المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصتي بعنــوانـ *جرح .. ونهاية..*


ّذكريات من بقايا جروح
20-12-2009, 10:29 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ

كيفكم يا اخوانــي

أحببت ان استعرض هذه القصهـ

وهي بقلمي وكتبتهــا قبل ثلاث سنوات عندما كنت صف الثامن تقريباً :rolleyes:

اتمنى ان تقرؤهـا وتُبدوا ملاحظاتكمـ

كما قال عمر بن الخطاب:
((رحــمـ الله إمرئ اهدى إليّ عيوبي))

اترركمـ مع القصهـ




جرح.. ونهايهـ ..

http://www.mexat.com/vb/picture.php?albumid=1909&pictureid=12497

الأرض مظلمة مدلهمة، وحدودها حمراء، كأنها عين وسط جفنين أحمرين؛ هكذا عاشوا وسط غيمة مظلمة لا تمطر إلا الحقد،وكانت قلوبهم كالحجارة بل هي اشد.

يارا فتاة مسكينة ، لها شعرٌ بني،وعينان زرقاوان، وتلبس ثوباً ممزقاً ،ومهتكاً وتمشي في الطرقات حافية القدمين .

عاشت يارا مع أمها؛ فقد توفي والدها وهي صغيرة السن ،عملت أمها في الخياطة، لتحصل على مبلغ زهيد في النهاية ، كبرت يارا وأصبح عمرها ست سنوات،و لعب القدر بحياة الأم المسكينة والتعب كان يزيد يوماً بعد يوم، مرضت مرضاً شديداً، وبعدها ماتت في أحضان ابنتها يارا، وهي توصيها بأن تجتهد في حياتها.

لم تعرف يارا ماذا حل بها ولا تدري أي حياة تعيشها، ولم يفارق كلام الأم رأس يارا ، فقد جعلته نصب عينيها.

أتى جدهــا ليأخذهــا معه ، كان يعمل في مطحنة ،و جدتها تعمل في بيع الزهور .في بداية الأمر واجه جدهــا صعوبة في إقناعها أن تذهب معه، لكن بعدما تحدث معها برقة وحنان وافقت على طلب جدها ،وبالفعل ذهبت وعاشت مع جديها ،وكانا لطيفين معها، وكانا يحاولان أن يغيرا قليلاً من حياتها؛ فصنعا لها سريراً بسيطاً، وأدخلاهــا مدرسة خاصة؛ فكانت يارا فتاة مميزة، ومجتهدة.

مرت ستة أشهر ،ويارا تشعر بالفرح مع جديها، وأبت الأقدار أن تستمر فرحتها فأفجعتها بمصيبة جديدة فقد مات جدها ترقرقت عيناها بالدمع، وشعرت بحزن كبير مرة أخرى ، حصل لها شيء فظيع لم يكن في الحسبان. نعم مات جدها العزيز المسكين، ولم يبق لها سوى جدتها التي كانت تعمل في بيع الزهور.

يا لها من حياة سوداء، عاشتها تلك الفتاة المسكينة مع جدتها تواجهان الفقر بما فيه من جوع وحرمان ،تأكل في اليوم الواحد فقط خبزاً وكوباً من حليب، وبعدها تغط في نومٍ عميق،وكانت المسكينة تشعر بالجوع، لكنها تتحمل ذلك؛ لأن جدتها لا تأكل شيئاً لعدة أيام ،وترك هذا في نفس يارا القوة والصبر على الشدائد،وكانت تساعد جدتها في بيع الزهور ،وكانت تعيش كأنها ملكة رغم أنها تعيش في حي فقير، ووسط ناس فقراء ،وكان كلما يمر يوم كانت تدعو ربها بأن يفرج عنهما كربة من كرب الحياة، وبدأ اليأس يتسلل إلى قلبها ولكنها سرعان ما تتذكر وصية أمها فتتمسك بخيوط أمل جديدة تأمل أن تحقق لها فجراً جديداً.

كانت فتاة لها نظرتها الجمالية، رغم أنها فقيرة إلا أنها استطاعت وبمهارة أن تكون رسّامة بارعة، ورائعة ،وكانت تفضل رسم اللوحات الحزينة؛ لأنها كانت تعيش حياةً حزينةً ،ولكن كانت تشكر الله على النعم التي رزقهـا و أصبحت يارا رسامة مميزة، ورائعة .

