المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مؤسسة رعاية الطفولة الإيرانية ساهمت في تشكيل ملامح السينما الجديدة


سالم الوشاحي
30-01-2013, 01:28 PM
في أولى فعاليات الفن السابع بالنادي الثقافي -
كتب: ماجد الندابي -
افتتح برنامج الفن السابع مساء أمس فعالياته لهذا العام التي ابتدأها بأمسية سينمائية استثنائية ، تم خلالها عرض الفيلم الإيراني "التفاحة" للمخرجة سميرة مخملباف، بعد أن أعطى السينمائي عبدالله خميس نبذة عن بعض ملامح السينما الإيرانية الحديثة، وذلك بقاعة النادي الثقافي بالقرم.
في بداية حديثه عرف عبدالله خميس ببرنامج الفن السابع الذي بدأ فعالياته المنتظمة العام الماضي حيث قدم رزمة من الفعاليات الشهرية التي وجدت استحسانا لدى الحضور وذلك لتنوعها في طبيعة المادة المطروحة في هذه الأمسيات فقد تناولت مواضيع مختلفة حيث تطرقت في بعض امسياتها إلى المغالطات العلمية في الأفلام الوثائقية، كما قامت بعرض فيلم سينمائي طويل في آخر فعالية من العام الماضي من عرضه لفيلم "الجنة الآن" وهو فيلم عرف الحضور بجوانب كثيرة من الفن السينمائي الفلسطيني.
وأكد عبدالله خميس على أن برنامج الفن السابع سيبدو مختلفا في هذا العام الجديد في جوانب متنوعة تضيف إلى جماليات الأمسيات التي يقدمها، ويعمق في جوهر القضايا السينمائية التي يتناولها، فسوف يستضيف البرنامج ثلاثة من صناع السينما وذلك ليقوموا باستعراض تجاربها السينمائية، كما سيقوم البرنامج بعرض أفلام سينمائية طويلة وانتقائية، كما فعل في أمسية الأمس من تناوله للسينما الإيرانية من خلال أحد أفلامها التي نالت شهرة واسعة وبرزت فيها أغلب ملامح الفن السينمائي الإيراني الحديث.
ومن ثم شرع عبدالله خميس في الحديث عن ملامح السينما الإيرانية الجديدة التي بدأت فعليا في التشكل عام 1969م واستمرت حتى يومنا هذا، وأول تلك الأفلام التي أثثت للمشهد السينمائي الإيراني هو فيلم "البقرة" الذي تناول قصة فلاح يذهب إلى الحقل وتبدأ قصته مع البقرة، وينتهي الفيلم بأن يتحول هذا الفلاح إلى بقرة، وعلى الرغم من غرائبية هذه الفكرة إلا أنها كانت تطرح فكرة اجتماعية ركزت على الرجل البسيط الذي يعمل في الحقل، وهي نقلة في الأفلام الإيرانية التي كان معظمها يتم تصويره في الأستوديوهات بدلا من الخروج إلى الواقع وإلى رجل الشارع، حيث أن السينما الإيرانية كانت يتم توجيهها وفق المعايير التي يضعها نظام الشاه القائم في تلك الفترة، فقد كانت الأفلام في عمومها هي أفلام رخيصة جدا وهزيلة في قضاياها ومفرغة من محتواها وذلك لأن النظام يضيق الخناق على الأفلام التي تتناول النقد السياسي، أو التي تركز على الأوضاع المزرية التي كان يعيشها الشعر الإيراني، ولكن فيلم "البقرة" قام بالقفز من فوق السياج لتبدأ هذه المرحلة الجديدة من الأفلام السينمائية الإيرانية الجديدة، كما ظهر جيل من المخرجين مرادف لهذه المرحلة منهم محسن مخملباف والد المخرجة سميرة التي أبدعت فيلم "التفاحة".
واستعرض عبدالله خميس جزء من الملامح التي تشترك فيها السينما الإيرانية، ومن أهم تلك الملامح هو تسليطها الضوء على القضايا الاجتماعية من خلال القيمة الفنية العالية، كما أنها يوجد بها الكثير من التأمل والصراع النفسي والداخلي في الكثير من الأحيان، وهي تعطيك مساحة للتأمل أثناء المشاهدة، وذلك من خلال مخاطبة حس التأمل، فهي يمكن أن تسمى بالسينما الهادفة للتغيير والاستمتاع الروحي والتأملي، كما أنها دائما ما تضيف عند المشاهد قيمة معرفية جديدة.
أما أبرز ملامحها هو أنها هي أغنى سينما عالمية من حيث تناولها لقضايا الأطفال، وذلك لاعتبارات مؤسساتية وتحولت إلى جانب جمالي لا شعوري يهدف إلى التأثير والتغيير، وذلك لوجود مؤسسة حكومية تعنى برعاية الطفولة، وبعد الثورة الإيرانية تم تغييب مجموعة من ألوان السينما، ولكن ظلت هنالك الكثير من الأفلام المعنية بشخصية الطفولة، وخاصة إذا علمنا أن الحكومة كانت تمول الأفلام التي ينتجها المخرجين وتتناول ملمح من ملامح الطفولة، مما جعل الكثير من صناع السينما يتجهون إلى قضايا الطفل وذلك للحصول على ذلك الدعم والتمويل الحكومي.
ولكن بين عبدالله خميس أن فيلم "التفاحة" هو خارج عن الظروف السابقة من حيث التوجه لقضية الطفولة من أجل التمويل، لأن المشاهد للفيلم يجد فعلا أن هذا الفيلم أنتج لهدف في ذاته، وليس لخضوع لظروف مادية.
ويدور فيلم التفاحة حول طفلتين أختين حبسهما والداهما عن العالم الخارجي مدة 11 عاما، كون الأب عجوزا فقيرا عاطلا عن العمل، والأم عمياء، مما جعلهما يظنان أن حبس الطفلتين بالبيت هو الخيار الأنسب لهما لحمايتهما من شرور العالم الخارجي. إلا أن الجيران يقررون أخيرا التوقف عن الصمت إزاء الطفلتين الحبيستين ويبلغون الجهات الاجتماعية المختصة بالأمر، وهنا تخرج الطفلتان للنور لتريا العالم خارج البيت للمرة الأولى. فأي عالم هو ذاك الذي تريانه؟!
كما ذكر أن المخرجة الإيرانية سميرة بدأت التمثيل وهي في الثامنة من العمر، حيث شاركت في أحد أفلام والدها، كما أنها نشأة في عائلة سينمائية، وقامت بإخراج فيلم "التفاحة" وهي في سن 17، وقد كتب قصته والدها، وتم عرض فيلمها في مهرجان كان السينمائي عندما بلغت سن 18، وفي رصيد سميرة أربعت أفلام سينمائية طويلة وهي فيلم "التفاحة" وفيلم "السبورات" الذي حصل على جائزة التحكيم الكبرى في مهرجان كان السينمائي عام 2000، وفيلم "في الساعة الخامسة عصرا" وفيلم "الحصان ذو الرجلين" الذي يتحدث عن استغلال الأطفال للأطفال الأخرين في أزمات الحروب.
بعدها تم عرض فيلم "التفاحة" ومن ثم فتح باب النقاش أمام الجمهور.
جريدة عمان