المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : »أسئلة السرد« تثير جمهوراً وصفها بالورشة المدرسية


سالم الوشاحي
01-02-2013, 06:28 AM
محاضرة استضافها اتحاد الكتّاب للدكتور صالح هويدي
»أسئلة السرد« تثير جمهوراً وصفها بالورشة المدرسية
المصدر: الشارقة ــ شاكر نوري


الآراء التي طرحها د. صالح هويدي في محاضرته "أسئلة السرد.. أسئلة السارد"، التي أقيمت في نادي القصة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارت بالشارقة أول من أمس، والتي أدارها القاص الشاب محسن سليمان، أثارت الجمهور، ومن بينهم الشاعرة والروائية الإماراتية ظبية خميس التي رفضت استخدام المحاضر لدور الوصاية في من يحق له كتابة القصة والرواية ومن لا يحق له ذلك. وكانت الاجابات اتهامية، حيث وصف السائلة بأنها لا تستوعب ما يقوله ولم تقرأ دوستويفسكي ولم تقرأ لكتاب إماراتيين. واتهمها بأنها تقف ضد القديم، بينما أرادت هي أن تضع الأشياء في إطارها الزمني ليس إلا.

انتقاد حاد

وناقشت ظبية خميس آراء د. صالح هويدي حول السرد وانتقدتها باعتبارها مدرسية وأكاديمية وتفتقر إلى مقومات البحث الموضوعي عن أساليب السرد المتنوعة في عالم القصة والرواية الحديثتين، وإن أمثلة المحاضر اقتصرت على عدد من الروائيين وهم نجيب محفوظ، وغوغول وأدغار ألن بو وغيرهم ممن تقادم الزمن على أساليبهم السردية، واغفال المحاضر للتجارب الجديدة في السرد سواء في الأدب العالمي أو العربي ما جعل المحاضرة مبسطة إلى درجة التسطيح إضافة إلى خلوها من المنهج النقدي.

الكاتب شخص غير طبيعي

وفي الحقيقة، إن المحاضر نبّه منذ البداية إلى أن محاضرته لا تعدو كونها ملاحظات يعرفها الجميع، لكنها تركز على مقومات فن القصة والرواية. هناك أسئلة قديمة ركز عليها المحاضر مثل: ما هي القصة وما هو هذا الفن؟ هل القصة حكاية سرد؟ أم أنها خليط من أحداث وزمان ومكان وحدوتة فقط؟

وهل القاص هو الهاوي الذي يستيقظ ليلتحق بموكب القصة والرواية؟ وهل يضيف الكاتب الجديد اسمه رقماً جديداً بين صفوف آلاف الكتّاب؟ وذكر المحاضر أن في دولة الإمارات أكثر من 5 آلاف كاتب ولكن من ينشر منهم لا يتجاوز 50 كاتباً. وركز د. صالح هويدي على أن الكاتب ليس شخصاً طبيعياً، بل هو من يمتلك ذهنية غير عادية، والكاتب الحقيقي هو الذي يعيش حياته بشكل ملتبس، وذهنه يقظ يسجل، وكاميرا تلتقط. وهو لا يستطيع أن يترك دائرة ابداعه أينما كان مثلما كان يفعل المسرحي الراحل قاسم محمد الذي كان يخرج مسرحياته على سقف غرفته في المستشفى في أواخر أيامه.

وطلب المحاضر من الكاتب الناشئ أن يقرأ الكثير لكي يخوض غمار الكتابة، وأورد المثل العربي الذي يقول إذا أردت أن تكون شاعراً فيجب أن تحفظ ألف بيت شعري ثم تنساها لتكتب قصيدتك الجديدة. وهذا غير متوفر في الجيل الشاب حالياً حسب رأيه. واللغة هي أساس أي ابداع أدبي. وقد شهد الأدب مؤخراً نوعاً من موت المؤلف على الرغم من الصراع الموجود بين شخصية البطل وشخصية المؤلف. واستمرار الكاتب في عالم الكتابة، ينبع من أنه غير راض عن العالم الذي يعيش فيه.

تراث السرد



طرح صالح هويديي موضوع الفن القصصي باعتباره آتياً من التراث الأوروبي، وليس سليل التراث العربي، ولكن العبرة في نظر المحاضر ليست في شكل الكتابة بل في نوع الكتابة وأسلوبها وتقنياتها.