المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قاسم حداد يبدد وهم تصدر الرواية


سالم الوشاحي
06-02-2013, 06:16 AM
في محاضرة عن علاقتها بالشعر في ندوة الثقافة
قاسم حداد يبدد وهم تصدر الرواية
المصدر: دبي- نوف الموسى
حداد خلال الندوة تصوير- خليفة عيسى

هل بدد الشاعر البحريني قاسم حداد وهم تصدر الرواية عن الفنون الأدبية الأخرى؟، بسؤاله عن هوية المتهم في افتعال موت الشعر، مرجحاً أنها إحدى إسقاطات الصحافة الثقافية العربية البائسة كما يعتقد، تكريساً لتقديس الرواية، ولقتل الشعر علناً، مضيفاً إن التعليم في شباك الاتهام أيضاً، نتيجة ما أحدثه من تدنٍّ في الذائقة الشعرية العربية، مؤمناً أن أزمتنا الثقافية حالة اجتماعية يفتقد فيها النشر إلى الرصانة الأدبية، متوقفاً عند قصيدته "مسامير السفينة" مطالباً فيها بالهدوء القليل والطويل انتظاراً للحشود وقرأ منها: "ساعةٌ في التيه أقسى من يـدٍ مبتورةٍ، لَمْلِمْ مساميرَ السفينةِ وانتظرْ".

جميعها استنباطات فكرية أشعلها سؤال محاضرة ندوة الثقافة والعلوم بدبي، أول من أمس، بعنوان:"هل مات الشعر في زمن الرواية"، والتي أقيمت وسط حضور محمل بأسئلة وجودية الشعر، ومفهوم الموت والاحتفاء بالشاعر، ومعايير تصنيف الشاعرية والقصيدة، وتخلف النقد الأدبي عن ريادة التجربة الشعرية.

شهوة ثقافية

"شخص لا يهدأ في مكان ولا يستوعبه شكل الحياة، مثل مجنون أعمى يبحث في غرفة مظلمة عن شمس ليست موجودة. لا يطمئن لجهة ولا يستقر في إقليم وليس له ثقة في ما يكتب.

يسمي ما ينجزه من كتابة : التمرين الأخير على موت في حياة لا تحتمل"، مقطع من السيرة الذاتية لـ حداد، وثقها ضمن موقعه الإلكتروني، معيداً جدلية الموت والحياة، التي قال حولها الشاعر الراحل محمود درويش في رده على خطبة "سياتل الزعيم الهندي الأحمر أمام الرجال البيض": "ليس ثمة موت.. ثمة فقط تبديل عوالم.!".

ليعيد حداد مجد الحياة في اعتبار الكتابة في كل مرة تجربة جديدة يشعر معها بأنه ولد من جديد، مجسداً رأيه في مفهوم افتعال قتل الشعر بـ " شهوة ثقافية" لا واعية لقتل كل شيء في حياتنا، مبيناً أنه سلوك يشي بخضوع لتداول المصطلحات دون التثبت من دقة صلاحيتها الثقافية والحضارية.

شمولية الشاعرية

"إنني أطرح أسئلتي عليكم دائما لكي أعرف"، هنا رد حداد المقتضب على مداخلات الجمهور، أردفه بإجابات أكد فيها أنه ليس مسؤولاً عن ما آل إليه الشعر كمثقف وشاعر، وأن تحميله يعد مهرباً آخر من قبل المعنيين بالتربية الثقافية والنقد الأدبي، عن مسؤوليتهم في اعتبار الشاعرية مكوناً للثقافة العربية.

ونوه بأن السرد عُرف عند الغرب منذ 8 قرون قبل الميلاد مع هوميروس، وشكلوا عبره ركناً محركاً للأدب الغربي، بعكس الأدب العربي الذي تعرف عليه كفن حديث، في بدايات القرن العشرين.

وبين حداد أهمية الفصل بين الشعر والقصيدة، معتبراً الأولى الروح الجوهرية الشاملة التي تغمر جميع أنواع الفنون التقليدية والحديثة والمستحدثة، والذي من شأنه أن يستدعي إعادة النظر في زعم موت الشعر، أما القصيدة فهي تتمثل في الفحوى التقني للكتابة. وأضفى المترجم شهاب غانم في مداخلته طرحاً لنماذج أفلام سينمائية حملت مقطعاً شعرياً في وصف مشاهدها نموذجاً لما سبق.

مفارقات

كما قدم حداد في إضاءات سريعة مفارقات تجيب عن صعوبة صناعة متذوقي الشعر في الوطن العربي ومنها التعليم والنشر الإلكتروني بين الحرية المسؤولة والمطلوبة والانفلات الأدبي،





صياغة





البحث عن الاطمئنان على مستقبل الشعر في المجتمعات العربية، صياغة متنوعة في اعتبار سؤال المحاضرة: "هل يموت الشعر في زمن الرواية" مشروعاً استفزازيا للحديث، حيث كشف الشاعر البحريني قاسم حداد خلاله أن العالم العربي يعيش (وهم) تصدر الشعر العربي تاريخياً، فهو يراها بحسب المقاييس الفنية وليس الجماهيرية أن الشعر العربي وبالمعنى الحضاري لم يكن يوماً متصدراً ومتقدماً ككينونة ومنظومة ثقافية متكاملة.

جريدة البيان