المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قاسم حداد: الثقافة العربية فشلت في اختبار الديمقراطية


سالم الوشاحي
06-02-2013, 06:06 AM
اعتبر أن الفنون ليست أحصنة سباق
قاسم حداد: الثقافة العربية فشلت في اختبار الديمقراطية
دبي - محمد ولد محمد سالم:








استضافت ندوة الثقافة والعلوم في دبي مساء أمس الأول الشاعر البحريني قاسم حدّاد في محاضرة بعنوان “هل مات الشعر في زمن الرواية؟”، وذلك بحضور محمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي وسلطان بن صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة وبلال البدور نائب الرئيس والدكتور عبدالخالق عبدالله عضو مجلس الإدارة .



وقدم للمحاضرة الكاتب علي عبيد الهاملي، فاعتبر أن العنوان قد يراه البعض تقليديا وقد يستفز آخرين، وقد يرضي فريقا ثالثاً، لكنه في كل الأحوال يشير إلى أزمة من نوع ما، وتساءل الهاملي هل تتعلق تلك الأزمة بالشعر نفسه أم بتراجع الذائقة الأدبية العامة للقراء العرب أم باحتفال مقصود بالرواية على حساب ديوان العرب الأول؟



قاسم حدّاد بدأ حديثه عن الموضوع بقوله: “أخشى أننا كلما وضعنا الثقافة العربية على محك الديمقراطية تفشل في الاختبار”، وأوضح أن طرح سؤال موت الشعر وانتشار الرواية يعود في الأساس إلى خلفية ثقافية عربية إقصائية تنظر إلى كل شيء نظرة أحادية لا ترى التعدد والاختلاف، ولا تستطيع أن تستوعبه، وهي خلفية فاشية تقوم على العنف لذلك تستخدم كلمة “موت” في مسائل الثقافة التي هي أبعد شيء عن العنف، وتساءل بتعجب عن معنى استخدام الألفاظ العنيفة في حقل الأدب، وأضاف حدّاد أن الديمقراطية والتعدد والاعتراف بالآخر ليس شرطا ثقافيا فقط لكنه ضروري لوجودنا واستمرارنا .



وقال إنه بوصفه شاعرا فليس من مهماته الدفاع عن الشعر، لأن الشعر إما أن يدافع عن نفسه ويحقق حضوره، أو يموت غير مأسوف عليه، وهو في جوهره أنقى وأعز من أن يحتاج إلى من يدافع عنه، كما أن الفنون ليست أحصنة في مضمار سباق حتى يبزّ أحدها الآخر، بل هي أشكال من التعبير تتنوع بتنوع أذواق الناس وميولهم وقدراتهم، وحاجاتهم الفكرية والنفسية، ولا فضل بين فن وفن، ولا يمكن لفن أن يبز الآخر أو يقصيه .



وأضاف حدّاد أن الشعر ليس هو القصيدة، بل هو جوهر الجمال وروحه في كل فن جميل، وفي كل أشكال التعبير الإنسانية، ومشكلة الذين يقولون بموت الشعر أنهم جاؤوا في لحظة تاريخية تألق فيها الشعر وانفتح على كل أشكال التعبير الأخرى واتسع مفهومه، ليخرج من حدود الجنس الأدبي الواحد إلى العمل الإبداعي المفتوح على كل الفنون والأشكال .



ورأى حدّاد أن قصور النقد عن فهم واستيعاب حركة الشعر الحديثة أسهم في القول بموت الشعر، كما أن الوفرة في وسائل النشر وسهولة الوصول إلى القارئ جعلت الكثير من الكتاب الجدد يستسهلون الشعر، ولا يأخذون أنفسهم بالجدية المطلوبة والمسؤولية التي ينبغي أن يتحلى بها كل مبدع اتجاه فنه واتجاه قارئه، وأسهم أيضاً في ذلك غياب النقد الجاد الذي يرشد الظاهرة ويوجهها .


جريدة الخليج