المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مفاجآت ورؤى صادمة في ندوة دشنت الأسبوع الثقافي المصري


سالم الوشاحي
03-02-2013, 02:16 PM
فيما غاب المحور العماني عن الندوة -
كتب: ماجد الندابي --

فجر وسيم السيسي مجموعة من المفاجآت والأفكار الصادمة التي اعتبرها تفنيدا لمجموعة من الأفكار الشائعة وغير الصحيحة عن الحضارة المصرية القديمة. ورسمت تلك الأفكار والرؤى ملامح الدهشة عند البعض والاستغراب عند الآخر، وذلك في محاضرته الثقافية التي انطلقت بها فعاليات "الأسبوع الثقافي المصري" في السلطنة، والذي ينظمه المكتب الثقافي بسفارة جمهورية مصر العربية في السلطنة بالتعاون مع السفارة المصرية والمكتب الإعلامي المصري.
وكان من المزمع أن يشارك د.محسن الكندي في هذه الندوة التي حملت عنوان "مصر – عمان: الحضارة والتاريخ" إلا ان الكندي اعتذر عن المشاركة في اللحظة الأخيرة وذلك لظرف طارئ مما جعل المحاضرة تتحدث حول محور واحد وهو "الحضارة المصرية القديمة".
في بداية المحاضرة التي أدارها د.عبدالحميد الموافي تم التعريف بالسيرة الذاتية والعلمية للمحاضر، ذاكرا أن أ.د.وسيم السيسي هو متخصص في طب المسالك البولية، معرجا على مجموعة من كتبه وإصداراته، تاركا المجال للمحاضر ليبدأ رحلة الكشف عن إنجازات الحضارة المصرية القديمة.

هل مصر القديمة مؤمنة

وقد بدأ السيسي محاضرته بإشارته إلى أنه سيحرص من خلالها إلى دحض بعض الأفكار السائدة عن الحضارة المصرية القديمة، طارحا التساؤل التالي: هل كان المصريون القدماء يوجد عندهم عقيدة أو إيمان؟ وأجاب بأن المصريون القدماء كانوا مؤمنين وذلك لأن الكثير من الأنبياء والأولياء الذين ذكرهم الله في القران كانوا يعيشون في مصر، فالنبي إدريس هو مصري وكذلك ذو القرنين، كما أن النبي يوسف والنبي موسى ـ عليهم السلام جمعا ـ دارت قصتهم في مصر، مما يؤكد على وجود الدين والإيمان في مصر منذ آلاف السنين قبل الإسلام والمسيحية.
وذكر السيسي أن أحمد جمال باشا أول رئيس لهيئة الآثار المصرية قام بحصر 3500 كلمة هيروغليفية ما زالت مستخدمة في لغة الحياة المصرية اليومية في عصرنا هذا والكثير منها له دلالات دينية، وأضاف إلى أن المفكرين عربا أو أجانب أجمعوا على أن التوحيد جاء من مصر، وقد حملت الكثير من الجداريات المصرية القديمة الكثير من العبارات المنقوشة الدالة على التوحيد، وطبيعة هذا التوحيد يشبه إلى حد كبير التوحيد الإسلامي، فمن المنقوشات التي يظهر عليها ذلك جدارية يوجد بها طريقة الوضوء وإبريق الماء، وقد أحضر السيسي معه صورة لجدارية يظهر عليها المصريون القدماء وهم يصطفون في صفوف للصلاة، وكانوا في وضعية السجود، وبين أن سجودهم كان على الأذقان بحيث ينظرون إلى الأمام وهم يسجدون، وربط ذلك – حسب رأيه – بالآية التي يقول الله تعالي فيها: ويخرون للأذقان سجدا" مبينا أن هذه الآية تدل على تلك الطريقة في السجود.
الصوم والكعبة أصلها هيروغليفي!

كما ذهب وسيم إلى أن المصريين القدامى يوجد عندهم صوم، وهذه الكلمة "صوم" هي ذات أصول هيروغليفية وذلك أن "صاو" تعني الامتناع، و"أم" تعني الطعام، والجمع بين الكلمتين تعني الامتناع عن الطعام، فكانوا يصومون 30 يوما، وفي نهاية هذا الصوم يوجد عيد يمتد إلى يومين، ويسمى هذا العيد بـ" شي شلام ربه" وتعني "عيد السلام الكبير"، كما أنهم كانوا يعرفون الحج فكانوا يحجون إلى الكعبة ويدورون حولها 7 مرات، كما كانوا يحجون إلى أحد الأهرامات ويدورون حوله 7 مرات، وأصل كلمة الكعبة هو أصل هيروغليفي فالكلمة المصرية القديمة هي "كابا" وفي اللغة الإنجليزية "كيوب" تطلق على المكعب، وفي اللغة العربية "الكعبة"، كما أنهم عرفوا الزكاة.