عاشت جدتها وهي تشعر بالفخر، والفرح، ولكن لم تكتمل فرحتها. ففي إحدى الليالي القمرية التي تبعث السكينة والرهبة في آن واحد فالمطر كان يهطل بشدة والرعد يشق السماء من قوته .كانت يارا في حاجة لحضن يحميها ،ويبعد عنها الخوف؛ فذهبت إلى جدتها ،وطرقت باب الغرفة ، ونادت بصوتها الحنون: جدتي، جدتي فلم تتحرك، ومرة أخرى طرقت يارا الباب فلم تستجب جدتها ،ودخلت يارا وهي تقول: سامحيني يا جدتي لقد دخلت لأنك لم تفتحي الباب، وتقدمت بخطوات مضطربة نحو جدتها فلم تستدر جدتها،وبدأ قلبها ينبض بقوة كأنه زلزال، وأمسكت بيدها كتف جدتها ،وبدأت بتحريكها فلم تتحرك ، ولم تستجب لندائها في تلك اللحظة أظلمت الدنيا على يارا ، وخرجت من المنزل حافية القدمين ، تركض إلى منزل جارهم ،وجاء جارهم الطيب ،وأمسك بيد جدتها فعرف حينها أنها فارقت الحياة؛ فاستدار إلى يارا ،وقال لها :للأسف يا يارا جدتكِ قد فارقت الحياة ،وارتفع صوت يارا وهي تقول: لا لا مستحيل لم تمت جدتي، ثم نظرت إلى جدتها الميتة قائلة : جدتي لا تتركيني وحدي في هذه الحياة لكن، بلا جدوى، وبكت تلك الفتاة المسكينة كثيراً.

مرت أيام ويارا لا تخرج من المنزل، وكل تفكيرها في حياتها، وكان جارها الطيب يحضر لها الطعام. عاشت تلك الفتاة وحدها، وكل تفكيرها كيف ستواصل حياتها ،وشعرت في تلك اللحظة كأنها شمعة يغلفها الظلام من كل مكان ، وفي أحد الأيام طرق أحد الباب وإذا بسيدة كبيرة في السن مخيفة المظهر. صرخت في وجه يارا وهي تقول:أخرجي من المنزل، ووقفت يارا ساكنه في مكانها لا تفهم ماذا يحدث لها، وقالت: هذا منزلي ومنزل جدي وجدتي، قالت العجوز: لا فقد أصبح أحد ممتلكاتي ولا يوجد متسعاً لك، وأمسكت تلك العجوز بيد يارا ورمتها خارج المنزل، وأقفلت العجوز الباب في وجها، وفي تلك اللحظة لم يبق أحد
خارج المنزل سوى يارا وقلادتها التي منحتها لها جدتها ، وشعرت بالحـزن الشديد، ولم تعرف ماذا تفعل في حياتها.


صارت يارا تنام في الشارع، هكذا أستمر الحال لهذه الفتاة حتى صار عمرها عشر سنوات،وبينما كانت تتجول بين المتاجر لعلها تجد خبزاً من رجل ، مر عليهــا طفل في سنها وكان يحمل النقود ،فسألته يارا: لو سمحت من أين لك هذه النقود رد عليهــا قائلا : من عملي وأنت تبدين فتاةً مسكينة خذي هذا واشتري بها شيئاً تأكلينه، رفضت يارا أن تأخذ المال بل طلبت منه أن يدلهــا على عمل تعمله فحكى لها عن الرجل الذي يعمل معه مقابل العيش في منزله والأكل، المسكينة يارا وافقت أن تعمل معه بهذا المقابل فأخذهــا الولد معه ليعرفها عليه.


وجدت عملاُ مع رجل كان يجمع الأولاد المتشردين من الشارع، ويسكنهم في منزله لكنه كان يأخذ منهم أجر أعمالهم مقابل السكن معه والأكل، وقد عرفت يارا هذا الرجل بواسطة الطفل نفسه الذي وجدته في السوق ، رأته تلك المسكينة ووجدته في نهاية المطاف شخصاً صارماً ،وشرساٌ يحب الضرب ،فكان يضرب أي أحد يتأخر عن العمل وهكذا واصلت حياتها تعمل مع ذاك الرجل في بيع الزهور، وكلما أحضرت يارا المال أخذه الرجل، وكان يحسب المال فإذا نقص أمرها بالعودة ،والحصول على مال أكثر ولو بالقوة.


