المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سارة الحداد تنشغل ببنية النفس الداخلية في معرضها «أعلم أني علمت»


سالم الوشاحي
03-02-2013, 05:04 AM
مشهد يعكس مرحلة لاحقة من التسامح
سارة الحداد تنشغل ببنية النفس الداخلية في معرضها «أعلم أني علمت»
المصدر: دبي ـ رشا المالح



تتابع الفنانة الناشئة سارة الحداد بحثها الفني والفكري في عمق النفس البشرية في معرضها الفردي الثاني "أعلم أني علمت" الذي افتتح أخيراً في غاليري "النور" بمسرح دبي الاجتماعي ومركز الفنون في مول الإمارات ضمن مشاركتها في برنامج الفنان المقيم الذي نظمه القائمون عام 2011 وشارك فيه إلى جانب سارة 4 فنانين ناشئين. تتناول سارة في أعمال معرضها في إطار الفن المفاهيمي، فكرة الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا في تفكيك البنية لإعادة بنائها، حيث تدخل من خلال أدواتها الفنية التي العنصر الرئيسي فيها المرتبة والسرير، مقابل مقاربة جسد الإنسان الخارجي بالسرير، وأعماق نفسه بالمرتبة.

تفاصيل داخلية

وتنطلق من هذا المفهوم، لتفكك (المرتبة) وتكشف عن تفاصيلها الداخلية الموشاة ببقع من الألوان والخيوط والإبر والحياكة، كما هي نفس الإنسان بما تحمله من مشاعر وتجارب وأحزان وأفراح وتناقضات، وصراع بين الخير والشر، وأما الهيكل الداخلي لـ(المرتبة) الذي يتدلى في الهواء، نشاهد كل ما يمكن أن يختزنه الداخل في بنية خاصة به والتي تحمل بثوراً وندوباً وشظايا، ومنها إلى ركن في زاوية صغيرة نمت عليها كتلة سوداء كالورم أو الكابوس.

زاوية أخرى

وقالت سارة لـ"البيان" عن كتلة الزاوية، "أرى مسامحة الإنسان لنفسه بهذه الطريقة، فالغفران لا يعني غياب المشاعر السابقة وتلاشيها" ورداً على سؤالنا حول الزاوية الأخرى ذات الكتلة البيضاء الأصغر حجما والمصنوعة من حياكة الصوف بالسنارة أسوة بالسابقة قالت سارة، "هذا المشهد يمثل فترة لاحقة من التسامح حيث ما زالت بعض بقايا الألم موجودة". ويرمز الحبل المتدلي من جدار آخر وهو في الواقع حواف المرتبة، إلى احتواء الإنسان للكثير من المعاني والأفكار المتناقضة التي لا يمكن للآخر مشاهدتها، إلا بعد مرحلة من التفاعل وهذا التفاعل يكشف عنها ليدرك الآخر في بعض الأحيان أسباب الأشواك المعدنية الحادة التي توخز من يقترب منها.

جزئيات دقيقة

كما شمل مشروعها الفيديو، الذي نشاهد فيه امرأة تحيك (مرتبة) وهي جالسة قبالتنا لكننا سرعان ما ندرك أن الصورة الصحيحة مواجهتنا لظهرها، ثم نفاجأ بالحالتين معاً يتسبب في حالة من الإرباك حتى ندرك فكرة الفيلم الفنية. ومن الفيلم إلى مجموعة من الصور الفوتوغرافية الصغيرة التي التقطتها من تفاصيل المشروع، وهي كمن يضع كل أمر أو شأن أو إحساس تحت المجهر بكل جزئياته الدقيقة التي لا يمكن للمشاهد أو الإنسان أن يلحظها، أو يعي بوجودها من النظرة أو الانطباع الأول.
جريدة البيان