المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "الشارقة" للشعر الشعبي


سالم الوشاحي
03-02-2013, 04:39 AM
خالد الظنحاني

يعتبر الشعر الشعبي لغة أفراد المجتمع، ولسان حالهم، وهو اللغة القريبة من عامة الناس وبسطائهم، فهو بمثابة رسالة من الشعب إلى الحاكم يعبر بها عن أفراحه وأتراحه، كذلك هو المرآة التي من خلالها يستطيع الحاكم رؤية شعبه وبلده، لذا فإن الشعر الشعبي له دوره المؤثر والمهم والضروري في الحياة، كونه وسيلة اتصال صادقة ومعبرة عن حاجات ومتطلبات المجتمع، ومن خلاله نستطيع أن نتعرّف إلى ظروفنا ومشكلاتنا الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، فهناك العديد من قصائد الشعر الشعبي التي لا يتسع المجال إلى ذكرها تناولت قضايا مجتمعية مختلفة وطرحتها للحوار والمناقشة، بل وسجّلت تاريخ هذا الوطن الغالي بذائقة شعرية شعبية كان لها وقع طيّب وتأثير بالغ على أفراد المجتمع .



شكّل الشعر الشعبي في الماضي مرآة صادقة لمجتمع الإمارات من حيث تسجيله للحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية بكل تفاصيلها، كما كان الشعر الشعبي على مرّ الزمن سجلاً للأحداث التاريخية والقضايا العامة التي كانت تواجه الناس في فترة حياتهم آنذاك، وكم من قصيدة نبطية درسنا من خلالها أحوال مجتمع ذلك الزمان، وعرفنا اسم حكّامها والمنطقة التي كانوا يقطنونها، ومستوى الحياة المجتمعية الذي كانوا يعيشون تحت سقفه .



كذلك استخدم الشعراء هذا النوع من الشعر ليكون أداة نقد للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية السائدة في المجتمع الذي ينتمون إليه، فكم من شاعر شعبي ناقش قضايا اجتماعية كثيرة مثل غلاء المهور والسلع وأزمة الجوع وكذلك أزمة الغوص، كما ناقش الشعراء القضايا الأخرى المتصلة بحياتهم مثل الزراعة والمطر والإبل والبحر والأمراض السائدة آنذاك . فضلاً عن قضايا العرب القومية، كقضيتي فلسطين ولبنان وغيرهما من البلدان العربية التي شهدت منعطفات سياسية واجتماعية خطيرة .



وفي السياق ذاته، يطل علينا اليوم “مهرجان الشارقة للشعر الشعبي” الذي يعد أحد أجمل المهرجانات الشعرية على مستوى الخليج العربي، فضلاً عن أنه أقدم مهرجان أدبي يُعنى بالشعر الشعبي والعامي في دولة الإمارات، إذ مر هذا المهرجان بثلاث مراحل مختلفة، بحيث انطلقت دورته الأولى مع بدايات تأسيس “دائرة الثقافة والإعلام” في الشارقة العام ،1983 فيما انطلقت دورته الثانية العام ،1984 أما المرحلة الثانية فقد بدأت مع افتتاح “بيت الشعر” في الشارقة العام 1997 حيث واصل المهرجان مسيرته الإبداعية حتى عام 2000 بمشاركة عدد كبير من الشعراء الرواد والشباب، بينما اكتملت مرحلته الثالثة بانطلاق “مهرجان الشارقة للشعر الشعبي” .



لقد حظي هذا المهرجان برعاية كريمة من لدن رجل الثقافة والأب الروحي لها في دولة الإمارات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، لذلك كان التميز حليفه والإبداع رديفه والعطاء وليفه .

جريدة الخليج