المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أغراض الرواية


سالم الوشاحي
01-02-2013, 06:32 AM
محمد أبوعرب

ليس غريباً الحديث عن أغراض الشعر العربي، فالحديث يأخذ أشكالاً كثيرة، ويمتد منذ بداية التنظير للشعر العربي، إلا أن الحديث عن أغراض الرواية يظهر وكأنه لم يصغ نفسه في جمل عريضة يمكن سردها كما هو حال الشعر، أي، الهجاء، والمدح، والاعتذار، والغزل، والفخر، وغيرها .



الحديث عن وجود أغراض الرواية في زمن يثار فيه القول: “إن الرواية سحبت البساط من تحت الشعر وتربعت على ديوان العرب، لتصير بلا منازع ديوان العرب الجديد” حديثٌ يجعل الحاجة ملحة للبحث بأدوات منقب عالية الحساسية عن أغراض واضحة للرواية . إذ أن الإجابة تأتي من الروائيين مختلفة متباينة عند سؤالهم: ما الذي تريده من الرواية؟، متباينة وتدور في فلك سرد الحياة، ونقل التجربة الإنسانية .



لكن يمكن لدى قراءة أهم الروايات العربية والعالمية ملاحظة أغراض واضحة المعالم لكل عمل روائي، وهو بالضرورة يشترك مع العديد من الروايات في الغرض ذاته، أي الإطار العام للرواية .



ربما تخلّص التنظير الروائي من حديثه عن أغراض الرواية، بتحديده أنماطاً للرواية، أي تصنيف ملزم على شاكلة رواية تاريخية، ورومانسية، وأخرى واقعية، وغيرها، لكن ربما الحديث عن الأغراض يخرج الرواية من قوالب النمط الجاهز، إلى مساحة أرحب قد يشترك فيها نمطان أو ثلاث من الأنماط في غرض واحد .



السؤال عن غرض الرواية في واقع الأمر دفع به إلى رواية “عالم صوفي” للروائي النرويجي جوستاين غاردر، التي نشرت في عام 1991م . وكتبها باللغة النرويجية ونقلتها إلى العربية الكاتبة الصحفية د . حياة الحويك .



الرواية التي كُتبت للناشئة، تُقدم باختصار ومن دون الغوص في التفاصيل دروساً في تاريخ الفلسفة منذ بداية الفلسفة في أثينا مروراً بسقراط وأفلاطون وصولاً إلى أوروبا، وتحولات الفكر الفلسفي .



“عالم صوفي” يمكن للقارئ إذا نزع منها بضع صفحات تحرك شخصياتها، الحصول على كتاب في تاريخ الفلسفة، وهذا بلا شك يفتح الباب على مصراعيه على الغرض الذي كتب له غاردر روايته، والذي يمكن وصفه بالتعليمي . الرواية بلا شك هي من نمط روايات الناشئة، لكن أيضاً غرضها المحسوس هو تعليمي، فهل هناك أغراضاً يمكن لنا الحديث عنها بعيداً عن الأنماط، خصوصاً مع استذكار عدد من الروايات المعروفة، والتساؤل عن غرض الكاتب فيها، حيث سنجد، أغراضاً جمالية وتوثيقية، وأخرى تقوم بالتشويه والفضح والتساؤل وغيرها .



وأعني بتشويه، سرد أحداث فترة زمنية بصورة تشوه ما كانت عليه واقعياً، وتساؤل، أي، طرح تساؤلات حول مساءل مُسلم بها في التاريخ أو الحياة أو الدين، أما الفضح فهو كشف أسرار شخصيات بصورة موارية ومسميات مختلفة .
جريدة الخليج