المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبد المنعم العمايري: مكتبتنا المسرحية تعاني شح النصوص الجيدة


سالم الوشاحي
13-02-2013, 07:33 AM
عبد المنعم العمايري: مكتبتنا المسرحية تعاني شح النصوص الجيدة

الشارقة - محمد ولد محمد سالم:








احتضن معهد الشارقة للفنون المسرحية مساء أمس الأول محاضرة ألقاها المخرج السوري عبد المنعم العمايري بعنوان “الممثل في مواجهة التكنولوجيا” وذلك ضمن منتدى الاثنين الذي تنظمه إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، وبحضور أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح في الدائرة، قدم للمحاضرة خبير المسرح محمد سيد أحمد، الذي ذكر أن عبدالمنعم عمايري، تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل، ثم التحق بدورة إخراج فني ومسرحي فى تونس، وانتسب الى نقابة الفنانيين السوريين عام ،1997 وله أعمال مسرحية تجريبية متميزة .



عبدالمنعم العمايري في مستهل حديثه ربط التراجع الحاصل في مجال المسرح بالتراجع على جميع المستويات الثقافية، رأى أنه نتيجة طبيعية لدخول المجتمع العربي في دورة صناعية وتكنولوجية لم يسهم في صناعتها وإنما هو مستهلك لها .



وتأسف العمايري على مصير المسرح العربي بعد عدة عقود من العطاء المتواصل، حيث يعاني اليوم تراجعاً كبيراً وإهمالاً من طرف المؤسسات الرسمية والخاصة، وعزوفاً لرأس المال العربي عن تمويل الأنشطة المسرحية، كما يعاني ذهاب تراث الرواد الذين أعطوا للمسرح من الإبداعات الجليلة ما يشكل منبعاً ثراً وأساساً صلباً لكل من يريد أن يصنع نهضة مسرحية عربية، فأولئك الرواد امحى تراثهم وكل ما قدموه وصار من الصعب اليوم الحصول على شيء من إنتاجهم .



وقال العمايري إن واحداً من أهم أوجه الأزمة التي نعانيها اليوم هي غياب النصوص المسرحية القادرة على التعاطي مع الواقع الحالي وتقديمه في تجلياته الجديدة، وقال العمايري: “المكتبة العربية باتت تعاني شحاً هائلاً في مشاريع إبداعية متخصصة لفن الخشبة وتقنياتها الجديدة، لم تعد معظم النصوص القديمة صالحة حتى إن أعيدت كتابتها، ولم يعد هناك ما يدهش المتلقي المعاصر المفتون بأسطورة الصورة وتجلياتها في كل نواحي حياته، ونتيجة معايشتي لكل هذه الأزمات الموضوعية منها والذاتية أجدني اليوم مأخوذاً بمسرح الشارع، لا أقصد هنا العروض التي تقدم على الأرصفة وفي ساحات المدن العامة، لكنني أبدو كالكثيرين من صانعي المسرح في العالم العربي مفتوناً بصياغتي الخاصة المستخلصة من ازدحامات هذا الشارع، بل سعيت عبر مفاتيح الكلام المسرحي لتبيان المحنة الشكلانية لعروض بلغة الشارع، النسخة التي تبدو للجمهور بأنها قريبة وبسيطة، لكنها تحمل في تضاعيف وجودها على الخشبة عوالم متراكبة ومعقدة من شوارع صغيرة حاولت أن أستمد منها مشروعية هذا الطرح” .



وأضاف العمايري أن تركيزه كان على صناعة البساطة بمعناها العميق، وراهن على الحضور الإنساني للممثل في ظل عالم يتغير باستمرار، باعتبار أن هذا الحضور هو الشيء الثابت والأكيد وهو وحده القادر على مواجهة تغول الآلة، فطاقة الممثل وفرادة إبداعه الذاتي وطزاجته الروحية هي وحدها القادرة على صنع الجمال .



وقال العمايري إنه بالتركيز على تلك الطاقة ومحاولة تفجيرها في داخل الممثل ليعرف ذاته، ويعي حدود جسده وعقله والعالم من حوله، استطاع أن يجعله يتماهى مع اللحظة الإبداعية ويستغرق فيها ليخرج هو نفسه برؤية جديدة وتصور للحدث، لشكل العرض، وهنا كان الممثل يكتب العرض، ويسهم بحرية تامة مع المخرج وبقية الممثلين في كتابته جسدياً وحركياً ورؤيوياً قبل كتابته نصياً .


جريدة الخليج