المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليوم بدار الأوبرا السلطانية.. أيمن تيسير وغادة رجب في أغنيات خالدة من التراث العربي


سالم الوشاحي
03-02-2013, 02:24 PM
اليوم بدار الأوبرا السلطانية.. أيمن تيسير وغادة رجب في أغنيات خالدة من التراث العربي

تغطية: هدى حمد -


يُمسك العصا من المنتصف وهو يمارس الفن والعمل الأكاديمي في آن، وقد غنى في العديد من الأوبرات في العالم، وكانت الأوبرا السلطانية ضمن خارطة حلمه وهو يتابعها عن كثب، فهو يجدها من أهم المعالم الثقافية في الوطن العربي، بما تقدمه من برامج نوعية.. هكذا وضعنا المؤتمر الصحفي الذي عُقد ظهر الأمس بفندق جراند حياة على مسافة قريبة من الفنان الأردني أيمن تيسير المفتون بالغناء الكلاسيكي، والذي كرّس كل جهوده لإحياء تراث الموسيقى العربية الخالدة وبذل مواهبه ودراساته الأكاديمية لتحقيق هذه المهمة. فقد أصدر أيمن أسطوانات عديدة بين أغنيات كلاسيكية ووطنية، نالت استحسان محبي الغناء العربي. لا يحرص الفنان أيمن على تدعيم مسيرته الفنية فحسب، بل نجده يلعب دورا بالغ الأهمية في تبني المواهب الجديدة في كافة أشكال الفنون من خلال مشروع "بيت الموسيقى" الذي كان حلما طال انتظاره ثم تحقق أخيرا في عام 2011، بأن تأسس وأصبح أكاديمية كاملة. وهو يشهد اليوم ميلاد المواهب الجديدة ونموها، واحتضان البراعم الفنية، وإمدادها بالدعم والخبرة اللازمة لتتفتح وتزدهر في مسيرة مشوارها الفني.