أسمى من الوصايا العشر

أما فيما يتعلق بالقانون الأخلاقي في الحضارة المصرية القديمة فهو كما يصفه المحاضر بأنه كان أسمى من الوصايا العشر، ومبينا ذلك بأن الوصايا العشر يوجد بها وصية لا تشهد الزور، وهي تدل على أنك لا تكذب أمام القاضي، ولكن في القانون الأخلاقي المصري القديم فجاء فيه وصية لا تكذب بالإطلاق دون تقييدها، موضحا محكمة العدل الإلهي عند القدماء المصريين والتي كانت تتشكل من 42 قاضيا يتزعمهم "أوزايروس" بحيث يطرحون في العالم الآخر 42 سؤالا على الإنسان بعد موته وتكون إجاباتها إنكارية، و42 سؤالا آخرا وتكون إجاباتها تأكيدية وإثباتية، وهالك ميزان للحسنات والسيئات، كما أن المصريون كانوا يضعون بطاقة على صدر الميت كتب عليها عبارة "لا تشهد عليّ يا قلبي" فكانوا يعلمون أن أعضائهم تشهد عليهم. كما أنه وجدت جدارية في مقبرة لرمسيس الثالث تبين أن الجنة على اليمين والنار على اليسار وفي الوسط الصراط.

الفراعنة ليسوا ظلمة

وقد ذكر السيسي أن الإنسان المصري القديم كان رقيق التعامل مع الآخر من بني جنسه، بل ذهب إلى نفي فكرة الاستعباد والسخرة والظلم ، كما هو شائع عند الناس، من أن الفرعون كان يستعبد الناس ويسخرهم لخدمته، وقال أن هذا الأمر تهمة ألصقها اليهود بالمصريين القدامى، فالمحاضر يقول أنه يوجد عند المصريين القدماء حساب يوم القيامة على الإنسان إذا لم يسقي الشجرة وتركها تموت. ويقول أن القانون القديم كان عادلا وحاول أن يساوي بين الرجل والمرأة فنصيب المرأة من الميراث مثل نصيب الرجل، كما أن وثيقة الزواج بين الرجل والمرأة تبين شرطا على لسان الزوجة وهو: "إذا هجرتك، سأرد لك مهرك، ونصف ما جمعناه".
وأشار المحاضر بشهادة الباحثين إلى أن القانون المصري الحديث والذي استمد من القانون الفرنسي هو أصله مصرين مطلقا عبارة، "هذه بضاعتنا ردت إلينا" وذلك عبر مسيرة تاريخية لهذا القانون، ففي العصر القديم جاء المفكر سولون اليوناني إلى مصر وتعلم فيها القانون، ومن ثم رجع إلى اليونان وكتب تلك القوانين ثم انتقلت إلى روما ومن ثم جاء نابليون بانوبرت ونقله إلى فرنسا وأسماه باسمه، ومن ثم عاد إلى مصر في العصر الحديث.

مصر أهدت التقويم الشمسي

بعدها ذكر وسيم السيسي مجموعة من الإنجازات العلمية للحضارة المصرية القديمة، ذاكرا قصة محمد حسني مبارك عند زيارته لفرنسا وأثناء لقائه بعالمة المصريات القديمة كريستين نوبلكور التي توفت العام الماضي، فقالة له أن تمثال أمون يوجد به عبارات تمثل سرا عظيما كان يعرفه المصريون القدامى، وهو أن تمثال أمون كتب على العين اليمنى الشمس، وعلى العين اليسرى القمر، وكتب أن العين اليسرى تستمد ضياءها من العين اليمنى، فهم كانوا يدركون أن ضوء القمر مستمد من الشمس وأنه كوكب لا يضيء بذاته. وذكر أن مصر أهدت العالم التقويم الشمسي، وذلك من خلال الشعرة اليمنية التي لا تظهر إلا كل 365 يوما و6 ساعات، وهذا تقويم مصري قديم سبق التاريخ الميلادي بقرون، وقد قسموا السنة إلى 12 شهرا، والشهر إلى 30 يوما، و5 أيام هي الأعياد
جريدة عمان