المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القيم الأخلاقية في الثقافة


سالم الوشاحي
04-02-2013, 05:49 AM
ماجد بوشليبي

مناحي الأخلاق في الثقافة كثيرة، وهي تدعم بشكل عام القيم الجمالية في سلوك الإنسان، سواء في احترام ذاته وترقيتها إلى الأفضل، أو في ترقية علاقاته بالآخرين وفق ضوابط مجتمعه وقيمه، لذا فإن الاشارة إلى مسألة الأخلاق في الثقافة ضرب تحصيل الحاصل، فالمثقف عليه ان يمتلك تلك القيم النبيلة على سبيل الافتراض، فهو لا يخدع ولا يغش ولا يسرق ويحترم رأي غيره، لكن القيم المطلقة والمثالية في العادة لا توجد على الأرض، والبشر خطاؤون وتلك المثالب موجودة في سلوكهم، إذاً فإن الحديث في الثقافة والأخلاق سيكون في أطر “المسؤولية أو الالتزام، والفضيلة والحرية، والمواطنة الصالحة” وفي حدود العمل على ترقيتها لا في مجال وجودها في حدها الأدنى الذي يفترض وجوده .



فاستقلال فكر الفنان يلزمه حد معين من الثقافة المجتمعية التي تحصر قيمه في اطارها، لكن من دون الخروج على فكرة الارتفاع بسقف الإبداع في اتجاه تنمية المهارات واكتسابها وممارسة الإبداع وتطويره، لا العمل على تعديل القيمة التي تشكل صالح المجتمع، فالقيم والثوابت أمر وتنمية الإبداع وترقيه أمر آخر، وبالتالي فإن المسؤولية تتعلق بأخلاقيات الانتماء إلى الهوية الثقافية للمجتمع وفي حماية الموروث الثقافي، واحترام حقوق الإبداع والملكية سواء الفكرية أو العامة، وفي المقابل دون قيود على استخدام البنية الثقافية المادية وغير المادية أو توفيرها لجميع قطاعات المجتمع وفئاته، وتمكينها من المثاقفة والإبداع ورعاية موهبتها سواء أكانت من الفئات التي تحتاج للتمكين، أو من فئات الإبداع والموهبة المتفوقة .



ان الاهتمام بسياسة متوازنة للثقافة والفنون كجزء من السياسات التنموية الاجتماعية والاقتصادية، تعمل على تعزيز الرفاه الاجتماعي وتصنع بعداً اقتصادياً جديداً في تعزيز قيم العمل والإنتاج وترقية الدخل، لكن أهم نتائجها هي تعزيز قيمة المواطنة الصالحة، فقيم التسامح والحوار والاعتدال واحترام معتقدات الآخرين، وقيم الذائقة الجمالية والتحضر وتنمية المعارف والابتكار ورعاية المحيط والبيئة، هي من قيم المواطنة الصالحة التي تضاف إلى قيمة الانتماء والولاء والوحدة والتلاحم، لذا فإن وثيقة قيم وسلوكيات المواطن الإماراتي التي اعتمدها مجلس الوزراء هي وثيقة ثقافية بدرجة عالية، جمعت معايير كثيرة في بناء السياسات الثقافية ومرتبطة بها، بل أن تعريف المواطنة فيها مرادف ومقارب كبير لمعنى ومفهوم الثقافة، فالمواطنة هي بما معناه في الوثيقة إنها العناصر المشتركة والموروثة من القيم العالية والمبادئ والعادات والسلوكيات بين الأفراد في الدولة الواحدة التي تسهم في شخصية المواطن وتميزه، وليس للسياسات الثقافية التنموية من أدوار وأهداف غير هذه تعمل على بنائها وتعزيزها من خلال بناء البرامج والوسائل الثقافية .

جريدة الخليج