المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سوق الاستهلاك فرضت تعريب التكنولوجيا


سالم الوشاحي
09-02-2013, 04:11 AM
فداء الجندي في النادي الثقافي العربي:
سوق الاستهلاك فرضت تعريب التكنولوجيا آخر تحديث:السبت ,09/02/2013


الشارقة - محمد ولد محمد سالم:

1/1






نظم النادي الثقافي العربي، مساء أمس الأول، المحاضرة الافتتاحية من برنامج المحاضرات التي يقيمها على مدى شهر فبراير/شباط بمناسبة “يوم اللغة الأم” الذي يصادف 21 فبراير، ويتمحور هذا البرنامج حول واقع اللغة العربية والقضايا المرتبطة بها .



جاءت المحاضرة تحت عنوان “اللغة العربية في ميدان العلوم والتكنولوجيا” وألقاها المهندس فداء ياسر الجندي، وقدم لها الكاتب محمد حسين طلبي، فذكر أن الجندي متخصص في إدارة المشاريع وبرمجة الحاسوب وباحث مترجم في تقنية المعلومات، وله كتب وأبحاث عدة في المعلوماتية وقضايا برمجة اللغة العربية في الحاسوب .



استهل الجندي حديثه بالإشارة إلى مفارقة في نظرة العرب إلى لغتهم، “فهي في نظرهم لغة البيان والشعر والبديع، لغة المجاز العبقري القادر على صناعة الجميل الفائق، ومع ذلك يتهربون منها عندما يتعلق الأمر بالعلوم والتكنولوجيا، ويسرعون إلى اللغة الأجنبية، وكأن العربية لا تستطيع أن تفي بمتطبات العلم المحسوس، وهي التي لبت متطلبات الخيال الجامح” .



واستعرض المحاضر محطات ذات دلالة على مقدرة لسان العرب على التكيف مع الجديد، وصهره في جهازه اللفظي والاستعمالي، “فقد كانت اللغة في الجاهلية لغة الشعر وحده بأغراضه المتعددة من مدح ورثاء وغزل ووصف وفخر، ولم تكن للعرب الجاهليين معارف غير الشعر، فكان ميدانها وألفاظها منحصرة فيه، وكان مجيء الإسلام أول اختبار لقدرتها على التكيف مع الجديد، وقد نجحت في الاختبار حين استطاعت بمرونة قواعدها وسهولة الاشتقاق فيها، وغنى ألفاظها أن تلبي حاجة علوم هذه الثقافة الجديدة، فكتب بها الفقه والسيرة والتاريخ والفلسفة والطب، حتى كتب ابن سيناء معجمه لأمراض العين واستخدم فيه جهازاً مفاهيمياً لايزال الأطباء إلى اليوم يأخذون منه مصطلحاتهم” .



وقال الجندي “إن غياب اللغة العربية في مجال العلوم والتكنولوجيا لم يكن بسبب عجزها عن استيعاب هذه المجالات والتكيف معها، بل بسبب إرث الاستعمار الذي رسخ لغته، وبسبب غياب إرادة عربية وخطة موحدة لذلك”، واستدل بكون المجامع اللغوية العربية عملت منذ نشأتها على تقديم الجهاز التعبيري والمفاهيمي، وسهلت القواعد وطرحت مئات الآلاف من الألفاظ العلمية الجاهزة للاستعمال، “وقد عمل مكتب تنسيق التعريب، ومقره في المغرب، منذ نشأته، على تقديم كل ما يحتاج إليه الباحثون والدارسون في مجال العلوم من مصطلحات، وقد أصدر هذا المكتب حتى الآن 85 معجماً في جميع المجالات العلمية” .



وأوضح الجندي، “إن من المفارقات أن شركات التكنولوجيا اليوم تتقدم في البحوث اللغوية العربية المرتبطة بالتكنولوجيا على الحكومات العربية وجامعاتها ومراكز بحوثها، وقد أنشأت شركة مايكروسوفت مثلاً وحدة للّغة العربية تعمل على تقديم الحلول اللغوية الملائمة لترجمة برامجها إلى العربية لأنها تسعى للوصول إلى سوق بحجم 300 مليون مستهلك، وقد تطورت العربية كثيراً على يدي تلك الشركات الصناعية، في الوقت الذي لايزال فيه آباء التلاميذ يوجهون أولادهم في المراحل التأسيسية والإعدادية إلى التخصص في اللغة الأجنبية”، وهي مفارقة محزنة ومؤلمة كما قال .


جريدة الخليج