وفي إحدى الليالي الباردة ، والأرض مغطاة بالثلج الأبيض، كان الناس يتجولون بملابس البرد، وفي تلك الفترة كان الناس لا يهتمون بالزهور رجعت يارا إلى المكان المعتاد بعد الانتهاء من العمل، ودخلت على الرجل وكانت تشعر في تلك اللحظة بالبرد الشديد كأنه يقطع جسدها ،كان البرد يغطيها وأيضا تشعر بالإرهاق الشديد ، لكنه لم يسمح لها بالدخول لم يكن في قلب الرجل أي شفقه للفتاة المسكينة ،وقال لها: ارجعي إلى مكانك المعتاد وأحضري لي المال أو لن تنامي اليوم في المنزل،المسكينة لم تكن تستطيع رفض ما طلب منها الرجل لذا خرجت من المنزل.

شعرت السيدة العجوز أخيراً بتعذيب الضمير، وأيضا بالندم، وكانت تبحث عن يارا من أيام لتعيد لها منزلها، ومرت عربة السيدة العجوز من يارا ولكن لم تعرف السيدة العجوز أنها يارا بسبب تغير شكلها.

يارا ترفع صوتها الرقيق والجميل وتقول: زهور زهور زهور من يشتري ،ولكن لم يقف أي احد ليشتري منها أو ليساعدها في محنتها. لا أعرف كيف رفض الناس أن يشتروا من تلك الفتاة المسكينة التي تشبه الزهرة الرائعة الجمال، كان القدر يلعب الدور الرئيس في حياتها ،وبدأت العاصفة الباردة بالهبوب ،والثلج بدأ بالسقوط ،والبرد يزداد ، لم تقدر يارا على السير لصعوبة ذلك ،وتصلبت قدمها من البرد،ومن عينيها الدموع، ووقفت أمام مبنى وجلست بجواره تتذكر كلمات أمها وجدها وجدتها ،وتشعر بالحزن ،وقالت في نفسها : لو لم يذهبوا عني ويفرق الموت بيننا لعشت في سعادة، لم تقاوم يارا المسكينة التعب الشديد، وشعرت بالنوم وكلما تحاول النوم لا تستطيع لأنها تتذكر كلام جدتها ألا تستسلمي للنوم في البرد ،لأنكِ ؛ ستموتين ولم تتحمل يارا، وسقطت السلة من يديها وتهدمت حياة يارا وعمرها مثل ما يتهدم البناء المتصدع ؛وسقطت يارا وهي تحلم بأسرتها ،وتحلم أن أمامها مائدة مليئة بالطعام وتأكل مع أسرتها المحببة، وأثناء سقوطها انقطعت القلادة ووقعت بقربها، للأسف نعم للأسف رحلت يارا من هذه الحياة القاسية ،وماتت مثلما تنقطع الزهرة من البستان الأخضر، وبدأ الثلج يغطي كل جزء من جسم يارا ،ومر عليها وهي قد فارقت الحياة رسام إيطالي مشهور، وظن أن يارا نائمة فجلس يرسمها وأحسن الرسام الإيطالي رسمها على أحسن وأجمل وجه بتلك الابتسامة الرائعة والخفيفة وهي نائمة دون رجعة، كان الرسام تهمه اللوحة أكثر من الفتاه لهذا حين انتهى من رسمها أحس أن هناك أمراً غير طبيعي وفي تلك الأثناء كانت تلك السيدة العجوز التي أخرجت يارا من منزلها تدخل الفندق رأت يارا وهي مغطاة بالثلج وظنتها أنها فتاة أخرى فهرولت إليها لتساعدها ، وبدأت العجوز بإزالة الثلج عن يارا وشاهدت القلادة بقرب يارا فعرفتها ،وبدأت السيدة العجوز تذرف الدموع وتشعر بالندم ،وكانت تصرخ بصوت عالٍ على سائق عربتها تقول له : أحظر العربة سنأخذها إلى المستشفي لتتلقى العلاج لكنه لم يتحرك فقد ظل ساكناً لأنه كان يعرف أن تلك الفتاة قد ماتت ،وأمسك بذراع السيدة العجوز، وقال لها: لقد فارقت الحياة هذه الفتاة وأحست تلك العجوز بالندم وبكت .

