المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تأكيد على حرية الإبداع في افتتاح الدورة 14 من المهرجان الوطني للفيلم المغربي


سالم الوشاحي
04-02-2013, 06:24 AM
طنجة "ا.ف.ب" -طغى هم التأكيد على حرية الفكر والابداع على الكلمة الرسمية التي القيت في افتتاح الدورة الرابعة عشر من مهرجان الفيلم المغربي في طنجة، في ظل تولي حزب العدالة والتنمية الاسلامي قيادة الحكومة المغربية للمرة الاولى منذ الاستقلال.
ومع أن المغرب افضل حالا بكثير من دول الربيع العربي التي شهدت ثورات قادت الاسلاميين الى السلطة، لا يزال قلق المبدعين باديا، خصوصا بعد الجدل الذي انطلق في السابق وطال المهرجانات الموسيقية في المغرب، ولا سيما مهرجان "موازين".
وزادت بعض الهجمات التي تعرضت لها اعمال سينمائية مؤخرا وارتفاع اصوات حكومية تطالب بفرض الرقابة على الاعمال الفنية السينمائية خوف المبدعين السينمائيين وقلقهم على الرغم من التطمينات الحكومية. وقد انعكس هذا القلق في احاديثهم الجانبية في طنجة.
وعبر والي جهة طنجة- تطوان محمد اليعقوبي عن التبني الرسمي الملكي لحرية الابداع في كلمته في افتتاح المهرجان الوطني الذي يرعاه الملك، قائلا ان "الرقابة من اخطر العوائق التي تمنع الخيال البشري من الانطلاق نحو آفاق الخلق والتجديد، خصوصا اذا كانت خلفيات ايديولوجية تحركها."
واكد المسؤول الرسمي ان طنجة حاضنة الفكر والابداع الحر ستظل داعمة للمبدع السينمائي المغربي الذي "يتمتع بكامل النضج ويحس بحجم المسؤولية التي تناط به اثناء الانكباب على اخراج عمله السينمائي"، مشيرا الى ان المركز السينمائي المغربي يتمتع ب"المستوى نفسه من النضج والمسؤولية".
وقد قوبل كلامه هذا بتصفيق في قاعة السينما التي احتشدت بعدد كبير من صناع السينما في المغرب التي ليس فيها اي جهاز رسمي للرقابة على الفن، خلافا للكثير من البلدان العربية.
وسط هذا الجو كان افتتاح الدورة الرابعة عشر من المهرجان الوطني للسينما المغربية مساء الجمعة في الدورة التي ستستمر لغاية 9 شباط/فبراير والتي ستضم في مسابقتها الرسمية 21 فيلما طويلا من بينها عدد من الاعمال الناطقة بالامازيغية و11 فيلما اول.
وفي ختام المهرجان الذي ينظمه المركز السينمائي المغربي، ستمنح 12 جائزة للاعمال الطويلة، فيما يشارك 14 فيلما في مسابقة الافلام القصيرة.
وتأكيدا على الحريات الشخصية والفنية، تم اختيار الفنانة لطيفة احرار للمشاركة في لجنة تحكيم الفيلم القصير بعد ان تلقت تهديدات بالقتل من متطرفين بسبب ما ارتدته خلال مهرجان مراكش السينمائي من ملابس اعتبرها متطرفون مخلة بالآداب.
وخلال الافتتاح، وجهت تحية الى ارواح الفنانين المغاربة العشرة الذين رحلوا خلال الاشهر الاخيرة، ابرزهم رجل السينما والمسرح احمد الطيب العلج ومحمد مجد وعزيز العلوي ونعيمة البوعناني.
وتم ايضا تكريم الفنانين عائشة ماهماه ومحمد بن ابراهيم وعبدالله العمراني الذين تسلم كل منهم درعا من المهرجان.
اما فيلم الافتتاح فكان مشروع فيلم وثائقي يعمل عليه حاليا المخرج علي صافي ويسلط الضوء على المخرج والفنان والكاتب الراحل احمد البوعناني صاحب فيلم "السراب".
وفيما تكشف المسابقة عن عدد من الاعمال للمرة الاولى، تضم افلاما سبق عرضها في عدد من المهرجانات ونالت جوائز وحظيت بالاهتمام.
فقد سبق لشريط "يا خيل الله" لنبيل عيوش ان قدم في مهرجان كان السينمائي في تظاهرة "نظرة خاصة". وانتزع فيلم "خويا" لكمال المحوتي جائزة افضل فيلم عربي في كانون الاول/ديسمبر الماضي في مهرجان دبي السينمائي الذي عرض خلاله ايضا فيلم حكيم بلعباس "محاولة فاشلة لتعريف الحب" الذي يروي سيرة عاشقين منعا من الزواج فتحولت دموعهما الى بحيرتين تحملان اسميهما.
وعرض فيلم "زيرو" لنور الدين لخماري وفيلم "يوميات طفولة" لابراهيم فريتاح في اكثر من مهرجان قبل طنجة.
وتسجل مسابقة هذا العام عودة اسماء عريقة في السينما المغربية مثل محمد عبد الرحمن التازي وفريدة بليزيد. وشهدت المغرب في السنوات الاخيرة، بفضل سياسة الدعم وتشجيع السينما، مزيدا من الانتاج السينمائي وحضورا في المهرجانات العربية والدولية، وهي تتصدر حاليا السينما الافريقية من ناحية كمية الانتاج ونوعية الافلام المشاركة في المهرجانات. وباتت المغرب تنافس مصر على صدارة اهم انتاج افريقي في القارة وتقترب منها او تتغلب عليها منم ناحية عدد الافلام المنتجة.
وقد تمكن فيلم "براق" لمحمد مفتكر الذي سبق أن حاز جائزة المهرجان الوطني من نيل الجائزة الكبرى في مهرجان السينما الافريقية "فيسباكو" الذي يقام كل عامين في بوركينا فاسو.
وستشارك المغرب هذا العام في "فيسباكو" الذي يستهل في 23 من هذا الشهر مع 7 افلام مغربية من بينها ثلاثة في المسابقة الرسمية. وبذلك، تتصدر المغرب البلدان الافريقية من حيث عدد الافلام المشاركة في المسابقة.
هذا فضلا عن اعتماد المغرب سياسة انتاج مشترك مع بوركينا فاسو، فقد تم التعاون بين البلدين على اربعة افلام في العام الماضي.
وتنتج المغرب في العام نحو 12 فيلما فعليا، وتنجز بعض الافلام بعد سنتين او اكثر من نيلها الدعم من المركز السينمائي المغربي.
وبمناسبة انعقاد المهرجان الوطني، كرر المدير العام للمركز السينمائي المغربي نور الدين الصايل وجهة نظره الخاصة بالسينما المغربية، أي انه لو لم يكن هناك انتاج سينمائي مغربي لما امكن اقامة مهرجان مراكش. وقال "لا اريد مهرجانات-واجهة ولا معنى لمهرجان دولي في بلد لا ينتج سينما".
وكرر ايضا ايمانه بان اتاحة المجال امام صنع الكثير من الافلام القصيرة ستضمن النوعية في النهاية، الا أن نقادا كثيرين في المغرب لا يزالون يعارضونه في وجهة نظره هذه.
جريدة عمان