نحن اليوم على موعد مع أمسية عربية أصيلة لكل محبي الموسيقى العربية الكلاسيكية في سلطنة عُمان، حيث ستظهر المطربة المصرية غادة رجب في أداء ثنائي مع المغني الأردني المعروف أيمن تيسير تحت قيادة المايسترو الأردني هيثم سكرية، وقد كان لنا هذا الحوار مع الفنان الأدرني الدكتور أيمن تيسير.
** حدثنا عن الأرضية المشتركة بين الفنان أيمن تيسير والفنانة غادة رجب.. تلك التي تسمح لهما بالتناغم على منصة واحدة؟
- يجمعني أنا والفنانة غادة رجب حرصنا المشترك على إحياء التراث العربي، فأصواتنا تنتمي للمدرسة الكلاسيكية العربية، ومن هذا المنطلق حدثت تجارب سابقة، وكانت لنا حفلات مشتركة في عمّان والقاهرة.
البداية كانت عام 2009 عندما كانت القدس عاصمة الثقافة العربية، فاخترتها من ضمن كل الأصوات العربية لتشاركني في عمل فني. ثم توالت اللقاءات في جرش وفي الأماسي الطربية في عمّان.
** السبب في ضعف ظهور الفنان الأردني وغيابه عن الساحة العربية؟
- السبب الرئيسي عدم وجود انتاج.. فغياب الانتاج أدى لغياب الفن وهنالك سبب مرادف أيضا وهو أنّ الفنان الأردني فنان كسول.. يريد الفرصة أن تأتي إليه لا أن يذهب إليها. بينما الفنان المصري أو اللبناني يمتلك الحراك والسعي ليضع نفسه على الخارطة الجماهيرية، فنجده يسافر ويغامر بحثا عن فرصه.
** غامرت بتقديم محمد عبدالوهاب عبر الجاز.. كيف ترى هذه التجربة ؟
- كنت متخوفا كثيرا من هذه التجربة خصوصا وأنه قامة فنية من الصعب على أحدنا أن يتجرأ عليها.. لكن الهدف شفع لي، فعندما كنتُ أدرس في الجامعة كنتُ أتساءل عن الطريقة التي استطيع بواسطتها أن أوصل الفن الكلاسيكي إلى أذن شباب اليوم، فوجدتُ أنّ "الجاز" يمكن أن يكون مدخلا جيدا.. لذا اخترت سبعة من أعمال عبدالوهاب .. " أنا والعذاب وهواك" "الحبيب المجهول".. وغيرها. ثم قمنا بإعادة توزيعها الموسيقي على موسيقى الجاز. أول عرض قدمته حضره الإعلامي وجدي الحكيم. كان تفاعل الناس غير عادي رغم أني في البداية لم أفهم هل أعجبهم الموضوع أم لا. وعندما انتهى العرض صعد وجدي الحكيم على المسرح وقال للجمهور: "وأنا أستمع اليوم لـ أيمن تيسير شعرتُ أن محمد عبدالوهاب بجانبي".
** ألم تشعر بالخوف من أن تصيب الأغنية الكلاسيكية بالتشويه؟
- أنا لم ألعب بالألحان.. وإنمأ كنتُ اشتغل على فواصل الأغاني حيث أسمح للآلات بأن ترتجل على موسيقى الجاز.
** هل فكرت أن تجرب ذلك على فنانين آخرين؟
- نعم.. الفنان عبدالحليم حافظ .. والفنان فريد الأطرش.. ما يسعفني هو وجود ألحان يمكن أن تضبط على لعبة الجاز.
** كان هدفك هو تقريب الكلاسيك لشباب اليوم.. هل تظن أنك نجحت في ذلك؟
- كان هنالك طفل عمره 13 سنة، حضر الحفل، وظل ينتظرني لآخر لحظة مع والدته لكي يلقي عليّ التحية، أخرج من جيبه خمسة دنانير وقال:" أنا في حياتي كلها لم استمع لعبدالوهاب.. ولكن الآن سأذهب واشتري أعماله" . كانت تلك الجملة تكفيني لأشعر بالفرح، وبوصولي للهدف الذي أنشده.
** حدثنا عن مشروعك بيت الموسيقى؟
- مشروع طموح بدأنا التفكير فيه قبل 3 سنوات، وهو مزيج بين الاكاديمي والفن.. فمع مرور الوقت أصبح لديّ فكر خاص أردتُ أن احققه من خلال مؤسسة تخصني. مركز معني بكل الفنون بعيدا عن التزامات المؤسسات الرسمية. حيث أكون أنا صاحب القرار فيها. مكان يُعنى بالمواهب الشابة والأطفال. دشنا المشروع عام 2011 ، وقد تجاوز الآن حدود الأردن، فهنالك فرع جديد سيفتتح في الكويت.
** ماذا عن الدعم؟
- حصلتُ على الدعم المعنوي كما يحدث عادة في الوطن العربي، واعتمدت على جيبي الخاص فيما يتعلق بالدعم المادي.
** لديك قسم خاص للعلاج بالموسيقى؟
نعم .. البيت يضم العديد من المدارس.. مدرسة الموسيقى للأطفال من عمر 4 سنوات فما فوق. مركز للصوت .. يحضر إليه حتى المذيعين ليأخذوا دورات في الصوت وطريقة الإلقاء، كما يهتم بالمشاكل المتعلقة بالنطق لدى الأطفال. مدرسة للرقص، تضم كل أنواع الرقص. مدرسة للفن التشكيلي، بالإضافة إلى جاليري كبير للفن ومسرح، ومركز للعلاج بالموسيقى للأطفال الذين يعانون من التوحد. وبالإضافة إلى المدارس هنالك العديد من الفرق .. فرق أطفال .. نواة أوركسترا، فرقة للموسيقى العربية، كورال الموسيقى العربية، فرق جاز .. وقد شاركنا بكل الفعاليات بالأردن، وهنالك الكثير من المواهب تخرج من بيت الموسيقى.
** طاقم العمل في بيت الموسيقى؟
- جميعهم من الأردن.. أما في العلاج بالموسيقى فنستعين بخبرات من كوريا وأمريكا لأنه تخصص نادر.
** هل حقا ما يتبادر للأذهان بوجود قطيعة بين مهرجان جرش وبين الفنان الأردني؟
- مهرجان جرش هو مهرجان عالمي، ومن يقف على منصته لا بد أن يكون نجما جماهيريا لأنه ببساطة يستقطب ما يقارب من 5000 آلاف متفرج. فهل ثمة مطرب أدرني قادر على جلب 5000 متفرج؟؟ طبعا لا.. إلا إذا استثنيا الفنان عمر عبد اللات لأنه فنان جماهيري، فهو نجم شباك يُقدم لونا شعبيا يجلب شريحة كبيرة من الناس.
ولكن إلى جوار ذلك لديّ وجهة نظر أخرى.. لماذا أترك الليلة بطولها لفنان كبير وجماهيري.. لماذا لا أضع إلى جواره فنانا أردنيا في نفس الليلة لكي أدعمه، وأعرف الناس عليه.. لماذا تحتكر الليلة بأكملها لفنان واحد؟ هذا هو العتب على من يدير مهرجان جرش.
** ماذا عن ألبومك "أعز الألحان"؟
- لم ينزل إلى الآن هذا الألبوم إلى الناس.. بالرغم من أني صورتُ أغنيتين منه. الموضوع متعلق بما يحدث في الساحة العربية أعني الربيع العربي.. ولكني لا أخشى أن أتأخر في إنزال الألبوم لأنه ليس موضة تنتهي موضته بمرور الوقت.. "أعز الألحان" هو من ألحاني الخاصة بي ومواضيعها بين القصائد الطربية والطرب باللهجة المحكية وأغاني انسانية ..من مثل أغنية عن مرض "السرطان".
** الربيع العربي وأثره على الفن؟
- الربيع العربي بدأ بفكرة فرحنا بها جميعا، ولكننا مع مرور الوقت اكتشفنا أننا في مصيبة لا ندري كيف نخرج منها . ألبومي جاهز منذ سنة كاملة، وشركات توزيع الانتاج تقول إنها لا تستطيع التوزيع الآن .. هذا وقت خسارة.. الآن الفنان متضرر فهو بلا حفلات وبلا انتاج وبلا توزيع غالبا..
** ربما تفكر الأوبرا السلطانية مستقبلا في أن يكون لديها مشروع مقارب لمشروع بيت الموسيقى .. فما مدى امكانية التعاون بين الطرفين؟
- أتمنى ذلك بالفعل، وخبرتي في بيت الموسيقى هي تحت تصرفهم. خصوصا أن افتتاح الفرع الأول من بيت الموسيقى سيكون في شهر سبتمبر في الكويت، لأنهم تحمسوا كثيرا للفكرة.
** هذا النوع من الاشتغال الذي تُقدمه بكل هذا الجهد أنت تعي تماما أنه نخبوي وبالتالي جماهيريته أقل؟ - أنا أدفع ضريبة تمسكي بالتراث الموسيقي.. ويطلق عليّ في الأردن المطرب الارستقراطي، مطرب النخبة، ولكني مقتنع بما أقدم، وليس لديّ مشكلة مع الجماهيرية
جريدة عمان