المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : د . صالح هويدي يطرح أسئلة السرد في اتحاد الكتاب


سالم الوشاحي
01-02-2013, 06:42 AM
د . صالح هويدي يطرح أسئلة السرد في اتحاد الكتاب

الشارقة - إبراهيم اليوسف:




احتضنت قاعة أحمد راشد ثاني في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، مساء أمس الأول، أمسية أدبية للناقد د . صالح هويدي بعنوان “أسئلة السرد أسئلة السارد” دعا إليها نادي القصة في الاتحاد، وحضرها جمهور نوعي من الأدباء والكتاب والنقاد .



وسلط مديرالجلسة محسن سليمان الضوء على بعض ملامح تجربة المحاضرفي مجالي النقد والإبداع، ثم تحدث بإيجاز عن عوالم السرد، وتجربة د . هويدي في تناولها النقدي .



استهل د . هويدي ورقته النقدية بطرح عدد من الأسئلة منها: هل يمكن للمرء أن يكتب قصة؟ هل الموهبة هي الشرط؟ هل إن الإبداع هو مجرد إضافة رقم إلى عالم القص والقصاصين؟ إذ بين أنه من خلال متابعته وجد أن بعضهم لم يفكر على نحو جاد في أن يكون قاصاً، ومع هذا فقد غدا قاصاً، “بيد أنه لن يتمكن في متابعة الحفر الإبداعي، وسرعان ما سيتخلى عن الكتابة، لينشغل بعوالم أخرى”، وقال: من السهل أن أجلس لأخطط لكتابة قصة قصيرة، أوفر لها ما يستلزمها من أدوات وعناصر باللغة التقليدية، كي يكون هناك حدث وشخصية وحكاية وسرد وحوار، ولعل مثل هذا النص يجد طريقه إلى النشر بشكل عادي، أو عن طريق أحد القائمين على الوسائل المعنية، وبين أن ما يحدث في حقل القصة يمكن أن يعمم على حقلي الرواية والشعر، حيث هناك أسماء في كل هذه الحقول ثم هجرت الكتابة بلا عودة إليها، لئلا تشكل هذه الهجرة أي شيء بالنسبة إليهم، ومضى على هذا النحو يقدم رؤيته للسرد والسارد، من دون أي اعتماد على التعريفات المدرسية .



وقال: “القاص شخص غير طبيعي وفق المقايسس العادية، وهو ما ينطبق على أي مبدع في أي من المجالات الأخرى، حيث هناك ما يمكن تسميتها باللوثة الإبداعية التي تميزهم عمن هم سواه، لتكون كتابته مختلفة، وطريقة ارتباطه بعالم الكتابة مختلفة أيضاً، وإنه يعيش حياته بشكل ملتبس، وهو لا ينقطع عن التواصل مع عالمه الإبداعي حتى في تلك اللحظات التي ينخرط خلالها مع مجتمعه من حوله، إذ طالما يفاجئنا بعضهم بكتابة أشياء كثيرة عنا، بعد مضي فترة ما على ذلك، من خلال العودة إلى مخزون ذاكرته، معينه الإبداعي الأول، بالإضافة إلى الموهبة، والتجربة، والدربة وغيرذلك .



وأشار د .هويدي إلى أن مجرد معرفة كيفية بناء القصة، لا يؤدي بالضرورة إلى كتابة قصة ناجحة، فالقصة تبدأ ب”استهلال” و”وسط” و”توتر” و”عقد” و”انفراج” وقال: هذا منطق القصة، لكنها ليست قصة، حتى لو كان هناك مكان وزمان وعقدة وبدء وختام، لأن القواعد لا تخلق قصة، والشخصية ليست إنساناً، فقد تكون حيواناً، كما حصان تشيخوف، أوبحراً كما عند همنغواي، حيث البحر ينازع الشيخ والحوت البطولة، أو أن يكون الزمن هو البطل كما هو عند بروست، وقال د . هويدي: “إن أية قطعة نسيج، تختلف عن الأخرى التي استخدمت فيها أدوات صناعتها نفسها، من خلال روح النساج التي تخلق الإبداع، إذا كانت الرواية نهراً يبدأ من المنبع والمصب، فإن القصة مجرد موجة” .



ثم تطرق المحاضر إلى فن القص، وقال هو فن أوربي، خالص، ثمة من يقول: في تراثنا العربي بذور القص، حيث الحكاية، وبعض النصوص التي تشبه هذا الفن، إلا أنه استمر قائلاً: مثل هذه البذور، لايخلو منها تراث أي شعب من الشعوب،وأكد أن فن القصة بدأ على يدي مبدعين غربيين هما غوغل وإدغارآلن بو، وقد نضج مفهومها على يدي غي دي موباسان .

جريدة الخليج