المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبدالرزاق عبدالواحد ينشد للشارقة والعراق ودمشق


سالم الوشاحي
07-02-2013, 06:41 AM
عبدالرزاق عبدالواحد ينشد للشارقة والعراق ودمشق

الشارقة - إبراهيم اليوسف:








احتضنت صالة مسرح القصباء، مساء أمس الأول، أمسية للشاعر العراقي عبدالرزاق عبدالواحد، لتكون واحدة من الأمسيات الشارقية الفريدة والاستثنائية، كما جاء في تقديم الشاعر الإماراتي طلال سالم لها، هذا التقديم الذي قدم مفتاحاً أول إلى عالم هذه الأمسية، التي حضرها حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة اتحاد الكتاب .



بداية، أبدى عبدالواحد غبطته، وهو في الشارقة المدينة التي خصها بقصيدة، وكان يأمل إلقاءها في الدورة ما قبل الأخيرة من مهرجان الشارقة للشعر العربي، إلا أن ظروفاً حالت دون ذلك .



استهل عبد الواحد الأمسية بكلمة نثرية، قال فيها: “إني أرى في وجوهكم العراق والإمارات”، ثم قرأ مجموعة من القصائد التي تمحورت حول موضوعات عديدة، منها ما هو وجداني، وإنساني، ومنها ما هو وطني وقومي، انشدّ إليها الحضور، وتفاعلوا معها . وجاءت قصيدته “مدخل حب موجع” لتعبر عن حبه وتقديره للشارقة:



شرف لأرضك أن تكوني



نجماً يشعشع في العيون



شرف لها أن أصبحت



مهد الثقافة والفنون



وتجنبت كل الأذى



وتجاوزت كل الظنون



وتلالأت في ليل



أمتنا مكملة الجفون



شماء أنف عفة العيني



ن ناصعة الجبين



سمحاء تهدي مالدي



ها باليسار وباليمين



وما إن انتهى من قراءة هذه القصيدة التي لاقت صدى كبيراً في نفوس الحاضرين، حتى راح يوزع قصائده الباقية إلى أربعة أقسام، فمنها قصائد الحزن والشجى، لاسيما عندما استذكر أفراد أسرته الذين توزعتهم قارات العالم، وتصوير لوعته، وهم بعيدون عنه، يقول في قصيدته “حنين النوق”:



أجل . .كل هذا الهم يوماً سينجلي



فقل للتي ترنو إليك: تحمّلي



أجل كل هذي النار يوماً ستنطفي



وتبقي نفايات العمر يمتلي



وأعلم لا بيتي سيلتم شمله



ولا أهل بيتي عائدين لمنزلي



ولا صفونا يا أم خالد راجع



ولا ضحكة إلا لمحض التجمل



لعل العراق الذي احتضن طفولته، وشبابه، وبات يغيب عنه -الآن- كما احتضن قصائده على مختلف مراحلها، بات الآن في حال تؤلم الشاعر، وما عليه سوى أن يؤكد له أنه لم يغب عن باله لحظة، فهو شاخص في دمه وضميره، ولما يزل يتغنى به:



ياعراق الإباء يا



حاكم الغيب والحكم



أتملاك مارداً



يفرز الضوء والظلم



وسرايا شبابه



قمم فوقها قمم



وأرى عصبة العدم



قزماً خلفه قزم



لا حياء ولاتقى



لا ضمير ولاذمم



غابة من عقارب



تلدغ الجندل الأصم



وإذا كانت مفردات الغضب قد شغلته، على نحو لافت، وهو ما بدا في الحيز الكبير الذي أولاه إياها من اهتمام، فإن دمشق التي لاذ بها تسع سنوات، خصها بقصيدة لافتة، مدوية، تفاعل معها الحضور، وأشار إليها في أكثر من قصيدة له، يقول في قصيدته “دمشق خاصرة الدنيا”:



من يسكن الشام كل الشام تسكنه



قد يصعب الوصف لكن سوف يمكنه



من كل مئذنة في الشام في دمه



أذان حب لها يبكي مؤذنه



كم زار قبر صلاح الدين فاشتبكت



ضلوعه حول سور القصر تحضنه



دمشق خاصرة الدنيا فلو طعنت



فقلب طاعنها الرحمن يطعنه



وكف طاعنها الأقدار تقطعه



ونصل طاعنها التاريخ يلعنه



وفي نهاية الأمسية كرم حبيب الصايغ الشاعر عبدالرزاق .


جريدة الخليج