المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشاعر المصري سيد حجاب: أسئلة جيل الستينات ألهمت ثورة الشباب


سالم الوشاحي
02-02-2013, 05:50 AM
الشاعر المصري سيد حجاب: أسئلة جيل الستينات ألهمت ثورة الشباب






التقى الشاعر سيد حجاب جمهور معرض القاهرة الدولي للكتاب وقدم شهادة عن الابداع والحياة وقال: ولدت في نهاية الحرب العالمية الثانية، في “المطرية” على ضفاف بحيرة المنزلة، ولذلك فأنا أنتمي إلى جيل الستينات الذي وضع العالم في تساؤل حول الوجود وأشعل ثورة الشباب، وهي البذور الأولى التي طرحت ما نحن فيه الآن .



وأضاف: أنتمي إلى أسر الصيادين المتعلمين، درس والدي لبضع سنوات في الأزهر وعمل موظفاً صغيراً، واستطاع أن ينشئ مكتبة أتيح لي في طفولتي أن أنهل منها، وخاصة في أوقات حظر التجول أثناء انتشار مرض الكوليرا عام 1947 فأقرأ الكثير من كتب فهمت أقلها ولم أع الكثير منها، وبقي في ذاكرتي الكثير منها .



وأشار سيد حجاب إلى أن أباه عرف “أبويا” من شقيقاته أنه يكتب الشعر، ونظراً لانتماء الأسرة إلى بيئة دينية كانوا يلقبونه بالشيخ سيد، وطلب والده أن يسمع منه شعراً فقرأ عليه بعض قصائده، فقال له: أنت شاعر بالسليقة، ونصحه بصقل الموهبة، وأعطاه دروساً في العروض وهو في سن 11 سنة، وكان يستخدم في تعليمه طريقة الأزهريين القدامى .



وفي هذه السن كان الهمّ المصري العام مطروحاً كهم خاص، وكل البيوت تشارك في مظاهرات الاستقلال التام أو الموت الزؤام، أما مهاجمة الفدائيين لمعسكرات القاعدة في القنال فكانت تجعل الأطفال يهتفون: “السلاح السلاح . . الكفاح الكفاح” .



وما لاحظته على الواقع -الكلام لحجاب - أن الناس تقدس الفصحى وتحتقر العامية، ولكني حين قرأت ليوسف إدريس، ويوسف الشاروني، ويحيى حقي، اكتشفت أنهم يكتبون السرد بالفصحى، والحوار بالعامية ففعلت مثلهم وأبدعت قصائد السرد فيها بالفصحى والحوار بالعامية، وضاقت بي الفصحى فكتبت قصائد كاملة بالعامية .



بعد سبع سنوات من العزلة والتعلم، يقول حجاب، نقلت إلى القاهرة التي سأحكي عنها بعد قليل، ولكني أريد التوقف قليلاً عند محطة الدراسة في كلية الهندسة، فقد حدثت أشياء جعلتني أقرر هجر الهندسة: الشيء الأول أن الشاعر فوزي العنتيل في مجلة “الرسالة الجديدة” نشر لي مختارات شعرية في بريد الشعراء مع كلمة جميلة كانت محفزة .



والأمر الثاني: أحد زملائي أرسل أشعاري إلى البرنامج الثاني من خلال حلقات “كتابات جديدة”، التي كانت تستضيف الناقد محمد مندور، ووجدت الدكتور مندور يستغرق خمس دقائق في تعليقه على أشعار طالب كلية الآداب وقضى بقية الساعة يتغزل في أشعاري ويشيد بحسي التجريبي ونبهني لأهمية ما أفعل .



وأرسل الصديق نفسه أشعاري إلى مجلة “الشهر”، التي يصدرها سعد الدين وهبة ويرأس تحريرها عبدالقادر القط ونشر لي ثلاث أغنيات بجوار شاعر كان من أوائل من التقيت بهم في القاهرة، وهو محمد عفيفي مطر، فقررت التوقف عن دراسة الهندسة واندفعت لدراسة الأدب من خلال الندوات والمراكز الثقافية والمسرح، وكنت أذهب صامتاً أسمع فقط، وفي إحدى الندوات رأيت شاعرا يرتدي ملابس الخدمة العسكرية، ويظل صامتاً مثلي فتلتقي أعيننا باستحسان أو استهجان .



ويعترف حجاب بولعه بالشاعر بيرم التونسي، وكيف كان يذهب إلى مقهى باب اللوق خصيصاً ليراه ويقول: ظهر بيرم فجأة فوجدته مشاكساً أشيب وخصلة من شعره تتدلى على جبينه و”يشاكل دبان وشه” فخفت وشربت الليمون وانصرفت .



وتابع حجاب: في مجلة “صباح الخير” وتحت عنوان “شاعر جميل يعجبني” قدم جاهين في منتصف يوليو 1961 فؤاد قاعود، وقدمني في 31 يوليو وهو يقول عني: “تذكروا جيداً هذا الاسم سيكون له شأن كبير في حياتنا المقبلة” .

جريدة الخليج