي للتليفزيون، فالبعض منهم يتعامل بها، والبعض الآخر لا يتعامل بها، لكن الكل يلجأ لشيء واحد وهو معرفة فئة الفنان، ونحن هنا لدينا لجنة تقييم، وكل فنان يندرج تحت فئة مختلفة نجم أ . ب . ج ، وأعتقد أن بعض الشركات تجاوزت هذه المرحلة وصارت تتعامل مع الفنان بالفئة المتقدمة على فئته، ولكنا دعنا نقول إن الأجر السابق يعتبر ضعيفا بمعنى الكلمة، ونحن الآن بالهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون بصدد تعديل اللائحة إلى الأفضل، بإيقاع الحياة الآن، ولا نبالغ إذا قلنا إننا وضعنا أرقاما جيدة، وهي بالطبع ستعود علينا بالضغط، فتعديل الرقم للأفضل سيدعو الشركات المنتجة إلى الرغبة في زيادة الميزانية، ونحن كما أشرت وضعنا هذه اللائحة لداخل التليفزيون وليس لخارجه، ويبقى خارج التليفزيون أن الفنان يتعاقد مع الشركة بما يتناسب مع قدراته وإمكانياته الفنية واسمه، ولعلمك الخاص في دول الخليج لا يوجد شيء اسمه لائحة الأجور، إذا تكلمنا عن الإمارات والبحرين والكويت وقطر، فالفنان فيها يتعامل بالعقد مع المنتج، لكن يبقى من هو الفنان ؟، هذا هو السؤال، يعني الفنان الذي يبدأ خطواته الأولى في عالم الفن يأخذ أجرا يناسبه حتى يخرج للشاشة أمام الجماهير ليصبح معروفا، ومع الأيام يقف على قدميه، وبعد ذلك يقرر ما يتناسب مع قدراته وموهبته ونجوميته، حتى النجوم الكويتيين إذا أخذناهم مثلا لارتفاع الأجور، فهم يتعاملون بالعقود مع ما يتناسب مع أسمائهم، وصار المنتجون يعرفون أجورهم، وبالتالي الأيام تمضي، وهذه الأمور تصير بعد التسويق بشكل مغاير، فشركات الإنتاج تعطي هذه الأرقام لأن لديهم فنانا اسمه يسوق، ونحن الآن لدينا في عمان فنانون معروفون سواء في الإنتاج الدرامي المحلي أو الخليجي أسماؤهم تسوق الأعمال، فعلى سبيل المثال لدينا الفنان إبراهيم الزدجالي والفنانة فخرية خميس ولكن ليس لدينا أسماء أخرى تسوق الأعمال، فلو أوجدنا هذه القاعدة مع الأيام، ومع وجود بعض الأسماء الأخرى، ونحن في الأعوام الماضية أتينا بأسماء فنانين تسوق مثل ليلى السلمان، ولكن مع الأيام والوقت تسويقنا يتحرك، فأنا على سبيل المثال عندما أحضر اسما كبيرا في عالم الدراما مثل الفنان يحيى الفخراني، وأذهب إلى أي محطة فضائية وأضع الرقم الذي أراه مناسبا، وقتها سآخذ من هذه الفضائيات ما أريده. وبالتالي أنا أسير من خلال شقين، الأول شق النص ومن هو الكاتب، والثاني شق الفنان، وهذه هي معادلة التسويق، في الأخير لدينا لائحة أجور أتمنى ألا تطبق إلا في التليفزيون، لا نريد أحدا أن يطبقها، لأنه لو اعتمدت الشركات لائحة الأجور الحالية، فإننا نقول لهم، لقد تغيرت الميزانية التي تدفع للشركات مقابل أعمالهم التي ينتجونها بشكل أكبر، فلابد وأن تتعامل مع الفنان بشكل مغاير.

جريدة الوطن