في نفس تلك الليلة المحزنة رأت السيدة العجوز أن الرسام الإيطالي قد عرض رسمته للبيع فتقدمت العجوز لترى ماذا يبيع ،و تفاجئت لأنها رأت يارا في اللوحة ،واشترت تلك اللوحة لأنها لوحةً قد رُسمت فيها يارا ،و عرفت السيدة العجوز أن الرسام قد سمى اللوحة التي رسمها باسم لوحة جرح ونهاية ،وهكذا لعب القدر بحياة يارا وماتت وهي صغيرة لم يتجاوز عمرها عشر سنوات .

اتمني ان تعجبكمـ

أرق التحايا

نبيلة مهدي
21-12-2009, 04:03 AM
ذكرتني هذه القصة بقصة بائعة الكبريت
قصة جميلة
سلمت يداكِ

دمت بخير

ّذكريات من بقايا جروح
21-12-2009, 09:38 PM
شكــراً يا اختي على المرور

ننتظرجديدكــِ ولكــِ اجمل الشكر والتقدير

ننتظر جديدكــِ

تحياتي

هيثم العيسائي
21-12-2009, 10:51 PM
مستمتع جدا وأنا أقراء هذه القصة الحزينة

فتتمسك بخيوط أمل جديدة تأمل أن تحقق لها فجراً جد

هذا هو التفائل وهذا هو الأمل الذي نعيش عليه

شكراااااااااا لك على هذه القصة الرائعة

لا تحرمنا من جديدك
لك مودتي بحجم قلبك النابض بالفرح والأمل

أحلام العلوي
22-12-2009, 01:23 PM
لك الشكر أخي الطيب :)

قصة حزينة بالفعل :(

ننتظر جديد قصصك و غيرها :)
كن بخير

ّذكريات من بقايا جروح
22-12-2009, 10:36 PM
مستمتع جدا وأنا أقراء هذه القصة الحزينة

فتتمسك بخيوط أمل جديدة تأمل أن تحقق لها فجراً جد

هذا هو التفائل وهذا هو الأمل الذي نعيش عليه

شكراااااااااا لك على هذه القصة الرائعة

لا تحرمنا من جديدك
لك مودتي بحجم قلبك النابض بالفرح والأمل

:eek:



دخل التفاجئ إلى قلبي

بل وصل إلى عقلي فتجاوز عقلي إلى اعصابي

في حقيقة الأمر

اخيراً وفي هذه اللحظة شعرت بالأمل المفقود والطموح المنشود

لم ارغب في اخراج قصصي خوفاً من السخريهـ

وانت اظهرت لي شيئاً من الإعجاب اتمني ان انتقل فيه إلى التميز

شكراً لك على المرور

وإلى لقاء جديد

ّذكريات من بقايا جروح
22-12-2009, 10:37 PM
لك الشكر أخي الطيب :)

قصة حزينة بالفعل :(

ننتظر جديد قصصك و غيرها :)
كن بخير


العفووو اختي

وننتظر مروركــ بعد هذه الموضوع مره اخرى

تحياتي

عبدالله العمري
27-12-2009, 09:25 AM
قصة ولا أروع

شكرا لقلبك

ّذكريات من بقايا جروح
27-12-2009, 09:30 PM
قصة ولا أروع

شكرا لقلبك

تسلم يا اخي ع المرور

والحمد لله والسكر الموصول لله على نيل قصتي اعجابكــ

إلى لقاء جديد

وشكراً

سالم الوشاحي
01-01-2010, 01:25 AM
قصه حزينه قراتها وساعود

لأستمتع بها

إن شاء الله

أسجل حضور هنا

((أبوسامي))

ّذكريات من بقايا جروح
01-01-2010, 01:35 AM
يسلموووو يا اخي

كلك ذوووق

وننتظر جديدكــ

ومروركــ

ولك أرق التحايا

أميرة الرستاق
17-01-2010, 11:20 AM
قصة طفولية جميلة

ّذكريات من بقايا جروح
17-01-2010, 09:32 PM
يسلمووو اختــاهـ
على المرور

وننتظر جديدكـِ

تحياتي