المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جمهور الأوبرا يعيش نشوة «الحب المحمدي» من المغرب إلى عُمان


سالم الوشاحي
30-01-2013, 01:30 PM
في ليلة مع «الروحانيات الإسلامية» -
متابعة ـ عاصم الشيدي -


تحولت دار الأوبرا السلطانية مساء أمس الأول إلى ساحة للابتهالات والأناشيد "الإسلامية" التي تغنت بالشمائل المحمدية في بادرة ردمت فيما يبدو الكثير من "الهوات" بين عشاق الفن وبعض الذين يرون فيه خروجاً عن النص، على أن تلك "الهوات" كانت فكرية وجدلية. وكان بين الحضور عدد من الباحثين "الدينيين" والفاعلين في المؤسسة الدينية.
بدأت الأمسية التي جاءت احتفالا بالمولد النبوي الشريف مع فرقة "فتية المديح المحمدي للإنشاد" وهي فرقة من مجموعة من الشباب العمانيين. ومع "يا لائمي في الهوى العذري معذرة" كان لليلة أن تشرق فوق إشراقها، ويتلألأ نورها وترتدي لباس الإبداع. وبدا واضحا أن التناغم شديد بين الشباب العمانيين حد التوحد في صوت واحد، رغم أنه صوت يحتاج إلى المزيد من التدريب حتى يتشكل اكثر، لكنه لا شك كان متقنا في مخارج الحروف وضبط الأبيات وزنا ولغة وإيقاعا.
"كم بدور في خدور المنحنى.. يستعير البدر منهن التمام"، أشعل البيت نشوة صوفية بين الحضور ساعدته الإضاءة الجميلة والمتقنة التي عكست الكثير من الروحانيات على مسرح دار الأوبرا.
ومن فرقة "فتية المديح المحمدي" إلى فرقة الشيخ عبدالحليم مشهور" من مصر والتي بدأت بموشح "مولايا كتبت رحمة الناس عليك"، إلا ان أداء الفرقة أثار الكثير من الاستياء بين حضور العرض، ورأى البعض أن الفرقة كانت خارج السياق: أصوات نشاز، وأداء لا يرقى إلى عرض في دار أوبرا مهما كانت، دع عنك دار أوبرا في مستوى وحجم دار الأوبرا السلطانية. وكادت الفرقة أن تبدد النشوة الصوفية التي تشكلت مع الوصلة الأولى من الأمسية إلا أن فرقة المعتصم بالله العسلي من سوريا أعادت الحضور إلى ما جاؤوا إليه، أعادتهم محلقين في سماوات النشوة الصوفية وحب المصطفى، حيث كانت الأصوات المتناغمة والتي يفوح منها النغم بدون إيقاع حتى، وترقص القلوب مع تراقص الكلمات التي كانت تفوح بروائح الشعري.
"ملكتم فؤادي في شرع الهوى
عليكم رقيب رقيب رقيب
فلا تقتلوني كذا عامدا
لأني غريب غريب غريب"
وتواصل التحليق مع روائع الشعر العربي الذي يمدح المصطفى عليه الصلاة والسلام، فكانت قصيدة مصطفى خلقي "لو كنت تدري":
لو كنت تدري ما الحب يفعل
بالوصل يوما ما كنت تفعل
ظبي كحيل حلو المحيا
الغصن منه إن ما يخجل"
واختتمت الفرقة وصلتها بقصيدة "الغصن إذا رآك" وماس معها الجمهور وحلقوا بجوار سماوات الإبداع، حتى حسبت أن كل الجمهور كان ينشد معهم:
الغصن إذا رآك مقبل سجدا
والعين إذا رأتك تخشى الرمدا
يا غصن نقا مكلل بالذهب
أفديك من الردى بأمي وأبي
إن كنت أسأت في هواكم أدبي
فالعصمة لا تكون إلا لنبي"
وللقارئ ان يرسم في ذهنه صورة للمشهد، ولجمالياته في أجواء خيالية، أو قل من ألف ليلة وليلة إذا تمازجت مع السياق الديني.
وبعد الاستراحة التي دامت ثلث ساعة تقريبا كان الحضور على موعد مع فرقة امير عبد المجيد من جمهورية مصر العربية والتي قدمت مجموعة من الأناشيد الدينية والابتهالية. ومن بين الأناشيد الإبتهالية قصيدة "مدح النبي":
"مدح النبي هو الوسيلة يا فتى
أقبل عليه وكن به متصببا
واسمع مديح المادحين لأحمد
ولآله اهل الطهارة والعبا"
ومع نفس الفرقة الموسيقية قدم عبد السلام الحسني من المملكة المغربية أناشيد نالت استحسان الحضور وتوجهت بحضور العرض إلى الأناشيد المحمدية والمدائح التي طالما اشتهرت في المغرب، واشتهرت بأصوات المنشدين المغاربة.
وبلهجة مغاربية رائعة أنشد عبدالسلام الحسني:
"أنا مالي فياش واش علي مني
نقلق من رزقي لاش والخالق يرزقني
في ظلمة الأرحام صورني من نطفة.
جريدة عمان